مفاوضات دكار: الرئيس السنغالي يوبّخ ممثل فتح
تاريخ النشر : 2008-06-13القراءة : 12118
غزة-دنيا الوطن
كشفت مصادر فلسطينية مطّلعة جداً لـ القدس العربي ، أمس الخميس النقاب عن ان لقاء وفدي حماس وفتح، الذي تم برعاية وحضور الرئيس السنغالي عبدالله واد، كان ساخناً وصريحاً.
وبحسب مصادر فلسطينية في دمشق، فانّ الرئيس كان يقرأ نصوص القانون الأساسي أمام الوفدين، وقال رغم هذه القناعة، فانني أحاول الوصول معكم الي حل وسط ، علي حد قوله.
وتشير المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن اسمها، الي أنّ المهندس حكمت زيد رئيس وفد حركة فتح كان متعنتاً للغاية، ورفض في البداية مبدأ اصدار بيان مشترك يوقّع عليه الطرفان، ولكن مع اصرار الرئيس السنغالي علي ذلك، وافق زيد علي صدور البيان، مع اشتراط عدم الاشارة الي أنه جري حوار بين وفدي فتح وحماس، والاكتفاء بالقول: ان الرئيس استمع من الوفدين كل علي حدة، وهنا، قالت المصادر التي تحدثت لـ القدس العربي انفجر الرئيس في وجه زيد غاضباً ، وقال له انني أصرّح بما أريد، ولا اسمح لك بأن تطلب مني تزوير الحقائق، وانه ليؤسفني أن أصارحك بأنك لم تكن صادقاً معنا، فقد ادعيت أنك مفوّض، ثم بدأت تتهرّب وتتنصّل من مسؤوليتك، فأنت لم تأت بنية الاتفاق، وانما لقطع الطريق علي أي اتفاق . ووفق نفس المصادر، أضاف الرئيس السنغالي موجهاً كلامه للمهندس زيد أنتم تلعبون لعبة أكبر منكم، وماذا تريدون، واذا لم تتجاوبوا معنا (موجّها الكلام لوفد فتح)، سأخرج الي الاعلام، وأعلن أن حواراً جري بين الطرفين وأبرز الوثائق الخطية والصور التي تثبت ذلك، وأحمّلكم مسؤولية الفشل ، علي حد قوله.
وزادت المصادر المقربة من حماس قائلة، انه قال الرئيس بصراحة، أريد التنويه بأنّ حماس كانت صادقة معنا، وتصرّفت بمسؤولية عالية، فأرسلت وفداً مفوضا ورفيع المستوي (عماد العلمي، محمد نصر، وهما عضوا المكتب السياسي)، وكان سلوك الوفد جادا، وتعاملوا بمسؤولية وطنية تجاه كل الاقتراحات، بما فيها الاقتراحات المجحفة، علي حد وصفه .
ومضت المصادر قائلة انه أمام هذه الوجبة الساخنة من النقد اللاذع، اضطر حكمت زيد، والسفير في داكار جبر أبو النجا الي الموافقة علي البيان المقترح ووقّع زيد عليه محرجاً، كما أكدت المصادر لـ القدس العربي .
وفي حديث مع المهندس حكمت زيد، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عقب علي ما ورد في الخبر قائلا: هذا الكلام الذي قرأته لم يحصل كما قرأته لي. الرئيس أحضر بيانا ونحن قمنا بالتوقيع عليه، وشطبنا منه بعض الجمل التي لا ضرورة لها، وانتهي الموضوع.
واضاف زيد قائلا الرئيس السنغالي رجل بسيط. لم نرغب في أن نكذب علي شعبنا ونصدر البيان القائل إنّنا اتفقنا علي كل شيء، لا بدّ من أنّ كل شيء يتأجل إلي حين ما نتفق علي كل البنود العالقة . وأضاف زيد لم يكن تلاسناً بيني وبين الرئيس السنغالي، فالحديث يدور عن رئيس جمهورية، وعمره 82 عاماً، وأيضاً هو رئيس دولة يقوم باستضافتنا، وثالثا الرئيس السنغالي ليس ملماً بتفاصيل القضية، القصة ليس أن نتهرب أو لا نتهرب، القصة أن نتحاور مع حماس ونخرج بنتيجة، الهدف ليس الحوار من أجل أن نتقاتل أو نصدر بياناً. أنا قلت لهم منذ البداية إنه في حالة عدم توصلنا إلي اتفاق، فالأفضل أن لا نقول للجمهور بأنّنا لم نتفق، طالبت أن تكون صيغة تفاؤلية، ولكن ليست صيغة مليئة بالكذب علي الناس .
وقال زيد الرئيس السنغالي ليست لديه المعرفة الكاملة بتفاصيل الخلاف الداخلي الفلسطيني، ثانياً، أقول لك بصراحة إنّه أستاذ في المفاوضات، والطرف الذي يعركس الأمور ويعرقل الأمور هو حماس، فشيء طبيعي أن يكون قاسياً عليّ ويكون مؤيداً قليلاً لحماس، بهدف جرهم وإقناعهم، الرئيس السنغالي يؤيد الرئيس عبّاس علي طول الخط ويدعم شرعيته، وبالتالي إذا كان قاسياً معي من أجل تقريب وجهات النظر، فيعني أنا بحكم خبرتي الدبلوماسية، عليّ أن أتحمل من أجل أن نصل إلي نتيجة، النتيجة التي وصلنا إليها في دكار أنّنا لم نتخانق. لقد حان الوقت لعدم زج الرؤساء الأجانب في قضايانا، وبعد ذلك نبدأ بالقيل والقال، هذا ليس مقبولاً. الرئيس السنغالي يريد أن يظهر أمام شعبه أنّه فعل شيئاً، لأنّ حماس لا يملكون خبرة في أي شيء، وهذه مصيبة .