دبي - العربية.نت
قال رئيس المكتب التنفيذي الليبي المستقيل محمود جبريل، إن الليبيين يقدرون مساعدة حلف الناتو والدور القطري، ولكنهم لن يقبلوا أي دور يمس سيادتهم على أرضهم.
وأشار جبريل إلى أنه رفض البيان الذي قدمته قطر للمجلس الإنتقالي، وأنه أوضح أن أي لجنة تريد العمل على الأراضي الليبية لا بد أن تكون خاضعة لإشراف الليبيين.
وحول تصريحات عبدالرحمن شلقم، وزير الخارجية الليبي السابق، وسفيرها الحالي في الأمم المتحدة، حول قطر وطموحها للهيمنة على ليبيا، قال جبريل: "إن قطر قدمت الكثير للثورة الليبية، لكن القطريين يقومون بدور أكبر من إمكانياتهم الحقيقية. القطريون يمتلكون أدوات القوة الناعمة، وهي المال والإعلام، ولكن حينما تصل دولة ما إلى الانتشار أكثر من إمكانياتها، سيتسبب ذلك بانكسارها من الوسط".
وقال جبريل إنه قدم استقالته لعدم قدرته على الفعل، وأن المجلس الوطني ربما يكون أكثر حظاً منه في القدرة على التغيير نحو الأفضل. وأضاف: "لقد فشلتُ، لأنه ليس لدي سلاح، ولا أستطيع الوصول إلى الإعلام لمخاطبة الجمهور، وليس لدي مال".
جاء هذا في حديثه لبرنامج "إضاءات" الذي يقدمه تركي الدخيل، وبثته "العربية" اليوم الخميس عند الثانية ظهراً بتوقيت السعودية، ويعاد عند الخامسة مساء يوم الأحد 13 نوفمبر/تشرين الثاني.
ملابسات قتل القذافي ونهايته الدرامية
وقال جبريل إن استقالته جاءت في وقتها، لأنه كان هناك اتفاق بين أعضاء المجلس الوطني الانتقالي منذ 19 فبراير/شباط الماضي، أنه بمجرد سقوط نظام القذافي نترك الحكم للكفاءات الوطنية في الداخل، و"كل ما قمت به هو أنني فعلت قرار الاستقالة".
كما انتقد جبريل في حديثه لـ"العربية" "السلوكيات القذافية" التي تغلغلت في المجتمع الليبي خلال أكثر من أربعين عاماً، وهي، حسب وصفه، تتمثل بالإقصاء، وأن بإمكان الإنسان أن يختزل كل شيء في ذاته. وقال: "لقد تحولت إلى ثقافة للمجتمع".
وحول ملابسات مقتل القذافي ونهايته الدرامية، قال جبريل: "نحن رفعنا في هذه الثورة أننا نقيض لمعمر القذافي، وعلينا أن نثبت ذلك. لقد نجح الليبيون في إبعاد صورة القذافي، ولا بد أن يخرج من ثقافتهم أيضاً".
وأوضح جبريل أن كثيراً من المؤسسات الليبية زحف عليها الليبيون الثوار وغيروا مجالس إدارتها من دون الرجوع إلى المجلس الوطني الانتقالي، أو المكتب التنفيذي.
وقال: "حصل هذا في البنوك وقطاع النفط وغيرهما"، مشيراً إلى أن 31 مدرسة لا تزال تحت سلطة المسلحين الذين اتخذوها مقرات لهم، ورفضوا استئناف الدراسة فيها، حتى بعد أن استجداهم وزير التربية والتعليم.
وحول دور الشباب الليبي، أكد جبريل أن الثورة الليبية صنعها الشباب، وأن 67% من الليبيين هم ما بين 15 و39 عاماً، وهم الذين قاموا بالثورة ودشنوها عبر الإنترنت وصفحات "فيسبوك".
وقال إنهم لازالوا موجودين وفاعلين، ولكن منهم من التحق بتنظيمات وجمعيات واتحادات أهلية، ومنهم من لا يزال حاضرا عبر الإنترنت، مؤكدا أن "فيسبوك" هو نوع جديد من الأحزاب، ولكنها أحزاب لا مقر لها، وفي حالة انعقاد دائم، ولكن عيبها، كما قال جبريل، أنه لا قيادات لها.
وتابع: "فهي كالطوفان الذي لا مسار له"، مؤكداً أن "الشباب لم يفرزوا قياداتهم ولم يعلنوا عن برامجهم بعد، لهذا قامت التيارات التقليدية بملء الفراغ، واختطاف الثورات يحدث دائماً عبر التاريخ، والليبيون ليسوا استثناء".