القاهرة – أميرة فودة
وجه نائب فى مجلس الشعب المصرى (البرلمان) انتقادات حادة إلى الحكومة، بعد تصدير كميات هائلة من جلود الحمير الى الصين، من دون لحومها، مشككاً فى أن هذه اللحوم "تم بيعها الى الشعب المصري".
ففي بيان عاجل تقدّم به إلى البرلمان المصري، مرفقاً بمستندات رسمية من وزارة الزراعة، الثلاثاء 12-8-2008، قال النائب المعارض حمدى حسن إن وزارة الزراعة وافقت مؤخرا على تصدير 7300 قطعة جلد حمار للصين خلال 3 شهور، تلاها تصدير 4600 قطعة اخرى في أقل من شهر، "كما تم تصدير 2700 قطعة يوم 21-1- 2008 و2300 قطعة في 6-3-2008، وبعدها بأقل من شهر تم تصدير نفس الكمية"، بحسب ما يشير حسن.
واعتبر النائب انه "من الطبيعى تفهم طبيعة الشعب الصيني، الذي يأكل لحوم الحمير والقطط والكلاب، كما من الطبيعي تفهم ان الصين تنظم حاليا دورة الالعاب الأولمبية، وقد تكون في حاجة ماسة لهذه اللحوم، كما قد تكون فى حاجة ايضا الى جلودها من أجل التصنيع، أما ما لا يمكن فهمه، فهو أن تستورد الصين هذا الكم الهائل من جلود الحمير دون لحومها"، متسائلا "أين ذهبت هذه اللحوم؟".
واعتبر النائب المعارض، في حديثه لـ "العربية.نت"، أن هذه الافعال "تعتبر جريمة جديدة فى حق الشعب المصري، من قبل حكومة الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم، خاصة وأنه فى نفس فترات تصدير جلود الحمير الى الصين، انتشرت ظاهرة بيع لحوم الحمير فى محلات الجزارة دون ان يعرف المواطنون شيئا عن طبيعتها".
يذكر أنه عقب آخر عملية تصدير جلود الحمير الى الصين، تم الحكم على 3 جزارين بتهمة بيع لحوم الحمير بالحبس وغرامة 30 الف جنية، حيث اعترفوا ببيعهم لحوم الحمير والحيوانات النافقة في العاصمة المصرية وضواحيها، مشيرين إلى أن تعاملاتهم امتدت إلى المطاعم الشهيرة، والفنادق الكبرى، ما مكّنهم من تحقيق أرباح طائلة.
وقال المتهمون، خلال مثولهم أمام المحكمة في ابريل الماضي، إن دافعهم كان "تأدية خدمة كبيرة للفقراء والمحرومين" بتذوق اللحوم، ببيع الكيلو الواحد بـ5 جنيهات فقط (أقل من دولار واحد)، مشيرين إلى أنهم كانوا يشعرون بـ"الرضا وراحة الضمير" عندما يرون السعادة على وجوه زبائنهم الفقراء.