السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
هاربيك
على الموضوع الذي جاء تعبيرا عن حبك للعراق و لرجال العراق.
فيه من الكلام الطيب الكثير وفيه من اللبس وعدم التحقق كذلك قدرا لا يخفى على المتتبع لجرح العراق.
بدءاً لابد من القول أن المسألة العراقية هي مسألة شائكة , وفيها الكثير من الخيوط التي تخفى حتى على من يسكن في العراق.
الشيخ حارث الضاري المحمود , من أحفاد الشيخ المجاهد: ضاري المحمود, شيخ عشائر زوبع والذي أبكى الأنكليز بثورة العشرين, حينما قَتَل وولده خميس القائد الأنگليزي بالعراق(لچمن) بعد أن تطاول هذا على مقام الشيخ ومقام العراق فشاعت الأهزوجة القائلة:
هز لندن ضاري وبچاها
أي:
هز لندن ضاري وأبكاها
وظل مطاردا سنينا طوال حتى القي القبض عليه بسنجار وهو يحاول اللجوء إلى سوريا, وحوكم , وحكم عليه بالإعدام , وخفف الحكم إلى المؤبد لكبر سنه,
لكنه مات في المستشفى الذي نقل إليه من سجنه, وأصابع الاتهام تشير إلى الإنگليز بقتله,
وعودا لموضوع الشيخ حارث الضاري حفظه الله
فهو رئيس هيئة علماء المسلمين كما أوردت , والتي أخذت خطا مناهضا للاحتلال ومتشددا في مقاومته, حتى وإن خالف هذا مصلحة الأمة, وجانب فقه الواقع.
فالعراق سقط في الفك الأمريكي الصهيوني, والمخلب الصفوي والمجوسي الخبيث يحكم قبضته على كامل الجسد المنتفض ألما وعزة وكرامة تتفجر مما صار فيه ,
فما لعمل؟
هل تترك الساحة لأتباع إيران والصفويين يقررون مصير بلدك؟
أم تتركه لعصابات تسلطت على رقاب أخوتنا الأكراد, وعصابات الصفويين يقررون مصير العراق, متجاهلين طيفا واسعا ومؤثرا وهو الطيف السني؟
هذا ما سعت إليه إيران, ودربت ومولت فصائل تتبع أمرها وتنتهج سياسياتها, من فيلق بدر وجيش اللامهدي, ومن القاعدة التي تختلف معها بالعقيدة المذهبية وتجتمع معها في محاربة العدو الواحد.
فحاكت إيران مؤامراتها وركزت دسائسها على هدف واحد لا تحيد عنه طوال هذه الفترة, وهو حرمان أهل السنة في العراق من أي دور قيادي وسيادي في العراق, وإفشال المشروع الأمريكي الجديد الذي لو نجح سيسقط ملالي إيران وحكام سوريا كما اسقط نظام العراق, والاثنان ليسا بأقوى قبضة من نظام العراق,
وسار هذا المخطط الخبيث الذي له من البريق الأخاذ والوقع الطيب في النفوس وهو مقاومة الاحتلال,والمستفيدان منه هما : إيران وسوريا !
أما خسائر العراق فليست مهمة, أما النار التي اشتعلت بأجساد أهلي فهي تضحيات لابد منها كما يقول القاعديون, وضريبة الانتماء للوطن كما يقول البعثيون.
والنتيجة؟ مالذي تحقق.؟الذي تحقق هو صعود الصفوييون واستلامهم لدفة الحكم. وحرمان أهل السنة من أي مصدر سيادي للسلطة. بحجة أن الجيش والمخابرات والأمن هي أدوات تخدم المحتل, وقد تكون كلمة حق, ولكن المؤكد أريد بها باطل وهو حرمان السنة من أي دور.
متناسين أن الجيش العراقي أسسه المحتل الأنكليزي عام 1921 ولم يطلق عليه أحد أداة للمحتل
وأن الشرطة العراقية أسست على يد المحتل الأنكليزي أيضا , ولم يطلق عليها عميل
حتى قوا عود الجيش العراقي فطرد المحتل الأنكليزي من أرضه , عبر ثورات وانتفاضات معروفة مثل ثورة مايس أو( ثورة رشيد عالي الگيلاني) عام1941 , وثورة عام 1958 التي أنهت الوجود البريطاني من العراق نهائيا. فلم لم يطلق على الجيش والشرطة التي أنشأهما المحتل الأنكليزي عملاء وخونة ومتعاونون, وأدوات للمحتل وقتها , كما يطلق الآن؟
لأن إيران الآن على الخط توجه خيوط اللعبة بخبث وذكاء نادرين.والشيخ حارث الضاري في فوران هذا المد والهياج أخطأ في بعض الحسابات منها:
تبنيه لخط القاعدة ابتداءً وهي ترفع شعار الجهاد ومقاومة المحتل , وقتل أدواته كما أسمتهم من الشرطة والجيش الذي سمي في البداية بـ: أفواج الدفاع الوطني.فأصدرت القاعدة فتاواها التكفيرية الشهيرة التي لاتخفى على أحد, بتكفير كل من ينتمي لهذا الجيش من أهل السنة خصوصا والشيعة عموما , وما أفلحت فتاوى جاءت على خجل ومواراة من ( هيئة علماء المسلمين) تدعو أبناء السنة وتحضهم على الانخراط فيهما , من إسكات هذا الضجيج القاعدي الذي كانت نتائجه تصب في مصلحة إيران والصفويين , حتى سحب البساط من تحت أقدام أهل السنة فوجدوا أنفسهم محرومين من أي مصدر للقوة يتكئون عليه, بعد تسجيل العراق وجعله صكا جير للصفوين,وصار تأثير إيران في الشأن العراقي هو أكبر من تأثير أمريكا المحتلة له!! وهذا ما اعترفت به أمريكا نفسها وانتبهت له أخيرا!!
وهكذا كانت زعاماتنا الوطنية فاقدة للتأثير السياسي في شؤون البلد بسبب فقدها لقاعدة تحميها من جيش متوازن يحوي جميع أطياف العراق والسنة خصوصا.
فكان دور الشيخ غازي عجيل الياور الذي كان يمتاز بصفات تؤهله للنجاح لقيادة العراق وأعادته لمحيطه العربي ,لو توفرت له قطعات عسكرية قوية من أهل السنة, وهو الذي ينتمي لعشيرة شمر التي تضم طيفان كبيران من الشعب , ففيها السني وفيها الشيعي,وهو كان عامل توحيد للعراق لو حمي ظهره من أتباع ايران من القاعدة وفيلق غدر, إضافة لما يحمله من مؤهلات ثقافية و علمية وعشائرية تجعله مقبولا لدى دول الخليج عموما لما تربطه بهم من وشائج عشائرية,لانتشار قبائل شمر بأكثر دول الخليج. ولما يحمله من صفات القبول لدى باقي الدول العربية,لكن كل هذا ضاع بعد كل تلك الجهود التي قامت بها إيران ونجحت في تهميش السنة ومنعهم من أي دور في العراق الجديد.
ومن هنا وبعد أن انتبهت شخصيات مؤثرة وزعماء عشائر للمخطط الإيراني الخبيث , قامت بخطوتها التصحيحية لمسار العمل والتعامل مع الواقع, فقامت بخطوتها الجريئة التي سميت بصحوة الأنبار ,ثم مجلس إنقاذ الأنبار ,لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مصالح العراق وأهل السنة فيه. ونجحت في ذلك نجاحا أرعب المجوس والصفوييون فقاموا بتدبير اغتيال الشيخ أبو ريشة, لما بات يمثله من خطر على مصالحهم وأطماعهم في العراق.
وصدقت مقولة الشيخ:
الدكتور أحمد الكبيسي
الذي استقرأ الواقع بدقة , حينما وصف منذ البداية أن أعضاء مجلس الحكم لن يرضى عنهم أحد ولو كانوا من الصحابة. وأنهم مجاهدون, وأوصى كثيرا أهل العراق اللإنتباه لما يحاك لهم. وغادر العراق هو والشيخ عبد الملك عبد الرحمن السعدي بعدما يأسا من أن يسمع كلامهما أحد.
فماالذي كان بيد الشيخ غازي عجيل الياور أن يفعله ؟ وهو معزول من أي مصدر للقوة وغير قادر على تحريك جندي واحد!!
ودوره المشهود في الوقوف بالضد من ضرب الفلوجة الأولى وتهديده بترك منصبه كرئيس للجمهورية , الأمر الذي ساعد على إيقاف عملية ذبح الفلوجة الأولى..
الياور الذي كاد يمكن أن يكون أمل العراق ومنقذه, والبقية ممن دخلوا العملية السياسية بدافع حماية حقوق العراقيين عموما وأهل السنة خصوصا, ولكن ضاعت جهودهم وسط هذا الصراخ التكفيري والدس الإيراني.
وهاهو الشيخ حارث الضاري حفظه الله بدأ ينتبه لأبعاد المؤامرة التي حيكت لضرب المجاهدين وسحقهم ,ولإقصاء أهل السنة وتحييدهم, بعد أن أوغلت عصابات التكفير وفرق الموت كثيرا بدماء أهله العراقيين , حتى وصل بها الأمر لاغتيال أخيه المجاهد قائد كتائب ثورة العشرين المجاهدة.
واغتيال الفريق أخو طارق الهاشمي,واغتيال أخته, واغتيال أبو ريشة , واغتيال المجاهد قائد كتائب المجاهدين في عامرية الفلوجة المرحوم نوري سوادي, والمجاهد الشيخ حسين العلوان العيساوي , وكلاهما قتلا بسيارة مفخخة أنفجرت على عوائلهما وعلى المجاهدين معهما, ومحاولات اغتيال عدنان الدليمي وكل رموز السنة والمؤثرين فيه.
عندها بانت كثير من الحقائق الخافية, وبدا يظهر للسنة دور جديد.
والله المستعان على ما يصفون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.