| القواعد الأمريكية العسكرية وتأثيرها على الأمن القومي العربي ( الخليج العربي ) | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
اللهو الخفي
رقـــيب أول
الـبلد : العمر : 39 المزاج : معتدل اغلب الأوقات التسجيل : 12/11/2011 عدد المساهمات : 317 معدل النشاط : 448 التقييم : 16 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: القواعد الأمريكية العسكرية وتأثيرها على الأمن القومي العربي ( الخليج العربي ) الأحد 20 نوفمبر 2011 - 11:21 | | | هذه دراسة عن القواعد الأمريكية المتواجدة بالخليج العربي وتأثيرها على الأمن القومي العربي ، وجدتها اثناء تصفحي للإنترنت ، ورأيت ان في وضعها افادة لأعضاء المنتدى ، وأرجو التفاعل معها .واعتذر عن عدم وجود تنسيق للموضوع بسبب عدمة استطاعتي كتبهامعتز الدبس ، في 3 أغسطس 2010 الساعة: 01:09 ص
القواعد الأمريكية العسكرية وتأثيرها على الأمن القومي العربي ( الخليج العربي )
المحتويات
الموضوع
الصفحة
أهمية الدراسة و فرضياتها وحدوها و منهجيتها
المقدمة
الفصل الأول
المبحث الأول : المطامع الأمريكية بمنطقة الخليج العربي .
المبحث الثاني : تنفيذ الإستراتيجية الأمريكية لاحتلال الخليج العربي.
المبحث الرابع : مراحل التواجد العسكري الأمريكي في منطقة الخليج العربي .
المبحث الخامس : حرب الخليج الثانية والترتيبات الدولية التي سبقتها .
الفصل الثاني
المبحث الأول : المبحث الأول : أهم القواعد الأمريكية في منطقة الخليج العربي
المبحث الثاني : قضية فلسطين وعمقها السياسي .
المبحث الثالث : أزمة العراق وتداعياتها .
المبحث الرابع : الأفاق المستقبلية للمنطقة .
- استنتاجات
- المراجع
أهمية الدراسة :
يعتبر موضوع البحث وهو وجود القواعد الأمريكية في المنطقة العربية وتأثيرها على الأمن القومي العربي من المواضيع المهمة وتنبع أهمية هذا البحث من خلال الدور الذي تقوم به هذه القواعد على الساحة العربية والدولية , ومن هنا يجب علينا التعرف على مكونات العلاقة بين الطرفين ( الأمريكي والعربي ) التي مرت بتجارب عديدة تم من خلالها الوصول إلى شكل ايجاد هذه القواعد , وتأتي أهمية هذه الدراسة من خلال :
1- هذه الدراسة تعمل على توضيح للفترات التاريخية التي مرت بها العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمنطقة العربية وخصوصا دول الخليج العربي .
2- نستطيع التعرف من خلال هذه الدراسة عن الأماكن المتواجد فيها هذه القواعد , واهمية هذه الامكنة بالنسبة للطرف الأمريكي , وخصوصا في منطقة الخليج العربي .
3- التطرق إلى موضوع فلسطين والعراق والدور الذي تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية بالنسبة لهم .
4- تأثير الوجود الأمريكي على الأمن القومي العربي من ناحية السلب او الإيجاب .
مشكلة الدراسة : تكمن مشكلة الدراسة في الاجابة عن التساؤل الرئيسي وهوا :
ما هو تاثير وجود القواعد الامريكية في منطقة الخليج العربي على الامن القومي العربي ؟
وسيتم الاجابة من خلال التساؤلات الفرعية الاتية :
1- ما هو موقع المنطقة العربية وخاصة دول الخليج العربي في نظر الولايات المتحدة الأمريكية ؟
2- ما هي السياسات التي اتبعتها الادارة الأمريكية في تعاملها مع الطرف العربي والذي أدى إلى وجود تلك القواعد على الأراضي العربية وخاصة الخليجية ؟
3- ما هي الاهداف المستقبلية ( السياسية و العسكرية ) وراء الوجود الأمريكي في المنطقة العربية ؟
حدود الدراسة :
لقد عمل الباحثان على جعل حدود الدراسة منذ الخمسينات والستينات حيث أن معظم الدول العربية نالت استقلالها في الفترة المذكورة وحتى عصرنا الحالي .
منهجية الدراسة :
1- المنهج التاريخي : حيث سوف نتابع طبيعة العلاقة في فترات تاريخية متتالية بين الولايات المتحدة الأمريكية والمنطقة العربية وخاصة منطقة الخليج العربي .
2- المنهج الوصفي : العمل على وصف وتفسير وتوضيح الأسباب التي كان لها دور هام في وجود هذه القواعد في المنطقة العربية , وتأثيرها على الأمن القومي العربي .
مقدمة
احتل الوطن العربي ، وما زال يحتل مركزاً مرموقاً في السياسة العالمية وفي صوغ موازين القوى الدولية ، وذلك بسبب موقعه الإستراتيجي وثرواته الاقتصادية الهائلة ، ونظراً إلى علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل كحليف شرق أوسطي إستراتيجي ،ووفق سياستها المعروفة القائمة على خلق الصراعات من أجل منع أي أمل لنشؤ قوى إقليمية تؤثر على مصالحها العليا في الوطن العربي ، فإن لعملية صنع القرارات في السياسة الخارجية الأمريكية أهمية بالغة في وضع المنطقة والأحداث التي تجري على ساحاتها.
ومن المنطلق نفسه توجب على الولايات المتحدة أن تحمي هذا الحليف القوى بأي شكل ، فقامت بدعمه بالعتاد والسلاح والمال في بعض الحروب وألقت بثقلها بكاملها في بعضها الآخر.
ولكن ما كان ملفتاً للنظر هي السياسة الأكثر ضباباً ، ألا وهي سياسة التسليح و وجود القواعد الأمريكية على الأراضي العربية ، وما تحويه من كواليس غامضة وطباع متقلبة سواء مع الحلفاء أو الأصدقاء بل ومع الأعداء.
كما وزادت في الآونة الأخيرة لدى العديد من دول المنطقة العربية حالة عدم الاتزان الأمني , وذلك إما نتيجة العدو التقليدي (إسرائيل) أو الحروب المفتعلة والموجهة من الأطراف الخارجية (حرب الخليج).
ومن هذا المنطلق فقد ارتأى الباحثون أن يقوموا بهذا البحث محاولاً كشف القليل عما يدور في كواليس وزارات الدفاع العربية والغربية ومطابخها السياسية وذلك بعدما تمت ملاحظة أن هناك من تقصير في الجانب الإعلامي المرئي والمقروء في سرد مثل هذه القضية، بل ووصل الأمر أحياناً إلى الترويج إلى السياسة الأمريكية ومحاولة إظهارها في عباءتها الإنسانية وهي تسوق للديمقراطية مستخدمين في ذلك المحطات المسيئة دولياً وكتاب المارينز الذين كثر ظلهم في هذه الفترة في الوطن العربي , ومن هنا سوف يتم التحدث عن ماهية القواعد الأمريكية وتأثيرها على الأمن القومي العربي
الفصل الأول
المبحث الأول / المطامع الأمريكية بمنطقة الخليج العربي :
لا يمكن أن نخفي مطلقا حقيقة مفادها؛ أن عامل البترول يشكل المحور الأساس في إبقاء حركة الاضطهاد والاحتلال والقمع وديمومة الحروب الصغيرة والكبيرة في أي شكل من الأشكال التي عاهدناها. ولكون الوطن العربي يتمثل بضخامة مراميه وذخائره الغنية التي سيدها وسيد العالم البترول؛ نرى يستوجب علينا إذن أن لا ننظر ببعد ضيق لما يدور من أحداث؛ بل علينا أن نحدق في المسألة من خلال إطار يتخلله نوازع أساسية في مفهوم أطماع الدول الغربية لاحتلال أو السيطرة على المنطقة بأية طريقة مناسبة تحافظ على بقاء مصالحهم. تلك الدول التي بما لا يقبل الشك مطلقا تعتمد على منتجات المنطقة العربية النفطية دون منافس من جانب؛ وما يشكله النفط من عصب ذو أهمية في استمرار ديمومة الحياة من جانب أخر؛ لتلك الدول التي تفتقر إليه. وعليه ومن خلال قراءة أدبيات الصراع حول النفط؛ نرى أن تلك الدول ومنذ ارتباط بقائها وديمومتها بعامل البترول؛ بات مبدأ البقاء والسيطرة لديها على الدول المنتجة؛ هدفا أساسيا لاستمرار جريان تصدير البترول إليها من جهة؛ والسيطرة على الأموال التي تجنيها الدول المنتجة من جهة أخرى.
إن العامل الاقتصادي مربوط بصورة أو أخرى بزيادة الاستهلاك للبترول في الدول المستوردة؛ بعد أن انتهى وولى عصر استعمال الفحم الحجري المستخرج بكميات هائلة حينذاك؛ لتشغيل عجلة الصناعة والقوة الحربية. ولقد تضاعف استهلاك البترول عالميا بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة مرة كل عشر سنوات حتى غاية عام 1971م .
وبالتالي أجلا أو عاجلا كانت تتمخض في أروقة السياسة الغربية بوادر بناء إستراتيجية نفطية مستقبلية؛ التي من خلالها توضع أسس التعامل السياسي مع تلك الدول المنتجة للبترول. وهو دون أي أدنى شكوك مرتبط ارتباطاً وثيقا بالحالة السياسية الصورية التي يمكن للغرب رسمها ووضعها في موضع التنفيذ. تلك السياسة التي تكمن في كيفية قيادة الدول المنتجة للبترول. ففي العقود الماضية من القرن العشرين كان يدار حكمهم إما عن طريق تقوية شوكة ملك؛ أو انقلاب عسكري أو تنشيط أحزاب سياسية وخلق تيارات جديدة. وكانت هذه الأهازيج السياسية المزيحة السابقة؛ تبيح للمخابرات الغربية فرصة اللعب كعنصر له دور كبير في تأجيج الصراعات الداخلية وترجيح كفة حزب أو فرد على أخر. لتنتهي بعدها بنا الحالة العصيبة إلى ما هو عليه الحال ألان. حيث كان يمكن إقالة حكومة وتعيين أخرى بمجرد الإشارة بإصبع بعد أن كانت أجهزة المخابرات الغربية تلوح بعصي.
ولكن من غير الممكن بناء الصورة الحقيقة لما يدور وما دار منذ بداية منتصف القرن الماضي أو اقل منه بقليل إلى يومنا هذا؛ دون معرفة واقع الاحتياطي البترولي العالمي. والذي من خلاله يمكن حل لغز المعادلة الوهمية التي يعيش عناصرها القادة الغربيون وتمتثل إليها شعوب منطقة ما حتى ولو كان دون محض إرادتهم. وبهذا يمكننا دون تردد أن نسأل بعد عرضنا المبسط للحالة النفطية وملابساتها؛ ما هو موقع دول الخليج العربي في نظر هؤلاء وألاعيبهم؟؛ إذا ما عرفنا أن الاحتياطي البترولي العالمي مع بداية عام1950م كان حسب تقديرات الشركات المنتجة للبترول في المنطقة العربية يقدر بحوالي 48 مليار برميل. شغلت إيران منه 13 مليار برميل وبقية دول الخليج العربي بما فيها العراق 35 مليون برميل. في حين كان احتياطي الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي حينذاك يشكلان 25.3 و 6.3 مليار برميل على التوالي. وهو ما يعني في تلك الحقبة التي تعتبر بدايات اكتشاف البترول نسبيا أن دول منطقة الخليج العربي ومن ضمنهم إيران كانت يشكل إنتاجها 22.2% من إجمالي الاحتياط العالمي. وهنا تجدر الإشارة بان الشركات البترولية لم تكن بعد قد تحرت عن البترول في الإمارات العربية وسلطنة عمان .
لقد استمرت الاكتشافات البترولية بصورة متزايدة في منطقة الخليج العربي منذ نهاية الستينات؛ بعد عن عجزت الشركات الأمريكية والبريطانية من إيجاد بديل عن النفط الخليجي في أفريقيا وأمريكا اللاتينية. وذلك وفق السياسات المرسومة بعد العدوان الثلاثي على مصر. كما عجزت المؤسسات العلمية من إيجاد بديل عن البترول في توفير الطاقة بسعر مناسب وحيوي؛ واضعين في نظر الاعتبار أن يصل قيمة البرميل كأعلى سقف له مستقبلا بما يضاهي حوالي 200 دولار أمريكي .
وبناءً على تلك الحقائق نشطت الاستكشافات البترولية في المنطقة بصورة غريبة جدا. وساعد عدم الاستقرار السياسي العالمي آنذاك نتيجة للحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي وتسارعهما حول السيادة والبقاء؛ على التنقيب عن البترول وإيجاد منافذ سيطرة أكثر. وأصبح البترول واستثماره إبان تلك الفترة؛ الأولوية الأولى لكل دولة كبرى وباتت مسؤولياتها ومهامها تتلخص في كيفية السيطرة على المصادر في بواطن الأرض والتي سيدها النفط. ولعل نتيجة للتسارع حول السيطرة على منابع البترول إبان الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي؛ أصبح لمنطقة الخليج أهمية تختلف عن غيرها إذا ما أعدنا قراءة نشرة الاوابيك لمارس 1988م؛ إذ جاء فيها:
"… كانت منطقة الخليج العربي (ونقصد من ضمنها العراق) لوحدها تشغل في عام 1965م ما نسبته 61% من إجمالي الاحتياط العالمي للبترول". أي بواقع 213.6 مليار برميل من الإجمالي العالمي البالغ 350 مليار برميل نفطي؛ بعد أن تم الإنتاج البترولي في كل من سلطنة عمان والإمارات" .
يبدو أن القفزة النوعية في الاحتياط البترولي العالمي وصراع الدول الكبرى بعد الحرب العالمية الثانية لإيجاد مناطق نفوذ للسيطرة على العالم وظهور الحرب الباردة بين القوتين الكبريين وولوج عظمتها في الستينيات؛ أدى إلى اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية في معرفة المخزون العالمي البترولي ومعرفة العمر التقديري في كل بقعة من العالم. وبهذا الصدد نشطت مجلة (ميد) ومجلة (نفط العالم) البريطانيتين في وضع الدراسات النفطية والبحث في شؤونها ومعرفة الاحتياط العالمي البترولي أول بأول. في حين كان على الجانب الأخر تحرك أمريكي منذ منتصف الستينيات مختلف تماما؛ لا يؤمن بالسياسة والحوار؛ بل هدفه يتضمن كيفية تواجد القوات الأمريكية في المنطقة للمحافظة على أبار البترول. على أية حال مع حلول عام 1990م أصبح احتياط البترول العالمي 959 مليار برميل؛ حصة منطقة الخليج العربي منها 642.53 مليار برميل أي ما يعادل 67% من إجمال الاحتياط البترولي العالمي. وهنا لا بد أن نبين أن حصة العراق وصلت إلى حوالي ما يعادل 13% والكويت 10%. وتشير الدراسات الحالية الصادرة من مجلة (ميد) البريطانية في غضون فبراير 2002م إلى أن الاحتياط العالمي للبترول وصل إلى 1332 مليار برميل يشكل الخليج العربي منها ما يقارب 77% والولايات المتحدة الأمريكية 3% والاتحاد السوفيتي 7%. وللعراق فيها حصة قُدرت بحوالي 17.3% والكويت 12.4%؛ وتوقعت الدراسة أن يكون احتياط العراق العالمي من البترول حوالي 26.2% في غضون عام 2010؛ والكويت ما يقارب 13.1% والسعودية 19% والبحرين 0.8% وقطر 4.4% والإمارات 8.3% وسلطنة عمان 4.7% وإيران 8.4%. وبذلك يكون احتياطي البترول العالمي مع حلول عام 2010م لمنطقة الخليج العربي بواقع 84.9% .
كما أن هناك مصادر أخرى تضاهي أهمية البترول في منطقة الخليج العربي تتصدر دولة قطر السيادة فيه؛ هو احتياط الغاز الطبيعي. حيث سوف يصل مع حلول عام 2010م إلى 45.6% من إجمالي الاحتياط العالمي. ولعل المهم الذي يمكن أن نستنتجه من خلال هذا الكم الهائل من الأرقام العلمية المتعلقة باقتصاديات البترول في منطقة الخليج؛ أن هناك بعض الدول بات احتياطيها البترولي العالمي في ازدياد مضطرد ويمكن حصرها من خلال الدراسات البترولية المهتمة بمثل تلك مواضيع؛ بالعراق والكويت فقط. في حين أن بقية دول المنطقة بدأ احتياطيها البترولي بالهبوط ولو في بعضها قد يبدو طفيفا دون الحقيقة إذن إن الهبوط كنسبة مئوية بمليارات البراميل. وهنا لا بد أن نشير إلى نقطة مهمة تتلخص بأن عموم المنطقة سيشكل بترولها لاحقا عصب الحياة العالمي. بعد أن بات احتياطيها البترولي في ازدياد مستمرا قياسا باحتياطي الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخرى التي تشير الدلائل أن احتياطيها بدأ بالنزول منذ إنتاج أول برميل بترولي. فاحتياط البترول للولايات المتحدة الأمريكية عالميا قد وصل الى 3% مع اطلالة عام 1990م. ويعتقد انه سوف يبدأ بالنزول 0.3% كل سنة؛ إذ يعني رياضيا انه خلال العشر سنوات القادمة سوف يكون احتياطي الولايات المتحدة الأمريكية ما يقارب 0%؛ بعد أن عجزت الشركات البترولية في البحث عن وجود البترول في المناطق الأمريكية. وهو ما قد يسبب كارثة لها لاعتماد صناعاتها ومدنيتها اعتمادا كليا على البترول الذي قد يهدد نضوبه بانتهائها. وبالتالي فإننا نستنتج أهمية منطقة الخليج العربي وضرورة السيطرة عليها لحماية بقاء تدفق البترول للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها؛ إذا ما علمنا أن العمر التقريبي للبترول فيها قد يصل إلى ما يقارب 300 سنة ميلادية. وهذه حقيقة يمكن استنتاجها من اهتمامهم بالسيطرة على منطقة الخليج وبناء الاحتياط البترولي الاستراتيجي من جانب ووقف إنتاج البترول من الآبار الأمريكية تحت ذريعة أن استخراجه يكلفهم أكثر مما لو استورد من الخليج العربي في السعر الحالي وهو ما لا صحة لها تجاريا على اقل تقدير. وهكذا نرى أن الإستراتيجية العسكرية الأمريكية قد بدأت تأخذ دورا مهما في السيطرة على المنطقة العربية مع إطلالة السنة الأولى من ستينيات القرن العشرين. بعد أن اتضح لها ومنذ كانون الأول 1957م أن زعماء حلف الناتو الأوربيون في اجتماعهم هذا ربما يخرجونهم من الإستراتيجية الدولية رغما. كما أن المشروع الفرنسي الايطالي ضد بريطانية وأمريكا الداعي للسيطرة الأمريكية على حلف الناتو العسكري ما هو إلا دفع جديد للولايات المتحدة الأمريكية للتفكير في أهمية المنطقة وكيفية السيطرة عليها لضمان السيطرة على اقتصاديات العالم. وسوف نرى في الفصل القادم مغزى التطورات العسكرية الأمريكية في هذه المنطقة .
فالحقائق البترولية التي تم وضعها بصورة مختصرة سلفا؛ كانت الولايات المتحدة الأمريكية تترقبها عن كثب وتتخذ حلا لكل خطوة بعد خطوة وتحرص على انجازها بنجاح؛ كي لا تفاجـئ بما لا يحمد عقباه. ولعلها بدأت تفكر مليا مع عام 1965م عندما أقدمت على إنشاء قواعد عسكرية مصغرة لحماية منشأتها النفطية في المملكة العربية السعودية. إلا أن الصورة الجدية في العمل الأمريكي بدأ يأخذ صوره الحقيقة بعد حرب عام 1967م؛ عندما صرح رئيس الوزراء العراقي السابق طاهر يحيى بضرورة استعمال البترول كسلاح. وكان الغرض من هذا التصريح في حينه؛ إيقاف دعم الغرب للعدو الصهيوني وإجباره على الانسحاب من الأراضي المحتلة في هزيمة 1967م. وهو تصريح لاقى إعجاب الساسة العرب حينذاك؛ وأعطاه الرئيس الراحل جمال عبدا لناصر أهمية قصوى. ولكن تنصل بعض دول الخليج العربي من هذه المهمة من جهة؛ وعمل الولايات المتحدة الأمريكية من جهة اخرى على تفتيت هذا المبدأ من خلال تغيير بعض انظمة الحكم بانقلابات عسكرية؛ غَيّر المفهوم من طرح سياسي الى ضرورة لا بد من العمل على احتوائها. ولعل حرب اكتوبر وما انجزه الجيش العربي من انتصار على الجبهات القتالية ولو نسبيا؛ وتصاعد صحيات الشارع العربي بايقاف تدفق البترول العربي وضرورة سيطرة العرب على اسعار البترول سيطرة تامة؛ كان هو الاساس الذي غَيّر الاستراتيجية الغربية نحو منطقة الخليج العربي بصورة مذهلة. اذ عملت الولايات المتحدة الامريكية على تغيير سياستها الاستراتيجية تجاه منطقة الخليج العربي. واصبحت من خطة استتراتيجية لعملية احتواء التصدع وحماية الانظمة؛ الى خطة استراتيجة اكثر خطورة واهمية اذا ما علمنا انها تتلخص في ضرورة بناء الخطوط العسكرية المرنة لحماية البترول وتدفقه. وهذا المفهوم تخلله سياسات اخرى سوف نجيء على شرحها لاحقا.
ولعلنا هنا نرى ان الجانب الاقتصادي قد لعب دورا جبارا في تجنيد السياسة العسكرية الامريكية لصالح السيطرة على البترول في المنطقة. ولا بد من ان يكون للسلاح النووي وتطوره الدور الجبار في اثبات التفوق الامريكي والسيادة الامريكية. مما ادى ذلك الى رسم خطوط ذات اهمية بمستقبل المنطقة ليتم تنفيذها على مراحل دون ترك ايا منها. لتتمكن الولايات المتحدة الامريكية من ديمومة حضارتها وسيطرتها على العالم من خلال استمرار تدفق عصب الحياة الرئيسي. هذه المامة سوف تدخلنا في الفصول القادمة لمعترك كبير ادى الى ضياع بلدننا وثرواتنا لسوء الفهم السياسي الذي يمتلكه من يقود دولنا.
المبحث الثاني / تنفيذ الاستراتيجة الأمريكية لاحتلال الخليج العربي :
لعل من اهم التصريحات التي اعتمدتها السياسة الامريكية الخارجية هي تصريحات الصحفي جاك اندرسون المتخصص بالشؤون الاستخباراتية الشرق الاوسطية بصحيفة الواشنتطن بوست حيث قال :
" ليس هناك صعوبة في الاستيلاء على منابع البترول في الدول العربية وليس هناك حاجة لاستعمال نووياتنا والدخول بشائكة مع الاتحاد السوفيتي؛ فعلى سبيل المثال لاحتلال ابار ليبيا القريبة منا (يقصد القريبة من معسكرات حلف شمال الاطلسي في اوربا) لا نحتاج اكثر من فرقتين من مشاة البحرية" .
استمر اندرسون في ربط الكيان الصهيون باستراتيجية الولايات المتحدة الامريكية بنفس مقاله. حيث اعطى الكيان الصهيوني اهمية ودوراً للاستيلاء على ابار البترول الكويتية. مما جعل مناحيم بيكن رئيس الوزاراء الاسرائيلي انذاك يذكر في مناسبات عديدة ان الجيش الاسرائيلي على استعداد لتلبية ما تأمره الولايات المتحدة الامريكية. واضاف ان كيانه قادر على احتلال ابار البترول دون اشغال الولايات المتحدة الامريكية بنقل قواتها لمنطقة الخليج العربي او الشرق الاوسط عموما. ولعلنا هنا نتوقف عند المقولة التي ادلى بها وزير الدفاع الاسرائيلي اريل شارون في حينها اذ صرح لجريدة يديعوت أحرونوت بقوله:
" لكي ننهي ما يسمى بالقضية الفلسطينية تماما ونسقط اطروحة الضغط النفطي بيد العرب فأن جيشنا الاسرائيلي على استعداد ان يحتل الكويت مرورا بالاردن؛ فالرحلة الى الكويت لا تستغرق اكثر من يويمن. كما يمكنني ان أُكد لكم ان اختيارنا لهذا الطريق هو نابع من معرفتنا الجيدة بأنه ما من قوة يمكنها ان توقف زحف دباباتنا. انني انبه الولايات المتحدة الامريكية لاهمية الموضوع؛ فأن اصبح نفط الكويت بيدنا سوف لن يعود النفط سلاحا بيد العرب وسيصبح النفط عالميا عندما يكون يهوديا" .
التصريح الوارد اعلاه لاريل شارون يبين دون اي تعليق عمق العلاقة بين ما يحدث الان في المنطقة العربية وبين وجوده واعتبار نفسه اساسا ولاعبا رئيسيا لمعاونة الولايات المتحدة الامريكية. فالولايات المتحدة الامريكية يمكنها ان توعز الى الكيان الصهيوني للقيام بالمهمة؛ الا انها استراتيجيا لا تعتمد في تحقيق مصالحها على حلفائها واصدقائها بقدر ما تحاول ان تقودهم هي لتحقيق مصالح الولايات المتحدة الامريكية لاضفاء الطابع الشرعي الدولي عليها. وهو ما حدث بالفعل منذ بداية العقد الاخير للقرن العشرين وليومنا هذا.
لهذا السبب؛ لم تمر الا اشهر معدودة على التصريحات الامريكية الهادفة لاحتلال منابع البترول؛ حتى تدفقت على المملكة العربية السعودية؛ الوفود الحكومية وممثلو المؤسسات البحثية المهتمة بواقع الشرق الاوسط والخليج العربي. وكانت بعض تلك المؤسسات رسمية وبعضها الاخر استطلاعية قيل ان اهدافها كانت تنصب في دراسة كيفية حماية المملكة العربية السعودية من عدوان محتمل دون ان تحدد هوية العدو. وكلفت الحكومة الامريكية عام 1976م مؤسسة أمريكان انتربرايز بدراسة الاخطار التي تهدد منطقة الخليج العربي والمملكة العربية السعودية" .
وبعد ان عكف الباحثون على دراسة طبيعة المملكة والخليج من النواحي الاجتماعية والاقتصادي؛ ارسلت مؤسسة امريكان انتربرايز اسنتاجاتها الى الادارة الامريكية التي اشعرتهم فيها بالمخاوف التي تراها تهدد امن الخليج اذا لم تتخذ الولايات المتحدة الامريكية موقفا سريعا. وحدد مؤسسة امريكان انتربرايز مخاوفها بالاحتمالات الاتية :
. يتواجد في منطقة الخليج العربي نتيجة للنهضة الاقتصادية اعداد كبيرة من العرب المثقفين والمتفتحة افكارهم نحو الديمقراطية ومحاربة الاستعمار. وهو ما يخيف تأثيرهم على ابناء المجتمع الخليجي بصورة واخرى؛ و ما سوف يعيد حالة عبدالناصر واثره في المنطقة في العقدين المنصرمين. لذا ارتأت مؤسسة امريكانا انتربرايز ضرورة استعمال الضغط العسكري بصورة سريعة لغرض ابدال هؤلاء العرب باجانب من الدول الاسيوية. وبالتالي سوف نمنع ظهور العرب ومؤثراتهم على ابناء الخليج كقوة حقيقة ضد الغرب في الشارع الخليجي .
2. لقد تزايدت قوة الشاه بصورة ملفتة للنظر وصارت تهديداته تخيف دول المنطقة وعليه لا بد من العمل على عدم اعطائه فرصة لابتلاع تلك الدول وخاصة الصغيرة منها. وارتأت مؤسسة امريكان انتربرايز بشدة ضرورة تغيير الشاه مع نهاية العقد كي لا يؤثر على تلك الدول ويربطها بمواثيق واحلاف لا يمكن للغرب ان يقاومها .
3. تعتبر اليمن منطقة قد تسبب مشاكل مستقبلية للعربية السعودية؛ وبالتالي فيستوجب عدم اعطائها فرصة لبناء هيكلها الداخلي والعيش باستقرار. وعلى الولايات المتحدة الامريكية مراعاة شيئين مهمين في ذلك؛ الاول اشغال اليمن بحروب والثاني عدم اعطائها فرصة لاستعادة منطقة عسير الغنية بالبترول. كي لا تتمتع باستقرار اقتصادي واجتماعي بما يؤثر سلبا على العربية السعودية .
4. على الرغم من تمتع الولايات المتحدة الامريكية بعلاقة جيدة مع النظام العراقي الحاكم؛ الا اننا لا يمكن ان نضمن الشارع العراقي. وبالتالي فالعراق يشكل خطرا اساسيا في منطقة الخليج العربي لا يمكن تجاوزه ابدا. فلذا من الضروري العمل على ابطاء التطور فيه من كافة النواحي وخاصة التعليمية .
يبدو ان الادارة الامريكية كانت قد راجعت دراسة مؤسسة امريكان انتربرايز بصورة دقيقة واخذت بالاستنتاجات وكيفية معالجة الامور الخطيرة التي توقعتها والمذكورة سلفا. اذ على اثرها اقدم الرئيس الامريكي فورد على تطوير القاعدة الامريكية في دييغو غارسيا الواقعة في المحيط الهندي. اعقبها وضع برنامج لانشاء قواعد امريكية على غرارها تكون ثابتة في المحيط الهندي وضمن مدى 48 ساعة كحد ادنى للوصول الى ابعد نقطة في مياه الخليج العربي. ولعل الرئيس الامريكي المنتخب جيمي كارتر الذي تسلم ادارته عام 1977م لم يغفل مشاريع فورد التي لم تتجاوز فترتها الثلاث سنوات. فقد كانت اهم مهام كارتر هي اعادة لملمة الدراسات التي قدمتها الوفود والمؤسسات حول العربية السعودية ودول منطقة الخليج العربي. وعمل من خلالها على تطوير مشروع فورد الخاص بضرورة تطوير القواعد العسكرية الامريكية القريبة من المنطقة الغنية في البترول؛ الغرض منها التدخل السريع في اي عملية تراها الولايات المتحدة الامريكية ضرورية لحماية مصالحها.
لقد كان كارتر اكثر واقعية ممن سبقه في اتخاذ القرار؛ لذا لم تمر اشهر قليلة على ادارته للولايات المتحدة الامريكية حتى قرر تشكيل ما يسمى قوة التدخل السريع. وقد جاء في قرار تشكيلها
"…. وهي قوة عسكرية الغرض من تشكيلها؛ استخدام تلك القوات كمظلة امنية فوق الخليج العربي" ..
ولكن قرار التشكيل المعلن في اذار/مارس عام 1977م لم يكن كافيا للتطبيق دون اعداد دراسة بذلك؛ وعليه فقد كلفت ادارة كارتر مباشرة بعد صدور قرار تشكيل قوة التدخل السريع؛ مؤسسة راندا الامريكية بوضع دراسة خاصة تتضمن كيفية معالجة الثورات المضادة في الخليج العربي. ويبدو من قرار التكليف ان هناك اعتبارات مستقبلية عديدة لدى الادارة الامريكية؛ قد تكون اهمها العمل على تقوية شوكة العدو الصهيوني وبالتالي لا بد ان تكون هناك اساليب لردع الشارع العربي من النهوض كما كان في العقدين السابقين. وقد نجحت نوعا ما في تحقيق ذلك خصوصا عند غياب عبدالناصر عن الساحة حسبما صرح كارتر بنفسه لصحيفة الواشنطن بوست في خريف عام 1977م حين قال :
" تبدو مهمتنا اسهل للسيطرة على الشارع العربي الان؛ لان غياب عبدالناصر يسهل علينا العمل على انقسامه ليس لنصفين بل الى انصاف عديدة" .
على اية حال؛ فقد عكف غي بوكر بعد تكليف مؤسسة راندا على وضع تلك الدراسة ضمن ما يسمى حلول السيطرة على الثورات المضادة لمنطقة الخليج العربي. وقد انتهى من اتمامها في نوفمبر عام 1977م وكانت ذات اهمية خاصة لكارتر على وجه الخصوص والادارة الامريكية عموما. اذ تطرقت الى الترتيبات العسكرية التي من الضروري اتباعها فورا وتعزيز القطعات الامريكية في القواعد القريبة من الخليج العربي؛ وذلك لاحتمال وقوع ازمة في النظام العالمي الجديد مع مطلع الثمانينيات. الا ان الغريب في الموضوع لم تبين دراسة بوكر ماهية الاسباب التي سوف تؤدي الى حدوث ازمة عند مطلع الثمانينيات ويبدو لي انها معلومات استخباراتية وخطط مخابراتية اكثر من ان تكون استنتاجات بحث اكاديمي. لان الاحداث تؤكد ضلوع الولايات المتحدة الامريكية في تغيير اي نظام عالمي جديد. ويبدو لي ايضا انهم قد نوهوا عن ماهية اتخاذ التدابير الموجبة اذا ما ارادوا رسم خريطة العالم الجديد. فجاءت نتائجه وفق ما كانت توده ادارة الرئيس الامريكي جيمي كارتر.
لقد باتت توجهات الادارة الامريكية الجديدة بقيادة كارتر اكثر وضوحا بعد ما صرح وزير دفاعه انذاك هارولد براون في الثاني من كانون الثاني عام 1978م؛ حين قال .
“ان على رؤساء الاركان في القوات المسلحة الامريكية الاستعداد لخوض اكثر من حرب في الخليج العربي وحرب في اوربا .
اي ان الولايات المتحدة الامريكية كانت تخطط وتنوي القيام باكثر من حرب في الخليج العربي وحرب في اوربا. واتوقع ان حرب اوربا كان المقصود منها حرب البوسنة؛ والتي شاركت فيها قوات التدخل السريع بكثافة متناهية؛ بعد ان نجح ادائها في حرب الخليج الثانية.
لقد صاحب هذا العقد الكثير من الاحداث التي جعلت من الولايات المتحدة الامريكية لا تغمض لها عين؛ ولعل اهم تلك الاحداث هي اما القريبة من المنطقة العربية او في عمقها ولعلنا ندرج هنا اهمها:
1. نجاح الثورة الشعبية في اثيوبيا عام 1974م واعلانها قيام علاقات تحالفية مع الاتحاد السوفيتي. واثيوبيا تعتبر منطقة حساسة لقربها من محيط مصالح الولايات المتحدة الامريكية في الشرق الاوسط .
2. ظهور جبهة الصمود والتحدي التي ضمت كل من سوريا واليمن (الديمقراطية) وليبيا والجزائر ومنظمة التحرير الفلسطينية. مما عزز عقد مؤتمر للشعب العربي ضم معظم الاحزاب والتنظيمات الوطنية واليسارية والقومية للوقوف بوجه كامب ديفيد .
3. الانقلاب الشيوعي في افغانسنان في ابريل عام 1978م وارسال قوات عسكرية سوفيتية لحماية الانقلاب الافغاني .
4. الثورة الايرانية عام 1979م وظهورها في منطقة متقاربة مع تواجد الاتحاد السوفيتي من جهة وقربها من منطقة حوض الخليج العربي من جهة اخرى. والتي بما لا يقبل الشك سوف تؤدي الى تغيرات حساسة في المنطقة لا يمكن حساب عواقبها اذا لم يخطط لتقويضها وتوجيهها نحو هدف غير الهدف الذي انبثقت من اجله .
كل هذه الاحداث وغيرها خارج منطقة المنطقة العربية عجلت من اتخاذ الولايات المتحدة الامريكية الوسائل اللازمة لمنع انتشار التغيرات من جهة ومنع تغلغل الاتحاد السوفيتي من جهة اخرى. وبالاستناد الى تلك الاحداث سوف يتطرق البحث في عقد الثمانينات تغيرات الملحوظة للسياسة الخارجية الامريكية بما يتناسب وخوفها على حفظ مصالحها في المنطقة.
مع كل هذه التغيرات لا بد ان نشير الى المنطقة العربية والخليجية بالذات هي الخاسر الاوحد والمستهدف من قبل الغرب والشرق. ولعل الصراع على تلك البقعة قد جعل من شعوب هذه المنطقة تدفع ثمن ذلك. لا لشيئ سوى لتعزيز التحليلات التي ادرجها الباحثون الغربيون لحماية المصالح الامريكية والتي اهمها احداث حروب ومشاغبات لاعطائهم ذريعة التدخل في شؤون المنطقة واحتلالها تدريجيا دون اللجوء لمواجهة حربية كبيرة.
المبحث الثالث / مراحل التواجد العسكري الأمريكي في منطقة الخليج العربي :
لم يكن قرار تعزيز قوات الانتشار السريع بادرة جديدة للتواجد العسكري الامريكي في منطقة الشرق الاوسط وبالتحديد الخليج العربي؛ فالقوات الامريكية موجودة فعلا منذ منتصف الستينات على الاراضي السعودية ولكن بقوات رمزية او ائتلافية مع القوات العسكرية السعودية. ولكن مع بداية عام 1970م شهدت المناطق السعودية انفاقا عسكريا كبيرا قدر بحوالي 44 مليار لعقدٍ من الزمان .
يبدو ان سبب الانتشار العسكري الامريكي في العربية السعودية كان يعود لتصريح رئيس الوزراء العراقي طاهر يحيى ابان هزيمة عام 1967م المنكرة؛ التي اصر فيها على استعمال البترول كسلاح. فلذا اتخذت الولايات المتحدة الامريكية التدابير اللازمة لذلك خوفا من تطور الاحداث خصوصا وان التوتر العربي – الصهيوني مازال شاخصا والحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي المنهار في اعلى مراحلها.
كان الهدف من العلاقات العسكرية الامريكية - السعودية هو بناء قواعد ومطارات عسكرية عديدة تكون مشتركة ما بين الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية. ولكن حين تم الانتهاء من بناء تلك المشاريع في غضون صيف عام 1977م شغلتها القوات الامريكية بالكامل. ويبدو ان الترتيبات العسكرية الامريكية قد سارت على عجل وبتركيز بعد اعلان الدعم المالي لقوات الانتشار السريع؛ وبعد استكمال الترتيبات البسيطة للقرار سعت الولايات المتحدة الامريكية الى ايجاد قواعد في المنطقة لاستيعاب هذا الكم الهائل من الجيش الكبير برجاله ومعداته. وبالفعل فقد اجبرت الادارة الامريكية ثلاث دول في المنطقة على توقيع عقود عسكرية؛ وقد لعب الرئيس المصري انور السادات في حينها دوراً كبيراً في ذلك. اذ اعطى القوات الامريكية منذ تأسيس قوات الانتشار السريع كافة التسهيلات داخل الاراضي المصرية. ووضع قاعدة قنا الجوية قرب الاقصر تحت تصرفهم بالكامل. ولهذه القاعدة ميزة استراتيجية مهمة لم يكن حتى الامريكان يعرفونها لولا ابلاغ السادات لهم بمزاياها؛ وهو ما نبه اليه كيسنجر حين قال في مذكراته(10-السياسةالامريكية) :
" لم اكن افهم غباء السادات الا حين طرد الخبراء السوفيت من مصر دون مقابل قد يطلب من الولايات المتحدة الامريكية؛ وحين وهب لنا قاعدة قنا الجوية عرفت ان العرب في طورهم للانهيار وقبول اسرائيل كدولة بينهم دون اعتراض. فمازلت اقول انها مسألة وقت لا غير فلننتظر ونرى سقوط البلدان العربية راكعة تحت ارجل اسرائيل" .
من خلال السيطرة على تلك القاعدة الجوية المهمة اصبح الامريكيون يراقبون الخليج العربي والشرق الاوسط بطائراتهم والرجوع الى القاعدة دون الحاجة للتزود بالوقود. وهذه مهمة بالنسبة الى اية استراتيجية عسكرية؛ حتى ولو كانت اسلحة الجيش وتجهيزاته متقدمة. لكون مواقع القيادة لادارة اية معركة اذا كانت قريبة ومحصنه تؤدي نتائج جمة. خصوصا في ايصال اللوازم اللوجستية؛ وهو ما تتصف به قاعدة قنا وتم تجربتها في المناورات بصورة حققت نجاحا ملموسا بنسبة عالية.
لم يكن انور السادات قد منح قاعدة قنا للولايات المتحدة الامريكية فقط؛ بل اعطى قوات الانتشار السريع الامريكية هبة اخرى مهمة ايضا وهي قاعدة رأس بناس الحربية التي استعملتها القوات الحربية الامريكية بكثافة في حروب الخليج لحماية اسرائيل من خلال استعمالها لطائرات الاواكس .
وباعتقادنا ان ما اقدم عليه الرئيس انور السادات من عمل لا يمكن وضعه في اية خانة سياسية؛ الا كونه اراد ان يلعب دور شاه ايران لا غير. وليحافظ على بقائه؛ فلذا ما قدمه لاسرائيل من لقمة سائغة نعاني منها اليوم وسوف نبقى نعاني منها طويلا كانت ضمن مفهومه الضيق الذي اراد به ان يكون في المنطقة حليفا اوحدا للولايات المتحدة الامريكية بعد اسرئيل بالطبع. فالرئيس السادات حاول تعميق صلاته العسكرية بلولايات المتحدة الامريكية مع بوادر بدأ الاضطرابات في ايران الشاه؛ فاصدر على حين غفلة قرار يسمح فيه للقوات الامريكية استعمال اي مطار عسكري ترغب فيه. وعليه فان بدايات التواجد الامريكي والتسهيلات الممنوحة في المنطقة العربية كانت على يد انور السادات؛ اذ مع تلك الفترة ايضا وفي صيف عام 1979م بالتحديد بدأت القطعات الامريكية البحرية تصل منطقة الخليج العربي بعد ان امنت حمايتها جويا من المطارات الحربية المصرية. فوصل ما يقرب 19 قطعة بحرية تمركزت في باديء الامر في موانيء بعض الدول الخليجية المتعاقد معها توا. ولكن حين دخل السوفيت افغانستان كان للولايات المتحدة الامريكية مبررا شديدا لتعزيز قواتها بالمنطقة؛ فلذا فقد شهدت منطقة الشرق الاوسط عامة والخليج العربية خاصة دخول اول اعداد للقوات البحرية البرمائية الامريكية اذ كان تعدادهم حينذاك 1800 عسكري مقاتل مع 19 طائرة مقاتلة من نوع فانتوم اربعة و123 دبابة .
عندما إعتلى ريجن سدة الحكم في الولايات المتحدة الامريكية اتبع نفس مبدأ الذين سبقوه؛ والمتضمن ضرورة تعزيز التواجد الامريكي في منطقة الخليج العربي والتلويح بالقوة النووية للسيطرة على منابع البترول. وبمجرد ان باشر مهامه بدأ العمل بجدية لاتمام مشروع قوات الانتشار السريع وتواجدهم في منطقة الخليج حتى وصلت عملية الانفاق الكلية على هذا الجيش خلال فترته الرئاسية ما يقارب 185 مليار دولار. تم خلاله بناء حاملتي طائرات هجومية و14 غواصة و143 سفينة و900 طائرة مقاتلة و208 طائرة عمودية الحقت جميعها بالقيادة المركزية لقوات الانتشار السريع التي تضاعفت قوتها من ثلاث فرق الى خمس فرق. وقد تم خلال مدة وجيزة التدريب على كيفية نشر 180 الف عسكري بكامل تجهيزاتهم القتالية وامداداتهم العسكرية في خلال 21 يوم في اي معركة قد تكون مفاجئة في منطقة الخليج العربي .
عملية التدريب والانتشار السريع هذه لم تكن بتلك المصادفة التي نتوقعها؛ فوزير الدفاع الامريكي في حكومة ريجان مثلا قد مهد لفضح الامر وبيان حقائق مهمة عندما قال مصرحا بمؤتمر صحفي:
" لا بد ان نسدل جزيل الشكر لصديقنا انور السادات الذي اشار علينا بضرورة تدريب قواتنا على القتال الصحراوي في صحراء مصر" .
من خلال هذا التصريح وبالمقارنة مع الاحداث التي تزامنت معه نرى انه ومنذ عام 1980م شهدت مصر تواجد امريكي للتدريب ومن ثم مناورات سنوية تحت ما يسمى بمناورات النجم الساطع. وكانت مصر خلال تلك المناورات والتدريبات تقدم كل الدعم اللوجستي للقوات الامريكية المتدربة؛ حتى ان ريجان قال ما معناه سوف نستغني عن قواعدنا في المحيط الهندي ما دمنا في وسط العرب. ويعني بذلك اننا دخلنا في عمقهم دون ان يشعرون ودون اي مقابل تجاه الخدمات التي تسديها حكومة مصر لهم.
يبدو ان قناعة ريجان في ديمومة العلاقة مع مصر واستمرار المعاهدة مع الكيان الصهيوني شجعت ريجان في التحرش بالاتحاد السوفيتي دون ان يأبه من امتلاك الاخير للسلاح النووي. والواقع كان ريجان او ادارته قد اختارت الوقت المناسب للتصريح على ادق تعبير؛ خصوصا بعد ان بدا الاتحاد السوفيتي يضعف سياسيا في الداخل وتستشري الازمة الاقتصادية فيه. فمع هذا الضعف وقف ريجان متحديا وهاجما على الاتحاد السوفيتي بوصفه اكبر شرير في العالم وقائلا في التاسع من مارس عام 1981م :
" لا نخدع انفسنا مطلقا؛ فالاتحاد السوفيتي هو السبب الرئيسي لكل اضطراب في هذا العالم؛ ولو لم يكن السوفيت متورطين في لعبة الدمينو هذه ( ويقصد افغانستان) لما كانت هناك نقاط ساخنة في العالم" .
ان تصريح ريجان بصورة واخرى كان دعما لتصريح وزير خارجيته انذاك الكسندر هيغ الذي صرح للصحفيين بتاريخ 28 كانون الثاني عام 1981م بقوله :
" ليعلم الجميع ان الارهاب الدولي سيحل محل اهتماماتنا في حقوق الانسان الذي كنا نتحدث عنه في الثمانين سنة السابقة" .
تكمن أهمية هذا التصريح في أن الولايات المتحدة الامريكية منذ ذلك الوقت كانت تعد العدة للترويج ونشر ما يسمى بالارهاب الدولي وتبحث في كيفية تصديره دوليا. خصوصا اذا ما اعرفنا ان وزير الخارجية الامريكي الذي حدد الملامح المستقبلية للسياسة الامريكية من خلال هذا التصريح من المسيحيين المتصهينين والداعين لسيادة اسرائيل على العالم وقد تمكن من الصعود سياسيا في عهد ريكان الابلد. ويبدو من هذا التصريح ان الولايات المتحدة الامريكية منذ ذلك الوقت تمكنت من رسم صورة لقمع قوة التحرر ونبذ الاستبداد والداعين الى الحرية والسلام بعد سقوط الاتحاد السوفيتي بتشبيههم بالارهابيين ودعم الارهاب الدولي. وهذا التصريح الذي جاء على لسان وزير الخارجية الامريكي لا يقل هدفا او شناعة مما ورد على لسان وزير الدفاع الامريكي في 16 مارس 1981م لمجلة التايمز اذ قال :
" ان الاضطرابات الدولية في العالم الثالث بلا شك تهدد وبخطورة قصوى امن الولايات المتحدة الامريكية وهذه في الواقع لا تقل خطرا عن تهديدات الاتحاد السوفيتي. فحالات الخروج على القانون التي سنته الولايات المتحدة الامريكية لتلك الدول متزايدة في العالم الثالث. وهو ما يهدد منافذ الولايات المتحدة الامريكية الاستراتيجية في السنوات المقبلة" .
ولعل مفهوم الارهاب وكيفية فلسفته كان اكثر عمقا في تصريح رئيس الاركان الامريكي الجنرال ديفيد جونز عندما قدم ميزانيته امام الكزنكرس الامريكي. وقبل ان نخوض غمار تصريحه لا بد ان نعرف انه ايضا من المتشددين المسيحين المتصهينين الذين وصلوا دفة الحكم مع ريجان؛ اذ قال عند تقديمه عرضا للميزانية العسكرية الامريكية في3 كانون الثاني 1981 :
" ليعلم الكونكرس باعضائه المحترمين ان كل مناطق العالم تعتبر مناطق حيوية بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية. فنحن الان نعيش في عصر يمكن لاي انقلاب عسكري اوا اضراب كبير او هجوم ارهابي او حرب بعيدة ان تؤدي الى نتائج عالمية تؤثر على ازدهار الولايات المتحدة الامريكية وامنها. وبالتالي حتى السلاح النووي الذي ننفرد بقوته الجبارة مع امتلاك البعض له لم يكن فعالا" .
ما جاء على لسان الجنرال ديفيد لم يكن محظ صدفة بل هو تأسيس فكري لشبح الارهاب الذي استعملته الولايات المتحدة الامريكية في السنوات العشر الاخيرة. وكأن الولايات المتحدة الامريكية بذلك كانت تتوقع انهيار الاتحاد السوفيتي ولا بد من تأسيس فكري لمن سوف يكون مرشحا بدلا من الحرب الباردة. ويبدو انها نجحت في استغفال العالم من جهة؛ و من جهة اخرى عملت على ايجاد الارضية المناسبة لذلك؛ فجندت مليشيات اسلامية كثيرة لتحارب بها الاتحاد السوفيتي في افغانستان. وكنت تنوي في بطانة فكرها اعتبار تلك المليشيات بؤرة لما يسمى بشبح الارهاب حين تريد التعامل مع هذا المبدأ. فعلى سبيل المثال وفي نفس الفترة شارك وزير الدفاع الامريكي واين ببرغر بالتعبير عن الارهاب ولو بصورة غير واضحة من خلال لقاء في مجلة نيويورك تايمز حين قال :
"يجب على الولايات المتحدة الامريكية ان تكون مستعدة تماما للاشتراك باي حرب وبأي حجم وباي شكل وفي اي منطقة تعتقد الولايات المتحدة الامريكية بأن لها مصالح حيوية فيها" .
اي ان القصد من ذلك ان الولايات المتحدة الامريكية معرضة لان تدخل حربا مستقبلية طويلة الامد مثل الحرب الباردة؛ ولكن بأسلوب وتكتيك يختلف عن الحرب الباردة. فهي كانت تطمح ان تكون هناك حرب مستمرة لتبقى ضمن مفهوم القوة التي يمكنها ان تتصدى في اي موقع اذ ما تهددت المصالح الامريكية. وهو بالفعل ما حدث بعد حين من الزمن وبنفس الفلسفة التي اردات لها الولايات المتحدة الامريكية ان يروج لها كي تعتبر عدوا اساسيا يأخذ موقع الصراع بدلا من الاتحاد السوفيتي بعد انهياره.
لقد تبنت ادارة ريجان كل ما خطط له كارتر في عملية انشاء وتجهيز قوات الانتشار السريع وهو ما يؤكد ان سياسات تلك الدول لا يمكن ان يغيرها اشخاص حتى ولو كانوا رؤسائها؛ بل ان هناك خط استراتيجي عام لا بد اتباعه. فلذا اعتبرت ادارة ريكان مباديء كارتر اسسا مهما للمحافظة على الخليج العربي ومنابع البترول فيه. ولعل اولى هذه الاهتمامات منح ادارة ريجان 185 مليار دولار اضافية لميزانية وزارة الدفاع التي خصصها كارتر لمدة خمس سنوات اعتبارا من نوفمبر 1981 ولغاية نوفمبر 1986. وبذلك اصبحت الميزانية المعلنة 1385 مليار دولار .
هذه الزيادة في مخصصات وزارة الدفاع جعلت سلاح القوة البحرية يتمتع بحصة الاسد منها؛ ويبدو ان ذلك يعود للمهمة القادمة لهذا السلاح وكيفية تجهيزه للتحرك اينما تروم السياسة الامريكية المستقبلية. فقد خصص مبلغ 120 مليار دولار لزيادة القطع البحرية العسكرية لتكون 600 قطعة بحرية ما بين غواصة وسفينة رئيسية مع حلول عام 1986م؛ بعد ان كانت 350 قطعة بحرية في عام 1981م. ولعل بناء حاملتي طائرات هجومية و14 غواصة هجومية تعمل جميعها بالطاقة النووية و147 سفينة اخرى و1900 طائرة حربية من ضمنها 300 طائرة عمودية طراز سوبر هاريير خير شاهد على ان هناك امرا مهما سوف يحدث في بقعة من هذا العالم. ناهيك عن قيام البحرية الامريكية بتعمير 6 بوارج يعود عمرها للحرب العالمية الثانية. اعقبها زيادة الميزانية بخمسة وثلاثين مليار دولار لبناء 20 ناقلة نفط لتموين الاسطول البحري و18 طرادا نوع أيجبس مسلحة بصواريخ هابون لها القابلية على اطلاق سلاح نووي .
ضمنت ادارة ريجان عدم ممانعة الكونكرس الامريكي من الاعتراض على الميزانية العسكرية المطلوبة فقامت ببناء 13 قاعدة عائمة على شكل سفن كبيرة في المحيط الهندي لخزن الاعتدة والصواريخ في شتاء عام 1982م. كما ابرمت وزارة الدفاع عقدا طويل الامد مع شركة هالي برتون لتأجير 15 سفينة مدنية شرط يتم تحويرها للعمل العسكري لغرص تخزين الاسلحة والمعدات الحربية الاخرى. واتخذت تلك السفن من جزيرة دييغوغارسيا الواقعة في المحيط الهندي مقرا لها. ولم تمر الا فترة وجيزة حتى صرحت وزارة الدفاع الامريكية ان خطتها الجديدة للانتشار السريع تهدف مع نهاية عام 1989م لامتلاك 88 طائرة نقل مدنية من نوع سي -5 و84 طائرة من نوع كي سي – 10 لنقل الوقود .
ان ادارة ريجان في واقع الامر كان محورها الرئيسي الانتهاء من تجهيز قوات الانتشار السريع لتكون جاهزة مع نهاية عام 1989م. ولكن هذه التجهيزات لم تمنع الولايات المتحدة الامريكية من النظر الى البعد التنظيمي العسكري والتعبوي على حد سواء. فلذا اعلنت ادارة ريكان في السابع من كانون الثاني عام 1983م هيكلة القيادة المركزية ووضعت تحت امرتها قيادات القوات الاتي :
1. قوة المارينز الامريكية المتواجدة في لبنان حينذاك .
2. قوات حفظ السلام ما بين اسرائيل ومصر المتواجدة في سيناء والبالغ تعدادهم 1300 عسكري. والحقت هؤلاء بالقواعد الامريكية المتواجدة في مصر .
3. طائرات الاواكس واطقمها التي بمهمة في العربية السعودية والار |
|
| |
GOLD_FIGHTER
لـــواء
الـبلد : المهنة : محامي & صيانه الكمبيوتر التسجيل : 17/09/2011 عدد المساهمات : 4580 معدل النشاط : 4054 التقييم : 265 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: القواعد الأمريكية العسكرية وتأثيرها على الأمن القومي العربي ( الخليج العربي ) الأحد 20 نوفمبر 2011 - 11:22 | | | ارجو وضع اسم الكتاب او المصدر ولي عوده لقرائته باستفاضه وشكرا
|
|
| |
اللهو الخفي
رقـــيب أول
الـبلد : العمر : 39 المزاج : معتدل اغلب الأوقات التسجيل : 12/11/2011 عدد المساهمات : 317 معدل النشاط : 448 التقييم : 16 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: القواعد الأمريكية العسكرية وتأثيرها على الأمن القومي العربي ( الخليج العربي ) الأحد 20 نوفمبر 2011 - 11:27 | | | الفصل الثاني
المبحث الأول : أهم القواعد الأمريكية في منطقة الخليج العربي :
أولا / مملكة البحرين :
قاعدة الجفير : حيث انها منطقة تقع جنوب شرق العاصمة البحرينية المنامة , وهي على بعد خمسة أميال منها , وتتمركز في قيادة الاسطول البحري الامريكي الخامس , حيث أن البحرين من أكثر الدول العربية تعاوناً مع وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية الأمريكية وقد قدمت البحرين التسهيلات للبحرية الأمريكية منذ عام 1955، وتوجد فيها قواعد دائمة لتخزين العتاد الأمريكي، ومنذ 1/4/ 1993 أصبحت المقر العام للقوات البحرية التابعة للقيادة المركزية الأمريكية للمنطقة الوسطى من العالم الواقعة ما بين آسيا الوسطى والقرن الأفريقي CENTCOM . وعلى الصعيد البحري أيضاً، كانت البحرين خلال التسعينات إحدى أهم قواعد الدعم اللوجستي لعمليات اعتراض السفن في الخليج العربي لإطباق الحصار بحرياً على العراق عامةً، وللجهود المبذولة بالأخص لمنع تهريب النفط العراقي خارج إطار اتفاقية “النفط مقابل الغذاء” .
وخلال العدوان الثلاثيني على العراق في أول التسعينات، تحولت البحرين إلى إحدى القواعد العسكرية الأمريكية الرئيسية في الخليج العربي، وشارك الطيارون البحرينيون مباشرة بقصف العراق. وابتداءً من العام 1995، استضافت البحرين تعزيزات أمريكية شاركت بفرض منطقة حظر الطيران في جنوب العراق. وفي العام 2003، تجاوبت البحرين بشكل جيد مع دعوة الكويت لمجلس التعاون الخليجي لاستنفار القوات الخليجية المشتركة للعدوان على العراق.
الوجود العسكري الأمريكي في البحرين حتى أحداث 11 سبتمبر كان يقوم على سبعة مرافق عسكرية أمريكية بالخالص، وحق استخدام مئة وعشرة مرافق عسكرية بحرينية حالياً، تقع معظم المراكز القيادية البحرية الأمريكية في البحرين في المنامة في قاعدة دعم العمليات البحرية الممتدة على مدى عدة كيلومترات مربعة، والمحتوية على حوالي أربعين مركز قيادي أمريكي يرتبط بالقيادة المركزية للمنطقة الوسط , وفي 1/3/2000 وضعت بشكل دائم في المنامة كاسحة الألغام البحرية يو أس أس أردنت USS Ardent ، وكانت تلك القطعة البحرية الأمريكية الأولى التي تجعل من الخليج العربي مقراً دائماً لها. أما مرفق مينا السلمان البحري الأمريكي، فمهمته لوجستية بالكامل، لتهجع فيه السفن الحربية وتتزود بالوقود.
ويعتبر مطار البحرين الدولي في المحرق منفذاً رئيسياً للحركة العسكرية الأمريكية، أما قاعدة الشيخ عيسى الجوية، فهي الحقل الجوي الأمريكي الرئيسي في ، وتستضيف حالياً طائرات الاستطلاع والمخابرات الأمريكية بشكل أساسي .
ثانيا / دولة قطر :
تستضيف قطر أهم بنية تحتية عسكرية أمريكية في عموم المنطقة،وكانت قد انتقلت القيادة الجوية للقيادة العسكرية المركزية الأمريكية CENTCOM من السعودية إلى قطر ما بين عامي 2002 و2003، ومقرها قاعدة العديد الجوية التي تقع في منطقة ( خور العديد ) وهي تقع جنوب شرق العاصمة القطرية الدوحة ويمكننا القول ان منطقة خور العديد ليست أرض محاطة بالبحر في الحقيقة ، و لكنها قناة طويلة و ضيقة بين العربية السعودية و قطر التي تفتخر بأطول وأفضل المدرجات في عموم المنطقة. وهنا اريد الاشارة الى ان قطر أنفقت ما يزيد عن أربعمائة مليون دولار لتحديث العديد وغيرها من القواعد مقابل "الحماية" العسكرية الأمريكية للدولة الخليجية الصغيرة.
وبدأت قطر منذ 1995 تستضيف بعضاً من القوات الجوية المكلفة بالإشراف على منطقة حظر الطيران في جنوب العراق. وتحولت خلال التسعينات إلى واحدة من أكبر مخازن الأسلحة والعتاد الأمريكي في المنطقة، وبنت على نفقتها مجمعاً يضم سبعاً وعشرين مبنىً لتخزين الآليات والقوات الأمريكية استعداداً للعدوان على العراق.
انتقل المقر الميداني للقوات الخاصة، التابعة للقيادة العسكرية المركزية الأمريكية للمنطقة الوسطى، إلى قاعدة السيلية القطرية عام 2001. وحضنت السيلية بعدها المقر الميداني للقيادة المركزية الأمريكية للمنطقة الوسطى المذكورة أعلاه، وقد تمت عملية نقل المقر الميداني تحت ستار التمرين العسكري "نظرة داخلية" Internal Look، الذي كان في الواقع تمريناً على خطة قيادة العدوان على العراق Operation Iraqi Freedom، أن هذا التمرين جرى عام 2002، أي بغض النظر عن أية خطوات سياسية قامت أو لم تقم بها القيادة العراقية آنذاك، فقد كانت خطة العدوان رهن التنفيذ.
وكان للقيادة المركزية الأمريكية في المنطقة الوسطى CENTCOM قبل أحداث 11 سبتمبر أربعة مرافق خاصة بها في قطر، بالإضافة إلى حقها باستخدام أربعاً وعشرين مرفقاً تابعة للقوات المسلحة القطرية، وكانت معدات فرقة مدرعة ثقيلة قد خزنت في موقعين منفصلين، الأول في السيلية، والثاني في مكانٍ ما على بعد 531 ميلاً جنوب غرب الدوحة.
والطريف أن الرمز العسكري المشفر للنشاطات العسكرية الأمريكية في قطر هو "معسكر سنوبي" Camp Snoopy، وسنوبي شخصية كرتونية مألوفة تمثل ***اً أبيض ظريفاً جداً، تجده في المسلسلات والرسوم الكرتونية في الصحف والمجلات، ويأتي أحياناً على شكل ألعاب للأطفال. ويضم معسكر سنوبي اليوم: 1) مطار الدوحة الدولي، 2) معسكر السيلية، 3) قاعدة العديد الجوية، 4) نقطة تخزين ذخيرة في قاعدة فالكون-78، تقول مراجع على الإنترنت أنها موجودة في منطقة تسمى صلنة، أو صلنح، وأخيراً، 5) محطة أم سعيد للدعم اللوجستي، وأم سعيد اسم مكان بالطبع لا اسم إنسان…
هذا، وقد سبق واستضافت قاعدتا مطار الدوحة الدولي والعديد الجويتين أسراباً كثيرة من الطائرات الأمريكية المقاتلة وطائرات الشحن والحاملة للدبابات وغيرها. فالدوحة تعتبر محور النقل الجوي العسكري الأمريكي إلى دجيبوتي، ودوشنبي في طاجيكستان، والمصيرة في عمان، وقندهار في أفغانستان، وشمسي في باكستان
ثالثا / المملكة العربية السعودية :
اما السعودية فهي الاخرى تعتبر من أهم المراكز الأمريكية في منطقة الخليج العربي , حيث كان للقيادة العسكرية المركزية الأمريكية التي تتبع لها السعودية (ومصر والسودان والأردن والعراق وإيران وغيرها) عند وقوع أحداث 11 سبتمبر 13 مرفقاً خاصاً بها في السعودية، بالإضافة إلى حقها باستخدام 66 مرفقاً تابعاً للقوات المسلحة السعودية. أما مقرها، فقاعدة الأمير سلطان الجوية، حيث توجد طائرات التجسس يو تو U-2 أيضاً.
القواعد الأخرى التي تستخدمها أمريكا بانتظام موجودة في الضهران (قاعدة الملك عبد العزيز)، والرياض (قاعدة الملك خالد)، وفي خميس مشيط وتبوك والطائف , ومع أن الوجود العسكري الأمريكي المباشر قلص كثيراً بعد آب 2003، مقارنةً بما كان عليه مثلاً عام 1990، فإن عناصر مهمة منه ما برحت قائمة حتى اليوم على الأرض , وكانت المملكة قد استضافت منذ عام 1990 عدداً من القواعد العسكرية الأمريكية شبه الدائمة، ودفعت أكثر من خمسين بالمئة من كلفة العمليات غير القتالية ضد العراق , وفي عام 2003، قامت 300 طائرة حربية أمريكية مختلفة الأصناف بدك العراق انطلاقاً من تلك القواعد، وسمح لها بالتالي بحرية الحركة في الأجواء السعودية، وبالقيام بعمليات التقصي والإنقاذ، كما سمح لقوات العمليات الخاصة الأمريكية وغيرها أن تنطلق من الجوف في شمال السعودية باتجاه العراق .
المنشآت التي كوّنت البنية التحتية العسكرية للقوات الأمريكية :
اولاً: المناطق العسكرية:
البرنامج العسكري الأمريكي يقسم إلى ثمان مناطق عسكرية:
1 ـ الشمالية الغربية (تبوك) 2 ـ الجنوبية (خميس مشيط) 3 ـ الغربية (جدة). 4 ـ الشرقية (الظهران) 5 ـ الوسطى (الرياض) 6 ـ الطائف (مركز الطائف) 7 ـ المدينة (المدينة المنورة). 8 ـ الشمالية (حفر الباطن).
وقيادة هذه المناطق تشرف كل منها على مجمل التشكيلات العسكرية في المنطقة من قواعد برية أو جوية أو بحرية أو مفارز جوية وغيرها.
ثانياً: المدن العسكرية:
1 ـ مدينة (الملك) خالد العسكرية في الشمالية (حفر الباطن) وهي اكبر المدن العسكرية في البلاد ومن اكبر المدن العسكرية في العالم بلغت تكاليفها (18) مليار ريال وتستوعب (50) ألف نسمة ومساحتها (2400) كم مربع، تضم مقراً لاركان القوات المسلحة البحرية والجوية والبرية، غرف عمليات تحت الارض، مركز للقيادة العامة، مدرسة لسلاح الهندسة، وتحميها انظمة صواريخ واسراب عدة من الطائرات، وكانت هذه القاعدة هي مركز القوات الأمريكية في مواجهتها للقوات العراقية واجلائها عن الكويت وتحطيم البنية التحتية في كامل العراق.
2 ـ مدينة (الملك) فيصل العسكرية في الجنوبية (خميس مشيط).
3 ـ مدينة (الملك) عبد العزيز العسكرية في الشمالية الغربية (تبوك).
4 ـ مدينة (الملك) فهد العسكرية في الظهران.
5 ـ مدينة ام الساهك العسكرية لقوات الدفاع الجوي: بدأت استخدامها القوات الأمريكية إبان حرب الخليج الثانية.
ثالثاً: القواعد العسكرية:
1 ـ قاعدة (الملك) عبد العزيز الجوية بالظهران، وهي القاعدة الأم لجميع القواعد الأمريكية في الشرق والرابط الاساس بين القواعد الأمريكية في اوروبا وغرب آسيا، وقد أنشأها الجيش الأمريكي باتفاق مع الملك عبد العزيز بن سعود ضمن شروط بين الطرفين ابرزها تعهد امريكا حماية النظام السعودي من أي تهديد داخلي أو خارجي. ولم تزل القاعدة منطلق الطائرات الحربية الأمريكية .
2 ـ قاعدة (الامير) عبد الله بن عبد العزيز الجوية بجدة.
3 ـ قاعدة (الملك) فهد الجوية بالحوية (الطائف).
4 ـ قاعدة (الملك) فيصل الجوية في تبوك.
5 ـ قاعدة (الملك) خالد الجوية في خميس مشيط
6 ـ قاعدة (الامير) سلطان الجوية في الخرج، وهي مقر القوات الجوية الأمريكية والبريطانية والفرنسية الآن وكانت في الاصل لايواء الطائرات الأمريكية القادمة من عُمان والولايات المتحدة، حتى تم تطويرها وتوسيعها لاستقرار القوات الجوية الأمريكية والبريطانية والفرنسية .
7 ـ قاعدة الرياض الجوية في مدينة الرياض: للطائرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والطائرات المحلية، وكذلك لطائرات التزود بالوقود، وطائرات الأواكس، وطائرات النقل ومن هذه القاعدة كانت تنطلق صواريخ باتريوت اثناء حرب الخليج الثانية.
8 ـ قاعدة حفر الباطن الجوية: يوجد بها قاعدة خاصة بطائرات اف 111 المتقدمة جداً في اعمال التجسس واستعملت للطائرات العمودية الفرنسية وطائرات الاسناد الجوي القريب، وطائرات التدريب الأمريكية.
9 ـ قاعدة (الملك) عبد العزيز البحرية بالدمام.
10 ـ قاعدة (الملك) فهد البحرية بالجبيل.
11 ـ القاعدة البحرية في جدة.
12 ـ تم إنشاء قاعدة تموين وامداد اثناء حرب الخليج الثانية إلى الشمال من قرية النعيرية (شمال شرق ) حيث تمتد سلسلة من التلال على بعد 60 كم من الحدود، فقد تم حفر الكهوف في بطون هذه المرتفعات لتموين الوقود والذخائر بأنواعها وغيرها.
رابعاً: تم الاستفادة من المطارات المدنية الواحد والعشرين المنتشرة في البلاد، حيث اضيفت لها مدارج جديدة وعدّلت اطوال بعض المدارج القديمة في هذه المطارات لتصبح صالحة لاستقبال طائرات النقل العملاقة C-5، وانشأت اعداد كبيرة من المهابط الاضافية في المنطقة الشرقية وفي مدينة (الملك) خالد العسكرية بحفر الباطن، وهذا تفصيل بكيفية الاستفادة من عدد من هذه المطارات:
1 ـ مطار القصيم الاقليمي ـ للطائرات الحربية المحلية.
2 ـ مطار حائل ـ للطائرات الحربية المحلية.
3 ـ مطار جدة ـ لطائرات التزود بالوقود الأمريكية والقاذفات B-52، حيث تأتي للمنطقة مباشرة من قواعدها الأمريكية في كل من ديجوجارسيا في المحيط الهندي، ومن مورون في اسبانيا، ومن بريطانيا.
4 ـ مطار (الملك) خالد بالرياض ـ للطائرات الأمريكية والفرنسية.
5 ـ مطار الاحساء ـ لتمركز القوات الفرنسية حيث حول إلى قاعدة عسكرية كاملة التجهيز.
6 ـ مطار (الملك) فهد بالدمام ـ للطائرات الأمريكية وكذلك كقاعدة للقوات الأمريكية المتجهة من موانئ ومطارات الشرقية إلى حفر الباطن.
7 ـ مطار القيصومة ـ للطائرات الأمريكية صائدة الدبابات من نوع A-10.
8 ـ تم اعداد مهابط للطائرات العمودية في مناطق العمليات الامامية.
9 ـ تم اعداد مهابط ترابية لطائرات C-130 في الصحراء لاسناد القوات الأمريكية والغربية اثناء الحرب البرية في عاصفة الصحراء.
رابعا / سلطنة عمان :
حسب تقرير لمركز أبحاث الكونغرس الأمريكي Congressional Research Service تم تحديثه في 28/6/2005، توجد في سلطنة عمان منذ ما قبل 11 سبتمبر خمس قواعد أمريكية تتبع مباشرة للقيادة الوسطى الأمريكية، كما توجد اتفاقات تعطي أمريكا حق استخدام 24 مرفقاً عسكرياً عمانياً غيرها. ولا توجد قوات عسكرية أمريكية كبيرة في عمان اليوم، كما كان الحال وقت غزو أفغانستان، بل تواجد رمزي ومخازن ضخمة للأسلحة والعتاد والذخائر الأمريكية.
وفي عام 2001 مثلاً، مولت عُمان 79 بالمئة من تكلفة الوجود العسكري الأمريكي على أرضها، وبعد 11 سبتمبر، تم تجديد الاتفاق الذي يتيح لأمريكا حق استخدام المرافق والحقول الجوية في السيب، وجزيرة المصيرة،وهي ثلاث قواعد جوية جاهزة للاستعمال، مع أنها لا تستعمل جميعاً بشكل مكثف اليوم، مع أن قاعدة السيب الجوية أصبحت محوراً للرحلات السرية إلى يعقوب أباد وشمسي بندري في باكستان، وإلى باغرام وقندهار في أفغانستان.
وقد سبق استخدام قاعدة ثُمريت لإطلاق طائرات B-1 القاصفة، كما استخدمت قاعدة السيب لإطلاق طائرات براديتور بلا طيار، خلال غزو أفغانستان.
أما القوات الخاصة الأمريكية، ومنها القوات الخاصة "السوداء"، التي تخوض "الحرب على الإرهاب"، فقد أصبحت عُمان منطلقاً رئيسياً لها. وتستخدم البحرية الأمريكية مرفأ مسقط للرسو والتزود بالوقود. ويتم تشغيل طائرات التجسس من قاعدة المصيرة الجوية. وتعتبر جزيرة العنز، والمصيرة، وكسب، جميعاً، محطات مراقبة أمريكية حسب مراجع مختلفة.
وقد وقعت سلطنة عمان اتفاقية تسمح لأمريكا باستخدام أراضيها ومرافقها العسكرية للعمليات الأمريكية في المنطقة منذ 21/ 4/1980، مما أتاح استخدامها كمنطلقٍ للعمليات ضد إيران والعراق وأفغانستان. وتتعاون عُمان أمنياً بشكل أكبر مع أمريكا منذ 11 سبتمبر، وقد قامت بإجراءات عديدة لضبط "تمويل الإرهاب"، كما أن "القيادة المشتركة للعمليات الخاصة"، والسي أي إيه، تعتبر عمان قاعدة أساسية لها في ما يسمى زوراً "منطقة الشرق الأوسط".
وقد تم تجديد الاتفاق المذكور أعلاه عام 1985، ثم عام 1990، ثم عام 2000، لمدة عشر سنوات أخرى، أي حتى العام 2010. ولكن هذه المرة طالبت السلطنة بأن تقوم أمريكا بدفع تكاليف تجديد المرافق العسكرية المشتركة، ومنه قاعدة عسكرية رابعة في المسننة، شمال غرب مسقط، وقد بلغت التكاليف 120 مليون دولار، وتم تفعيل القاعدة الجوية الرابعة مؤخراً.
وبالطبع، تتمتع سلطنة عُمان أساساً بعلاقات عسكرية وأمنية متميزة مع بريطانيا التي قامت في السلطنة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2001 بأكبر تمرين عسكري خارج حدودها منذ العدوان الثلاثيني على العراق عام 1990.
ولعل العلاقات الحميمة ببريطانيا ساعدت السلطنة على وضع بعض المسافة بينها وبين أمريكا، حيث حافظت السلطنة على علاقاتها مع العراق حتى وهي ترسل قوات كجزء من التحالف الثلاثيني ضده، وانتقدت علناً غزو العراق عام 2003!
ولعمان ثالث أكبر قوة عسكرية في منطقة الخليج العربي، يبلغ تعدادها 43 ألف جندي نظامي، كانوا لفترة طويلة تحت قيادة ضباط بريطانيين. ويفترض أن هؤلاء أصبحوا مجرد مستشارين الآن، فيما عدا البحرية العمانية التي ما برحوا يلعبون دوراً أساسياً في قيادتها.
ومن الجدير بالذكر أن 75 بالمئة من العمانيين يدينون بالأباضية، وهي طائفة إسلامية لا سنية ولا شيعية، وعمان عضو أساسي في مجلس التعاون الخليجي، تدفع دوماً باتجاه تعزيز أنظمة الدفاع الخليجية في نفس الوقت الذي تعزز فيه علاقاتها العسكرية والأمنية مع أمريكا وبريطانيا.
وقد استضافت السلطنة محادثات السلام المتعددة حول المياه، التي تمخض عنها إقامة "مركز أبحاث تحلية المياه في الشرق الأوسط". وفي أيلول/ سبتمبر 1994، ألغت عمان وبقية دول مجلس التعاون الخليجي المقاطعة الثانوية للكيان الصهيوني (أي مقاطعة الشركات الأجنبية المتعاملة مع الكيان)، وبعدها بشهرين فقط، استقبلت رسمياً رئيس الوزراء "الإسرائيلي" اسحق رابين، وفي نيسان/ أبريل 1996 استقبلت شمعون بيريز حينما كان رئيس وزراء الحكومة الصهيونية. وكانت السلطنة في أوكتوبر/ تشرين أول 1995 قد افتتحت مكتباً للمصالح التجارية "الإسرائيلية"، يفترض أنه أغلق في سبتمبر/ أيلول 2000 مع انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الثانية .
خامسا / دولة الكويت :
تعتبر الكويت أهم قاعدة للقوات الامريكية التي تهاجم العراق من الجنوب. ويرابط حوالى 000ر130 من الجنود ومشاة البحرية إلى جانب أكثر من 000ر1 دبابة وعدة مئات من الطائرات المقاتلة والمروحيات مرابطة هناك. كما أن هناك أكثر من 000ر20 جندي بريطاني في الكويت. وأهم القواعد هي معسكر الدوحة ومعسكر ”عريفان” ومعسكر التدريب فرجينيار حيث يوجد أكثر من 000ر8 جندي في المنطقة التي تقع على الحدود مع العراق.
تقع قاعدة معسكر الدوحة فى شمال غرب مدينة الكويت، على بعد 60 كم من الحدود مع العراق. وهناك اكثر من 10 الاف جندى امريكى متمركزون هناك، بمن فيهم القيادة المركزية لقوات الجيش الامريكى - الكويت وقوة المهام المشتركة - الكويت.
تعتبر قاعدة معسكر الدوحة القاعدة الرئيسية ومركز اللوجيستيات بالنسبة للجيش الامريكى فى الشرق الاوسط . وتضم المعدات العسكرية المخزنة هناك اكثر من 300 دبابة من طراز ام 1 ايه 1 و 400 سيارة مقاتلة من طراز برادلى وحاملات افراد مصفحة ومدافع هاوتزر ومنصات صواريخ .
سادسا / الامارات العربية المتحدة :
أما بالنسبة لكل من الإمارات فقد وقعت الأولى اتفاقية التعاون العسكري والدفاع المشترك مع الولايات المتحدة في العام 1994م سمح بمقتضاها بإنشاء مكتب عسكري للاتصال مع حصول الولايات المتحدة على تسهيلات والعمل على إنشاء قواعد لوجستية بحرية بالأساس في كل من ميناء زايد وجبل علي ودبي والفجيرة .
-مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في الخليج :
‘ إننا لن نضع قواتنا في أماكن لا يُرحب فيها بنا ‘ .. بهذه الكلمات أجاب وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد على سؤال وجه إليه بخصوص مستقبل القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج وفي المملكة العربية السعودية خاصة .. وقد كان لدخول القوات الأمريكية إلى بغداد تداعيات كبيرة تشهدها و ستشهدها المنطقة العربية ، لعل أخف هذه التداعيات هو مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في الخليج . فبعد دخول القوات الأمريكية إلى بغداد كشفت صحف أمريكية عديدة عن نية الإدارة الأمريكية إنشاء قواعد عسكرية دائمة أو طويلة الأمد في العراق وهو الأمر الذي نفاه رامسفيلد – وإن لم يكن نفيه قطعي - ؛ وبعد هذه الأنباء صرح رامسفيلد عن سعى أمريكا لسحب قواتها من السعودية ونقلها إلى قطر الأمر الذي سيؤدي بلا شك إلى تغيير شكل الوجود الأمريكي في الخليج ومما لا شك فيه أثره كذلك .
الوجود العسكري الأمريكي في العراق قبل عدة أشهر من حرب العراق كتب صحفي أمريكي بارز مقالا في مجلة “اتلانتيك” أوضح فيه أن إحدى أهداف حرب العراق هو إعادة توزيع القواعد الأمريكية المتواجدة في الخليج. وأشار الكاتب إلى أن توزيع القواعد الأمريكية لما وراء البحار الذي عززت به الولايات المتحدة وضعيتها خلال الحرب الباردة لم يأتِ نتيجة تخطيط بقدر ما كان قائما على ما صادف أن وصلت إليه قوات الحلفاء عندما انتهت الحرب العالمية الثانية وتوابعها ؛ فقد وجدت الولايات المتحدة نفسها تتمتع بحق إقامة القواعد في ألمانيا الغربية واليابان وكوريا وشرق البحر الأبيض المتوسط وغيرها . ثم يشير أيضاً إلى أن مثل هذا السيناريو - لكن بغموض معين - يمكن أن يعقب حرب العراق .
وأوضح كذلك أن العراق يعتبر المكان الأكثر منطقية لإعادة تكوين تمركز القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط في القرن الحادي والعشرين ، ولا يرجع هذا الاستنتاج إلى النزعة الانتصارية الامبريالية إنما من نقيضها ، ووفقا لتصريحات محللين ومسئولين أمريكيين فإنه نتيجة لإدراك أنه ليس القواعد الأمريكية في المملكة العربية السعودية وحدها تواجه مستقبلا قاتما .. إنما كذلك الشرق الأوسط عموما يقف على عتبة مرحلة انتقالية خطيرة ستؤدي إلى إضعاف النفوذ الأمريكي في أماكن كثيرة منه . ويري كثير من المحللين الأمريكيين إلى أن هناك سببين رئيسين لإعادة توزيع القوات الأمريكية وإخراجها من السعودية :
السبب الأول : هو الرفض الشعبي والإسلامي لوجود هذه القوات في قلب المملكة العربية السعودية التي تضطلع “أي المملكة” بحماية الأماكن المقدسة . السبب الثاني : القضية الفلسطينية وهيمنة الإسرائيليين على ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة .
ويقول روجر هاردي محلل شؤون الشرق الأوسط في شبكة بي بي سي البريطانية إن هذا الخطوة – خطوة سحب القوات الأمريكية من السعودية - تعد تحولاً استراتيجياً ذا دلالات سياسية وعسكرية كبيرة .
وذكر أن وجود القوات الأمريكية في منطقة الخليج أصبحت في السنوات الأخيرة رمزاً للدور والنفوذ الأمريكي، وأن الكثيرين من السعوديين يعتبرون وجود القوات الأمريكية على أراضيهم دليلاً على تبعية الحكومة السعودية لواشنطن . لذا كان لا بد من سحب القوات الأمريكية من السعودية وإن بقي بها 400 جندي أمريكي كعناصر تدريب .
-مامدى تضرر العلاقات السعودية الأمريكية
يختلف فيه المراقبون كثيراً ، فبعضهم يقول : إن الخطوة تبين إلى أي حد أصاب الضعف واحدا من أقدم التحالفات في الشرق الأوسط منذ هجمات 11 سبتمبر .
بينما هناك آخرون يرون أن هذا تعديل لصورة العلاقات بين المملكة وأمريكا وليس انقطاع أو كسر ، ويري هؤلاء أنه بالرغم من أن غلاة المتطرفين من المحافظين الجدد في الولايات المتحدة طالبوا الكونغرس الأمريكي بإيجاد بديل استراتيجي للمملكة العربية السعودية في أعقاب سقوط نظام صدام حسين في العراق، وعلى الرغم من التردي الذي شهدته العلاقات السعودية الأمريكية في أعقاب مشاركة 15 سعوديا في هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة، ورغم أن أحدث استطلاعات الرأي العام في المملكة العربية السعودية تشير إلى أن 97% من السعوديين لا يكنون مشاعر إيجابية نحو الولايات المتحدة حاليا، فإن الحرب الأمريكية على العراق قد أثبتت للطرفين السعودي والأمريكي الحاجة المتبادلة لوجود تعاون استراتيجي بين الرياض وواشنطن .
وبناء على هذا الرأي الأخير فإنه يرى خبراء شؤون العلاقات الأمريكية السعودية أنه فيما ستتطلب الظروف الجديدة التي خلقها انهيار النظام العراقي، ومن قبله أحداث سبتمبر ، بعض التعديلات على مسار العلاقات بين واشنطن والرياض، بما في ذلك اعتزام الولايات المتحدة نقل مركز قيادة العمليات الجوية الأمريكية من قاعدة الأمير سلطان بالقرب من الرياض إلى قاعدة العديد القطرية، وبالتالي تخفيض حجم القوات الأمريكية في المملكة - وهو أمر سيسعد به كثير من السعوديين - فإن المعاهدة التي سبق وعقدها الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت مع الملك عبد العزيز آل سعود في فبراير عام 1945م والتي تتلخص في تعهد السعودية بضمان تدفق البترول مقابل ضمان أمريكا أمن واستقرار المملكة العربية السعودية لا تزال قابلة للتطبيق بعد مرور 58 عاما عليها.
وقد حذر بعض الأمريكيين من مغبة أي هزة تصيب العلاقة بين البلدين لأن ذلك سيكون لها تأثيره السيء على الرغبة الأمريكية في تغيير النظام الإسلامي الذي يحكم السعودية فقد علق أنتوني كوردسمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن على العلاقات السعودية الأمريكية بقوله : ‘إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تتفهم أن الدعوة إلى تحول سعودي فوري نحو الديمقراطية ليس منطقيا ، ولذلك يجب أن تدرك واشنطن ضرورة السماح للسعودية بتطوير أسلوبها الخاص نحو التحديث خاصة وأن دعاة التحديث في الداخل يواجهون مجتمعا محافظا للغاية من رجال الدين ‘. ونظرا لارتباط الأهداف الاستراتيجية الأمريكية في منطقة الخليج بتوفر الأمن والاستقرار لضمان التدفق الآمن للبترول وبأسعار معقولة فإن الخلاص من التهديد الذي كان صدام يشكله لدول المنطقة ، ولتلك الأهداف الاستراتيجية الأمريكية قد تلاشى .
- الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في منطقة الخليج
بيد أن واشنطن ستعتمد في استراتيجيتها الجديدة في منطقة الخليج ثلاثة محاور:
أولا: ضمان تدفق البترول بأسعار معقولة وبلا عوائق من منطقة الخليج . ثانيا: ضمان عدم تحكم أي قوة معادية أو منافسة للولايات المتحدة في بترول الخليج . ثالثا: التزام الولايات المتحدة باستخدام القوة لحماية مصالحها البترولية، إذا لزم الأمر .
ولما كان توفير الاستقرار والأمن في منطقة الخليج أهم عامل لضمان تحقيق تلك الأهداف فإن الولايات المتحدة تحرص على ألا تتعرض المملكة العربية السعودية صاحبة أكبر احتياطي بترولي في العالم لأي متاعب أو قلاقل داخلية . خاصة وأن هناك دعوى رسمية من الحكومة في تلك البلاد بتحكيم الدين الإسلامي بل وبالتباهي به في أحيان كثيرة ، وهناك أيضاً التوجه الشعبي الكامل والذي يرى أنه لم يخلق إلا لأجل هذه الشريعة .
قطر هل أفضل بديل مناسب للقوات الأمريكية في الخليج يرى كثير من المراقبين أن الانتشار الأمريكي ‘ الكبير ‘ القادم لقواتها سيتمركز في قطر ؛ حيث الترحيب الرسمي المنقطع النظير ، أما على المستوى الشعبي فأهم ما يميز قطر كقاعدة أمريكية هو ضعف التأثير والغضب الشعبي ، وهو ما أشار إليه كينيث بولاك المحلل العسكري السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في كتاب حديث بعنوان نذر العاصفة الوشيكة ، حيث أكد أن شعوب دول الخليج مستاءة بشكل عام من وجود القوات الأمريكية …. ولكن يبدو أن قطر استثناء . ويقول مسئول قطري : لا نواجه مشكلة مع جماهير الشعب .
الجانب العملي والعسكري لمستقبل التواجد العسكري الأمريكي في الخليج عندما نناقش هذه القضية من الرؤية العملية العسكرية لا نستطيع أن نغفل أن عملية إعادة ترتيب أوضاع القوات الأمريكية في الخليج تعتمد على ‘ مبدأ ‘ كان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد قد بدأ بطرحه قبل وقوع هجمات 11 سبتمبر 2001 بشأن ‘إعادة تنظيم أوضاع القوات الأمريكية العاملة خارج الولايات المتحدة الأمريكية ‘. وفي ذلك السياق طرحت وقتها أفكار بشأن تخفيض أعداد القوات الأمريكية في شرق آسيا، وسحب القوة الأمريكية المشاركة في عملية ‘حفظ السلام ‘ « MFO » في شبه جزيرة سيناء، إلا أن عقبات مختلفة حالت دون ذلك .
لكن تطبيق هذا المبدأ حاليا في الخليج يرتبط إضافة إلى خلفيته السابقة بحقائق ما بعد الحرب على العراق في ظل قدرة غير محدودة لرامسفيلد على تحويل تصوراته إلى واقع ، فالعراق الذي كان مصدر التهديد الرئيسي لمصالح الولايات المتحدة في الخليج قد انتهى اليوم بحيث أصبحت المنطقة حسب تصريحاته أكثر أمناً.
ولذلك بدا من التصريحات الصادرة عن المسئولين في البنتاغون والتي تزامنت مع بداية عملية ترتيب أوضاع القوات فعلياً أن التفكير يتجه نحو ‘عملية شاملة’ تتضمن ثلاثة اتجاهات فرعية هي:
· تقليص حجم الوجود العسكري الأمريكية .
· وإعادة نشر [تمركز] القوات التي سيتم الإبقاء عليها .
· وإعادة هيكلة التشكيلات العسكرية العاملة في المنطقة خلال الفترة القادمة .
بالنسبة للحجم كان ثمة إدراك دائم لدى المسئولين الأمريكيين بوجود تناقض كبير بهذا الشأن في الخليج. فهناك حساسية من جانب بعض الدول كالسعودية بشأن ‘التواجد كبير الحجم’ للقوات الأمريكية بها، أو بصورة أدق ‘الظهور الواضح’ لها على نحو أدى إلى نشرها في قواعد منعزلة نسبياً، والحد من الاحتكاك بالمواطنين.
في المقابل، يؤدى تقليص حجم القوات الأمريكية إلى بروز قلق لدى بعض الدول إزاء مدى الالتزام الأمريكي تجاه أمنها، في ظل وجود تصورات مختلفة لدى بعض العواصم الخليجية بشأن ‘مصادر تهديد’ أمنها الخاص ، فقطر الصغرى تخشى جارتها الكبرى السعودية ، والكويت تخشى من عدوها اللدود العراق ، والإمارات تخشى من الأطماع الإيرانية ، والبحرين تخشى من قلاقل الشيعة .
وتشير الاتصالات التي جرت بهذا الشأن بين المسئولين الأمريكيين والخليجيين خلال الفترة القصيرة الماضية إلى توجه أمريكي واضح لإشراك العواصم الخليجية في مشاورات إعادة ترتيب أوضاع القوات بحيث يتم ذلك ‘عبر تفاهمات متبادلة’ في ظل التأكيد على أن القوات الأمريكية ستبقى في المنطقة، وأن التقليص سوف يعتمد على مبدأ ‘الخفض’، وليس سحب القوات ، إضافة إلى أن ذلك سيتم بشكل تدريجي، وليس مفاجئ، وعبر تقييم مستمر للأوضاع الأمنية في الخليج.
وتكتسب إشارات رامسفيلد حول ‘قواعد العراق’ دلالة ما في هذا الاتجاه كذلك، في الوقت الذي بدأ فيه الاعتماد على قيادة العمليات الجوية ‘ المحدودة’ بقاعدة العديد القطرية بدلاً من مركز العمليات الجوية الضخم [الذي كان يمكنه إدارة عمليات تشمل 3000 طلعة يومياً] في قاعدة الأمير سلطان الجوية. أخيرا قد يتم تقليص عدد القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة في الكويت .
مواصفات اختيار أماكن القوات الأمريكية :
على صعيد آخر تتسم مسألة إعادة نشر أو تمركز القوات الأمريكية بقدر أكبر من الوضوح ، فعلى الرغم من أن الجنرال تومي فرانكس يشير إلى أنها لا تزال قيد الدراسة فيما يتعلق باختيار ‘الأماكن’ التي تحقق أقصى عائد عسكري، فإن التصريحات غير الرسمية الصادرة عن مسئولي البنتاجون بشأن معايير نشر القوات تشير إلى محددات واضحة لذلك أهمها:
1- مستوى المشاعر المعادية للولايات المتحدة الأمريكية في الدول المستضيفة.
2- مدى سماح ‘الدول المستضيفة’ بحرية حركة القوات البرية والجوية في استخدامها لأراضيها.
3- حجم الاستثمارات المالية العسكرية التي تم إنفاقها [من قبل] في كل موقع.
4- الأهمية ‘ الجيوسياسية’ للدولة المضيفة.
وقد أوضحت التفاعلات التي أحاطت بعملية نقل مركز العمليات الجوية التابع للقيادة المركزية من السعودية إلى قطر أهمية تلك المعايير في تحديد اتجاهات رياح نشر القوات، كما هو واضح في مسألة المشاعر الداخلية المعادية، والسماح باستخدام القواعد في العمليات الحربية، في الوقت الذي يتم التجاوز فيه عن بعضها، كالإنفاق المالي في ظل وجود تصور أمريكي بأن قاعدة ‘العديد’ في قطر أكثر ملاءمة من الناحية السياسية على المدى الطويل، مع أهمية المعيار الأخير في استكشاف اتجاهات التفكير في البنتاجون بشأن ‘عمل القوات’ في المستقبل. فاتجاهات إعادة نشر القوات في اتجاه الكويت والعراق تشير بوضوح إلى اقتراب من إيران وسوريا، ولو عبر الاحتفاظ بقوة قريبة تتيح خياراً عسكرياً نظرياً يعمل طوال الوقت لدعم الضغوط السياسية العنيفة ضد الدولتين مع ضبط الأمور بين دول الخليج ذاتها. ولا توجد في هذا السياق اتجاهات شديدة التحديد بشأن إعادة هيكلة القوات في الخليج، لكن خبرة الحرب وتقارير البنتاجون، والتصريحات القليلة الصادرة، تشير إلى احتمالات حدوث عملية خفض واسعة النطاق في عدد ‘ القوات غير المقاتلة’ العاملة ضمن أفرع الوحدات المختلفة خاصة وأن حجم ‘المتعاقدين الفنيين’، وهم من المدنيين أساسا يصل إلى ما بين 25 و30% من قوة الجيش الأمريكي.
يضاف إلى ذلك أنه قد يتم إبدال وحدات المدرعات [الدبابات] الضخمة، كما يحدث في ألمانيا، بوحدات عسكرية أصغر حجماً، وأخف حركة، مجهزة بعربات مدرعة أخف وزناً مع أسلحة متطورة.
لذلك، فإن القواعد العسكرية قد تتحول خلال الفترة القادمة إلى ‘قواعد معدات عسكرية’ وليس ‘ قواعد قوات مسلحة’، أي أنها ستكون قواعد مجهزة بمراكز قيادة وسيطرة واتصال ، ومخازن ذخيرة ، وأنظمة تسليح رئيسية ومواقع تموين في الأساس مع قوات محدودة العدد يمكن إجراء عملية نقل وتدعيم واسعة لها وقت الحاجة بشكل سريع لمواجهة حالات الطوارئ . إن التشكيل الذي سيتم على أساسه إعادة ترتيب الوجود العسكري الأمريكي في الخليج سوف يعتمد على الأرجح على صيغة وسط بين ما كان يعرف باسم قوات الانتشار السريع قبل حرب الخليج الثانية [1991]، وبين الهيكل ‘الديناصوري’ الضخم للقيادة المركزية. لكن المسألة برمتها لا تبدأ وتنتهي عند جوانبها العسكرية ، فمع تحول خريطة الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة سوف تتحول المعادلات الحاكمة لشكل العلاقات والتحالفات الاستراتيجية الأمريكية فيها.
فعلى الرغم من الحرص الشديد الذي أحاط بالتصريحات الأمريكية - السعودية خلال عملية إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في قاعدة الأمير سلطان الجوية والذي تم - حسب ما قيل - باتفاق الجانبين بفعل عدم وجود حاجة لبقاء القوات لم يتمكن الطرفان من إخفاء أن ما حدث ‘شيء كبير’ [لا يتردد البعض في وصفه بالتصدع] بينهما.
المبحث الثاني / قضية فلسطين وعمقها السياسي :
منذُ ان وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها تغير التفكير الغربي تجاه المنطقة باجمالها من عدة نواحي؛ كان اهمها وجوب التزام الولايات المتحدة الامريكية وبريطانية لليهودية او الصهيوينة العالمية(سمها ما تشاء) بمنحها ارض الميعاد. وهذا لا يعني ان الدولتين المنتصرتين والمتحالفتين العدوتين في مسألة امتلاك السلاح النووي كانتا ترضخان لمطالب اليهودية العالمية؛ بل نتيجة لخسران الحلفاء لمناطق نفوذهم في المنطقة العربية ابان الحرب العالمية الثانية جعل سبل التفكير تتغير في كيفية احكام المنطقة. فعلى الاقل في تلك الاونة التقت مصالح الدول مع طلب اليهودية المتمثل بتسهيل الامر بتسليم فلسطين الى اليهود من قبل بريطانية وتجهزيهم بالمال والسلاح من الولايات المتحدة الامريكية ودعمهم بالاعتراف والهجرة اليهودية من قبل الاتحاد السوفيتي.
تعتبر هذه نقطة تحول مهمة في المنطقة؛ لان الولايات المتحدة الامريكية وبريطانية تمكنت من تغيير ديمغرافية المنطقة ليسهل التلاعب بها مع العمل على ايجاد احزاب سياسية مناهضة لهم واحزاب سياسية مساندة لهم. وكلا الاتجاهين يعملان بالاستشارة الامريكية كما بينا في الفصول السابقة. ولكن لا بد ان نعي ان في الدول الكبرى كان هناك تيارا يهوديا مساندا لما حدث لتغلغهم في داخل المؤسسات الحكومية والشعبية من جهة ولتواجدهم في موقع اقناع الذين يتخذون القرار من جهة اخرى. ومن خلال هذا التوجه؛ منحت اليهودية الصهيونية العالمية موقعا في قلب المنطقة؛ وهذا لا يعني انها مجرد دولة بقدر ما كان هناك مخطط تديره نخبة ما يسمى بالمسيحية المتصهينة. وهؤلاء مجموعة من الافراد بدأوا في بريطانية عام 1477م وانتشروا الى اوربا يدعون لسيادة اليهودية واشاعة الحروب والفوضى لتسود اليهودية فيظهر المسيح ليحكم العالم . هذه المسيحية المتصهينة كانت تؤمن بالتبشير بنسبة 90% من نشاطها؛ اما العمل السياسي والتغلغل الاقتصادي والاعلامي فكانت توليه فقط 10%؛ حتى تحين الفرصة لحكم الدول الكبرى ويتم توجيه الضربة القاضية للعالم وفق مبادئهم .
ومن خلال ذلك لا يمكن ان تكون مسألة فلسطين مسألة عابرة؛ بل هي لب موضوع المنطقة. فمنذ تاسيسها كانت القضية الفلسطينية قضية دولية لا يمكن المساس بها وكانت دول صديقة للدول الاسلامية والعربية تدعم مبدأ اعادة الارض لاصحابها والعدول عن تهجير اناسها. هذه المفاهيم كانت تشغل العالم بصورة او اخرى؛ لان جميع الاديان السماوية لا بد ان لها اثر تاريخي في المنطقة العربية والشرقية بالذات. ومن خلال السنوات التي تلت اعلان وجود الكيان الصهيوني بدأ الغرب في تقوية هذا الكيان اقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا. وكانت الحكومة الاسرائيلية في نفس الوقت عين ساهرة لهم في المنطقة من خلال مراقبة الدول المحيطة وجمع المعلومات ونقطة انطلاق لكبح اي تمرد في اي مستعمرة وما شاكل ذلك ان جاز التعبير.
لم يكن اي امر يسير بالصورة الحسنة التي يمكن ان تتصورها دول الغرب؛ بل كانت هناك ردود افعال عديدة من الشارع العربي. وكانت الولايات المتحدة الامريكية تتوقع من خلال ايجاد ودعم احزاب سياسية عديدة بمختلف اتجاهاتها اليسارية واليمنية والقومية والاسلامية والليبرالية والبين بين ان تتمكن من السيطرة على الشارع العربي لايقاف المطالبة بتحطيم اسرائيل وعودة الفلسطينين. ولعل كان اهمها الاصوات القادمة من مصر وسوريا بعض الشيء. ويبدو ان الولايات المتحدة الامريكية تمكنت من اخماد اصوات سوريا من خلال حزب البعث وشخصياته القيادية كأكرم الحوراني ومنشيل عفلق وصلاح البيطار وغيرهم الذين كانوا يتمتعون بعلاقات حثيثة مع المخابرات الامريكية وتحدثنا عن ذلك مسبقا. لكن الحال في مصر كان مختلفاً تماما جدا بسبب الكثافة السكانية والخبرة السياسية والثقافية عند المصريين؛ فما كان الا العمل على اشغالها حربيا وارهاقها بعجلة الحرب وايقاف حركة البناء والضغط عليها. وهو ما جرى بالفعل اذ ارهقت مصر بحرب السويس عام 1956م وحرب اليمن 1961م وحرب حزيران ذات الهزيمة المنكرة عام 1967م وحرب الاستنزاف وحرب عام 1973م وغيرها؛ مع الاعتماد على رجال يوالون الغرب في انجاز مخططاتهم كعبدالحكيم عامر وآنوار السادات ومبارك.
ان الهدف من التركيز على مصر يعود الى جمح المطالبة باخراج المستعمر البريطاني والفرنسي والايطالي من المنطقة من جهة؛ ومن جهة اخراج طابع القضية الفلسطينية من طابعها الدولي الى طابعها العربي الاسلامي. وبالتالي يمكن انجاز المخطط الرئيسي للصهيونية العالمية والمسيحيين المتصهينين. وبالفعل مع عام 1969م خرجت القضية الفلسطينية من طابعها الدولي بفضل وزير خارجية الاتحاد السوفيتي الكسي كوسكن والرئيس السوفيتي برجنيف؛ بعد ان كان خرشوف يصر على دولية القضية الفلسطينية ووجوب حلها دوليا .
ولعل آنور السادات قد اكمل اللعبة بطرد الخبراء الروس في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1971م والاعتماد على الولايات المتحدة الامريكية؛ فتأمل كيف يكون العدو حليفاً!
هذه التغيرات التي تلاحقت بعد حرب اكتوبر التي يعتبرها الكثير نصرا؛ ونحن نعتبرها بدابة الهزيمة المستقبلية؛ بدأ انسلاخ القضية الفلسطينة من الواقع الاسلامي نتيجة زيارة السادات لاسرائيل. اذ شجعت زيارته بعض الدول الاسلامية, (المسماة بالاسلامية) على اقامة علاقات مباشرة مع اسرائيل ووقوف المناداة بحفظ الاماكن المقدسة. كما سبب شرخا كبيرا في المنطقة العربية اذ انقسمت بين مؤيد له وبين رافض لما فعل؛ مما سبب انتقال القضية الفلسطينية من مرحلتها الدولية الى المرحلة العربية الاسلامية ومن ثم الى مرحلة اعتبارها قضية عربية.
نجحت الولايات المتحدة الامريكية نجاح كبيرا في جعل القضية الفلسطينية قضية عربية بحتة في وقت اقل ما كانت تتوقعه. وحاولت جرها إلى الموقع الإقليمي فقط منذ وصول ريجان للحكم .
إذ شهدت إدارة ريجان عام 1981م وصول أول دفعة من المسيحيين المتصهينين لمركز القرار. ولعل ضعف ريجان سياسيا وشخصيا واجتماعيا دفع هؤلاء للخروج من موقع التبشير الى موقع القرار السياسي. ومن خلال هؤلاء تغيرت معالم العالم بصورة جمعاء؛ وصارت اهداف الولايات المتحدة الامريكية عام 1981م ليس للدفاع عن حقوق الانسان عالميا؛ بل محاربة الارهاب الدولي ليكن بابا في انهاء الحسابات مع من لا يقف بصفهم .
ولكن ليس من السهولة جعل القضية الفلسطينية اقليمية وسلخها من الواقع العربي بهذه السهولة؛ وكان لا بد من العمل على ترسيخها؛ فكانت الحرب العراقية الايرانية مدخلا رئيسيا لذلك بغض النظر عن اسباب ومسببات الحرب. وشهد الشرق الاوسط اختلافا في المواقف من الحرب العراقية – الايرانية فانفصلت الدول العربية عن بعضها البعض وتحقق للولايات المتحدة الامريكية ما يلي:
1. فصل الكتلة العربية والاسلامية عن بعضها البعض في دعم القرارات او رفضها في مجلس الامن والجمعية العمومية للامم المتحدة؛ نتيجة عدم توافق ارائهم حول الحرب العراقية- الايرانية.
2.اشعال المنطقة القريبة البعيدة عن اسرائيل بالحرب لتتمكن من بناء ترسانتها التسليحية وتطور اقتصادها في حين ترهق الدولتين المتحاربتين.
3.امتصاص الاموال المتراكمة في المنطقة نتيجة ارتفاع اسعار البترول كي لا توجه مستقبلا لاسقاط اسرائيل. اوتطوير اقتصادها فيصبح وجود اسرائيل المستقبلي للسيطرة على المنطقة اقتصاديا غير حثيث.
4.الغاء مفهوم اعتبار القضية الفلسطينية قضية اساسية وجعل الدول العربية تركز على حفظ امنها من الاعتداءات الخارجية من خلال اشاعة النزاعات الحدودية بين الدول المجاورة.
5.تقليل العمق الاستراتيجي العسكري للدول المحيطة باسرائيل نتيجة تفاوت المواقف في الحرب العراقية- الايرانية؛ وهو ما حدث لسوريا اذ كان العراق يمثل لها عمقا استراتيجيا.
6.جعل دول المنطقة تفقد قدراتها الصناعية والزراعية والاقتصادية وكفاءة ابنائها من خلال سحقهم في محرقة الحرب الطويلة لتصبح دولة مستوردة بعد كانت مصدرة في نواح زراعية وصناعية عديدة.
7.خلق حالة من التأزم الاقتصادي الاقليمي من خلال تورط الدولتين المتحاربتين وحلفائهما بعقود عسكرية يستوجب دفعها؛ مما يدفع الى زيادة ضخ البترول وهبوط اسعاره لايقاف النمو الاقتصادي في الدول المساندة للحرب اقليميا.
هذه جملة من النقاط المهمة التي استفادت منها اسرائيل بصورة جمة؛ ولعل اهمها هي عزل القضية الفلسطينية من الناحية العربية وحصرها في محورها الاقليمي. مما يجبر الفلسطينين على قبول اي حل تفرضه الولايات المتحدة الامريكية. وهو ما تم بالفعل خلال موافقة السلطة الفلسطينية على مؤتمر اوسلو الذي لم يبقى منه الا حرف الواو.
وبهذا نجحت اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية من خلال مرحلة الحروب العراقية-الكويتية على جعل القضية الفلسطينية قضية اسرائيلية فلسطينية داخلية. اي بالمعنى السياسي العام مسألة تمرد داخلي؛ فلذا يقتل الشعب الفلسطيني الان على مسمع العالم العربي والاسلامي وحتى الفلسطيني ولم يتخذ موقف واحد لايقاف هذا النزف الدائم. هذه في الواقع تصوراتنا للقضية الفلسطينية واهداف سياسة الدول النووية تجاهه؛ ولا يعني ذلك ان ليس في المنطقة اولويات اخرى؛ بل سنتطرق اليها الان مع وجوب الانتباه لارتباط جميع النقاط ببعضها البعض. وبأعتبار المسألة مسألة سيادة على العالم فقد تنطلق الممارسات السياسية من السيطرة التامة على المنطقة العربية. وبالتأكيد نحن مع هذا النظرة لكون من يتمكن ان يسيطر على الكعبة الشريفة وبيت المقدس الشريف يسيطر على العالم باجمعه من خلال المقدسات البشرية ومنابع الاقتصاد العالمي المتمثل بالبترول الخليجي العربي.
التغيرات السياسية والدور الدولي فيها :
لعبت كل من بريطانية وفرنسا وروسيا والمانية دورا كبيرا في منطقة الشرق الاوسط ومنذ عام 1768م؛ اذ تكللت نتائجها بالحرب العالمية الاولى. وانسحبت روسيا من الحرب لاندلاع الثورة البلشفية الشيوعية وسقوط الدولة العثمانية وتقطيعها اوصالا لبريطانية وفرنسا وتقهقر المانية بعد ان خسرت ما يقارب 35% من اراضيها التي الحقت بالدول المجاورة لها. وبالتالي شهدت منطقة الشرق الاوسط ما بعد الحرب العالمية الاولى تخطيطا طوبغرافيا غريب الاطوار جعل منها مناطق ساخنة لاندلاع الاحداث في اي لحظة تشاء او تود فرنسا وبريطانية. كان الهدف من ذلك في واقع الامر ليس لخلق بؤر عدم استقرار بقدر خوف فرنسا وبريطانية من الدولة العثمانية التي تراجعت لتؤسس تركيا اتاتورك والدولة الالمانية ذات العبء الاقتصادي الذي خلفته الحرب. فقد كان هناك اعتقاد لدى الساسة البريطانيين ان جمهورية اتاتورك سوف لن تتوانى في اشعال الحرب مرة ثانية لاعادة التسلط العثماني على المنطقة العربية. وان المانية لا بد من ان تثور ثانية لاستعادة مجدها التاريخي وارضها المسلوبة. ولكن متى واين؛ هذه هي المحنة التي كانت تنتظرها بريطانية وفرنسا.
لقد كان التخوف البريطاني والفرنسي من ظهور تركيا الجديدة نابع من الدراسات المكتشفة حديثا عن البترول الشرق اوسطي ومدى ولوج تاثيره في الاقتصاد العالمي المستقبلي. وعلى ضوء ذلك عملت فرنسا وبريطانية منذُ حينها في خلق تيارات سياسية عديدة متناقضة في الفكر والاطروحات. وكثيرا ما كانت تحرك تلك التيارات لايقاف تهدي
|
|
| |
اللهو الخفي
رقـــيب أول
الـبلد : العمر : 39 المزاج : معتدل اغلب الأوقات التسجيل : 12/11/2011 عدد المساهمات : 317 معدل النشاط : 448 التقييم : 16 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: القواعد الأمريكية العسكرية وتأثيرها على الأمن القومي العربي ( الخليج العربي ) الأحد 20 نوفمبر 2011 - 11:28 | | | المبحث الثالث / أزمة العراق وتداعياتها:
تاريخيا يعتبر العراق حالة خاصة تختلف عن اية بقعة في الشرق الاوسط. فعلى طول مدى التاريخ كان العراق بموقعه وتركيبة سكانه وانفتاحه على بوابات الشرق والغرب العالميين امتدادا للجزيرة العربية ورابطا ديمغرافيا للاقوام غير العربية المحيطة به. هذا التصور الغريب الذي يتمتع به العراق حتى من الناحية التضاريسية اصطدمت به بريطانية اصطداما كبيرا خلال وبعد الحرب العالمية الاولى. ولعل المقاومة التي شهدتها من العراقيين كانت سببا بتأخر زحفهم رويدا رويدا نحو بغداد ومن ثم ولاية الموصل. ولعل المقاومة التي ارهقت القوات البريطانية لم تكن من شعب كان يتمتع بحرية وكفاية معيشية وتطور اجتماعي بقدر ما كان مقهورا مضطهدا من قبل الدول العثمانية السيئة الصيت والسمعة في التاريخ العربي على الاعم والعراقي خاصة. ولذا كانت منذ اليوم الاول لدخول القوات البريطانية ارض العراق تسأل نفسها؛ ما الذي يجبر هؤلاء للدفاع عن الدولة العثمانية؟ وواقع الامر ان العراقي في حينها لم يكن يدافع عن العثمانيين بقدر ما كان يقاوم كل من يريد ان يحتله ويتبعه بكافة كياناته الى مخططاته ومصالحه الاسترتيجية.
تمكنت بريطانية لامتصاص النقمة العراقية؛ في حينها ان تقنع العراقيين بان جيشها جاء فاتحاً محرراً وليس محتلاً. فاستجاب البعض غير المتأكد وبقي البعض يراقب متى تقدم بريطانية على الايفاء بوعودها. ومع الزمن تبين ان البريطانيين لم يفوا بوعودهم؛ بل زادوا غطرسة وانتقاما فانفجرت ثورة العشرين بكل بساطتها وعدم تكافئها مع المحتل لتضع العراق في نقطة تحول كبيرة في التفكير البريطاني. ويبدو ان السبب في عدم تمكن اي محتل من الاحساس بالسيطرة التامة على العراق منذ عصور التاريخ القديمة وحتى الحديثة منها يعود لتركيبة العراق العشائرية المرنة التي تمتزج فيها المدنية والثقافة مع الانتماء العشائري. كما ان الواقع الديني الذي يعيشه العراق بكافة طوائفه ووجود تراث فكري كبير لكبار المذاهب الاسلامية من شيعة وسنة الهمتهم الحصافة في الرأي وسمو الشخصية التي تطمح لان تكون قيادية في داخل نفسها. ناهيك عن الامتداد العشائري الذي يصل شمال العراق بجنوبه مع اختلاف الانتماء الطائفي. وهذه حالة لم يتمكن اي محتل ان يستغلها لصالحه من خلال اثارة النازع الطائفي. وحين نمر بالتكوينات غير العربية في العراق كالكردية والتركمانية والاشورية نرى انهم يتكونون من كيانات عشائرية ايضا لها قوانينها الخاصة التي لا تختلف في ادائها وتصورها عن اداء وتصور العشيرة العربية. فتشكل بذلك مكون عراقي يتألف من عشيرة واحدة تتخللها فروع شتى.
كانت بريطانية ومنذ احتلالها للعراق تبحث في المكون العراقي وكيفية السيطرة عليه دون تقديم ضحايا. وتمكنت من رسم صورة حية للواقع العشائري والقبلي. وتمكن باحثيها من معرفة ابسط المعلومات عن المكون العراقي خلال فترة قصيرة وتم جمعها في ملف مودع في مكتبة الوثائق البريطانية تحت رقم W0252 وباسم The Tripes of Iraq .
وبمجرد ان يطلع ايا منا على هذا الملف سوف يرى ان بريطاينا قد صنفت العراق تصنيفا جوهريا حتى من ناحية اخلاق وكبرياء ودناءة كل فرد. وراحت ابعد من ذلك في دراسة الواقع الاقتصادي لكل قبيلة ومدى النمو السنوي لكل منها ومدى تأثيرها على القبائل الاخرى ومن هي ارذلها ومن هي اسماها وما الى ذلك من صفات جمة. ناهيك عن دراسة المشاكل العالقة ما بين القبائل منذ عصور طويلة وكيفية حلها وعلاقة العشائر فيما بينهما وكيفية حل مشاكلهم يالتزاوج فيما بينهم .
من خلال تفحص بريطانية للمكون العراقي تمكنت من ان تصل الى حل مشكلتها دون ان تجهد نفسها بعد ان وجدت من الصعوبة ان تعتمد على عشيرة او طائفة ما. وبذلك فقد اتبعت بريطانية اسلوب التقسيم المناطقي لعدة اسباب منها:
1. يجب ان تعتمد على منطقة احد مكوناتها الاساسية الحرمان وقلة الثقافة لتتمكن من تدريبهم وزجهم في اجهزة الدولة وخلصت الى ان جميع عشائر العراق من شماله الى جنوبه تتمتع بالحرمان الثقافي نتيجة بطش واضطهاد الدولة العثمانية لهم.
2.الاعتماد على المنطقة التي ليس لها حدود مع الدول غير العربية لربط امتدادها داخل العربية وعشائرها هناك لتكون بعدا استراتيجيا مستقبليا داخل حدود القبيلة الواحدة.
3. يجب ان تكون تلك المنطقة تتواجد فيها عشائر لها امتداد في اتجاهات العراق المختلفة وفيها من الطوائف الاسلامية جميعها لتضمن سيادتها اينما تطلبت الحاجة اليها.
4. ان يكون للعشائر أو القبائل في تلك المنطقة مجموعة من الفروع كي يمكن من خلال ذلك دعم احدهم ضد تمرد الاخر.
كانت هذه احد التصورات التي عملت عليها بريطانية لحكم العراق من خلال دعم العشائر في مناطق محددة في شمال ووسط وجنوب العراق بصورة انتقائية تتطابق مع مصالحها الخاصة. الا ان حتى هذا التوجه لم يأخذ مجراه الذي ارادته بريطانية؛ حيث سرعان ما حصل التوتر ونتجت عنه افرازات اخرى على الرغم من استمرار بريطانية في جمع المعلومات عن العراق ومكوناته طيلة فترة تواجدهم. مما وضعها في حالة من اليأس لحكم العراق وكيفية التعامل مع ابنائه فقررت مراجعة المسألة العراقية مراجعة جذرية لعلها تتمكن من فك لغز التكوينة الاجتماعية العراقية. ويبدو ان بريطانية بقوتها وجبروتها المنتصر في الحرب العالمية الثانية كان ينظر للعراق الاصعب نقطة في مستعمراته التي كانت هادئة.
لقد تبين فيما بعد لبريطانية ان جميع الدراسات التي وضعتها عن المكون العراقي قد انهارت مع الحرب العالمية الثانية؛ اذ عاد الجميع الى الاضراب والمطالبة برحيل بريطانية والغاء المعهدات. ولم تتمكن بريطانية من خلال القبائل ان تسكت تلك الاصوات بل وجد البعض ممن تعتمد عليهم بريطانية من سياسيين ورجال دولة ضرورة الالتحاق بالاصوات العراقية. مما قد سبب ارباكا في قراءة وضع العراق وكيفية التعامل معه في خصوصية الحكم عند بريطانية. لذا كان البديل ايجاد حكومات تحت مفهوم الوطنية لاخراس اصوات العراقيين ومن خلالهم تتم عملية تمرير المخططات الشمولية والعامة. وحتى هذه الحكومات قد فشلت على الرغم من قمعها ابناء الشعب؛ في تمرير الكثير من تلك المخططات. فعلى سبيل المثال لم تجرأ اية حكومة ان تساوم او تتمادى في استحقاقات القضية الفلسطينية او تغيير توجهات الشعب فيها. مما جعل تلك المهمة عائقا كبيرا امام المملكة المتحدة والولايات المتحدة الامريكية. اذ بدون تتابع الاحداث وموافقة بلدان الشرق الاوسط والتخلي عن انتمائهم وايمانهم بقضاياهم لا يمكن ان يتم المخطط فما اشبه الامس باليوم!!!
بعد ان اخذت الولايات المتحدة الامريكية دور اللاعب الاساسي في منطقة الشرق الوسط مباشرة وفشل حلف بغداد؛ تمكنت من استلام جميع الملفات الخاصة بالعراق استخباراتيا واجتماعيا واقتصاديا من بريطانية. فعلى الرغم من سهولة تطبيق المشاريع وتطبيع شعب منطقة الخليج العربي لمهمة اوسع؛ واجهت صعوبة كبيرة في ادخال العراق اللعبة الامريكية المستقبلية للمنطقة. ولم يسعفها حتى تفاهمها مع نظام الحكم؛ لان الاخير اخفق في ترويض العراقيين لقبول اي حل ضمن الاطروحة الامريكية. وبالرغم من بطش النظام العراقي الذي جثم 35 سنة وورود اصوات تطالب بتغييره حتى ولو بحاكم اسرائيلي؛ كان اللاعب الجديد يعرف ان المجتمع العراقي ليس بهذه البساطة من القبول باي تغيير تراه هي مناسبا له.
كان لا بد للولايات المتحدة الامريكية من ان تستغل غباء صدام حسين وحزب البعث اللذان يقودان السلطة في العراق لتعميق الشق في الداخل العربي والعمل على انقسامات جوهرية تؤدي بالنتيجة الى الافتراق العربي. وصولا الى اعتماد كل دولة على علاقاتها الخارجية وتحالفاتها التاريخية لصد اي عدوان. فكانت مهزلة وقوع صدام في الفخ واقدامه على اجتياح الكويت قد جسد مرحلة بداية الانهيار للمنطقة العربية والخلاص من عناد المكون العراقي لتمرير المخطط الامريكي. ولعل البوابة الرئيسية التي اتخذت طابعا دوليا شموليا اكثر منه امريكيا بريطانيا كان في خيمة صفوان؛ عندما وافق مبعوثو صدام حسين على بنود الاتفاق دون ان يفقهوا مردوداته الاساسية .
ولعله كانت خيمة صفوان نقطة الانطلاق لانهيار المنطقة وترتيبها ترتيبا جديدا يتلائم مع معطيات المرحلة القادمة اذا ما قرأنا بامعان التنازلات التي قدمها العسكر من اجل بقاء نظام الحكم غانما سالما على ركام اهات ومعاناة الشعب العراقي.
وبدأت الولايات المتحدة الامريكية تضغط بلجان التفتيش على النظام العراقي لايقاف حركة التطور العراقي من جهة واذلاله بالحصار من جهة اخرى ليوافق مستقبلا على اي حل لمشكلته. وكان في الجانب الاخر عملا سياسيا عراقيا معارضا يعمل لتبرير ما تقترفه الولايات المتحدة الامريكية من اعمال وحشية تجاه الشعب العراقي؛ ويضفي عليها طابع الشرعية الدولية لقاء حفنة من الدولارات. فحين بدأ يتضح للعالم مدى اجحاف العقوبات على العراق وحصار شعبه اقتصاديا وتمتع النظام بايامه الخوالي كانت اصوات الساسة الكبار واحزابهم السياسية الكبرى تجهض صوت كل عراقي يدعو الى فك العقوبات الاقتصادية وابدالها بمحاصرة النظام دبلوماسيا ودوليا.
ومنذ ان بدأ التفتيش في العراق دأبت الولايات المتحدة الامريكية على تهيئة مستلزمات المرحلة القادمة. وكانت هذه المرحلة تعتمد دون شك على البعد السياسي المعارض للنظام وبصورة علنية. ويبدو ان الولايات المتحدة الامريكية ارادت من ذلك ان تشعر نظام صدام حسين باننا قادرين على ابدالك بغيرك مثلما اتينا بك. ناهيك عن ان حركة المعارضة العراقية قبل دخول صدام الى الكويت كانت هزيلة ضعيفة لا وجود لها تقريبا. ويكمن ذلك في عدة اسباب مهمة اولها دعم العرب في حينها الى نظام صدام حسين فلم تعطِ هؤلاء المعارضين اية اهمية. وثانيها ان تلك الاحزاب القليلة المعارضة كانت تعويلية الداء؛ اي انها تعول نجاحها وخلاصها من النظام على غيرها الاتي من خارج اسوار العراق. فهي وقيادتها غير الكفؤة كانت تتمنى ان يتم سقوط صدام من خلال الحرب العراقية- الايرانية. وعند الانتهاء من تلك الحرب وتوقيع معاهدة السلام ووقف اطلاق النار بين البلدين المتحاربين كادت تلك المعارضة ان تنحسر بعد ان تم شقها لعدة اتجاهات. فوجدت الولايات المتحدة الامريكية الوحل الذي وقع فيه هؤلاء ومرض الفشل السياسي احسن فرصة لتجنيدهم لمخططها المستقبلي وان طال ولكن بقيادات ترتأيهم هي.
فعلى الرغم من اجتماعات المعارضة العراقية تحت لافتات عديدة خلال السنة الاولى ونيف من الاشهر لما بعد احتلال الكويت وتهافتهم على كسب الاموال من السعودية والدول الخليجية الاخرى لم يتمكنوا من ترتيب حالهم. فجاءت الترتيبات من الولايات المتحدة الامريكية من خلال فرضها شخصية غير سياسية فاشلة مهنية وتتمتع بسمعة فاسدة محكومة في قضايا فساد لتجعلها شخصية قيادية. ولعب محمد بحر العلوم وليث كبة وهاني الفكيكي وغيرهم دورا كبيرا في تسويق احمد الجلبي لينطلق تحت عباءته مؤتمر فينا عام 1991م ليقود اللواء الامريكي الذي اوصلنا لما نحن عليه الان .
كان مؤتمر فينا وانضمام الفصيلين الكرديين والمجلس الاعلى وحزب الدعوة والحزب الشيوعي وغيرهم من الاحزاب ذو قوة جماهيرية كبيرة كما يبدو للاعيان. ولكن الحقيقة كانت غير ذلك اذ ان سيرته وترتيباته وانعقاده كان من لدن واشراف مخابرات الولايات المتحدة الامريكية؛ وكنا نشاهد تدخلهم العلني حتى في نصوص البيانات وكيفية الانتخابات والترشيحات. فكانت نتيجة هذا المؤتمر الذي اصبح اساسا لتدمير العراق وتفتيته هي المحاصصة الطائفية والعرقية. وعلى الرغم من رفض الكثير ممن يهمهم استقلال العراق وانفرج كربه ما حدث في اروقة المؤتمر من انتهاكات؛ الا ان ما ارادته الولايات المتحدة الامريكية صار وباصرار من الاطراف الكبيرة في المؤتمر. ومنذ ذلك الحين عرفنا ان العراق مقبل على تهميش وسوف يكون التقسيم الطائفي هو الدلالة المستقبلية لاي عمل سياسي مستقبلي.
لقد تمكنت الولايات المتحدة الامريكية بنجاح من رسم معالم العراق الذي تريده مستقبلا منذ اول يوم لايام مؤتمر فينا؛ وذلك من خلال المقررات والشخصيات التي فرضتها كقيادة له. وصاحب مقررات مؤتمر فينا وبدعم امريكي تاسيس ثمانية وعشرين حزبا سياسيا خلال ثلاثة اسابيع. وذلك لاضفاء طابع الشرعية على المؤتمر وتوجهاته من كثرة الاحزاب التي توافدت عليه والتي بعضها لا يتعدى المنتمين فيه عدد اصابع يد واحدة. هكذا كان السياق السياسي في القضية العراقية من قبل الولايات المتحدة الامريكية. فما ان انفض مؤتمر فينا حتى عقد بعد اقل من سنة مؤتمرا في اربيل؛ ذلك المؤتمر الذي عمق مسألة الطائفية واهدافها المستقبلية في العراق؛ وصاحب المؤتمر النتائج والتطورات التالية التي يمكن حصرها بما يلي:
1. تجنيد القيادات البعثية التي تركت العراق بعد احداث 1991م لتنخرط تحت مظلة ما يعرف بالمؤتمر الوطني العراقي وارتباطهم مباشرة بأحمد الجلبي .
2. تأسيس اربعة مقرات لوكالة المخابرات الامريكية وسبع مقرات للاستخبارات الامريكية لترتبط مباشرة مع شخصيات واحزاب المعارضة العراقية التي هي جزء من مؤتمر اربيل .
3. تجهيز بعض الاحزاب السياسية العراقية باجهزة استقبال وتنصت ترتبط مباشرة بدوائر المخابرات والاستخبارات في الولايات المتحدة الامريكية .
4. تقرير منح الاحزاب العراقية التي تنضوي تحت المؤتمر الوطني مواقع في شمال العراق وتدعم بكافة تجهيزاتها العسكرية والمالية من قبل الولايات المتحدة الامريكية .
5. فتح معسكرات تدريبية تشرف عليها الولايات المتحدة الامريكية وتدعمها عسكريا وماليا .
6. ترشيح كل حزب عدد من عناصره تحدد نسبهم فيما بعد لغرض التدريب في قواعد الولايات المتحدة الامريكية خارج منطقة شمال العراق .
7. عدم الاعتراف باي تشكيل سياسي او نشاط سياسي لاية شخصية سياسية مهما كان تاريخها خارج مظلة المؤتمر الوطني والايعاز الى دول الجوار في التحفظ في التعاون معهم .
كانت هذه الاتفاقات السرية التي تمخض عنها مؤتمر اربيل وشيوعها في الساحة العراقية السياسية خارج اسوار النظام السفاح قد تواترت. وبدأ الكل يتهم الكل في الوصول الى الحالة وبات كل منهم يتخوف من الانسحاب كي لا يفوته قطار التغيير. فما اشيع عن ان هذا الحزب قد انسحب او هذه الشخصية قد انسحبت لا صحة له. لكون الواقع كان يبين عكس ذلك وتمكن العراقييون من معرفة انها مسألة ادوار لا بد لكل حزب من الاحزاب السياسية ان يلعبها من خلال توقيف نشاطه وزج بكبار شخصياته في داخل اللعبة تحت مسميات كثيرة.
ولقد حرصت الولايات المتحدة الامريكية على اعطاء مؤتمري فينا واربيل ونشاط الاحزاب المشاركة فيه اهمية كبيرة. الغرض من ذلك العمل على تهميش اي دور وطني لشخصيات رفضت الانخراط في بوتقة المشروع الامريكي. ومع ذلك كانت تزج بين الحين والاخر بشخصيات تعتمد عليها في مخططها المستقبلي لافشال اية محاولة لايقاف سيطرة الولايات المتحدة الامريكية على الشارع السياسي العراقي. ولكن هذه الحالة لم تدم طويلا فسرعان ما لاحظت الولايات المتحدة الامريكية ان هناك مدا جماهيريا عراقيا من القاعدة البسيطة التي عانت من النظام الصدامي الفاسد تنخرط بمجاميع كبيرة في المعسكرات المشيدة في اربيل والسليمانية. وان هؤلاء بدأوا يطالبون قياداتهم بضرورة الزحف نحو بغداد اذا كانت الولايات المتحدة الامريكية ذات مصداقية في حمايتهم من طائرات النظام. وعندما وجد احمد الجلبي واعضاء مؤتمره انهم لم يتمكنوا من ايقاف تلك الجموع؛ حصلت مهزلة 31 اغسطس/اب 1996م التي تمخض عنها دخول القوات العراقية الى اربيل وبطلب رسمي من مسعود البرزاني واكتسحت المعسكرات والقت القبض على المبدأيين منهم وارسلتهم الى بغداد. وللاسف ساهم في هذه العملية بعض الاحزاب المنظوية تحت راية المؤتمر وبطلب امريكي .
كانت مهزلة اربيل عام 1996م قد كشفت اللعبة الامريكية؛ اذ قامت وكالة المخابرات الامريكية والبتاجون باجلاء 3400 فرد من العراقيين العاملين تحت لوائها؛ بالاضافة الى شخصيات قيادية في المؤتمر كشفتهم الصحافة الامريكية في حينها ومنهم محمد عبدالجبار شبوط؛ موفق باقر (الربيعي)؛ محمد بحر العلوم؛ نبيل الموسوي؛ نوري البدران؛ رياض القرغولي؛ اراس حبيب؛ جودت العبيدي؛ عبدالحليم الرحيمي(الرهيمي)؛ حامد البياتي (طالب الاصفهاني) .
بعد هذه المهزلة كان لا بد للولايات المتحدة الامريكية من ان تغير التكتيك وليس الاستراتيجية؛ فعملت خلال السنوات الاربعة فقط على جمع المعلومات من داخل العراق بالاعتماد على الاحزاب المنخرطة تحت راية المؤتمر الوطني. وقد تم صرف اموال كثيرة لترويج هذا الامر دون متابعة حثيثة من الولايات المتحدة الامريكية عن صحة المعلومات من عدمها. ولكن لم يتوقف المؤتمر عن اجتماعاته الدورية ومده وجزره مع الاحزاب الاخرى؛ ولوحظ ان في كل اجتماع او لقاء كانت الطائفية تلعب دورا كبيرا. ولعل الملفة للنظر في غضون هذه الاحداث التي جمدت فيها الولايات المتحدة الامريكية نشاطاتها لاسقاط النظام الحاكم هو ان ادارة كلنتون وجهت الى مؤسسة راند الامريكية المتخصصة بالاستراتيجيات الشرق اوسطية طلبا لدراسة وضع العراق المستقبلي. خلصت الدراسة التي اجراها الكاتب الاستراتيجي المخابراتي الامريكي كراهام اي فولر المسماة " العراق في العقد القادم: هل سيبقى العراق لغاية عام 2002م" الى نتيجة مفادها انه اذا استمرت الولايات المتحدة الامريكية في تطبيق تصورتها المستقبلية نحو العراق؛ فانه سوف لا يبقى العراق عراقا حتى عام 2002م. وسوف يصاحب العراق تقسيما ما بين 4-6 ولايات صغيرة يمكن السيطرة عليها بسهولة. كما اضافة الدراسة؛ ان على الولايات المتحدة الامريكية ان لا تفرط بالشخصيات التي تعاملت معها وان تحتضنهم ليتمكنوا من القيام بمهام مصيرية؛ تجعل الولايات المتحدة الامريكية في المستقبل الدولة الوحيدة التي لها الريادة والسيادة في المنطقة .
وبالنتيجة نحن الان نرى مدى اصرار الولايات المتحدة الامريكية على ابقاء تلك الشخصيات قيادات مستقبلية للعراق لتتحق نتائج دراسة الباحث كراهام بحذافيرها.
خضعت دراسة فولر الى تطبيق شديد من قبل ادارة كلنتن ما بين عام 1996م ولغاية 1998م. ويبدو انها استشارت بعض الدول المحيطة في العراق؛ وابدت تلك الدول عدم ارتياحها لتلك الفكرة التي تعتبر احد بنود المخطط الاسرائيلي للوصول الى المنطقة. وبادرت بعض الدول تحرك شخصيات عراقية لاجهاضها ولكن بدون تخطيط او وضوح. ولعل من تلك الاطروحات هي وصول عدنان الباججي الى لندن في تك الفترة والالتقاء بشخصيات عراقية سياسية يدعوهم لعدم المنادات بسقوط صدام بل ابداله بابنه قصي. الا ان هذا المقترح جوبه بالرفض وعدم النضج السياسي عند الباججي؛ حيث كنا نصر على ضرورة ان يسقط النظام بايدي عراقية ويحاكم ضمن القانون الجنائي العراقي هو ومن معه من الذين قد يثبت ارتكابهم جرائم بحق العراقيين. ومع التوجهات العربية لاجهاض الخطة الامريكية كان هناك عمل شاق دأبت عليه الولايات المتحدة الامريكية منذ صيف عام 1997م. تمخض هذا العمل برصد اموال طائلة عن طريق المؤتمر الوطني لفتح مؤسسات اعلامية وثقافية عراقية مدنية. فشهدت الساحة في وقت واحد صورة غير طبيعية لما يسمى بجمعيات التحول المدني. والواقع هذه حالة حضارية لا بد منها ولكن ليس بالصورة التي تريد منها الولايات المتحدة الامريكية خدمة مصالحها وتنفيذ مخططاتها. على اية حال كان لهذه الجمعيات نشاط ملحوظ ودعم مادي كبير. وبالفعل تم من خلالها طرح عدة بحوث تخدم التحول الامريكي في المنطقة ضمن اعادة برمجة الدولة العراقية .
في الجانب الاخر كانت هناك شخصيات اعتمدتها الولايات المتحدة الامريكية؛ واجبها دحض اي عمل سياسي وطني تقوم به ثلة من الوطنين ضد المخطط الامريكي من جانب وضد النظام الصدامي من جانب اخر. فكانت على سبيل المثال اجتماعات كثيرة وعديدة للمستقلين للخروج من هذا الصمت وما يظهره المستقبل. وتمخض احدها عن اعلان سري بتأسيس حركة للمستقلين العراقيين في المهجر في 17 ابريل 1997م؛ واقدمت هذه الحركة على رسم ملامح العراق الجديد بعد سقوط صدام والعمل من الداخل على اسقاطه واعادة برمجة الحياة فيه ضمن الاسس الحضارية الدولية ورفض التدخل الامريكي في شؤون العراق ومحاكمة صدام ومن اجرم بحق الشعب العراقي محاكمة عادلة. كما صاحب هذه المجموعة التي اسسها كل من حسين الشعلان وعبدالامير علوان وجلال البياتي وسامي فرج علي ونوري العبد وقاسم غالي وفائق الشيخ علي (فائق دعبول المرندي) وفارس الجادر وهيثم الناهي وطالب علي وفلاح شفيع (انسحب بعد اجتماعين) ومحمد نبيل (انسحب بعد اجتماع واحد)؛ دراسات في التكنولوجيا والاجتماع والادارة والسياسة والتربية كنظرة مستقبلية لبناء العراق الجديد .
ولكن المشروع قد فشل؛ بعد عمل متناهي لمدة اربعة عشر شهرا عندما تم مناقشة النظام الداخلي للحركة حين اصر فائق الشيخ علي وقاسم غالي على ضرورة اضافة فقرة تنص على ضرورة اقامة علاقات مع اسرائيل. فانسحب كاتب السطور لاعتراضه على الفقرة وعلى تواجد من يفكر بهذا المستوى فانسحب معه فارس الجادر وسامي فرج علي وطالب علي. واستمرت حركة المستقلين اشهر قليلة وفشلت تماما بعد انسحاب جلال البياتي منها لنفس السبب الذي انسحب الاخرون بموجبه. وتبين فيما بعد ان الكثير ممن كان منخرطا في حركة المستقلين قد زج بهم لافشال الحركة من قبل احزابهم؛ فبعضهم كان من منتميا الى الحركة الملكية الدستورية؛ والوفاق الوطني؛ والمؤتمر الوطني العراقي؛ ومجلس العراق الحر. ومنهم من كان مرتبطا ارتباطا مباشرا بمؤسسات مخابراتية دولية واقليمية هدفها تعطيل اي مشروع عراقي وطني حر .
كانت حكومة كلنتون تأسس لترتيبات مدنية سياسية تتماشى مع خط الولايات المتحدة الامريكية لتحقيق اهداف دراسة فولتر. ولكن يبدو ان المسألة بدأت تأخذ اكثر جدية عام 2001م عندما وصل جورج بوش الابن لدفة الحكم واصر على تطبيق خطته المسماة بي "الحرب ذات الرؤوس الاربعة". ولهذا شهدت ساحة المعارضة العراقية نشاطا كبيرا من جانب ومجلس الامن الدولي من جانب اخر .
وبدأت الولايات المتحدة الامريكية تبحث عن متدربين للاضطلاع بمهام الحكم العراقي الجديد كما اسمته. ولعل حرب افغانستان ادت جزءا كبيرا من المهمة, ويمكن ان نستنتج ان الحرب على العراق كانت قادمة لا محالة مهما كلف الامر من خلال التصريحات الامريكية بشؤون العراق والاحداث التي توالت والتي يمكن اجمالها بما يلي:
1. كان دك تشيني نائب الرئيس الامريكي يصرح اننا لا بد من ان ننهي عملية كان من المفترض انهاؤها قبل اكثر من عقد. ويتضح للمتتبع انه لا يقصد القضاء على صدام فقط بقدر ما يريد ان يكمل مخطط السيطرة على العراق والمنطقة .
2.تصريحات دك تشيني المتتالية بضرورة البقاء في العراق لمدة اربعة عقود حتى يتغير التفكير العراقي في معاداته لاسرائيل والولايات المتحدة الامريكية .
3. تصريحات باول بان الولايات المتحدة الامريكية ستزيل صدام لتبقى هناك ولم تنسحب وتترك العراق الى فوضى وحرب اهلية حسب قوله .
4. عمل الولايات المتحدة الامريكية على تجنيد اكثر من 77 الف عسكري غير امريكي ووعدتهم بمنحهم الجنسية الامريكية لقاء المشاركة. وذلك لمنع مأساة فيتنام اذا طالت مدة الحرب وكي لا تكون الخسائر البشرية مؤثرة في الشارع الامريكي .
5. العمل على ترويض المنطقة قبل شن الهجوم على العراق واشعارهم بانهم قادمين لا محالة ولا بد ان يرضخوا لهذه الحقيقة. كما عملت ترتيباتها مع الدول العربية والشرق اوسطية الاخرى على اتخاذ التدابير لعدم خروج شعوبهم للشارع والتلويح بمظاهراتهم ضد توجهات الولايات المتحدة الامريكية. وبالفعل شهدت تركيا ومصر والمغرب ولبنان ودول اخرى قمعا للمظاهرات الرافضة للحرب .
6. التصعيد الذي صاحب لهجة بوش في تهديد استعمال القوة حتى بدون قرار من مجلس الامن اذا لم يرضخ صدام لقبول المفتشين وتدمير اسلحته. وتهديده الدول الاخرى منذ حرب افغانستان بأن من لم يكن معنا فهو في الخندق الذي يواجهنا. مما ادى الى تكالب الدول الشرق اوسطية لمنحه الولاء من جهة والطلب بعدم اعلان مساهمتهم ودعمهم اعلاميا حسب ما قال وزير الدفاع الامريكي رامسفيلد للصحافة الامريكية في السابع من اب/اغسطس عام 2002م .
7. ضعف الدول الكبرى في مجلس الامن للوقوف امام توجهات الولايات المتحدة الامريكية خوفا من محاصرتها اقتصاديا. بالاضافة الى تفاوض الاخيرة معهم واعطائهم تعهدات بضمان مصالحهم المستقبلية في العراق اذا لم يقفوا امام توجهاتها باتخاذ حق النقض "الفيتو" ضد اي قرار يتخذ بشن الحرب على العراق من جانب وبالضغط على العراق بقبول المفتشين وتدمير اسلحته التقليدية من جانب اخر .
8.اعطاء برنامج العراق التسليحي اهمية اكبر من حجمه على الرغم من معرفتهم بعدم امتلاكه له. ولعل التقرير الذي القاه وزير الخارجية الامريكي كولن بول وبدعم من رئيس وكالة المخابرات الامريكية في حينها جون تنت في الثاني عشر من نوفمبر/تشرين الثاني 2002م خير دليل على تلك الاسطورة. اذ اعترف باول في العشرين من مايو/مارس 2004م بالاكاذيب التي وردت في التقرير وان الولايات المتحدة الامريكية فقدت الامل في ايجاد اي سلاح تدمير شامل في العراق او قابليته على امتلاكه .
لم تمر الا اشهر عديدة من عام 2002م حتى بدأت الولايات المتحدة الامريكية تعد العدة لعقد مؤتمر شامل للمعارضة العراقية. الهدف منه كان تأكيد الطائفية والعرقية التي اقرتها في مؤتمري فينا واربيل واستمرت تروج لها من خلال اعلامها الموجه. وصاحب العمل الامريكي قبل انعقاد المؤتمر ترويض وتدريب وارتباط شخصيات مختلفة لهذا المشروع منها دينية ومنها سياسية ومنها اجتماعية. ولعل من ابرز تلك الشخصيات التي تم تدريبها لتأخذ دورا جديدا في العراق مجيد الخوئي. اذ كان دوره يستند الى اطروحة تدويل النجف واعتبارها مدينة مقدسة لا دخل لها في سياسة العراق المستقبلية. وكان الهدف من هذا المشروع هو افراغ الشيعة من محتواهم السياسي وارتباطهم بالواقع المذهبي في المناسبات فقط كما هو الحاصل الان مع الفاتيكان. وفي غضون 10-13 كانون الاول/ ديسمبر 2001م تم عقد المؤتمر في فندق هلتن باجور رود بلندن. وحرصت الولايات المتحدة الامريكية على ادخال كل التشكيلات والشخصيات السياسية في هذا المؤتمر. وتمكنت من ان تحشد له حشدا كبيرا وغطته اعلاميا. وتمكن مبعوث الرئيس بوش زلماي خليل زاده (ذو الاصل الافغاني المتجنس امريكيا) من لعب دور مخابراتي كبير لرسم صورة العراق وما سيحدث وفق مخطط جاهز .
وعلى الرغم من تغيب احزاب وشخصيات كثيرة كالحزب الاسلامي العراقي وحزب الدعوة الاسلامية والحزب الشيوعي الا ان زلماي حرص على لقائهم سرا وتوضيح الامر بضرورة الانضمام للقطار الامريكي. وتم الاتفاق بالموافقة ولكن دون الاعلان عن ما تم الاتفاق عليه. وحرص ايضا على لقاء شخصيات عراقية سياسية معارضة للمؤتمر خارج اطاره لتوضيح ضرورة الالتحاق بعجلة المؤتمر .
لقد اصر موفد الرئيس الامريكي لحضور مؤتمر المعارضة العراقية على مقابلتنا لاستيضاح اسباب رفضنا المشاركة في المؤتمر وعدم موافقتنا لما يخطط له من قبل الولايات المتحدة الامريكية. وتمت مقابلته في اروقة فندق هلتن بعد انتهاء المؤتمر بيوم واحد وابلغته في لقائنا؛ اننا لا يمكننا ان نوقف زحف الولايات المتحدة الامريكية تجاه العراق لكوننا لسنا بدولة او نتمتع بقوة تمكننا من مقارعة ذلك. وعلى الرغم من ان سقوط النظام يمثل اكبر طموحاتنا ولكن على ان لا يكون الثمن هو العراق. كما ابلغناه انه من المؤسف حقا ان يتم تدمير بلد باكمله وقتل شعب يتكون من ثمانية وعشرين مليونا لازالة شخص صدام وحفنة من المجرمين معه, وباعتقادنا ان الولايات المتحدة الامريكية لديها اساليب اخرى يمكن اتباعها لازالته دون اللجوء للحرب. وباعتقادنا ان صدام وحكمه اضعف مما تعتقدون انتم او تروجون له ولو سمحتم باستقلالية المعارضة التي توجهونها لسقط صدام منذ عقد .
وعليه فاذا كانت الولايات المتحدة الامريكية مصممة على خوض الحرب فان رفضنا يستند الى ضرورات مهمة يستوجب على الولايات المتحدة الامريكية توضيحها؛ وان تتعهد بالالتزام بها قبل بدأ حربها على العراق. لنكون على الاقل قد وفينا لشعبنا العراقي بعض الشيء. كانت الامور التي طرحناها على زلماي تتلخص بالنقاط الخمس التالية:
1.مدى مصداقية الولايات المتحدة الامريكية بالانسحاب من العراق حال الانتهاء من العمليات الحربية وضرورة وضع جدول بذلك يتم اتفاق فصائل المعارضة والولايات المتحدة الامريكية عليه قبل بدء العمليات .
2. ضرورة كشف الولايات المتحدة الامريكية عن نوع السلاح الذي تنوي استخدامه في العراق وعدم تجربة اي نوع جديد لم يجرب من قبل. لكي لا تتلوث المنطقة بالاسلحة الفتاكة مثلما حدث في حرب عام 1991م التي ادت الى مأساة انسانية وامراض سرطانية وتشوهات ولادية نتيجة استعمال اليورانيوم المستنفذ.
3.اطلعنا على الملف الذي اعدته الولايات المتحدة الامريكية مع بعض عناصر المؤتمر الوطني العراقي الموسوم " نحو التغير الديمقراطي في العراق Toward Democracy in Iraq" ووجدنا ان هناك نية لتحطيم مؤسسات الدولة العراقية ومعاملها الخدمية والانتاجية ونحن بدورنا نريد ضمانات بعدم المساس بتلك المؤسسات والحفاظ عليها لانها تمثل مصادر حية لديمومة الاقتصاد العراقي المستقبلي بالاضافة الى ضرورة ضمان توفر العمل للعراقيين من خلال المحافظة عليها. وسنقوم بتزويدكم باسماء البعثيين الكبار العاملين في هذه المؤسسات لالقاء القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة ان اجرموا او ساهموا في فساد الدولة العراقية طيل فترة حكم صدام حسين.
4. تقديم صدام وزمرته والذين اقترفوا جرائم بحق الشعب العراقي من البعثيين الى المحاكمة العلنية العادلة في خلال ثلاثة اشهر من سقوط النظام. وفتح مراكز في مدن العراق لجمع المعلومات من المواطنين بالجرائم التي نفذت بحقهم .
5. مؤتمر لندن استعمل المحاصصة الطائفية والعرقية ويبدو ان هذا التوجه سوف يؤدي الى عدم استقرار العراق وكتابة دستوره الدائم واقرار القانون كسيد للمجتمع لا يعلوه احد. وسوف تنتهي الامور برأينا الى الفوضى اذا ما استمرت تلك المحاصصة؛ لذا نرتأي ان تكون المحاصصة اذا كان لا بد منها محاصصة عرقية عربي – كردي - تركماني بدلا من خلطها مع بعضها البعض من الطائفية والعرقية. ويجب ان تكون بالاستناد الى الكثافة السكانية وادخال عراقي الداخل في تلك المحاصصة بنسبة 70%. وبعد المحاصصة العرقية تتم في داخلها المحاصصة الطائفية ولو نحن ضد هذا التوجه بالكامل .
رفض زلماي نقاطنا الخمسة اعلاه جملة وتفصيلا وابلغنا ان الولايات والمتحدة الامريكية غير ملزمة باعطاء التزامات او وعود لايا كان وان من لم يسير معها في هذا الركب سوف لن تكون له اية مساهمة في بناء العراق الجديد كم اسماها .
بدأت بعد مؤتمر اجور رود بثلاثة اشهر تدريبات امريكية لعراقيين مدنيين وعسكريين سابقين وسياسيين محترفين واعلاميين من شتى الطوائف. وكانت مجاميعهم تضم طائفية ايضا؛ ايمانا من الولايات المتحدة الامريكية في تمرير هذا المخطط للاضطلاع بمهام جبارة في حكومة الاحتلال الامريكي للعراق. وكانت فترات التدريب تتراوح ما بين شهر الى ثلاثة اشهر في كل من تكساس وواشنطن وبعضا من وقتها في اسرائيل لبعض الشخصيات التي سوف تأخذ اماكن حساسة. هذه الدورات التي كانت تشمل جميع التخصصات والتيارات وانضم اليها عدد لا يستهان به من المعارضين والمحسوبين على المعارضة العراقية ممن يحمل شهادة وعاطل عن العمل لسنوات فوجد حظه معهم . ونذكر من هؤلاء حسين بركة الشامي ورؤوف الانصاري واحمد السامرائي (الحجية) ومحمد براء الربيعي وعبدالحليم الرحيمي (الرهيمي) وسامي العسكري ومحمد عبدالجبار شبوط وابراهيم بحر العلوم وسعد شاكر ومهدي الحافظ وقاسم داوود وتوفيق الياسري وعدنان الذرفي واحمد الشريفي وباسم الاستربادي وزهير حسن وعمار الصراف وحميد الركابي وازاد شورش وشيرزاد طالباني وعلي خنوش وحامد البياتي وكمال فيلد ونوري لطيف وسعد جواد ورضا جواد تقي وعلي البياتي وسالم اللامي وسعد البزاز ومشعان الجبوري ووفيق السامرائي وعبدالحميد الكفائي ومضر شوكت ونبراس الكاظمي وسعد الجبوري ودلشاد زيباري وصادق الموسوي (طارق مطر)؛ وغيرهم قد تطول القائمة لتصل 1833 شخصية موزعة الان داخل الوزارات العراقية ومؤسسات اصدار القرار التابعة للاحتلال. كانت الدورات تحتوي في محتواها على كيفية الخدمة في اروقة دوائر الاحتلال وكيفية الترويج له عند الدخول للعراق. كما تمكنت الولايات المتحدة الامريكية من تدريب ستة الاف عراقي معظمهم من الاكراد للقيام باعمال ترجمة ومرافقة عسكرية خلال فترة الاحتلال .
بدأ الشارع السياسي العراقي يتحدث عن هذه المسألة وكان الاستياء الكبير من مسألة تدريب علماء الدين يأخذ طريقه الى المناقشات. لكون الولايات المتحدة الامريكية كانت تخلق تيارا من علماء الدين في الخارج بزي رسمي الا ان تفكيرهم وعقليتهم تصب في التوجه الامريكي الجديد. وفي احدى صلاة الجمعة المقامة في دار الاسلام بلندن في شباط عام 2003م صرح في خطبته حسين بركة الشامي داعيا العراقيين للجهاد مع القوات الامريكية لتحرير العراق كما اسماه وقال في بعض من خطبته " يتهمني البعض بانني امريكي التوجه واعلنها من هنا انني امريكي حد النخاع" .
استمر حال التوجس من الحرب والتصعيد للحرب يفترش الساحة العراقية بصورة كبيرة جدا حتى وقع الاحتلال وشوهد مَن ساهم فيه بصورة فعالة وعرف العراقي ضعف قدرة صدام وجبنه حتى في الدفاع عن اقل من شبر لساعات طويلة وتبين ان الولايات المتحدة الامريكية كانت تخيف العراقيين بصدام لكي تكمل مخططها دون ان يحدث ما لا يمكن السيطرة عليه. ولتكن هي صاحبت الفضل على العراقيين باسقاطه في حين كان بامكان العراقيين اسقاطه بسهولة لولا تسريب المعلومات الى صدام حسين بين الحين والاخر من قبل الولايات المتحدة الامريكية.
لم يكن سقوط بغداد مفاجئا للجميع لان الكل كان متوقعا عدم مصداقية صدام للقتال من اجل العراق هو وحزبه ومن يلف حوله من زمرته المستفيدة. والدليل على ذلك بمجرد ان هوى عام 1991م انتقل الكثير من اعوانه للعمل في صف المصالح واصبحوا معارضين يميلون حيث يميل الهوى. ودخل مرتزقة صدام في الامس كمحررين وقادة للمعارضة عند سقوط بغداد دون مقاومة من على الدبابات الامريكية. والعجب الذي لا يطاق هو الالتحاق بعد فترة وجيزة جدا وبصورة علنية للاحزاب التي كانت متعاهدة مع الولايات المتحدة الامريكية بصورة سرية كالدعوة والشيوعي والاسلامي العراقي وبانت مع ذلك ومن خلال الاحداث المتعاقبة اللعبة الاساسية في رسم المخطط الجديد.
من جانب اخر كانت الولايات المتحدة الامريكية ترى انه ليس من الصحيح ان تترك الساحة السياسية العراقية الخارجية خالية لدحض اطروحة الاحتلال والعمل ضدها. فخلقت ايضا قبل اقدامها على الاحتلال؛ تيارا صهيونيا فكريا تحت منظمة ما يسمى بالذاكرة يديرها كنعان مكية. هدف هذه المنظمة العمل على اجهاض اية مبادرة وطنية او عمل يرفض الاحتلال الامريكي ويدعو لوضع العراق الطائفي من خلال اتهام اعضاء تلك المنظمة الفاسدة للشرفاء من العراقيين الذين لم تنطوي عليهم اللعبة باتهامات باطلة. ضم هذا التيار الصهيوني عناصر كانت في الامس القريب قبل انتفاضة عام 1991م شخصيات بعثية تدين بالولاء لصدام حسين وحزبه. وكانت هذه المجموعة مدعومة بصورة او اخرى من قبل اسرائيل وتم تدريب بعظهم في اسرائيل حسب رواية خالد اللحام المسؤول في المكتب الفلسطيني من خلال اتصال بمحطة المستقلة الفضائية في 22 مايو 2004م اذ قال بعد ان اكد اسمائهم: " نحن لدينا الوثائق الخاصة بهؤلاء الذين تم تدريبهم في ارزيليا باسرائيل واذا كانت المستقلة على درجة من الشجاعة نحن على استعداد لارسالها ونشرها عبر قناتها" .
هكذا بدت مؤثرات السياسة الامريكية تجاه العراق وملابسات سقوط صدام ووقوع العراق تحت الاحتلال؛ ولكن ما هي الاهداف الاساسية لذلك تجاه المنطقة؟ وهل ينتهي المشروع الامريكي عند هذا الحد ام ان المنطقة مقدمة على حرب اشمل واكبر في المستقبل القريب العاجل. ولعلنا لا بد ان نؤكد في نهاية مطافنا هذا؛ ان المشروع الامريكي كاد ان لا يأخذ طريق النجاح لولا الظهورالعلني للاتفاق السري ما بين الولايات المتحدة الامريكية من جهة والاحزاب السياسية العراقية ذات الشعبية قياسا بالاحزاب الاخرى الموجودة على الساحة العراقية من جهة اخرى. ان التحاق حزب الدعوة الاسلامية بكافة فصائله المنشقة والمتحالفة والحزب الاسلامي العراقي والحزب الشيوعي العراقي؛ كان له الاثر الكبير في تمكين الولايات المتحدة الامريكية من تطبيق اجندتها التدميرية في العراق بصورة دقيقة. والحقيقة ان تلك الاحزاب الثلاثة قد اجهزت على الفكر السياسي العراقي واردته قتيلا عندما تبين انهم جزء من اللعبة الامريكية في العراق ومنذ وقت طويل. ففي الوقت الذي كانت ادبياتهم ومنذ عقود طويلة تؤكد على مقارعة الاستكبار العالمي في المفهوم الفكري الاسلامي؛ والامبريالية المستعمرة في الفكر الشيوعي؛ نراهم الان اكبر حليف للولايات المتحدة الامريكية لتنفيذ مخططها في العراق؛ الذي لا تخلو الخيوط الصهيونية الدولية من اللعب في كيانه وتوجيهه. وبالتالي فتلك الاحزاب الثلاثة قد جعلت الامل في التخلص من هيمنة المشروع الامريكي على المنطقة العربية والاسلامية في الشرق الاوسط عامة والعراق خاصة امرا مستحيلا جدا.
لقد تبين للعراقيين الذين عانوا من صدام حسين وحزب البعث وبطشه خلال العقود الاربعة الماضية؛ ان السياسة في عُرف الاحزاب السياسية العراقية سواء كانت اسلامية وشيوعية اممية او قومية عربية وكردية وتركمانية او ليبرالية منتمية او مستقله؛ هي كيفية الوصول الى السلطة وحسب. اذ ليس هناك مجالا في نهجهم الواضح لنا الان اي موقع للمباديء والقيم الدينية والاخلاقية والفكرية؛ فراح ضحية هذه الممارسات الشعب العراقي بكافة اطيافه. وعلاوة على ذلك فقد مارست تلك الاحزاب همجية كبيرة لقمع اية توجه شعبي عراقي وطني؛ لتبقى هي وبحماية الولايات المتحدة الامريكية سيدة الموقف في السلطة والسياسة؛ وهذا ما تبين في الواقع في الاشهر القليلة الماضية؛ حين اتفق الجميع بمختلف اطيافهم السياسية العراقية التي كانت تشكل مجلس الحكم سيء الصيت؛ على قمع التيار الصدري؛ لكونه كان يمثل حالة شعبية عراقية لها امتداداتها الفكرية والعقائدية .
المبحث الرابع / الأفاق المستقبلية للمنطقة :
مع الانتهاء من احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية ومساهمة بعض الفصائل العراقية في الترويج والتكريس له؛ بدأت حرب القرن الحادي والعشرين تأخذ مجراها الفعلي. فقد صاحب الاحتلال الامريكي للعراق ظهور اطر فكرية تحاول ان تأخذ طريقها داخل المجتمع العراقي بصورة خاصة وداخل منطقة الشرق الاوسط بصورة عامة. ولعل من اهم اولولويات هذه السياسة الجديدة هو تقوقع كل شعب وحكومة في داخل حدودها دون الاكتراث لما يحدث في البلد المجاور. فتسنى للولايات المتحدة الامريكية تمرير اوامرها بالصورة والتوجه اللذان تراهما مناسبين لاقرار مشروعها المستقبلي. ولقد نجحت بعد احتلال العراق ببث مفهوم حل المشاكل الداخلية ولسنا مسؤولين عن ما يحدث خارج اسوارنا. ومع براءة التعبير الشعبي لهذا المنظار الفكري الجديد الا ان ورائه اهداف اساسية للولايات المتحدة الامريكية؛ اذ تهدف من خلاله ان تصفي نقاط التوتر المعادية اليها. فعلى سبيل المثال ظهر في الاونة الاخيرة تيارا صهيونيا مروجا في العراق لعدم الاكتراث بما يحدث في فلسطين وضرورة التركيز على حل المسألة العراقية الداخلية التي نرى انها سوف لن تحل حتى تنتهي عوالقها خارج منطقة العراق. وبالتالي فالولايات المتحدة الامريكية ارادت من ذلك ان يقول العربي ان لا ناقة لنا ولا جمل في فلسطين وما هي الا مشاكل داخلية ولاسرائيل الحق في تصفيتها. انه خيار مر لا يمكن ان يتقبله الشارع العراقي والعرب والاسلامي ابدا ولكن التوجيه الاعلامي المركز على هذه النقطة اعطاه بعدا جماهيريا غير موجود لمعرفتنا بخلفيات المروجين له من خلال استعمال التعابير الانسانية لمظلومية اليهود في العراق. ولعل الاتعس في تلك الاطروحة التي يروجها التيار السياسي العراقي المتصهين هو اعطائهم حق اليهود الاسرائيليين بالعودة الى العراق ورفض حق الفلسطينيين بالعودة الى ديارهم فتأمل ايها القاريء الكريم الى اي حد وصلت الامور!
تمكنت الولايات المتحدة الامريكية من خلال التيارات الجديدة ان تعطي اليد الطولى لاسرائيل في القضاء على الفلسطينيين دون ان يتدخل احد ممن كان يعتبر القضية الفلسطينية ام القضايا العربية الاسلامية. واخذ هذا المفهوم مداه ليصل الى عمق الشرق الاوسط؛ فترى شعوب المنطقة لا دخل لها فيما يحدث بافغانستان والباكستان وحصار ايران والعراق وفلسطين والجزائر وبالتالي فقد نجحت السياسة الجديدة بفصل المنطقة لقواطع لها جاهزيتها للتقطيع لبقع اصغر واصغر.
كان من اولى اولويات الولايات المتحدة الامريكية ان تخرج منطقة الشرق الاوسط من طابعها العشائري المحافظ؛ ومن خلاله يمكن تقسيم المجتمعات الى مدن قائمة بذاتها تنخرط ضمن اليات بناء الدولة التي تراها وتخطط لها الولايات المتحدة الامريكية كحل مستقبلي لمفهوم الديمقراطية الداعية اليه. الهدف من ذلك ان لا يكون هناك امتداد عشائري او قبلي ليغطي جميع مناطق القطر بل ينحصر ضمن المدينة الواحدة. وتمكنت من خلال حربها في افغانستان من ان تفتت المنظومة هذه من خلال حربها التي اسمتها ضد الارهاب وما ان نجحت حتى انتقلت نفس الفكرة لتطبيقها في المملكة العربية السعودية بعد ان تم تعمييق مفهوم محاربة شبح الارهاب؛ واجبار القبيلة او العشيرة التخلي عن ابنائها؛ لا بل تطاردهم وتسلمهم للسلطات حتى وان كانت لديهم قناعات ببرائتهم. ثم امتد المفهوم نفسه ليصل الى اليمن والسودان والعراق ولا ندري سوف ينتقل الى اين في المستقبل القريب.
ولعل من اهم اولويات المشروع الصهيوني الحديث هو تقسيم عالم الشرق الاوسط الى دويلات صغيرة لا تقوى على الاضطلاع في التزاماتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية والمصيرية. ولكن ضمن القانون الدولي لا يمكن تجزأة الدول المستقلة الا اذا طلب ابناء الدولة. فمنذ السنوات الاولى للتسعينيات كانت الولايات المتحدة الامريكية تأطر وتحاول برمجة مفهوم الفدرالية في العرق دون ان توجد لها الية ما. وتحاول من خلاله ان تترك الامور الى الاحداث السائدة في العراق. ولعلها كانت تحاول تطوير هذه الفدراليات لتكن دويلات صغيرة. ولهذا ما يحدث في العراق من تكريس للاحتلال وعدم استقرار نابع من اهدافها في ايصال العراق الى حالة مأساوية غير مستقرة يصل فيه الحد الى ابناء المنطقة للمطالبة في الانفصال لحماية امن مدنها. ومن هذا المنطلق يمكن بعد ذلك ان تعتبره الولايات المتحدة الامريكية تجربة حية يمكن تصديرها الى دول المنطقة فيتم على ضوئها بعد توسيع العمليات المسماة بالارهابية في السعودية واليمن والسودان فتشهد المنطقة تقسيمات جديدة يمكن ان تباركها الشرعية الدولية لنجاحها في فرض الاستقرار في العراق.
يبدو ان دعوة جورج بوش الاخيرة الى بناء شرق اوسط كبير يدخل ضمن هذه الخطة التي بدأت رسومها تأخذ جدية اكبر مع التصعيد في منطقة دارفور السودانية الغنية بالبترول؛ والتضييق على برنامج ايران النووي السلمي. وقد شاهدنا في الاونة الاخيرة ان تقرير وكالة المخابرات الامريكية السنوي الصادر في شباط 2004م ولاول مرة يبحث في شؤون اقليات ايران. مركزا بذلك على منطقة عربستان وتاريخ شعبها واحقيتهم في تقرير المصير وعلى المنطقة التي يقطنها الاكراد وضرورة مراجعة حقوقهم. اي يعني ذلك ان المرحلة القادمة ستشهد لعبة جديدة لاثارة النزاع في ايران ويمكن من خلال تلك النزعات تصدير مشروع تقسيم العراق الى دويلات مرتقبة. وبالتالي تبقى ساحة الشرق الاوسط ساحة صراع لقيادتها ما بين تركيا واسرائيل وكلاهما على الاقل في الوقت الحاضر حليف استراتيجي للولايات المتحدة الامريكية .
الصراع المستقبلي لقيادة المنطقة ما بين اسرائيل وتركيا يبدو سوف لن يكون ذو اهمية كبيرة لدى الولايات المتحدة |
|
| |
اللهو الخفي
رقـــيب أول
الـبلد : العمر : 39 المزاج : معتدل اغلب الأوقات التسجيل : 12/11/2011 عدد المساهمات : 317 معدل النشاط : 448 التقييم : 16 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: القواعد الأمريكية العسكرية وتأثيرها على الأمن القومي العربي ( الخليج العربي ) الأحد 20 نوفمبر 2011 - 11:39 | | | الزميل / GOLD_FIGHTER هذه الدراسة هي لكاتب يدعى / معتز الدبس - فلسطيني الجنسية - و انا لم اسمع عنه قبل ذلك ، وسوف اقوم بإرفاق قائمة بالمراجع التي استند اليها في دراسته هذه :- - الكتب : 1- الوطن العربي في السياسة الأمريكية، الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية، 2002م. 2- - الإستراتيجية الأمريكية العليا في الثمانينيات، صادر عن مؤسسة الأبحاث العربية، 1981م. 3- السياسة الأمريكية والعرب، صادر عن مركز دراسات الوحدة العربية، 1993م . 4- السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، صادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1984 م. 5- الموسوعة العسكرية- المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت – 1995م . 6- الدكتور محمد فاروق الهيثمي – في الإستراتيجية الإسرائيلية-منظمةالتحريرالفلسطينية- مركز الأبحاث – 1999م . 7- السلام والخبز ، صادر عن مركز دراسات الوحدة العربية، 1993م. |
|
| |
البحرية عز وحرية
مقـــدم
الـبلد : المهنة : محامي المزاج : مصدع التسجيل : 22/06/2011 عدد المساهمات : 1126 معدل النشاط : 1060 التقييم : 43 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: القواعد الأمريكية العسكرية وتأثيرها على الأمن القومي العربي ( الخليج العربي ) الأحد 20 نوفمبر 2011 - 12:33 | | | اللهو الخفي : استغرب التقرير فهو يتحدث كان السعودية دولة ورقية والخليج طبعا اقصد الموضوع لكن عندي ملاحظات سوف اردهم لك اي الخطر على امننا القومي اكثر من الذي تقوله وبوقائع ومستندات ليس مجرد كلام : السفارة هي مركز للمخابرات اليس كذلك فهل يعقل نرضى في سفارات مع اعدائنا اليهود الصهاينة في بلادنا العربية وتنشر الخراب والفساد على امريكا امنت بالله امريكا محتلة العالم كله ما جت على الخليج وانتم بمصر هناك امريكا ايضا فا نحن في عصر الانترنت كل شيء مكشوف امامنا اخي العزيز ونعلم ان قوات حفظ النظام في سيناء هي من اوائل الدول المساهمة امريكا ( باتفاقية كامب ديفد وراجع شروط الاتفاقية ) نعلم ان هناك حاملة طائرات امريكية خارج شواطىء شرم الشيخ بكيلو مترات قليلة ونعلم ايضا القاعدة البحرية في المتوسط بين قبرص وشواطىء الاسكندرية فهي تذكرني بالقاعدة البحرية للاسطول الخامس في البحرين فهي على المحيط الهندي بين البحرين والهند اليس هذا خطر وهذا خطر لكن اتوقع بالصفحات كاملة التي ذكرت لخصت لك موضوعه في عدة اسطر |
|
| |
3z000z-24
لـــواء
الـبلد : المهنة : طآلب المزاج : رآيق على طول التسجيل : 18/04/2011 عدد المساهمات : 3501 معدل النشاط : 3811 التقييم : 333 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| |
| |
Why Not
عقـــيد
الـبلد : العمر : 30 التسجيل : 31/08/2011 عدد المساهمات : 1486 معدل النشاط : 1130 التقييم : 93 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: ضو الأحد 20 نوفمبر 2011 - 17:00 | | | - 3z000z-24 كتب:
- البحرية عز وحرية كتب:
- اللهو الخفي : استغرب التقرير فهو يتحدث كان السعودية دولة ورقية والخليج طبعا اقصد الموضوع لكن عندي ملاحظات سوف اردهم لك اي الخطر على امننا القومي اكثر من الذي تقوله وبوقائع ومستندات ليس مجرد كلام :
السفارة هي مركز للمخابرات اليس كذلك فهل يعقل نرضى في سفارات مع اعدائنا اليهود الصهاينة في بلادنا العربية وتنشر الخراب والفساد على امريكا امنت بالله امريكا محتلة العالم كله ما جت على الخليج وانتم بمصر هناك امريكا ايضا فا نحن في عصر الانترنت كل شيء مكشوف امامنا اخي العزيز ونعلم ان قوات حفظ النظام في سيناء هي من اوائل الدول المساهمة امريكا ( باتفاقية كامب ديفد وراجع شروط الاتفاقية ) نعلم ان هناك حاملة طائرات امريكية خارج شواطىء شرم الشيخ بكيلو مترات قليلة ونعلم ايضا القاعدة البحرية في المتوسط بين قبرص وشواطىء الاسكندرية فهي تذكرني بالقاعدة البحرية للاسطول الخامس في البحرين فهي على المحيط الهندي بين البحرين والهند اليس هذا خطر وهذا خطر لكن اتوقع بالصفحات كاملة التي ذكرت لخصت لك موضوعه في عدة اسطر بطل وربي بطل تناسو الحاملات الطائ الامريكية قبالة شواطئهم وقوات حفض السلام الي هي امريكا مئسستها
وتناسو اى طلقة راصاصة ضد الكيان الصهيوني سيطبقوا على مصر بضرف دقيقة هذا الموضوع يتكلم عن الخليج اذا اردت التحدث تحدث عن الخليج ولا تاتي باسم مصر في الموضوع واذا اردت ان تحدث عن مصر فافتح موضوع خاص عن مصر ولن ارد عليك حتي لا يتحول الموضوع لتناحر وشتائم |
|
| |
3z000z-24
لـــواء
الـبلد : المهنة : طآلب المزاج : رآيق على طول التسجيل : 18/04/2011 عدد المساهمات : 3501 معدل النشاط : 3811 التقييم : 333 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| |
| |
Why Not
عقـــيد
الـبلد : العمر : 30 التسجيل : 31/08/2011 عدد المساهمات : 1486 معدل النشاط : 1130 التقييم : 93 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: القواعد الأمريكية العسكرية وتأثيرها على الأمن القومي العربي ( الخليج العربي ) الأحد 20 نوفمبر 2011 - 17:30 | | | - 3z000z-24 كتب:
- Why Not كتب:
هذا الموضوع يتكلم عن الخليج
اذا اردت التحدث تحدث عن الخليج ولا تاتي باسم مصر في الموضوع
واذا اردت ان تحدث عن مصر فافتح موضوع خاص عن مصر
ولن ارد عليك حتي لا يتحول الموضوع لتناحر وشتائم
وآنآ آتكلم عن ألحآل ألعربي كك من البحر المتوسط الى الخليج .. بعدين يآمسيو تعبت عمرك بالرد ... الموضوع اسمه القواعد الأمريكية العسكرية وتأثيرها على الأمن القومي العربي ( الخليج العربي ) يعني بيتحدث عن الخليج بس ممكن تتكلم علي مصر براحتك ولكن في موضوع تاني مش اي حد ينتقد السعوديه تروح جايب سيرة مصر في الموضوع |
|
| |
3z000z-24
لـــواء
الـبلد : المهنة : طآلب المزاج : رآيق على طول التسجيل : 18/04/2011 عدد المساهمات : 3501 معدل النشاط : 3811 التقييم : 333 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| |
| |
اللهو الخفي
رقـــيب أول
الـبلد : العمر : 39 المزاج : معتدل اغلب الأوقات التسجيل : 12/11/2011 عدد المساهمات : 317 معدل النشاط : 448 التقييم : 16 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: القواعد الأمريكية العسكرية وتأثيرها على الأمن القومي العربي ( الخليج العربي ) الأحد 20 نوفمبر 2011 - 21:01 | | | لماذا لا تسود روح الحوار والتفاهم بيننا الموضوع يتحدث عن الأمن القومي العربي ككل والخليج بصفة خاصة ، القواعد الأمريكية المتواجدة في الخليجالعربي خطر على الخليج وخطرها ايضاً ممتد الي سائر الدول العربية ، انا ام أتي بهذه الدراسة من بنات افكاري هي دراسة مستقلة من كاتب فلسطيني لمااذ كل منا يتعصب الى بلده ولا ينظر الى المصلحة العامة الى كل الإخوة في الخليج هل انتم مسئولين عن تلك القواعد ام حكامكم وحكامنا الذين اتو بأمريكا الى ارضينا لتنهب خيراتها وتحتلنا بإسم الحماية ؟؟؟؟؟ بالله عليكم الموضوع ليس مصر والسعودية وغيرها الموضوع الدول العربية وكارثتها التي تتمثل في الإحتلال الأمريكي ( القواعد الأمريكية ) واستبداد الحكام ، كل عضو اخذته العزة بالإثم ، وينظر للموضوع نظرة ضيقة ، السؤال الأن هل وجود تلك القواعد مصلحة لنا ؟ اي السعودية ومصر والأردن وغيرها من الدول ام مصيبة لنا ؟ الدراسة تجيب عن ذلك . نحن جميعاً في وضع سيء جداً ولا نملك من الأمر شيء ، الأسلحة التي نستوردها من الغرب لن تنفعنا اذا ما واجهناهم بها ( التايفون والإف 15 والإف 16 ، والتور ام ..............) لن تنفعنا الكل في الهم سواء بالمناسبة القوات الدولية المتواجدة في سيناء مراقبين فقط وليسوا قوات مسلحة لن ادخل في مواضيع جانبية لن تفيدنا في شيء لنركز في الدراسة افضل و ارجو ان تكفوا عن هذه المهاترات ، ويتدخل المشرفون حتى لو ادى ذلك الى حذف الموضوع . |
|
| |
اعدام ميت
لـــواء
الـبلد : المزاج : ربى الله .... وليس امريكا التسجيل : 05/03/2011 عدد المساهمات : 3727 معدل النشاط : 3221 التقييم : 167 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: القواعد الأمريكية العسكرية وتأثيرها على الأمن القومي العربي ( الخليج العربي ) الأحد 20 نوفمبر 2011 - 21:08 | | | - البحرية عز وحرية كتب:
- اللهو الخفي : استغرب التقرير فهو يتحدث كان السعودية دولة ورقية والخليج طبعا اقصد الموضوع لكن عندي ملاحظات سوف اردهم لك اي الخطر على امننا القومي اكثر من الذي تقوله وبوقائع ومستندات ليس مجرد كلام :
السفارة هي مركز للمخابرات اليس كذلك فهل يعقل نرضى في سفارات مع اعدائنا اليهود الصهاينة في بلادنا العربية وتنشر الخراب والفساد على امريكا امنت بالله امريكا محتلة العالم كله ما جت على الخليج وانتم بمصر هناك امريكا ايضا فا نحن في عصر الانترنت كل شيء مكشوف امامنا اخي العزيز ونعلم ان قوات حفظ النظام في سيناء هي من اوائل الدول المساهمة امريكا ( باتفاقية كامب ديفد وراجع شروط الاتفاقية ) نعلم ان هناك حاملة طائرات امريكية خارج شواطىء شرم الشيخ بكيلو مترات قليلة ونعلم ايضا القاعدة البحرية في المتوسط بين قبرص وشواطىء الاسكندرية فهي تذكرني بالقاعدة البحرية للاسطول الخامس في البحرين فهي على المحيط الهندي بين البحرين والهند اليس هذا خطر وهذا خطر لكن اتوقع بالصفحات كاملة التي ذكرت لخصت لك موضوعه في عدة اسطر بما انك اندفعت تهاجم مصر يا بحرية اسمح لى ان ادافع عن بلدى 1 / القواعد الامريكية فى الخليج معروفة بالاسم والوثائق - أذن ..تصحيحا لمعلوماتك الخاطئة القوات المتواجدة لمراقبة سير الاتفاقية بين مصر واسرائيل اسمها قوات المراقبة و ليس لها اى تسليح الا البندقية الشخصية و لا يسيرون بها خوفا من شعور قبائل سيناء بالاستفزاز لدرجة فى احدى المرات ثلاثة من مهربى المخدرات ثبتوا شخصين من هذة القوة وأخذوا منهم اسلحتهم وهربوا وبعد يومين قبضت الشرطة المصرية على الثلاثة البدو و ارجعت البندقيتين الى الضابطين المساكين ..!!! 2 / اتحداااااااااااااااااااك تثبت لنا ان هناك حاملة طائرات امريكية تقف امام شرم الشيخ ولا تنسى ان الكلام فى منتدانا بالمصادر . اما عن قبرص فهل تعلم المسافة الجبارة بيننا وبينهم ...ومالنا بقبرص ؟! هل قبرص ارض مصرية او تقع داخل المياه الاقليمية المصرية أو حتى داخل الرصيف القارى لأفريقيا ؟! هل تعلم ان المسافة بيننا وبين قبرص اكبر من المسافة بين الصين و القاعدتين الامريكيتين فى كوريا الجنوبية و تايواااااااااان ..؟! 3 / أما عن السفارات .......هههههه اذا كان كلامك صحيح بشأنها ....أذن أيران لديها عشراااااات المقرات المخابراتية فى الخليج العربى ....سفاراتها وقنصلياتها فى كل دول الخليج العربى . |
|
| |
سكنان
لـــواء
الـبلد : المهنة : ايضاح الحقيقه فقط لاغير المزاج : رايق جدا جدا التسجيل : 13/06/2011 عدد المساهمات : 4949 معدل النشاط : 4803 التقييم : 334 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: القواعد الأمريكية العسكرية وتأثيرها على الأمن القومي العربي ( الخليج العربي ) الأحد 20 نوفمبر 2011 - 22:25 | | |
كل كبير محآرب ولآينتقد ألسعودية سوأ شخص أعمأه الحسد والحقد تغلل في خلاياه يآزميل ...[/quote]
+1
|
|
| |
الجيش الرايع
عريـــف أول
الـبلد : المهنة : حر المزاج : وطنى التسجيل : 20/05/2011 عدد المساهمات : 140 معدل النشاط : 170 التقييم : 12 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: القواعد الأمريكية العسكرية وتأثيرها على الأمن القومي العربي ( الخليج العربي ) الإثنين 21 نوفمبر 2011 - 20:46 | | | شكر لصاحب الموضوع على المجهود
الدراسة شيقة وبها الكثير من المعلومات المفيدة
اما بخصوص الهيمنة الامريكية على الخليج فاقول للجميع...
لاتعايرنى ولا اعايرك الهم طايلنى وطايلك |
|
| |
| القواعد الأمريكية العسكرية وتأثيرها على الأمن القومي العربي ( الخليج العربي ) | |
|