توعدت طهران اليوم الأربعاء "بمعاقبة" إسرائيل إذا ما قامت الأخيرة بأي هجوم في ظل إعلان تل أبيب عن إجراء تدريبات والتلويح بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وسط توقعات الإعلام الإسرائيلي بخطط لشن هجوم من هذا القبيل.
وقال رئيس هيئة الأركان الإيرانية المشتركة إن بلاده في "حالة تأهب قصوى" وأضاف "نعتبر أي تهديد -حتى لو كان احتماله ضعيفا أو بعيدا- تهديدا أكيدا".
وأكد الجنرال حسن فيروز أبادي بحديث لوكالة فارس للأنباء استعداد بلاده "لمعاقبتهم (الإسرائيليين) وجعلهم يندمون على ارتكاب أي غلطة". وأضاف "الولايات المتحدة ستتكبد خسائر جسيمة إذا ما شن النظام الصهيوني أي هجوم عسكري ضد إيران".
استعداد إسرائيلي
وفي طور الاستعدادات الإسرائيلية، أعلنت قيادة الجبهة الداخلية بالجيش عن إجراء تدريب واسع وسط إسرائيل اليوم وغدا.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الفرق المشاركة بهذا التدريب تشمل قوات إنقاذ ووحدات لمعالجة أوضاع تسقط خلالها صواريخ تحمل رؤوسا حربية نووية وبيولوجية وكيمياوية، وقوات من الشرطة وإخماد الحرائق والإسعاف الأولي وسلطة الطوارئ الوطنية.
وسيجري الجيش الإسرائيلي تجارب على صفارات الإنذار في وسط البلاد.
وكشف النقاب عن تدريب أجراه سلاح الجو بجزيرة سردينيا الإيطالية قبل عشرة أيام، تم خلالها التدريب على مهاجمة أهداف بمناطق بعيدة عن إسرائيل، وعلى معارك جوية والتزود بالوقود بالجو ومواجهة صواريخ أرض جو.
ويتزامن ذلك مع إعلان تل أبيب عن إجراء تجربة لإطلاق صاروخ بنظام الدفع الذاتي من قاعدة عسكرية وسط إسرائيل.
ويقول خبراء إن هذا النظام قادر على إطلاق صواريخ عابرة للقارات تحمل رؤوسا نووية.
تلويح
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لوّح أمس بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وقال إن تل أبيب قد تضطر للدفاع عن مصالحها من دون الاعتماد على جهات خارجية.
وتحدث باراك أمام اللجنة المالية التابعة للكنيست عن التحديات الأمنية، وقال إن إسرائيل ستقف خلال عام 2012 أمام مفترق طرق حاسم وهام جدا.
وطالب من لجنة المالية البرلمانية بزيادة الموازنة العامة بمبلغ يتراوح بين سبعة وثمانية مليارات شيكل (نحو 1.91 إلى 2.2 مليار دولار) ليتسنى تحويل المبلغ لميزانية الأمن.
وقد جاءت تصريحات باراك بعد أن كشفت تقارير إسرائيلية عن وجود اتفاق بينه وبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وسط معارضة من جانب جميع قيادة الأجهزة الأمنية.
جدل داخلي
ووسط الجدل الدائر حول هذا الموضوع بالأوساط السياسية الإسرائيلية، أوضح نتنياهو أنه رغم الحديث عن ضربة عسكرية فإن جميع الخيارات مطروحة لمنع إيران من تصنيع أسلحة نووية.
ووصف وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان السجال والنشر حول هجوم محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية بوسائل الإعلام بأنه لا يمت بصلة للواقع وأنه ألحق ضررا هائلا بإسرائيل، لكنه اعتبر أن إيران تشكل الخطر الأكبر على النظام العالمي.
وقال ليبرمان للإذاعة العامة الإسرائيلية اليوم الأربعاء "النقاش العام بشأن هجوم إسرائيلي محتمل على إيران تسبب بضرر هائل.. ولا أنوي الانضمام إلى هذه الثرثرة حول إيران، وعلينا أن نكتفي بالقول إن جميع الخيارات موضوعة على الطاولة".
وأضاف أن "99% من النشر حول الموضوع لا يمت بأية صلة للواقع.. ويبدو أن جنونا أصاب أجهزة وأشخاصا معينين" في إشارة إلى رئيس الموساد السابق مائير داغان ومسؤولين أمنيين يعارضون ويحذرون من هجوم ضد إيران.
وقصفت إسرائيل مفاعلا نوويا عراقيا عام 1981، وشنت غارة مماثلة ضد سوريا عام 2007، وهما سابقتان تعطيان ثقلا لتهديداتها المبطنة باتخاذ
إجراء مماثل ضد إيران إذا فشل الضغط الخارجي في كبح برنامج التخصيب، لكن الكثير من المحللين المستقلين يعتبرون أن المهمة أكبر من أن تضطلع
بها إسرائيل وحدها.
http://www.hibapress.com/details-14194.html