أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: مواصفات شخصية المسلم الإثنين 9 يونيو 2008 - 14:30
مواصفات شخصية المسلم قال الله تعالى:''قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين'' (الأنعام :162).عن حذيفة وابن مسعود رضي الله عنهما: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''لا يكن أحدكم إمعة، يقول: أنا مع الناس، إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس تحسنوا وإن أساءوا أن لا تظلموا''. أخرجه الترمذي، حديث حسن فهي شخصية مؤمنة مهتدية، تتجه بمشاعرها وأحاسيسها لله تعالى، تستلهم منه الرشد والسداد، وتهتدي بنور الإيمان في سلوكها وتتخذ الشريعة الإسلامية نبراسا لها في تصرفاتها، وتحتكم إليها في كل شؤون حياتها. وهي شخصية متميزة بالعقيدة الإسلامية التي تؤمن بها. وتخالط شغاف قلبها وتمتزج بأحاسيسها، فتعيش من أجلها وتجعل حياتها وقفا عليها، إذ لا قيمة للحياة بدون عقيدة، والعقيدة لدى المسلم هي المعيار الأساسي للعمل، فأي عمل لا ينبعث من العقيدة لا قيمة له في ميزان الإسلام مهما كان جليلا نافعا يعود على البشرية بالخير. وهي شخصية متميزة بسلوكها بمقتضى دينها الإسلامي، تقف عند حدود الإسلام وشرائعه، عبادة ومعاملة وأخلاقا.. لا تجامل، ولا تداري ولا تماري ولا تدع لأي ضغط اجتماعي فرصة للتأثير عليها، حتى تتهاون في شيء من قيمها، وهي شخصية تعتز بمقوماتها من غير كبرياء، فلا تلين ولا تضعف، ولا تذوب في أي بيئة تعيش فيها، إنها شخصية تؤثـر في غيرها، ولا يؤثـر عليها، وإن استفادت بكل خير، ''فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى بها''. فالشخص المسلم الذي يخضع للعادات والتقاليد الفاسدة التي تفرض وجودها بالانتشار في بعض المجتمعات، فيجاري أحوال الناس في فسادهم، أو يعيش في مجتمعات غير إسلامية لمقاصد سليمة فلا يلبث طويلا حتى ينخرط في سلكها، ويتقبل أوضاع حياتها التي تتنافى مع عقيدته أو دينه، هذا الشخص أو ذاك لا شخصية له لأنه تهاون في مقومات شخصيته الإسلامية وأهدر مثُلها، وجماع ما تتميز به شخصية المسلم أن يكون رجل عقيدة، ترى حياته صورة صادقة لها، يقرأ الناس فيها كتاب الإسلام مسطورا في آرائه وأفكاره وأخلاقه وسلوكه، حتى تكون نظرته إلى الكون والإنسان والحياة نظرة إسلامية، وتكون المثل الذي يحتدي بها والفضائل التي يتحلى بها أخلاق قرآنية ويستقي أحكامه على الأمور كلها من هدي الإسلام وشريعته، ويأخذ نفسه بعد هذا يدين لله في أعماله وشؤون حياته، يفتدي عقيدته بنفسه وماله، ويفي بالبيعة وفاء المؤمنين الصادقين (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في الثوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم) التوبة/111.ويعتبر العمل من الأسس الهامة في بناء شخصية المسلم، فالمسلم العامل له في الحياة أهميته مهما كان عمله ما دام عملا شريفا وما دام كسبه حلالا، فهو يشارك في عمارة الحياة وازدهارها ويعمل على دفعها إلى الأمام. وتنهض شخصية المسلم على أساس العمل بإتقانه له أخرويا كان أو دنيويا. - من ملامح شخصية المسلم العزة من غير تكبر، فهو لا يذل ولا يستكين لأحد، وعزته هذه تتنافى مع الغرور والاستعلاء، كما يتميز المسلم باستقلال الشخصية، فهو يعتنق الحق ويسير على ضوئه ويعمل في دائرته دون أن يكون هناك أي تأثير خارجي عليه، وقد حرص الإسلام على تحرير الشخصية لئلا تستبد بها الآفات أو تحتلها الأباطيل والنزعات، فليس لأحد أن يخضع إلا لله، ودعا إلى تحرير الشخصية من العادات السيئة والتقاليد المرفوضة، وحث المسلم على تحرير شخصيته من الخوف والقلق، ومن ملامح شخصية المسلم أيضا، الثبات في العسر وفي اليسر، فهو شاكر في السراء، صابر في الضراء. وللمسلم شخصيته المعتدلة نحو المال الذي استودعه الله إياه فهو يتصرف فيه بالطرق المشروعة من غير إسراف أو تقتير، سائرا على المنهج القرآني الذي رسمه الله تعالى في قوله: ''والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما''.الفرقان/ .67 والجدير بالذكر أن الإيمان الحق يدفع إلى السلوك المستقيم، حيث جاء الإنسان إلى الحياة ومعه فطرة نقية مهيأة لقبول الحق، وكل تغيير لقاء هذه الفطرة وصفائها ما هو إلا تشويه لشخصية المسلم الذي ينبغي أن يتجه اتجاها مستقيما لا عوج فيه، وهو الاتجاه نحو الله تعالى والاستسلام له والاستعانة به في كل أمور وشجون الحياة. - إن الأساس الأول لشخصية المسلم هو الأسوة الحسنة، إذ يبدأ المسلم تكوين شخصيته الإسلامية سلوكا وتطبيقا من القرآن الكريم ومنهج الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد ذكر القرآن الصفات الأساسية التي تشكل صورة واضحة الملامح لشخصية المؤمن كما أرادها الله تعالى، وهي الصورة التي تمثلها شخصية النبي صلى الله عليه وسلم لأن خلقه القرآن ولأن الله تعالى قد أدبه فأحسن تأديبه. - أما الأساس الثاني فهو العلم، حيث تتسامى شخصية المسلم بالعلم الذي يكشف له طريق الحق والخير، وينير مسالك الحياة، فيمضي فيها على هدى، فتتميز شخصيته من غيره بالفكر والعلم المفيد، ومن أسس الشخصية الإسلامية العبادات، فهي دعائم الإسلام، وهي التطبيق العملي للعقيدة، والعبادات بدورها تثمر السلوك الصحيح والخلق القويم، وترسم لشخصية المسلم الخطوط العريضة فيعيش حياته موصولا بربه، حانيا على مجتمعه، ففي كل عبادة من عبادات الإسلام يستشعر بنبض الإيمان في أعماقه فلا ينبعث من حياته إلا الخير. ولشخصية المسلم سمة من أرفع السمات التي تميزه عن غيره، إنها القوة الدافعة.. قوة الإيمان التي تستحثه على ارتياد مسالك الخير، وتجعل منه إنسانا قويا لا يخشى في الحق لومة لائم. وهو ثابت الشخصية لا تزلزله عواصف الحياة، إنه يستمد ثباته من عقيدته الثابتة التي تمنحه القوة والرسوخ.