مطويات ومجلات توزع في الشوارع وتحذرهم من الخطر بعين تموشنت
جزائريون تشيعوا وسافروا للدراسة في قم الإيرانية"
شن التيار السلفي بولاية عين تموشنت، منذ العاشر من شهر محرم الهجري، إلى غاية اليوم، حملة دعائية قوية على بعض الشيعة المنتشرين بالمنطقة، محذرين من خطر التشيع في هذه الولاية على وجه الخصوص وكل التراب الوطني.
وقد بدأ نشاط مجموعة من شباب التيار السفلي جدّيا، ومكثفا في شوارع عاصمة الولاية هذه الأيام من خلال المطويات التي يتم توزيعها على المارة بعنوان "التحذير" حيث يتحدث فيها عالم يدعى "ربيع بن هادي عمري المدخلي" عن خطورة انتشار دين الروافض أي الشيعة في الجزائر وغيرها من بلدان المسلمين، وجاء فيها أن الشيعة مذهب مدمر للدولة والدين، حيث يقوم على تكفير الصحابة وتحريف القران الكريم، ورفض السنة.
وتضمنت المطوية أمورا خطيرة أخرى تحدث عنها الكاتب، منها أن عدد كبيرا من الشعب الجزائري اعتنقوا المذهب الشيعي، وأن عددا منهم يدرس اليوم في مدينة "قم" الرافضية، كما رافقت المطويات مجلة خاصة بالتيار السلفي اسمها الإصلاح من 71 صفحة، صادرة عن دار الفضيلة للنشر والتوزيع بالجزائر العاصمة، خصص عددها الأخير لمحاربة الشيعة حيث كان فيها المقال الافتتاحي منشورا بقلم مدير المجلة بعنوان: "الشيعة...جنس آخر" اعتبر فيها أن المذهب الشيعي ولد من رحم عبد الله بن سبأ اليهودي.
كما تضمن هذا العدد الخاص مواضيع لافتة للانتباه بأقلام علماء التيار السلفي في الجزائر، أهمها الحذر من الإعلام الشيعي ومن القنوات الفضائية الشيعية، وما تمثله من خطر على عقول أهل السنة وضمت صفحات المجلة عناوين أخرى جذابة كمقال "الشركيات في عقيدة الشيعة"، ومقال آخر بعنوان: "التقية عند الشيعة الإمامية" و"الزور والبهتان في كلام الشيعة على القران"، وعليه فقد اعتبر سكان ولاية عين تموشنت المبادرة "خرجة غير عادية" لسلفية المنطقة، مستغربين هذا التحرك الإعلامي وهذه الحملة على شيعة عين تموشنت في هذه الفترة بالذات، فسرها البعض على أنها خطة إستراتيجية انتهاج فيها التيار السلفي ملف الشيعة للفت الانتباه، واستقطاب موالين جددا للسلفية التي تعرف هي الأخرى نموا كبيرا في الجزائر.
للإشارة، تصنف ولاية عين تموشنت، المنطقة الرائدة وطنيا في انتشار الفكر الشيعي تليها ولاية معسكر وتيارت وسعيدة، بحكم أن عين تموشنت هي قطب التشيع في الجزائر منذ السبعينيات، إذ يعد مؤسسو هذا الفكر من المنطقة كما عرفت الولاية وضواحيها العديد من الأحداث في عاشوراء كل عام سواء بصفة السرية أو المعلنة، تبين من خلالها مدى قوة شوكة وكثرة معتنقي الفكر الشيعي بالمنطقة.
http://www.echoroukonline.com/ara/index.php?news=88460