سمير شوقي
مليون رهينة!
- كم ينفق المغرب من أجل تلميع صورته؟
- «لا يهم مادام الهدف يبرر الوسيلة، وعندما تأخذ مجلة فرنسية معروفة
كتشلانج وتجد ملفا من اثنتي عشرة صفحة كاملة عن المغرب الاقتصادي والسياسي
والاجتماعي وفرص الاستثمار والأعمال تقف على مدى المجهود المبذول
بالمغرب».
هذا الحوار دار بين رجلي أعمال جزائريين بحضوري ضمن فعاليات معرض دولي بألمانيا.
لم أستطع أن أمنع نفسي من المشاركة في هذا الحوار المغاربي الصرف الذي
انضم إليه بعض التونسيين. وبطبيعة الحال، لم يكن الموضوع سوى الأسباب التي
تحول دون توحد دول المغرب العربي.
كان هناك تذمر من قبل الإخوة الجزائريين والتونسيين من أنظمتهم السياسية وفرقت بينهم المجالات الاقتصادية.
لقد استغرب الجزائريون سياسة بلادهم الاقتصادية التي لا تتوخى التكامل
الاقتصادي وتعتمد على العناد، ووجهوا سهام انتقاداتهم إلى حكامهم بسبب
عجزهم عن جعل الشعب يستفيد من أكثر من مائة مليار دولار، هي احتياطي
العملة الصعبة لديهم،أما الإخوة التونسيون فكانوا معجبين بنجاعتهم الاقتصادية وإن كانوا لم
يخفوا تذمرهم من النظام السياسي واعتبروا أن السياسة دمرت المغرب العربي
وأن الوقت حان ليتغلب الجانب الاقتصادي، مبرزين معاناة حدودهم الغربية مع
الجزائر وهي معاناة كتلك التي يعرفها المغرب الشرقي.
لقد تغلب على النقاش الطابع الواقعي وخلا من أي مجاملات، بحيث أعاب
علينا الجزائريون مبادرة غلق الحدود، فيما كنا نحن المغاربة نشدد على أن
جذور الخلاف الجزائري المغربي تعود إلى مخلفات حرب الرمال التي وقعت قبل
45 سنة، ويستعصي على حكام الجزائر أن يطووا هذه الصفحة لأنهم كانوا من
الفاعلين فيها... يبدو أن الأمور لن تتحسن سوى برحيل هذه المجموعة من
الحكام وقدوم جيل ما بعد حرب الرمال إلى دواليب الحكم.. لم يقابل هذا
الرأي المغربي بأي معارضة، بل تدخل الإخوة التونسيون ليذكرونا جميعا بأن
الألمان والفرنسيين تصالحوا وغلبوا مصالح شعبيهما الاقتصادية رغم وقوع
أشرس حرب بينهما في التاريخ.
المغاربة الذين حضروا اللقاء ذكروا أن الفرق بين ألمانيا وفرنسا، من
جهة، والمغرب والجزائر، من جهة أخرى، هو أن الأولين منتخبون ديمقراطيا من
طرف شعوبهم، فيما التالين مازالوا يحكمون بمنطق شخصنة الخلافات. وقد تدخلت
لأضيف أن حكاية إقفال الحدود بين البلدين بلادة شارك فيها البلدان، بتهور
الأول وعناد الثاني، ثم بعدم أخذهما بعين الاعتبار لمصالح شعبيهما. وفي
مقابل هذا العناد الفارغ، لم يقم النظامان على الأقل بتنمية مدن الشريط
الحدودي. ظل الأول ينادي بفتح الحدود إلى درجة التسول وبقي الآخر متشبثا
بإغلاق الحدود بشكل مرضي، وفي الحالتين الذين يؤدون الثمن هم الشعوب.
الخلاصة التي خرجنا بها أنه من المفروض أن يكون المغرب والجزائر
وتونس بلدا واحدا أو على الأقل بمنظومة اقتصادية متكاملة ومكملة ومتجانسة
في خدمة ثمانين مليون مغاربي ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم. لكن لمن تعاود
زابورك..!
مقالة من جريدة المياء حذفت منها بعض الاشياء لانني قد اتهم بالانحياز لطرف اكثر من الاخر:http://almassae.press.ma/
vive le maghreb uni
يحى المغرب العربي المتحد.