أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.

السياسة الخارجية الإيرانية

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
الدخول
فقدت كلمة المرور
القوانين
البحث فى المنتدى


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول



 

 السياسة الخارجية الإيرانية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابطال الحرمين

لـــواء
لـــواء
ابطال الحرمين



الـبلد : السياسة الخارجية الإيرانية  12710
العمر : 38
المهنة : باحث في العلوم الاستراتيجية والعسكرية
التسجيل : 24/07/2011
عدد المساهمات : 3185
معدل النشاط : 4639
التقييم : 867
الدبـــابة : السياسة الخارجية الإيرانية  Nb9tg10
الطـــائرة : السياسة الخارجية الإيرانية  F0a2df10
المروحية : السياسة الخارجية الإيرانية  5e10ef10

السياسة الخارجية الإيرانية  411


السياسة الخارجية الإيرانية  Empty

مُساهمةموضوع: السياسة الخارجية الإيرانية    السياسة الخارجية الإيرانية  Icon_m10الخميس 8 ديسمبر 2011 - 22:33

السياسة الخارجية الإيرانية  389177_100506w

تتحدد أهداف الدول الساعية لحماية مصالحها القومية، من خلال سياستها الخارجية، وتتأثر بالبيئة العالمية التي تتعامل معها وتتحرك فيها، وبالقوة أو القوى التي تتحكم وتوجه هذه البيئة، فالسياسة الخارجية الإيرانية تُصاغ ـ بالضرورة ـ في إطار الوحدة الدولية، وترمي إلى تحقيق أهدافها إزاء وحدات خارجية؛ ففي عصرالتقدم التكنولوجي في وسائل الاتصال لم تعد النظم والجماعات قادرة على الانحسار داخل بوتقة خاصة أو الانغلاق على الذات.
فالنظام السياسي المتشكل في إثر الثورة الإيرانية 1979م، كثورة أيديولوجية دينية إسلامية، شكّل قطيعة مع نظام الشاه، وأحدث تغييرات سياسية كبرى في النظام الإيراني، أما اليوم فقد حدثت تغييرات هيكلية في الظروف التاريخية والبنية الجيوستراتيجية التي كانت تعمل من خلالها إيران ما بعد أسرة (بهلوي)، ووجدت إيران نفسها في بيئة مغايرة تماماً لبيئة السبعينيات، فقد اختلفت البيئة العالمية في سبعينيات القرن الماضي عنها في القرن الحادي والعشرين، بما تتيحه من فرص وخيارات أمام إيران، بدأت تتضح معالمها منذ تسعينيات القرن الماضي.


فرص الفعل السياسي
ساهمت الحرب الأمريكية على الإرهاب في تعزيز مكانة إيران كدولة إقليمية ذات نفوذ قوي، ووفّرت واشنطن لإيران فرصة مناسبة للحصول على مكانة إقلمية ودولية؛ فبعد الإطاحة بنظامي (العراق وأفغانستان) اللذين كانا يشكلان تهديداً مباشراً لطهران، تمت مكافأة إيران بإطلاق يدها في العراق ولبنان، وأصبح لها نفوذ في مناطق أخرى مهمة، مثل: غزة، وآسيا الوسطى، وإفريقيا، وأمريكا اللاتينية، فقد استغلت إيران انهيار النظام العراقي وانشغال أمريكا في حربها في العراق، للتحول إلى القوة الإقليمية الأبرز، وإلى فاعل سياسي في المنطقة لا يمكن تجاوزه، وهكذا، تصبح إيران ـــ في هذه الحالة ـــ طرفاً مهماً في تشكيل النظام العراقي الجديد، وتسعى إلى أن يكون النظام العراقي الجديد غير معادٍ لها، أو أن يكون مؤيداً أو متعاطفاً معها؛ فبعد أن كان النظام العراقي القديم يشكّل تحدياً أمام حرية الفعل الإيراني لتحقيق دور إقليمي، باتت الفرص اليوم أمام إيران متاحةً بشكل كبير.
والأهم هو: أن هذه البيئة الدولية والإقليمية فتحت فرصاً كبرى أمام إيران للتحرك باتجاه تطوير برنامجها النووي، وهو البرنامج الذي أكسب الطبقة الدينية القابضة على الحكم شرعية ساعدتها على الاستمرار وبسط سيطرتها على الداخل بالطريقة التي تنسجم وتتماشى مع تصوراتها، وتثبيت نظام الحكم ومبادئ الثورة، كما أن هذا التعنت الإيراني أمام الأمريكان أكسبها شرعية إقليمية عند البعض، مما أكسبها سيطرة على بعض الدول وقوى الممانعة، لتتماشى مع تصورات الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمنطقة، وتدور في فلكها.
أضف إلى ذلك، أن حرب واشنطن على الإرهاب، وتحطيم النظامين العراقي والأفغاني جعل إيران طرفاً في أي حوار أمريكي يخص العراق وأفغانستان، وبالفعل، فقد أجرى في الفترة (2001 ـــ 2002م) دبلوماسيون أمريكيون وإيرانيون، مع مسؤولين من دول أعضاء في الأمم المتحدة، في (بون) العاصمة السابقة لألمانيا، لقاءات في إطار محادثات متعددة الأطراف حول تشكيل حكومة جديدة، ووضع دستور جديد لأفغانستان. وفي عامي (2007 ـــ 2008م) ناقش كل من السفير الأمريكي لدى العراق (براين كروكر) مع نظيره الإيراني (حسن كاظمي قمي)، ناقشا أعمال العنف في العراق. وأُجريت ثلاث جلسات أخرى من تلك المحادثات منذ عام 2008م، برعاية وزارة الخارجية العراقية. وفي آذار/مارس 2009م، أجرى (ريتشارد هولبروك) ـــ المبعوث الأمريكي الخاص إلى

أفغانستان وباكستان ـــ حديثاً موجزاً وودياً مع ممثل إيران خلال مؤتمر دولي حول أفغانستان وغيرها من اللقاءات والمشاورات التي تجري بين الأمريكان والإيرانيين لتقرير مستقبل العراق وأفغانستان.
من ذلك يتضح أن إيران استطاعت توسيع نفوذها الإقليمي

، وأمست طرفاً في تشكيل مستقبل العراق وأفغانستان، وأصبح لها تأثير علِى الوضع السياسي في لبنان وفلسطين، وهو ما ينبئ أن إيران قد تكون لاعباً أساسياً في تشكيل الشرق الأوسط الكبير.
وعموماً، فإن الحرب الأمريكية على الإرهاب، والحرب الأمريكية في العراق وأفغانستان، واستنزاف القدرات الأمريكية، وعدم قدرتها على ضرب أي بلد آخر، ناهيك عن مناطق التوتر الأخرى، والأزمة المالية العالمية، كل ذلك ترك فراغاً، وفتح فرصاً كبرى أمام حرية الحركة والفعل الإيرانيين، مما يجعلها طرفاً في تشكيل سياسة المنطقة، وقوة رئيسة على المستوى الإقليمي ترمي إلى إحداث تغيرات جذرية تؤدي إلى إضعاف الدور الخليجي والعربي.


المعوقات الجيوسياسية
إن الواقع السياسي والجيوستراتيجي لا يتكونان فقط من معاني الفاعلين السياسيين، أو من خلال الإرادة الذاتية للفاعل، وإنما هناك عوامل بنائية (أو موضوعية) تمارس تأثيراً طاغياً على الفاعل وتصوراته، وتمارس قهراً على دوره؛ فالفعل السياسي والجيوستراتيجي يتأثران إلى حدٍ كبير، بل ويتشكلان ويصاغان بواسطة العوامل البنائية (السياسية والجيوستراتيجية). ليست العلاقة أحادية ولا يمكن التعبير عنها في ضوء تعميمات لها سمة القانون وعموميته، ودون الخوض في النقاش العويص حول العلاقة بين الفعل والبناء، أو بين الذات والموضوع، نقول فيما يخص موضوعنا: إن الفعل السياسي الإيراني، والإرادة الذاتية لإيران، لا يمكنهما أن يتحررا تماماً من تأثير ظروف البناء السياسية والجيوستراتيجية والعوامل البينية، سواء أكانت المحلية أو العالمية، فأشكال السيطرة، والقوة والأيديولوجيا، والهيمنة الأحادية الأمريكية على العالم، ناهيك عن علاقة إيران بدول الجوار، والصين، وروسيا ... وغيرهما من دول العالم، كل هذه العوامل تحد من حرية الحركة، وتفرض على إيران السير وفق هذه العوامل البنائية، وأن تعمل وفق ما هو مناسب ومتاح، آخذة باعتبارها كل هذه العوامل وفق حسابات دقيقة.
نعم إن سقوط النظام العراقي والأفغاني، جعل إيران أمام فرص متعددة، ولكنه في الوقت نفسه فرض عليها تحديات، فقد أصبحت إيران أكثر من أي وقت مضى عرضة للضغوط الأمريكية، وبمختلف الوسائل لمنعها من البروز كقوة إقليمية، لأن واشنطن لن تسمح ببساطة ببروز قوة إقليمية معادية لها. كما جعلها في موضع الخطر المباشر، وبخاصة أن واشنطن أصبحت على حدود إيران الشرقية في أفغانستان، وشمالاً في جوار بحر قزوين في أكثر من دولة من دول الاتحاد السوفيتي السابق، كما أن جارتها باكستان دولة نووية ولها علاقة جيدة مع واشنطن، كذلك الأمر مع تركيا. أما في جنوبها، وبفعل مصالح واشنطن الاستراتيجية في الشرق الأوسط، وحماية إسرائيل، وتدفق النفط، كل ذلك جعل تواجد واشنطن العسكري أكبر وأضخم من أي منطقة أخرى، ناهيك عن العلاقات العربية ــــ الإيرانية المتوترة أصلاً، ولعل أبرز ما يوضح القلق الإيراني من التواجد العسكري الأمريكي في جوارها هو ما عبّرت عنه الرسالة التي أرسلت من قِبل (153) نائباً إلى البرلمان الإيراني، حيث أشارت إلى «أنه في أعقاب وضع القوات الأمريكية في أفغانستان واحتلال العراق فقد وصل التهديد إلى حدودنا».
كل هذه العوامل تشكل معوقات أمام إيران، يجعلها أكثر عرضة للمخاطر، وهذه المعيقات البنائية تدفع طهران قسراً، باتجاه إقامة علاقات مع واشنطن كما أشرنا سابقاً، أوترجع أهمية المشاورات إلى تخفيف حدة التوتر بينها وبين واشنطن، بالإضافة إلى أن هذه المشاورات المباشرة تسمح لواشنطن الاطلاع مباشرة على وجهة النظر الإيرانية، وبخاصة عندما تتوتر العلاقة بينهما، أضف إلى ذلك أن هذه المشاورات واللقاءات السرية التي تجرى من (الأبواب الخلفية)، تساعد إيران في إيصال رأيها إلى إسرائيل، ففي هذه الحالة تلعب واشنطن دور الوسيط بين إيران وإسرائيل، كما أن هذه اللقاءات تقوي الأمل في تحسين العلاقات الأمريكية ـــ الإسرائيلية ـــ الإيرانية، وهي بالفعل لعبت دوراً في استمرارية النظام الإيراني المتشكل في إثر الثورة الإيرانية 1979م؛ فمشاورات إسرائيل وإيران في عقد الثمانينيات بخصوص صفقة الأسلحة، والمشاورات الأمريكية ـــ الإيرانية بخصوص الرهائن، عززتا الأمل في إعادة العلاقات إلى سابق عهدها، وبخاصة أن إسرائيل استمرت بالعمل على إعادة علاقاتها مع النظام الإيراني الجديد، وحاولت عبر وسطاء لإعادة هذه العلاقة. وخلاصة ذلك أن هذه المعوقات تدفع طهران قسراً إلى التحاور من خلف (الأبواب المغلقة)، حتى تحافظ على وجودها.
لم تشكّل إيران الثورة 1979م أي خطر أيديولوجي على النظام الدولي آنذاك وتصوراته الفلسفية، ولم تكن بديلاً أيديولوجياً أمام الصراع الأيديولوجي بين الرأسمالية والاشتراكية؛ فقد رأت واشنطن أنه ربما تشكل الأيديولوجية الإسلامية الإيرانية، التي تتعارض مع الماركسية أو الاشتراكية، فرصة لتحسين العلاقات مع أمريكا، أو قد تندفع إيران إلى التحالف الغربي بسبب الخطر الشيوعي المتربص على حدودها الشمالية، وحتى عندما تأكدت واشنطن من خطأ هذه التصورات، لم تستطيع فعل أي شيء ضد إيران لإعادتها إلى التحالف الغربي، والسبب في ذلك أن النظام الدولي آنذاك جعل الخيارات أمام واشنطن محدودة أو معدومة، وبخاصة أن إيران تقبع جنوب الاتحاد السوفيتي،
كما أن أي إجراء أمريكي ضدها قد يدفعها إلى التحالف مع الاتحاد السوفيتي. أما الآن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في نهاية القرن الماضي، أصبحت الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة في العالم، بل ربما أكبر قوة عسكرية وسياسية واقتصادية على الإطلاق في تاريخ البشرية، وأصبحت الأيديولوجية الإسلامية موصومة بالإرهاب، ووصفت السياسة الأمريكية إيران بالدولة التي تساند الإرهاب وتضعها ضمن دول محور الشر؛ فالأيديولوجية الإسلامية التي لعبت دوراً في الحفاظ على إيران الثورة، أصبحت الآن تشكّل أحد المخاطر على إيران في ظل الحرب على الإسلام والمسلمين، وأصبحت أية دولة ترفع شعارات إسلامية توصم بالإرهاب. كما أن هذا البعد الأيديولوجي حاضر في المسألة النووية الإيرانية؛
فالولايات المتحدة الأمريكية تتصور أن امتلاك إيران للرادع النووي سوف يجعلها تشعر بأنها لم تعد معرّضة للخطر المباشر من أي انتقام عسكري تقليدي، فهي تستطيع أن تعود إلى السياسات العدوانية والسياسة الخارجية المقاومة للوضع الراهن التي اتبعتها إبان الثورة الإيرانية.
وعلى هذا النحو، قد تتصرف إيران على ضوء تحقيق تصوراتها الأيديولوجية للشرق الأوسط الإسلامي، وفي دعمها للجماعات الأصولية، إضافة إلى أنها قد تعطي هذه الأسلحة للإرهابيين، وكما يقول (هنري كسينجر) في إحدى كتاباته: «إن الدول ذات الدوافع الأيديولوجية تميل إلى تطبيق سياسة خارجية نشطة ذات مخططات كبري، من العسير تحقيقها، كما تؤدي إلى زعزعة استقرار النظام العالمي القائم».
وإذا كانت الأوضاع في المنطقة لعبت دوراً في صعود إيران كقوة إقليمية، فقد لعبت دوراً أيضاً في صعود قوى إقليمية أخرى كتركيا، التي لها مصالح لا تقل أهمية عن مصالح إيران، وقد تتعارض مصالحهما مستقبلاً، وهو ما يشكّل معوقاً أمام تمدد النفوذ الإيراني.
إن السلوك الأمريكي تجاه إيران يجعل الأخيرة تبحث عن علاقات خارجية موسعة بغية الموازنة، حفاظاً على مصالحها القومية، مما يدفع نحو الانخراط التام في السياسات الدولية والإقليمية، هذا الانخراط الإيراني التام في السياسة الإقليمية والدولية له تكاليفه الباهظة، وهنا تُثار التساؤلات: ما التكاليف والفوائد المحتملة لهذا الانخراط؟ وما هي المعيقات البنائية التي يفرزها هذا الانخراط؟ إن الموقف العقلاني هو ما يجلب أكبر درجة من الإشباع والمنفعة، وأكفأ وسيلة للوصول إلى الأهداف المرجوّة في مواقف معينة وفي زمان ومكان مناسبين؛ فتزايد الأعباء العسكرية والأمنية والسياسية لإيران في الخارج مع مرور الوقت يأتي بتكاليف قد يختل التوازن بين أعباء الأمن وانخراط في السياسة الإقليمية والدولية المتزايد، وقدرتها على الحفاظ على قاعدة تقنية واقتصادية تلبي الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية لمواطنيها، وبالفعل فإيران تواجه وضعاً داخلياً متأزماً تمظهر مع المعارضة الإيرانية والمتجسدة في الحركة الخضراء، وهي تمثل نقطة ضعف في النظام الإيراني، كما أن إيران بلد نام، ويعاني من معضلات اقتصادية وبيئة دولية وإقليمية شديدة التعقيد، فضلاً عن ذلك تأخذ المعارضة على النظام أنه مفرط في سياسته الخارجية، وهذا الإفراط هو الذي يجلب المواجع داخلياً، لأنها تبدد أموال الشعب.
وبينما تفتح العولمة بدورها فرصة أمام الدول، فهي تشكل أيضاً تحديات غير مسبوقة أمام النظم السياسية في الشرق الأوسط، وهي ظاهرة لا يقتصر تأثيرها على السياسة الخارجية لهذه الدول، بل تشمل كل السياسات العالمية، وبالإشارة إلى إيران، فهي تفتح فرصاً وخيارات أمام الفرد والمجتمع لتفلت من قبضة النظام الديني، التي بدأت تتضح معالمها منذ تسعينيات القرن الماضي، وانتشار الزي الغربي بين الشباب الإيراني.
بعد أن استطاعت القيادة الإيرانية أن تفرض سوراً واقياً أمام الخارج للعبور إلى الفرد والمجتمع الإيراني، بات الخارج اليوم ـــ في اختزال للزمن والمكان ـــ حاضراً في حياة الإيرانيين، فقد باتت البلاد هي الطرف المتلقي أو المستقبل لكل منتجات الحضارة الغربية، وبالتالي فقد فرض الآخر المختلف ثقافته وحضارته على الفرد والمجتمع الإيراني، فالعولمة الثقافية باتت تشكل هاجساً يؤرق النظام الأيديولوجي، فثمة حراك اجتماعي دائب تشهده إيران في هذه الغضون يضغط من أجل التغيير الثقافي والسياسي بفعل الثورة الاتصالية والعولمة الثقافية والسياسية التي تقلل من قدرة النظام على الضبط والتحكم.
هذه ظروف تختلف تماماً عن ظروف لحظة تأسيس الجمهورية، وواقع الحال اليوم. ورغم أن هذه العملية ـــ التي ترمي إلى التغيير وتحريك المياه الراكدة في المجتمع الإيراني ـــ تقابل بمقاومة شديدة من القوى المضادة والمحافظة، إلاّ أن هذا الصراع سوف يتصاعد في المستقبل، ما لم يتغير البناء المؤسساتي والدستوري في إيران، واجتراح الوسائل الملائمة للتعامل معها، حتى يستطيع النظام الاستمرارية والتكيف مع هذه التحديات، دون ذلك سوف يواجه النظام الإيراني مأزقاً وجودياً.
إن هذه التغيرات البنيوية، التي تواجه النظام السياسي الإيراني، فرضت عليه مواجهة إشكاليات جديدة وغير مسبوقة، تختلف كلياً عن مرحلة تأسيس الجمهورية، وهي تتطلب أُطراً ومؤسسات متطورة ومختلفة تكون قادرة على التعامل مع هذه التحديات الموضوعية والمستجدات التي أفرزتها، حتى تكون الدولة تمثيلاً أميناً لموازين القوى في المجتمع، وبقدر ما تثبت إيران قدرتها على مواجهة هذه التحديات، وكلما كانت السلطة في إيران قادرة على التعبير عن حركية المجتمع الإيراني، كانت سلطة شرعية.
وعليه، فقد أصبحت إيران أكثر تأثُّراً بالبيئة الدولية، وهوالطابع الذي سيظل يلازمها بعد التغيير الجذري الذي حدث في النظام الدولي، وبروز عالم القطب الواحد، وتبلور ظاهرة العولمة، وهذا كله يشكل معوقات أمام السياسة الخارجية الإيرانية.
الخلاصة النهائية لهذا التحليل، هي أن إيران تواجه تحديات بنائية تتمثل في طبيعة النظام العالمي الراهن، وحالة الإقليم وبيئته، والأوضاع المعقدة والمهددة التي تسوده، من احتلال العراق وأفغانستان، والتوترات في المنطقة، ترسخ الوجود الأمريكي في الجوار الإيراني، وبروز أدوار جديدة لدول إقليمية، وأزمة الملف النووي، وظاهرة العولمة، كل هذه المعضلات العالمية والدولية والإقليمية، تفرض نفسها كمعوقات أمام الدور الإيراني، وتجعله يتحرك وفق حدود وقواعد تتطلب قدراً كبيراً من الحنكة والموازنة بين الاعتبارات والقدرات الذاتية، والحسابات الدقيقة والرؤية الاستراتيجية، وإدارة السياسة الخارجية بشكل يتلاءم وهذه المعوقات، فالفعل السياسي والجيوستراتيجي لإيران يتأثر بالأبنية والعمليات السياسية والجيوستراتيجية للقوى العالمية والإقليمية، ويعني ذلك أن الفعل الإيراني مشروط بالظواهر البنائية لسياسة القوى العظمى في المنطقة، فإيران لا تعمل ضمن فراغ


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
jamal

عريـــف أول
عريـــف أول
jamal



الـبلد : السياسة الخارجية الإيرانية  01210
المزاج : مسالم
التسجيل : 19/07/2008
عدد المساهمات : 174
معدل النشاط : 96
التقييم : 2
الدبـــابة : السياسة الخارجية الإيرانية  Unknow11
الطـــائرة : السياسة الخارجية الإيرانية  Unknow11
المروحية : السياسة الخارجية الإيرانية  Unknow11

السياسة الخارجية الإيرانية  Empty10

السياسة الخارجية الإيرانية  Empty

مُساهمةموضوع: رد: السياسة الخارجية الإيرانية    السياسة الخارجية الإيرانية  Icon_m10الخميس 8 ديسمبر 2011 - 22:58

كل امة تحترم نفسها تعمل ما يناسب مصالحها و مصلحة شعوبها بغض النضرعن ما اذا كان ذلك يناسب جيرانها ام لا الا نحن العرب سبحان الله
إيران دولة طموحة ربما اكثر من الازم و ليس من ذنبها ان كان جيرانها كُسَالى آسف على هذه الكلمة ولكنها الحقيقة هي مجرد نقد ذاتي و غيرة على حالنا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابطال الحرمين

لـــواء
لـــواء
ابطال الحرمين



الـبلد : السياسة الخارجية الإيرانية  12710
العمر : 38
المهنة : باحث في العلوم الاستراتيجية والعسكرية
التسجيل : 24/07/2011
عدد المساهمات : 3185
معدل النشاط : 4639
التقييم : 867
الدبـــابة : السياسة الخارجية الإيرانية  Nb9tg10
الطـــائرة : السياسة الخارجية الإيرانية  F0a2df10
المروحية : السياسة الخارجية الإيرانية  5e10ef10

السياسة الخارجية الإيرانية  411


السياسة الخارجية الإيرانية  Empty

مُساهمةموضوع: رد: السياسة الخارجية الإيرانية    السياسة الخارجية الإيرانية  Icon_m10الجمعة 9 ديسمبر 2011 - 0:27

تطبيــل .. استمـــر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
3z000z-24

لـــواء
لـــواء
3z000z-24



الـبلد : السياسة الخارجية الإيرانية  01210
المهنة : طآلب
المزاج : رآيق على طول
التسجيل : 18/04/2011
عدد المساهمات : 3501
معدل النشاط : 3811
التقييم : 333
الدبـــابة : السياسة الخارجية الإيرانية  Unknow11
الطـــائرة : السياسة الخارجية الإيرانية  Unknow11
المروحية : السياسة الخارجية الإيرانية  Unknow11

السياسة الخارجية الإيرانية  Empty10

السياسة الخارجية الإيرانية  Empty

مُساهمةموضوع: رد: السياسة الخارجية الإيرانية    السياسة الخارجية الإيرانية  Icon_m10الجمعة 9 ديسمبر 2011 - 1:36

ابطال الحرمين كتب:
تطبيــل .. استمـــر

ههههههههههههههههههههههههههههه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

السياسة الخارجية الإيرانية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» ~ نهج السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية ~
» السياسة الخارجية المصرية مصالح ورؤساء
»  الرئيس الروسي بوتين و السياسة الخارجية للولايات المتحدة والغرب
» الاتفاق النووي الهندي الاميركي من نجاحات بوش النادرة في السياسة الخارجية
» هنري كيسنجر يلخص السياسة الخارجية والداخلية لـ«ترامب» .. ويتوقع غزو روسيا لهذه الدولة (حوار)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقســـام العسكريـــة :: الدراسات العسكرية الاستراتيجية - Military Strategies-
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة الموقع ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر

Powered by Arab Army. Copyright © 2019