عند المقارنة بين قوتين اقليميتين يجب أن تجمع أكبر كم معلوماتي عن أمور مهمة :
1- القوة الاديلوجية لكل طرف والتأثير على المحيط .
2- القوة الأقتصادية والمالية .
3- القوة السياسية والتحالفات الموالية .
4- وجود مشروع توسعي .
5- القوة العسكرية والثقة المكتسبة لدى الحلفاء .
_____________________________
1- القوة الأيدلوجية /
(ايران)
تشبه كثيراً النموذج الأسرائيلي حيث أنها تعتبر معزولة عن محيطها في أمرين مهمين ( الدين-اللغة) وهذا يجعلها محدودة الحركة رغم الجهد الكبير الذي تبذله , فهي تعاني من وجود اقلية شيعية في محيطها ناهيك عن البعد الكبير ثقافياً بين الاقليم الفارسي ومحيطه العربي والانفصال التام في التواصل مع محيطها من خلال عقود كبيرة من الاعوام اللتي كانت مليئة بالصراعات منذ نهاية السبعينات من القرن الماضي مما جعل التواصل الشعبي بين ايران ومحيطها مقطوع تماماً , وهي فقط تمتلك بعض البؤر الغير مؤثرة فغي المدى البعيد ونستعرض هذه البؤر حسب أهميتها
*الحكومة السورية وبالذات فترة حكم الرئيس بشار الأسد لأن الرئيس حافظ الأسد لم يكن تابعاً لأيران بل كان يعتبر سوريا ند لايران وعلى هذا الأساس كان يتحالف معها , أما حكومة الرئيس بشار الأسد أخذت منحى آخر وهو التبعية للنظام الأيراني ومشروعه ولكن هذه البؤرة تعاني من أنها اقلية في بحر معادي فغالبية القطر السوري له مذهب آخر ويمتلك ارث تاريخي معادي للعرق الفارسي بشكل عام .
*الحكومة العراقية بعد سقوط الرئيس صدام حسين اصبحت اكثر تماهياً مع المشروع الأيراني بل هي أحد أدواته ولكن هذه البؤرة تعاني من منغصات كبرى منها الوضع الأمني في القطر العراقي الهش والملاصق لأيران وسهولة ضربه بأي لحظة ووجود الكثير من الوسائط داخل هذا القطر اللتي تستطيع ازعاج هذه البؤرة واشغالها كثيراً وجعلها بؤرة مكلفة للمشروع الايراني , ومن المنغصات أيضاً الموانع الطبيعية القاسية اللتي تفصل هذه البؤرة عن عمقها الجنوبي (الجزيرة العربية) .
*حزب الله وهذه البؤرة تعتبر الأنشط للمشروع الأيراني وهي البؤرة اللتي تعطي الكثير من القبول للمشروع الايراني في المزاج العربي بحكم الهدف المعلن لهذه البؤرة الذي يدغدغ المشاعر العربية (مقاومة اسرائيل) ولكن من العام 2005م هذه البؤرة تعاني كثيراً بالذات فقدانها للتأييد الداخلي في مجتمعها (لبنان) عند الأغلبية السنية , وكانت حرب تموز 2006م هي (القشة اللتي قصمت ظهر البعير) حيث أنه فعلياً لم يعد حزب الله في حالة تماس مع العدو الأسرائيلي مما افقده افضلية عميلات الكر والفر والأختطاف والعمليات الخاطفة وجعلت حزب الله يعيد تشكيل ونشر قواته باتجاه الداخل اللبناني مما خلق جو متوتر في هذا الداخل ومعادي تماماً لحزب الله وبهذا فقد حزب الله افضلية التوافق الداخلي حول سلاحة واهدافه ولعل المتتبع للوضع البناني يرى هذا .
* الحوثيون وهذه البؤرة كانت سيكون لها تأثير كبير في جنوب الجزيرة العربية وكانت ستكون أهم البؤر المتقدمة للمشروع الأيراني , لكن الرعونه والأخطاء الكبرى اللتي ارتكبتها بالاعتداء على الاراضي السعودية جعلها تدفن في مهدها , لأن لا الوقت ولا المكان كانا مناسبين لعملها هذا وقبل هذه الخطيئة الكبرى لم يكن اصلاً هناك من يعلم بمذهب هذه الحركة الحوثية بل الاغلبية كانت تظن انهم مظلومين ويرون بأنهم يواجهون قمع من الحكومة اليمينية لكن خطيئتهم جعلت حتى الداخل اليمني يعاديهم مذهبياً في ظل الحملات الاعلامية الكبرى عليهم ناهيك عن السحق الذي تعرضت له هذه الحركة من السلاح السعودي الرهيب .
*القوميون العربيون وهؤلاء من الأصل اصبح نفوذهم قليل ويكاد يكون شبه ميت بحكم السقوط الرهيب لمشاريعهم وفشلها في الذاكرة العربية .
هذه اهم البؤر الايرانية في محيطها العربي وشرح مبسط لوضعها ويتضح أن بعض هذه البؤر تعاني مأزق كبير وازمة وجود .
(السعودية)
تمتلك نفوذ اديلوجي كبير جداً في أكثر الاطراف العربية تطرفاً دينياً وأكثر الاطراف العربية تطرفاً علمانياً وليبرالياً وهي تمتلك هذا المزيج العجيب , ناهيك عن أهميتها في قلب كل مسلم بحكم المقدسات وتمتلك تكتل قوي حولها (الأتحاد الخليجي) , كذلك عمق مصري اسلامي مؤيد ومتماهي رغم الموانع الطبيعية بين القطر الخليجي والقطر المصري ولكن هناك مشاريع كبرى مشتركة واستراتيجيات موحدة في ظل التعاون التركي الخليجي الكبير والمتداخل والمتفاهم , يبقى هناك مشكلة في العمق العراقي والعمق السوري ولكنها ساحة حرب بين المشروع السعودي والمشروع الايراني , ويمتلك المشروع السعودي اوراق ابتزاز ايدلوجية مخيفة جداً للكل تمتد من افغانستان حتى العمق الليبي ويمكن توجيهها واستخدامها بشكل فعال وهذا أمر تمتاز به الاستخبارات السعودية وحقق نجاحات كبرى في السابق في افغانستان والشيشان والبوسنة والهرسك ولازال يعمل في كل مكان تقريباً .
يتبع ....