المجموعة 39 قتال.. مقاتلون من زمن الأساطير






عندما بدأت الحرب في يونيو 1967، كان الملازم أول بحري وسام عباس حافظ، أحد أفراد السرية السادسة التابعة للقوات الخاصة البحرية، المتواجدة في ميناء الحديدة باليمن، ولم تمض سوى سبعة أيام على بدء الحرب وانتهائها، حتى كانت سفينته "الأقصر" وعلى متنها أعضاء السرية يحطون رحالهم في ميناء "الأدبية" بالسويس، ليشاهد الجميع بأعينهم بشاعة ما جرى. في اليوم التالي استقل الملازم أول بحري وسام عباس، القطار متجها إلى قاعدته في "أبو قير" بالإسكندرية، ولم تمض سوى ساعات حتى فوجئ باستدعائه إلى مكتب القائد.



في مكتب المقدم حسن نزيه هلودة، فوجئ الملازم الشاب بقائده يتحدث معه بلا مقدمات، وبلهجة عسكرية صارمة فاجأه: وسام.. هل تقبل أن تكون احد أفراد وحدة قوات خاصة بحرية، تقوم بأعمال على شكل حرب عصابات ضد العدو؟.



يتذكر الربان وسام حافظ، وهو يجلس على شاطئ بحيرة التمساح في مدينة الإسماعيلية الآن، تلك الأيام بمزيج من الفخر والحنين، ولسان حاله يقول: لو عاد بنا الزمن للوراء لاخترنا نفس الطريق.



في ألبوم صوره الذي يحافظ عليه بين الجلد والعظم، يحتفظ الربان وسام حافظ بالعديد من الصور النادرة لمجموعة "الكوماندوز"، التي أدخلت الرعب في قلب إسرائيل، على مدى نحو خمس سنوات سبقت حرب أكتوبر في العام 1973.



الفريق "محمد صادق" مدير المخابرات الحربية، المقدم إبراهيم الرفاعي بملابس الميدان، الشاويش موسى عبد العاطي، ووسام نفسه وهو يتسلم وسام الشرف من الفريق فوزي، أبطال قهروا المستحيل، ولم يشعر بهم أحد.



ويروي الربان وسام حافظ قصة تشكيل المجموعة قائلا: تشكلت هذه الوحدة من النقيب إسلام توفيق، وأنا ومعنا 26 صف ضابط وجندي من نخبة القوات الخاصة البحرية، وبدأت الوحدة تدريباتها الخاصة من اليوم التالي لتشكيها فورا، وقد انتهى التدريب بعد حوالي شهر في قاعدة أنشاص، قبل أن تنقل إلى منطقة "رأس شقير" على ساحل خليج السويس، لتقوم بتدريباتها في مواجهة العدو الإسرائيلي، على الضفة المقابلة من صحراء سيناء.






حدث ذلك في بدايات أكتوبر من العام 1967، بعد اقل من أربعة اشهر على "النكسة"، وقد أدى نجاح هذه العملية حسبما يقول الربان وسام حافظ، إلى تحمس القيادة العسكرية أكثر لفكرة المقدم هلوده، فأعلن الفريق محمد صادق "مدير المخابرات الحربية في ذلك الوقت" تبنيه للمجموعة، وأصدر قرارا بنقلها إلى مقر القوات البحرية بالقاهرة، حيث أسندت مهمة التعامل مع هذه المجموعة إلى المقدم إبراهيم الرفاعي الذي كان يشغل حينذاك منصب "رئيس العمليات الخاصة بالمخابرات الحربية".



كانت عملية تلغيم الطرق التي تسير عليها دوريات العدو الإسرائيلي، على الشاطئ الشرقي للقناة، إحدى أهم العمليات التي قامت بها المجموعة 39 قتال فور تشكيلها، بعدما برع أفرادها في عمليات عبور القناة، وقد أسفرت إحدى هذه العمليات عن أسر جندي إسرائيلي، مات متأثرا بجراحه في أثناء العودة عبر مياه القناة، ولتعلن مصر لأول مرة عن تفاصيل هذه العملية عبر أول بيان يحمل اسم "منظمة سيناء العربية". ويبرر الربان وسام ذلك بقوله: لم تكن الظروف السياسية تسمح حينذاك بصدور بيانات عسكرية، بشأن تسلل عناصر عسكرية إلى صفوف العدو، لذلك كانت البيانات تصدر على أساس أن "منظمة سيناء العربية" هي التي تقوم بهذه العمليات، بينما كانت كل العمليات العسكرية في حقيقة الأمر من تنفيذ المجموعة 39 قتال التي تشرفت بالانضمام إليها.



مع بداية منتصف فبراير من العام 1969، بدأت القوات المسلحة المصرية في تطوير عمليات الاشتباك مع العدو، فتقرر اشتراك عناصر من قوات الصاعقة، مع قوات المجموعة البحرية الخاصة.


في 19 أبريل من العام ذاته، عبرت قوة من المجموعة، مكونة من 13 قاربا، بكل قارب حوالي 12 ضابطا وصف ضابط وجنديا، تحت ساتر نيران مدفعية الجيش الثاني، الذي كان يقوده في ذاك الوقت المشير "أبو غزالة"، وعندما أصبحت القوات المصرية على بعد حوالي مائة متر من موقع "لسان التمساح"، صدرت إشارة من المقدم إبراهيم الرفاعي إلى قائد المجموعة باقتحام الموقع، لكن القوة لم تتمكن من اكتشاف بوابة الموقع الحصين، فاتجهت إلى منافذ التهوية الخاصة به، وبدأت في إلقاء القنابل اليدوية والقنابل الحارقة، فاضطر الجنود الإسرائيليون إلى الخروج، ليجدوا نيران المجموعة في انتظارهم.


ويقول الربان وسام حافظ: كانت هذه هي المقدمة الحقيقية لحرب الاستنزاف التي أعلن عنها الرئيس جمال عبد الناصر في خطابه في يوليو من العام .


ويحفل ألبوم الربان وسام بالعديد من صور أبطال تلك المجموعة الذين استشهدوا في العمليات التي كانت تقوم بها، وفي مقدمتهم الشاويش موسى عبد العاطي، ويقول الربان وسام مسترجعا ذكريات تلك الأيام المجيدة: كان موسى ابنا لأحدى القرى النائية في صعيد مصر، وكان قد اعتاد أن يقوم بتجميع أجازاته، والقيام بها مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، لأن ذلك كان يتيح له أن يدخر مبلغا يستطيع به شراء بعض الهدايا لعائلته الفقيرة.


]وحدث أن تقدم الشاويش موسى بطلب أجازة إلى قائده المباشر، فوافق عليها لكنه أخطره بأن هناك تجهيزات لعملية مهمة، وكان معنى أن يحصل الشاويش على الإجازة يتم شطب اسمه من قائمة المشتركين في العملية، وفوجئ الضابط بالشاويش موسى يسحب طلب الإجازة، ويطلب مشاركته في العملية التي تمت يوم السبت الموافق السابع من يوليو عام 1969، ليستشهد فيها.


في أواخر العام 1969، توجت المجموعة 39 قتال جهودها، بالتسلسل إلى ميناء "إيلات" وتلغيم سفينتي الإنزال "بات يام" و"بن شيفع"، وكانت خطتها في ذلك تعتمد على التسلل إلى الميناء والغطس تحت الماء من خلف الحاجز الصوتي الذي أقامه الإسرائيليون، حتى لا يتم اكتشافهم، وقد نجحت المجموعة في إغراق السفينة "بات يام" أما السفينة "بن شيفع" فقد أصيبت وتمكن الإسرائيليون من إصلاحها قبل أن يتم إغراقها بعد ذلك في عملية أخرى عند مدخل ميناء الطور.


استمرت عمليات المجموعة 39 قتال والعمليات الخاصة، حتى مبادرة روجرز عام 1970 ووقف إطلاق النار، وكانت الفرحة الإسرائيلية بذلك لا توصف، ورغم انه قد ترتب على قبول مبادرة روجرز ووقف إطلاق النار ، أن توقفت العمليات الهجومية للمجموعة ، إلا أنها استمرت في عمليات الاستطلاع، وتسجيل ومراقبة نشاط العدو وتحركاته، استعدادا لما بعد وقف إطلاق النار.


وبعد أن تولي السادات الحكم ، وخلال عام 1971 قام بزيارة للمجموعة وأبدى تقديره الشديد لما قامت وتقوم به، وأصدر قرارا بترقية أفرادها ترقية استثنائية، وفي حرب أكتوبر ومنذ اللحظة الأولى، شاركت المجموعة وأبلت بلاء حسنا، قبل أن يتم حلها بقرار من المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مارس من العام 1974.
-----------------------------------------------------------------------------------
المصدر هو احد المواقع الموجودة على جووجل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنهم حقا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
ولى سؤال لما تم حل هذه المجموعة بعد تدريباتهم وخبراتهم العظيمة اللتى إكتسبوها فى التعامل مع العدو الصهيونى؟

علمي علمك والله معرفش لية تم حل المجموعة وياريت لو فية حد عارف يقول

كان لازم يتم حل المجموعه و توزيع كلن من مقاتليها على وحداتهم لينقلو خبراتهم الى الشباب الواعد القادم الى الجيش محمل بنشوه الانتثار و حتى يعرف الناس ما تم عمله و اذا لم يتم حلها لم يكن احد ليعرف عنها اى شيئ

sherifmedhat كتب:

كان لازم يتم حل المجموعه و توزيع كلن من مقاتليها على وحداتهم لينقلو خبراتهم الى الشباب الواعد القادم الى الجيش محمل بنشوه الانتثار و حتى يعرف الناس ما تم عمله و اذا لم يتم حلها لم يكن احد ليعرف عنها اى شيئ

سبب منطقي بس موش كافي ده مع احترامي لرأيك هو اكيد فية سبب تاني

العمليات الخاصة كتب:

نسيت اقولكم الموضوع منقول

على العموم انا اختر ايكونة الموضوع (منقول )

هل يعلم أحد ما هي خسائر الوحدة في الاشتباك الأخير الذي تورطت فية ضد مدرعات شارون في الثغرة جنوب الاسماعيلية و الذي استشهد فية العقيد ابراهيم الرفاعي
لقد قرأت في أحد المراجع الانجليزية المتعلقة بحرب أكتوبر أن من قام بتجميع الوحدة بعد هذا الاشتباك و العودة بها الى الخطوط المصرية كان طبيب المجموعة علي نصر لانه كان أقدم الضباط الأحياء
و للعلم فان هذا المرجع له مصداقية معقولة بالمقارنة بالمصادر الأجنبية حيث أقر أن قوة فرقة شارون المكونة من ثلاثة ألوية مدرعة قد خسرت أكثر من ثلثي دبابات الفرقة بالكامل في الاشتباكات جنوب الاسماعيلية بينها و بين القوات الخاصة المصرية (مظلات و صاعقة و المجموعة 39)
الا أن القاء الضوء على الخسائر الأخيرة للمجموعة قد يفسر لماذا تم حلها

والد احد أصدقائي كان من أفراد هذه المجموعة
أول مرة علمت أنه كان منها كنا في الصيف و اتجهنا للسباحة أقسم بالله أن جسده هو ساحة حرب من كثرة الشظايا و اثار الرصاص وصلت لانه تلقى رصاصة في أنفه
أنهى اللواء محي الدين (والد صديقي) حباته العسكرية في المخابرات الحربية لم أرى في حياتي من هو بمثل صرامته وايمانه بالله وبالرغم من صرامته عندما علمت أنه كان من المجموعة 39 قتال سالته عن ابراهيم الرفاعي رحمه الله دمعت عبناه ورفض أن يحدثني عنه لكنه ابتسم بعدها وقال : كان أعظم قائد ومعلم حصات عليه في حياتي
لم أضف لكم الكثير ولكن رأيت أن أشاركم بهذه القصة لتعرفوا شعور أفراد هذه المجموعة تجاه قائدهم

موضوع قوي جدا وشكراااااااااااااااااااااااااااااااااااا عليه وعندي طلب ياريت لو حد من الاعضاء عنده كتاب بيتكلم عن المجموعة39 قتال يرفعه علي الموضع علشان نستفيد اكتر او حتي لو فيه كتاب وفيه جزئية عن المجموعة 39 قتال علشان نقدر نحصل علي معلومات اكتر