نظمت الجزائر مهرجانا دوليا للفيلم الملتزم شارك فيه ثمانية عشر فيلما من ست دول مختلفة، في مبادرة تعد الأولى من نوعها لإبراز طراز معين من الأفلام التي لا تلقى حفاوة مثل الأفلام الأخرى.
وأوضحت بطاقة المهرجان أن الفيلم الملتزم يمر بأزمة عالمية، حيث ينجز المخرجون أفلاما ملتزمة بصورة أكبر ومعالمها واضحة للدفاع عن الإنسان والقضايا العامة، لذا حرصت الجزائر على إتاحة الفرصة لعرض هذه الأفلام، فضلا عن إطلاع المخرجين الجزائريين على جديد السينما وتبادل الخبرات مع نظرائهم الأجانب.
وركز المهرجان في دورته الأولى على السينما الفلسطينية خاصة النسوية منها، حيث قالت محافظة المهرجان زهيرة ياحي إن المهرجان يهدف للدفاع عن أفكار ومبادئ وقضايا معينة بعيدا عن أي تأويلات سياسية، وذلك ما دفع المهرجان للتركيز على السينما الفلسطينية وتحديدا النسوية.
مشاركات متنوعة
وتحت عنوان "السينما الفلسطينية في المؤنث" قدمت مجموعة من المخرجات الفلسطينيات عددا من الأفلام التي تنوعت في مدتها ما بين قصيرة وطويلة، منها فيلم "خمس دقائق في بيتي" الذي يحكي عن مطار القدس من خلال شهادات من عمل به وعاصره وكيف حولته إسرائيل إلى مطار ينقل المعمرين لتهويد القدس، كما عرضت مجموعة أفلام قصيرة بعنوان "ما أقرب القدس وما أبعدها" والتي سردت واقع الفلسطينيين الصعب تحت الاحتلال الإسرائيلي.
كما شارك في المهرجان مجموعة من الأفلام المتميزة كان من أبرزها "الجزائر.. ديغول والقنبلة" للمخرج الجزائري المغترب بفرنسا العربي بن شيحة والذي يروي قصة التفجيرات الفرنسية النووية في صحراء الجزائر، وفيلم "الإكوادور" للمخرج الفرنسي جاك سارازين الذي يسرد تحول الإكوادور من نظام اشتراكي إلى ديمقراطي.
وفيلم "ناميبيا" للمخرج الأميركي شارل بورنت الذي يروي قصة الثورة الناميبية، والفيلم الوثائقي "شخص غير مرغوب فيه" للمخرج الأميركي أوليفر ستون الذي يروي كيف تزامنت مقابلة الرئيس ياسر عرفات مع حصاره في مقره بالدبابات الإسرائيلية، لذا عوضها بمقابلات مع كبار المسؤولين الفلسطينيين ليبرز كفاح الفلسطينيين.
المخرجة الفلسطينية راما ماري في نقاش مع الجمهور (الجزيرة)
نقلة فنية
وحول تأثير الربيع العربي على السينما الملتزمة، قالت المخرجة الفلسطينية راما ماري إن أهم ما حققته الثورات العربية هو أن البطل أصبح من الشارع، فالذي ينادي بالتغيير أو إسقاط النظام هو شخص عادي لذا فالأفلام القادمة لابد أنها ستكون عن هؤلاء الناس، سواء كانوا شبابا أو صغارا.
وتوقعت راما أن يساهم التغيير بالعالم العربي في إحداث نقلة نوعية بالحركة الفنية والسينمائية العربية.
يُذكر أن المهرجان عقد ما بين 29 نوفمبر/ تشرين الثاني و5 ديسمبر/ كانون الأول، وأشترك فيه ثمانية عشر فيلما من النوع القصير والطويل والوثائقي، من ست دول هي فرنسا وسويسرا والولايات المتحدة وبلجيكا وفلسطين والجزائر.
وجرت العروض بدون منافسة وجوائز لقلة الإمكانيات، وفق إدارة المهرجان. لكنها أكدت على توفيرها خلال الدورة الثانية التي ستجرى خلال العام المقبل.
المصدر: الجزيرة
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/5326DECC-4EBE-4DBE-818A-1DE9129F2F03.html