سجلت المواقف الدولية تغييرا في نبرة الحديث عن الملف النووي الإيراني. فقد أكد وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، أن أي هجوم عسكري على إيران لوقف برنامجها النووي ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة، مشيرا إلى ضرورة التروي عند التعامل مع هذا الملف، معترفا في ذات السياق بأن استهداف المنشآت النووية الإيرانية لن يضع حدا للبرنامج الإيراني بقدر ما يعطله لفترة لن تزيد عن ثلاث سنوات.
جاء هذا الحديث للرد على المعلومات المتداولة في الإعلام العالمي بخصوص احتمال شن الولايات المتحدة وإسرائيل حملة عسكرية قبل نهاية السنة الحالية على إيران، حيث دعا وزير الدفاع الأمريكي لتفادي خلق بؤرة توتر أخرى في المنطقة، في إشارة إلى إمكانية المضي في التفكير في عقوبات اقتصادية تجبر إيران على قبول عودة المفتشين الدوليين، وبالتالي الكشف عن برنامجها النووي.
وفي سياق متصل، تفيد الأخبار بأن الولايات المتحدة قامت بتزويد دولة الإمارات العربية المتحدة بآلاف القنابل الذكية، فيما اعتبره المحللون السياسيون أنه سعي أمريكي لتشكيل تحالف عسكري في المنطقة، في محاولة لتطويق إيران بدول متحالفة مع أمريكا عسكريا، حيث أكدت مصادر أمريكية أن قوات الجيش المنسحبة من العراق ستبقي على أربعة آلاف جندي من الوحدات القتالية لجيشها في الكويت كقوة احتياطية.
وكانت أزمة النووي الإيراني قد عادت للواجهة عقب نشر تقرير وكالة الطاقة النووية، تفيد فيه بتوفرها على معلومات تشير إلى إمكانية استغلال إيران للطاقة النووية لأغراض عسكرية. وأعقب هذا التقرير تهديدات إسرائيلية بقصف المنشآت النووية الإيرانية، على اعتبار أنها تشكل تهديدا لأمنها القومي.
في مقابل هذه الدعوات لحملة عسكرية، أكدت كل من الصين، روسيا والهند، الأعضاء في مجلس الأمن الأممي، رفضها التام لأي استعمال للقوة ضد إيران، مع الإشارة إلى أن عددا من الدول الغربية الحليفة التقليدية لإسرائيل رفضت، هي الأخرى، الطرح العسكري، مثلما أكده وزير خارجية فرنسا، مؤكدا أن المجتمع الدولي يسعى، في تطبيق عقوبات اقتصادية صارمة على إيران، للحد من قدرتها على استعمال النووي في المجال العسكري.
من جانب آخر، أكد الرئيس الإيراني، أحمدي نجاد، عدم تراجع بلاده عن برنامجه النووي، مشيرا إلى أنه يقتصر على الاستعمالات السلمية. أكثـر من ذلك، أكد الرئيس الإيراني أن بلاده تستعد لتطوير وتحديث منشآتها النووية، من خلال التعاون مع الوكالة النووية الروسية. الجدير بالذكر أن الرئيس الإيراني أكد، منذ بداية أزمة النووي، أن بلاده جاهزة لأي تدخل عسكري ضده، في إشارة إلى امتلاكه من القوة العسكرية ما يسمح له بقصف أهداف إسرائيلية.