من القدس المحتلة أفرغ كلُّ من الرئيس اليوغندي يوري موسفيني ورئيس وزراء كينيا اورتلا اودينغا خلال الأيام التي قضاها الاثنان في عاصمة الاحتلال الإسرائيلي تل أبيب بلقاءاتهما المكوكية التي بدأت من الهرم اليهودي شمعون بيريز مروراً برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جعبتهم لمخطط حرب دول حوض النيل
وإشعال القرن الإفريقي بتفجير الصومال في الزيارة التي انتهت الاثنين الماضي، حيث بعثر كل من موسفيني واودينغا رسائلهما في كل الاتجاهات، بدءاً من إعطاء العالم دروساً في التعاون الإستراتيجي مروراً باللعب على الخط الأمريكي الممثل في «افريكوم»، وتذكير واشنطن التي تصارع النفوذ الصيني والأوروبي بإفريقيا بأن يمكن توقيع شراكة جديدة مع تل أبيب تزيح الأوروبي والصيني معاً من واجهة الأحداث في المنطقة مع معظم الدول الإفريقية.. وصولاً إلى المخطط المبيت وهو شن حرب حوض النيل على السودان ومصر معاً وحرمانهما من بحيرة نفوذهما الإفريقية، ان التغلغل الإسرائيلي القادم للقرن الافريقي يضع معسكرات عمله على الخاصرة السودانية من خلال جنوب كردفان والنيل الازرق خاصة عقب احتضان عاصمة الجنوب لكل المتمردين ابتداءً من «مالك عقار، عبدالعزيز الحلو، مني اركو مناوي، وبوقية حركات دارفور المتمردة، فلول العدل والمساواة، حركة عبدالواحد نور» بخلاف استثمار الخلافات بين دول حوض النيل وانتهاج سياسة الأمر الواقع بالضبط كما فعلت وتفعل إسرائيل في العملية الاستيطانية في فلسطين أي فرض وقائع على الأرض بحيث يمكن التفاوض بشأنها في موقع قوة وهذا ما سيعمل كلٌّ من موسفيني واودينغا لتكريسه بالمنطقة لإيجاد موطئ قدم إسرائيلية في قلب افريقيا الغنية ـ الفقيرة وسحب البساط الممدود لإفريقيا مستفيداً من حالة الحرمان الاقتصادي التي تعيشها القارة.