FRANCO BAHAMONDE Francisco
بعد وصول فرانكو إلى السلطة فإنه ظل لسنوات طويلة لا يثق في بني جلدته من الإسبان، وكان حرسه الخاص مكونا مائة في المائة من المغاربة، وهو ما كان يسمى بالحرس المغربي، أو “لاوارديا مورا” بالإسبانية.
الجنرال فرانسيسكو فرانكو الذي غيبه الموت قبل ثلاثين عاما لم يكن إسبانيّا تماما. كان نصفه إسباني ونصفه مغربي. كان يعرف عامية سكان شمال المغرب لأنه عاش بينهم سنوات طويلة. ويحكي عنه الذين عايشوه عن قرب أنه كان يحفظ الكثير من الأغاني المغربية الشعبية عن ظهر قلب، وضرب على الدف في الليالي التي كان مزاجه فيها رائقا. كان يحفظ على الخصوص أغاني جبلية من شمال المغرب، أو أغاني ريفية يردد بعض مقاطعها بين الفينة والأخرى، وكان كثيرون يعتقدون أن هذا الجنرال ولد في إسبانيا عن طريق الخطأ، وأن مكانه الطبيعي هو المغرب. وفي تطوان لا يزال هناك ذلك البيت المتواضع الذي كان يسكنه حين كان مستقرا بشمال البلاد أيام الملك ألفونسو الثالث عشر
يدين الجنرال فرانسيسكو فرانكو للمغاربة بأشياء كثيرة، لذلك كتب في وصيته أن يحرسوا قبره بعد مماته، بل حتى وهو يمتطي صهوة مجده وقوته آثر أن يكون حراسه مغاربة خلال سنوات كان لا يثق فيها في أبناء جلدته الإسبان، بلباسهم السلطاني كانوا يمشون خلفه ممتطين خيولا مغربية أصيلة، لذلك ظل يربط فرانكو بالمغرب حبل سرة قديم، لفهم طبيعته لابد من ركوب آلة الزمن للعودة إلى الوراء.
هناك عقدة في حياة فرانكو ورثها عن عائلته، فهو الفرد الوحيد الذي لم يلج سلك البحرية، في عائلة اشتهرت بالخدمة في سلك البحرية، فعندما رأى النور في لاكورونيا في 4 ديسمبر 1892، رآه قبطانا في البحرية وهو المسار الذي اتخذه أخوه نيكولا فرانكو إسوة بباقي أفراد العائلة، بيد ان القدر-كان ماكرا بطريقة ثعلبية عندما صادف بلوغ فرانكو سن ولوج المدرسة البحرية إقفال هذه الأخيرة لأبوابها ما بين عامي 1906 و1913، وهنا عاكس الشاب رغبة والده واختار ولوج الاكاديمية العسكرية لمدينة طليطلة عام 1907 التي تخرج منها برتبة فارس بعد ثلاث سنوات من الدراسة فوق المقاعد العسكرية.
وجد فرانكو الشاب أمزيان إلى جانبه يحارب ويجيش أبناء جلدته ليشاركوا في حرب طاحنة لا ناقة لهم فيها ولا بعير، وكان يقود كتيبة من المسيحيين والمسلمين، بل كان واحدا ممن قرروا مصير إسبانيا المسيحية دون أن يتخلى عن دين الإسلام، وانفجرت الأساطير عنه مثل عيون ماء في وسط الجبال، وراج وقتها أنه استطاع أن يسقط طائرة تابعة لليساريين الإسبان بطلقة بندقية، لذلك مازال حقد اليسار الإسباني متوقدا عليه حتى بعد أزيد من ثلاثة عقود على وفاته، مثلما روجت الصحافة الاجنبية وقتها أن الفيالق الوطنية لفرانكو قامت بإهداء نساء إسبانيات لكتائب المغاربة عرفانا بالجميل، وهو ما لم تنس ذكره المؤرخة الإسبانية ماريا روسا دي مادرياغا في كتابها «مغاربة فرانكو»
المارشال آمزيان ضابط مغربي لامع قاد فيلق يتكون من إسبان مسيحيين و مغاربة مسلميين ليطحن أعداء فرانكو في الحرب الأهلية
mareshal amezian
في شبابه
لذلك كتب في وصيته أن يحرسوا قبره بعد مماته، بل حتى وهو يمتطي صهوة مجده وقوته آثر أن يكون حراسه مغاربة خلال سنوات كان لا يثق فيها في أبناء جلدته الإسبان، بلباسهم السلطاني كانوا يمشون خلفه ممتطين خيولا مغربية أصيلة
الحرس المغربي لفرانكو كان يضم خيرة المقاتلين المغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية1936-1939
الذي أعجب بهم فرانكو وجعلهم حرسه الخاص
تحت إسم guardia mora
to be continued