تسعى أنقره منذ فترة للسيطرة على الأمة العربية بكل الوسائل
بالتنسيق مع الولايات المتحدة ودول اوروبية. و في تقرير(للواشنطن بوست) أن رئيس الوزراء التركي، قام خلال العام الاخير بخطوات كان
الهدف منها، التسلل الى الساحة العربية من خلال مواقف مدروسة، خاصة تلك
المتعلقة بانتقاد اسرائيل، وجاءت الاحداث في مصر وتونس وليبيا فرصة لرئيس
الوزراء التركي ليضع نفسه في مقام الوصي على الامة العربية والمتحدث
باسمها.. ورمى بثقله "صوريا" لكسب ود الشارع الاسلامي بهدف الفوز في
الانتخابات التي شهدتها تركيا ، غير أن هذا الموقف سرعان ما تهاوى لتظهر
حقيقة الدور التركي وخدمته للولايات المتحدة، أداة في يد الغرب وامريكا،
وهو الذي يلهث للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.
وفور فوزه في الانتخابات أعاد كل الخيوط
التي جمدت مع اسرائيل، ليستأنف التنسيق على أعلى المستويات، ويصعد ضد
سوريا، وهو الذي بدأ تجنيه عليها، ومشاركته في سلخ اجزاء منها في اطار
المؤامرة التي تستهدف الشعب السوري، بتنسيق مع مجموعات اسلامية باتت في
الحضن الامريكي دون خجل وعن سبق اصرار. ونص التقرير:
ان تركيا سعت في السنوات السابقة الى
تعزيز علاقاتها مع سوريا مستغلة الفتور في العلاقات بين دمشق والقاهرة،
وعندما وقعت الاحداث في مصر وانشغلت في النتائج والتداعيات المترتبة على
هذه الاحداث، سارعت انقرة الى قلب ظهر المحن وبدأت تحارب سوريا خشية تولي
سوريا قيادة الدور في الساحة العربية، لذلك شاركت بقوة في مؤامرة الفتنة
التي نفذت فصولها فوق الساحة السورية.
ويضيف التقرير، ان تركيا تخشى الان، نهوض
سوريا ، وصحوة السوريين(وانفضاض المحتجين السلميين طالبي الإصلاح..واقتصار الإحتجاجات بقرى حدوديه وعناصر من أصحاب السوابق الجنائيه) الذين ادركوا حجم المؤامرة والقائمين عليها،
والابعاد الخطيرة لما نفذته عصابات الاجرام المدعومة امريكيا واوروبا
وتركيا وسعوديا، باسناد اعلامي ومالي ضخم، فالسوريون هم الان خلف قائدهم
بشار الاسد(مسيرات التأييد الثلاثاء الماضي) للقضاء على ذيول المؤامرة التي استهدفت ضرب الدور السوري وتفتيت
وحدة سوريا ارضا وشعبا.
تركيا وفي ظل انشغال مصر، تخشى نجاح
القيادة السورية في ضرب رأس الفتنة، وتزعم دمشق للساحة العربية، وبالتالي،
أخذت تعزز علاقاتها مع اسرائيل بدعم امريكي واحتواء لمجموعات التطرف
الديني، ومواصلة التآمر على سوريا وقيادتها. ويخلص التقرير الى القول، ان الدور التركي يصب في صالح السياسات
والمخططات الامريكية الاسرائيلية، ويهدف الى اقامة محور مدعوما امريكيا
واسرائيليا للوقوف ضد ايران والمقاومة، وهذا بدأ بتكشف في الاسابيع
الاخيرة.
وعندما، أعلن اردوغان بعد نجاح حزبه في
الانتخابات ان نجاحه هو نجاح لغزة والبوسنة و ... فانه يعيد الى الاذهان
حدود الدولة العثمانية التي حكمت واستبدت الامة العربية مئات السنين، لكن،
هذه المرة يريد اردوغان امبراطورية في خدمة الامريكان والاسرائيليين وهذا
ما يفسر اللقاءات السرية والعلنية التي يجريها القادة الاتراك مع المسؤولين
الاسرائيليين في تل ابيب وانقرة وخارج حدود الدولتين.
ان حقيقة الدور التركي قد كشفه صمود شعب
سوريا وقيادته في وجه المؤامرة الشرسة. ويختتم التقرير: ان سوريا هي اليوم
صاحبة الدور الاكثر تأثيرا وأهمية في المنطقة العربية، مؤكدة أن لا فراغ
موجودا لتملأه تركيا العضو في حلف الاطلسي، الاكثر تنسيقا مع تل ابيب
وواشنطن.