مدهش أنه أيام الستينيات لما أقام عبدالناصر السد كان الصحفي المصري حافظ يرسم مشهداً غريباً لصحفية أوروبية
الصحفية كانت في موقع السد تصرخ غاضبة جداً ضد الانتهاك هذا لحقوق الإنسان.
المرأة تصرخ عن كيف أن مصر بالعمل هذا تدمر تراث الإنسانية فالإنسان هنا يجب أن يبقى في الجلباب المحمر من التراب وتحت الصخور.. ينام والسحالي من حوله وعيونه معمصة بالقذى والالتهاب و..
وكانت صادقة في غضبتها وحرصها على حقوق الإنسان.
للعالم اليوم ومنذ قرن لغة من لا يفهمها يهلك.
والحكاية واضحة.. عندما نفهم معاني الكلمات
وما يمنع الفهم هو اعتقادك أنك تفهم.. لكن.
و أتيم قرنق وماثيو من قادة الحركة الشعبية كلهم ينفي دعم الجنوب لحلف التمرد الجديد..
وأتيم بالنفي هذا ينظر في عيونك ويقول بهدوء:
أنت تعلم تماماً أن مهمتي ليست هي دعم الأخلاق الفاضلة والصلاة والزكاة.. مهمتي هي مصلحتي.. عندها إن كان سلفا كير يحمل البندقية فسوف أعلن مطمئناً ومبتسماً لكاميرا الجزيرة أننا لا ندعم الحلف الجديد ضد الخرطوم
والغرب أمريكا والآخرون كلهم يدين السودان الذي كما تقول أمريكا يقوم طيرانه بقصف معسكرات اللاجئين في الجنوب.
وأمريكا تحدق في عيونك وتقول
تعلم تماماً وأعلم أنا تماماً أنه لا معسكرات للاجئين الشماليين في الجنوب والعالم حين يتهم السودان عندها بقصف المعسكرات لن يرسل شاة أو بعيراً لبحث حقيقة الخبر.. والعالم وأنا ما يهمه هو مصلحته وليس فضائل الصدق.. وهكذا فنحن نتهم السودان بالقصف هذا ونحن مطمئنين..
وما تعلنه الحركة الشعبية وما تفعله وما تعلنه أمريكا والآخرون.. كله سطور في المسألة المستمرة باللغة الجديدة التي من لا يعرفها يهلك.