دمرناهم فوق أرضنا، ومن بقي منهم حياً خرج ذليلاً.تتوالى إنجازات الوطن بفضل حكمة قيادتنا الرشيدة التي تولي وطننا اهتماماً ودعماً.. جعلنا نفخر بانتمائنا له، ولعل تطهير الحدود الجنوبية من المتسللين المسلحين الذين ثبت أنهم تدربوا على فنون القتال الحديث، إضافة إلى امتلاكهم معدات وأسلحة حربية حديثة ومتطورة، واعتمادهم على أسلوب التضليل والكذب الإعلامي.. وهذا ما قادنا، لأن نسلط الضوء على ما حققه أبطالنا البواسل من انتصارات، ولتوضيح الصورة الحقيقية، حظينا بهذا اللقاء، مع قائد قوة جازان، وقائد المهمة لتطهير الشريط الحدودي سعادة اللواء الركن/ حسين بن محمد حسين معلوي.
ليس بمستغرب أن يمنح سلطان الخير أبنائه منسوبي القوات المسلحة بجازان مبلغ خمسون مليون ريال
قدرات المعتدين تؤكد أنهم خضعوا لبرنامج تدريبي بأيدي خبراء المعتدون يخططون ويتخندقون وجهزوا أنفسهم للاعتداء منذ زمن جرى تنفيذ شق الطرق في الجبال تحت وابل من نيران المعتدين أقول لذوي الشهداء: افرحوا أيها الأحباب لأن الله أكرم شهيدكم بالجنة لا يجب تصديق أقاويل المعتدين وادعاءاتهم الباطلة .
كيف تقيم سرعة استجابة القوات المسلحة للتواجد في منطقة العمليات والتعامل مع الموقف؟لقد استجابت القوات المسلحة السعودية للتواجد في منطقة العمليات بشكل رائع، وسريع، ومشرف، يجعلني أفتخر بها، حيث كانت طلائعها في منطقة الحدث خلال ساعات قليلة.. أما التعامل مع الموقف، فإنني أؤكد أن طلائعها وصلت يوم (15/11/1430هـ) مساءً، وبدأت في رد الفعل، والتعامل مع العدو صباح اليوم التالي، حيث فقدنا أول شهيد- رحمه الله- في مساء ذلك اليوم في جبل الدود من ك 33 مشاة خفيفة التابعة لقوة جازان
بصفتكم قائداً لقوة جازان من المؤكد أن لديكم الدراية الكاملة بما يدور حول حدودنا، ومن داخل الأراضي اليمنية بين المتمردين، وحكومة اليمن الشقيقة.. هل تصورتم أن يقوم هؤلاء المتمردون بالاعتداء على أراضي المملكة؟لم أكن أتوقع أن يقوم المتمردون بالاعتداء على الأراضي السعودية لأسباب عدة أهمها أن علاقتنا باليمن الشقيق علاقة أزلية تربطنا بشعبها علاقات الأخوة والدين، ولم نكن نتوقع أن يقوم حفنة من المرتزقة، وممن خانوا وطنهم، وشعبهم، وحكومته أن يعتدوا علينا، وتمتد أيديهم إلى الأرض التي عم خيرها أرجاء المعمورة
سعادة اللواء.. ما قدرات وخبرات المتسللين القتالية من حيث التدريب والتأهيل؟ وكيف تقيمون قدرات المعتدين المتسللين القتالية؟إن هذا السؤال جيد، لأن إجابته توضح لنا نوعية المتسللين، وجوابي هو إن قدراتهم، وخبراتهم، وأداءهم القتالي عال جداً، ما يؤكد لي بأنهم خضعوا لبرنامج تدريبي تم إعداده بشكل جيد، وعلى أيدي خبراء، وليس أناساً عاديين، ولفترات زمنية طويلة.
هل هناك أساليب كان المتسللون يستخدمونها لمباغتة ومهاجمة جنودنا؟نعم كان هناك أساليب حرب العصابات المعروفة، وأبرزها الكمائن، وقد طبقوا هذا الأسلوب ضد القوات الخاصة (85) عندما تقدمت لاستطلاع جبل الدخان في الأسبوع الأول من الحرب، وفقدنا عدداً من الشهداء على رأسهم قائد كتيبة القوات البرية الخاصة (85) المقدم/ سعيد العمري- رحمهم الله جميعاً. والتسلل للوصول إلى مواقع الهجوم باستخدام أساليب مختلفة، والاختفاء لدرجة الاعتقاد بأن مواقعهم مخلاة ثم الظهور
ما التكتيك الذي تتبعه العصابات الإرهابية عند الهجوم على الهدف؟كانوا ينقسمون إلى ( 4 ) مجموعات على النحو التالي
مجموعة المشاغلة.. وهذه المجموعة قد تكون قريبة من الهدف أو بعيدة عنه، وهدفها الهجوم على الموقع الدفاعي، وقد تقترب منه إلى أقصر مسافة ممكنة، ويكون عددها كبيراً، ونيرانها كثيفة حتى تعطي الانطباع عن نيتها في الهجوم، وقد تكون بعيدة بأعداد أقل فقط لمشاغلة الهدف، وجلب انتباهه إلى مواقع إطلاق النار حتى تنتهي ذخيرته، أو تقل ثم مهاجمته بواسطة مجموعة الاقتحام.
مجموعة الاستطلاع.. وهذه فقط تراقب الهدف أو الأهداف أو المواقع، وتسجل جميع حركاتها وسكناتها، وتمرر جميع المعلومات إلى القيادة.. وهذه العناصر الاستخبارية تؤدي عملها لرفع الضغط عن أي من المجموعات الأخرى
مجموعة الحماية.. ومهمتها التدخل عندما يتطلب الأمر ذلك
مجموعة الاقتحام.. وهي المكلفة بالاقتراب من الهدف، والانتظار حتى تنتهي
مجموعة المشاغلة من استنزاف ذخيرة الموقع، ثم الانقضاض عليه بالمباغتة
التضاريس بين المملكة واليمن الشقيق تعتبر من أكثر الحدود تعقيداً من حيث طبيعة الأرض.. كيف تمكنت قواتنا من التعامل مع طبيعة الأرض؟إن قواتنا المسلحة لم تكن تحارب المعتدين فقط، وإنما كانت تحارب الطبيعة بما فيها من سلاسل جبال متنوعة، وصعبة المسالك، إضافة إلى الأحراش، والغابات، والأودية، والشعاب الشاقة التي تتميز بها المنطقة الممتدة على طول قطاع المسؤولية البالغ (320 كلم)، بينما طول المواجهة الساخنة كان (68 كلم). لقد شكلت لنا الطبيعة وتضاريسها عدواً حقيقياً أقوى من المعتدي الذي جيرها لصالحه، لأنه كان يخطط ويتخندق منذ زمن، مجهزاً نفسه لذلك الاعتداء.. أما كيف تم التغلب عليها، فإن ذلك تم بفضل الله ثم بفضل همم الرجال البواسل منسوبي القوات المسلحة، وإصرارهم على إنجاز المهمة الموكلة إليهم.. ولقد انطلقنا في البداية من اختيار وحدات القوات الخاصة لهذه المهمة تساندها في السهول وحدات أخرى من أفرع قواتنا المسلحة المختلفة ثم بدأنا في احتلال نقاط تمركز أولية كموطئ قدم على قمم الجبال وفي السهول.. ثم بدأنا في إنشاء الخطوط في السهول والنقاط الدفاعية المحصنة الثابتة في الجبال ثم قمنا بتوسيعها، والبدء في شق طرقات، وممرات فوق قمم الجبال وسفوحها، لتسهيل حركة وانتشار قواتنا المسلحة، ولكن تحقيق ذلك لم يكن سهلاً، وإنما جرى تنفيذ شق الطرق تحت وابل من نيران العدو المتعددة، ما جعلنا نقرر تدريع معدات المهندسين التي نفذت المهمة حتى لا يصاب السائقون بنيران القناصين، وبالتالي، فإن تفعيلنا لجميع أنظمة المعركة في آن واحد قد جعلنا نسيطر على حركة العدو ومقاومته، حتى أنهينا مهامنا. فالمدفعية، وطيران القوات الجوية، وطيران القوات البرية والبحرية، تقصف العدو، وبشكل مستمر، في الوقت نفسه الذي تقوم معدات المهندسين بتنفيذ فتح الطرق، وأنهت مهامها رغم أنف العدو، ورغم مقاومته الشديدة، ولعل من المفيد هنا أن أشير إلى أن القوات المسلحة في هذه الحرب نفذت سياسة السيطرة على المواقع المعادية، والسيطرة على مقاومة الطبيعة بالتأني والتدرج، ثم التحفز للانقضاض في الوقت المناسب على العدو
ما الكلمة التي تود أن تسطرها في شهدائنا البواسل؟أقول لشهدائنا البواسل.. جئنا جميعاً معاً يداً بيد إلى أرض المعركة، وكلنا نقول: (لبيك يا نداء الوطن، وبعد وصولنا صرنا ننشد لبيك يا لحد الجنوبي).. وقبل ذلك كنا ننشد في كل حصة صباحية أثناء الهرولة (غلطان يا للي تطمع بأرضنا.. ما تدري أن الأرض محمية)، واليوم انتهت الحرب بالانتصار الرائع الذي جعل المعتدي يقرر بأنه انتحر عندما اعتدى على تراب وطننا الحبيب. وأسطر هنا شهادة للتاريخ لأقول فيها: (جئنا جميعاً أيها الشهداء معاً يداً بيد إلى أرض المعركة)، واليوم أو غداً أو بعد غد نعود إلى معسكراتنا التي انطلقت منها عناصر أفرع القوات المسلحة، وأنتم لستم معنا، نحن نبكي لفراقكم، وحزننا مستمر، لأنكم متربعون في ذاكرتنا ووجداننا عندما نتذكر سقوطكم أيها الأبطال فوق قمم الجبال، وبطون الأودية، بل وفي الأحراش، والسهول، والغابات نحزن، لأنكم ذهبتم، وتركتم وراءكم أبناءكم، وأمهاتكم، وإخوانكم، وأخواتكم، وأقاربكم، وزملاءكم.. نعم نحزن، لأن وراءكم من يتألم أكثر منا، أبناؤكم وبناتكم الذين تيتموا، وزوجاتكم اللاتي ترملن، ولكننا في الوقت نفسه نفرح ونطرب، كلما تذكرنا أن الله- سبحانه وتعالى- الذي خلقنا، وخلقكم، وخلق الكون بما فيه قال في كتابه العظيم: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون)، وقوله تعالى: (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون)، وقوله تعالى: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن). من هذا المنطلق، وهذه الحقيقة القرآنية، نفرح لكم، لأن الله أعطاكم خيراً من الدنيا، وما فيها، ولو عشتم ألف عام، ثم غادرتم هذه الدنيا بموتة طبيعية، لما تحقق لكم هذا الحلم الذي ضمنه خالق الكون وبارئه.. أما لأهل كل شهيد وذويه، فإنني أقول، والله، ثم والله، إن الله أبدل الشهيد حياة أخرى أفضل من هذه الحياة الدنيا (والدنيا تعني المستوى الأدنى والأقل والرديء والهامشي .. إلخ)، ووالله، إنه لفي دار خير من داركم، وهي الجنة، وإنه مع أهل خير منكم، وأنتم في الدنيا، ومثلكم عندما تنتقلون إلى رب كريم، وهو بانتظاركم، لأنه يشفع فيكم، فتكونون- بإذن الله- من أهل الجنة.. وبعد أليست هذه الحقائق مدعاة لنا ولكم لنفرح لهم بالجنة وبالفردوس الأعلى.. افرحوا.. افرحوا.. أيها الأحباب، لأن الله أكرم شهيدكم بالجنة التي فيها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت
هل تم القضاء على العناصر المتسللة بالكامل، وتطهير الأراضي كافة؟.. وما تصوركم المستقبلي؟نعم تم القضاء على العناصر المتسللة الموجودة داخل حدودنا بالكامل، وتطهير الأراضي السعودية كافة، وقد أعلن ذلك صاحب السمو الملكي الأمير/ خالد بن سلطان بن عبد العزيز، مساعد وزير الدفاع والطيران، والمفتش العام للشؤون العسكرية، والمشرف العام على مسرح العمليات، ولكنني أنوه إلى أنه في كل دول العالم تبقى مشكلة التسلل، واجتياز الحدود لغرض التهريب قائمة، لأنها ظاهرة مستمرة منذ الأزل.. أما التسلل المسلح الذي يهدف إلى الاعتداء، فقد تم القضاء عليه. إن تصورنا المستقبلي هو أن هذه الشرذمة المرتزقة والمدفوعة الأجر، والتي يدفعها فكر منحرف من شياطين الإنس لا يجب تصديق أقاويلها، وادعاءاتها الباطلة، وهي تستخدم أساليب إخفاء أهدافها الحقيقية، وأرى أن يعد لكل شيء عدته.. فهؤلاء غدروا بحكومتهم، وأهلهم، وشعبهم خمس مرات.. فكيف يتم تصديقهم أو الاعتقاد بأن المستقبل سيكون باسماً بوجودهم، إنهم يدعون إلى حضارة الكهوف وإلى ضلالة الانحراف، إنهم يدعون إلى الظلام لا إلى النور، ولهذا، فإن الحذر منهم، والاستعداد لصد مكرهم، وغدرهم من أوجب الوجبات
يحاول المعتدي من خلال وسائل إعلامهم إبراز أنفسهم على أنهم تفضلوا بالانسحاب.. ما تعليقكم على ذلك؟لقد أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، مساعد وزير الدفاع والطيران، والمفتش العام للشؤون العسكرية، والمشرف على مسرح العمليات قبل ما يسمي مبادرة سيدهم بأكثر من شهر أنه قد تم تطهير الأراضي السعودية من المتسللين المعتدين، وهذا يكفي للرد على كذبهم وافترائهم بأنهم انسحبوا، إنني أؤكد لك أننا قد دمرناهم فوق أرضنا- بفضل الله- ثم بفضل دعم ولاة الأمر، وبفضل بطولات أبناء القوات المسلحة الأشاوس، ومن بقي منهم حياً خرج من أرضنا ذليلاً مذعوراً مهزوماً مدحوراً، بل إنني أضيف أن ما وجدناه بعدهم من قتلاهم الذين تركوهم يفوق كل التقديرات والتصورات
كيف تصف قدرات الجندي السعودي؟إن قدرات الجندي السعودي، قد برزت بأفضل الصور في معالم البطولة والفداء، إنهم طلاب الشهادة الذين لم ألاحظ عليهم رغم الظروف الصعبة التي تفرضها الطبيعة والحرب في المناطق الجبلية والعدو المتمرس والمدرب إلا الإصرار على الفوز بالشهادة أو النصر.. لقد أثبتوا أنهم على درجة عالية من الصبر، والثقة بالنفس، والتدريب الفني والتكتيكي على كل المستويات، متسلحين بالاعتماد على الله ثم أنفسهم، لقد تعاملوا مع مواقف صعبة بكل شجاعة واقتدار
كيف تثمن زيارة خادم الحرمين الشريفين لساحة وميدان القتال؟وما مدى تأثيرها النفسي في نفسية المقاتل السعودي؟ كانت زيارة رائعة، ولفتة كريمة من هذا الملك العظيم بكل المقاييس، وكان لها أثر إيجابي كبير، وعميق في نفس كل مقاتل، لقد حرص- حفظه الله ورعاه- على توجيهنا بأهمية وضرورة الحرص على حياة أبنائه في الميدان.. توجيه سديد من ملك محبوب، وزعيم مخضرم، وأب حنون، وقائد أعلى لجميع القوات العسكرية المسلحة، لمن يريدون افتداءه بأرواحهم في كل زمان ومكان، إنهم أبناؤه ومنسوبو القوات المسلحة
زاركم مؤخراً صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، صف لنا أثر تلك الزيارة؟لقد تحقق من تلك الزيارة الميمونة فرحتين، الفرحة الأولى هي وجود سموه الكريم بين أبنائة منسوبي القوات المسلحة على الشريط الحدودي سالماً معافا بعد رحلته الإستشفائية، وهذا التواجد بذاته كان يعتبر عيداً بالنسبة لنا كمنسوبي القوات المسلحة. الفرحة الثانية هي رعاية سموه الكريم للإحتفال بالنصر المبين على المعتدين المتسللين، يضاف إلى ذلك الآثار المعنوية العالية التي احس بها جنوده في الميدان وأضيف إلى أن لفته سموه الكريم بمنح أبنائه منسوبي القوات المسلحة بجازان بمبلغ خمسون مليون ريال كهدية من سموه للمنسوبين كافة المرابطين على الشريط الحدودي أثر طيب في نفوسهم وهذا ليس بمستغرب على سلطان الخير
ماذا عن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير/ عبدالرحمن بن عبد العزيز آل سعود لكم في بداية الحرب؟كانت زيارة موفقة وداعمة لنا، وقد نقل لنا سموه تحيات وتمنيات خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد، ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام- حفظهما الله- ولقد زادنا سموه حماساً، وإصراراً عندما رأيناه يهلل ويكبر عند أفواه المدافع التي كانت تطلق حممها على رؤوس أعدائنا، وأعداء الشعوب.. نعم أصوات المدافع التي وصفها سموه بأنها موسيقى رائعة، لأنها تدافع عن أرض الوطن
نشاهد الزيارات المستمرة للأمير خالد بن سلطان، مساعد وزير الدفاع والمشرف العام على مسرح العمليات، وجولاته المستمرة على المنطقة، وصولاً للحواف الأمامية.. ما انطباعكم والقوات على ذلك؟لقد وجدت في هذا الرجل القيادي الكبير كل معالم وصفات وميزات القائد العظيم، لقد كان لنا قائداً مخططاً، وموجهاً، وذا رؤية واضحة، يتسم بالحكمة، والحلم، والحزم، والعزم، ولم نصل إلى بر الأمان وتحقيق النصر إلا بقيادته الحكيمة، ودعمه المتواصل، وإن زيارته المتعددة لجنوده في أرض المعركة في موقع يتم تطهيره ومروره على المنسوبين فرداً فرداً كان لها الأثر البالغ الأهمية في رفع معنويات الضابط، وضابط الصف، والجنود.. ومن خلال مجلتكم الرائعة أحب أن أقول لسمو الأمير أيها القائد هنيئاً لولاة الأمر ولوطنك بك، وهنيئاً لك بهؤلاء الولاة وبهذا الوطن
كيف تقيمون أدوار أفرع القوات المسلحة المختلفة؟لقد قامت هذه الأفرع بتسطير أجمل صور أدوار التلاحم بين أفرع القوات المسلحة، وأقول بفخر واعتزاز إن أفرع القوات المسلحة قد نفذت باقتدار العمليات القتالية المشتركة بأروع صورة، وأبرع أداء. ومن خلال هذه المجلة، أوجه الشكر والتقدير لمعالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن/ صالح بن علي المحيا على حرصه الدائم، ولصاحب السمو الفريق البحري الركن/ فهد بن عبد الله آل سعود قائد القوات البحرية، وصاحب السمو الفريق الركن/ عبد الرحمن بن فهد الفيصل قائد القوات الجوية، ولمعالي الفريق المهندس/ عبدالعزيز بن محمد الحسين قائد قوات الدفاع الجوي، ومعالي الفريق الركن/ عبد الرحمن بن عبد الله المرشد قائد القوات البرية، وصاحب السمو الملكي اللواء الركن/ خالد بن بندر بن عبد العزيز نائب قائد القوات البرية على ما قاموا به من دعم وجهود، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والمشرف على مسرح العمليات
هل من كلمة أخيرة؟نعم.. وهي، إنني وزملائي، وإخواني، وأبنائي منسوبي القوات المسلحة في منطقة جازان سعداء، وفرحون، ومسرورون بعودة، والدنا المحبوب، وباني قواتنا المسلحة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام- حفظه الله ورعاه- من رحلته الاستشفائية إلى أرض الوطن، وقد أكرمنا الله بأن من عليه بالصحة والعافية، ولن ننسى كعسكريين أن أول عمل رسمي لسموه الكريم بعد عودته هي زيارته للمصابين من القوات المسلحة، وأن تلك القبلة الشهيرة على جبين من زارهم سموه نعتبرها وساماً على جبين كل شهيد، وكل مصاب، وكل عامل في الميدان، فليس لنا في الميدان إلا أن نعلن فرحتنا وسرورنا بعودة سموه الكريم، تلك العودة التي جعلت أيامنا أعياداً، وفرحة، وسروراً، فهذا الرجل الرمز له مكانه خاصة في نفوس منسوبي القوات المسلحة في منطقة جازان. إنني بهذه المناسبة أقدم إلى خادم الحرمين الشريفين، وإلى سمو ولي عهده، وإلى أبناء الشعب السعودي الكريم هذا النصر المبين.. سائلاً الله أن يحفظ لنا ولاة أمرنا الأخيار، والمخلصين من أبناء هذا الوطن الكريم المعطاء.