هذا الموضوع الذى أضعه بين أيديكم هو نتاج مجهود جبار لأحد علماء أهل السنة فى اليمن وهو الشيخ " أبى نصر محمد بن عبد الله الريمى الإمام "..وكانت ثمرة هذا المجهود كتابه الذى أسماه " تنوير الظلمات لكشف مفاسد الانتخابات " ..وقد قام بتقديم الكتاب كلا العالمين الجليلين الشيخ / مقبل بن هادى الوادعى إمام علماء أهل السنة باليمن .. والشيخ / محمد بن عبد الوهاب الوصابى ..وهو يمنى كذلك ..
والآن مع تقريظ العلامة مقبل بن هادى الوادعى للكتاب :"الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محدا عبده ورسوله:
أما بعد : فعلم من أعلام النبوة : قيام أهل السنة بالرد على المبتدعة والزائغين ، وتصديقا لقول رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-:" لا تزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتى أمر الله وهم على ذلك " فأهل السنة هم الذين كشفوا عوار الخوارج وأهل السنة هم الذين أزهقوا ترهات الجهمية وأهل السنة هم الذين وقفوا أمام تلبيسات المعتزلة وخزعبلاتها.
فإنك إذا قرأت التاريخ تجد الذين تصدوا لرد هذه الأباطيل هم أهل السنة وإنك إذا قرأت فى ردود أئمتنا على المبتدعة الزائغين لينثلج صدرك ، وصدق الله إذ يقول فى كتابه الكريم :" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "( الحجر :9 ) فقد حفظ دينه من التغيير والتبديل والتحريف ، حتى وإن حرف المبتدعة ، فإن أهل السنة يتصدون لتلك التحريفات ، وصدق الله إذ يقول :" وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " ( الإسراء : 81 ) ويقول :" بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق "( الأنبياء : 18 ) ، ويقول :" فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض كذلك يضرب الله الأمثال" ( الرعد : 17 ) ويقول سبحانه وتعالى :" ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء تتؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون وضرب الله مثلا كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار" ( إبراهيم : 24-26 ) صدقت يا رب .
كم من زمن يكون للباطل فيه صولة وجولة ، فلا يمكث إلا زمنا يسيرا ، فيموت أصحابه ، وتموت الأباطيل ، ولا يذكر أصحابها إلا باللوم والتحذير منهم.
وفى زمننا هذا اتحرك ذوو الزيغ من أفراخ العلمانية والشيوعية بثوب واحد ، والذين كشفوا عوارهم هم أهل السنة ، وكذا تحرك المبتدعة من صوفية وشيعة وحزبيين ومن جماعة تكفير. والذين تصدوا لهم وردوا أباطيلهم هم أهل السنة ، ويا سبحان الله من تصدوا له أحرقوه ، وأحرقوا فكرته ..وصدق قول الشاعر :
ليس من مات فاستراح بميت*** إنما الميت ميت الأحياء
إنما الميت من يعيش كئيبا *** كاسفا باله قليل الرجاء
فكم من حزبى كانت له صولة وجولة ، بل تطلق عليه الألقاب الضخمة ، وبعد بيان أهل السنة حاله ، مات وماتت فكرته ومن علماء أهل السنة الأفاضل المعاصرين الواقفين فى وجه أصحاب الباطل الشيخ/ محمد بن ناصر الألبانى -رحمه الله- ، والشيخ/ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- ، والشيخ/ ربيع بن هادى ، وآخرون.
وفى اليمن الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب الوصابى ، والشيخ/ أبو الحسن المأربى ، والشيخ/ عبد العزيز البرعى ، والشيخ عبد الله بن عثمان الذمارى ، والشيخ/ عثمان بن عبد الله العتمى ، والشيخ/ يحيى الحجورى ، والشيخ/ أحمد بن سعيد الحجرى ، والشيخ/ عبد الرقيب الإبى.
ومن بين هؤلاء ، الشيخ/ محمد بن عبد الله الريمى الملقب بالإمام فهو -حفظه الله- جامع بين العلم والعمل والدعوة ،وله من طلاب العلم ما بين السبعمائة إلى الثمانمائة، وأما العطلة الصيفية فلا يعلم عددهم إلا الله، وقد آتت مدرسته ثمارها الطيبة ، وهو -حفظه الله قد صبر على الحزبيين حتى أحس بالخطر على طلابه : أن يربى ويعلم ثم يغرونهم بالمال ، وأيضا أيس من رجوع كثير منهم ثم قام حفظه الله بالتحذير من الحزبيين .
وكتابه هذا الكتاب المبارك الذى ناقش فيه الحزبيين مناقشة طيبة ، ولا أعلم لهذا الكتاب نظيرا فى بابه ، فجزى الله أخانا محمدا خيرا ، ووفقه للمزيد من الدفاع عن الدين وعن أهل السنة ، ودفع عنا وعنه كل سوء ومكروه ".
أبو عبد الرحمن / مقبل بن هادى الوادعى
7 من شهر شعبان سنة 1417 هجرية
وهذا أيضا تقريظ الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب العبدلى :
" الحمد لله وحده ، والصلاو والسلام على من لا نبى بعده:
أما بعد:
فقد قرأت كتاب أخينا الشيخ الفاضل السلفى/ أبى نصر محمد بن عبد الله الريمى الملقب بالإمام ، حول موضوع مفاسد الانتخابات فألفيته كتابا قيما ناطقا باسم أهل السنة والجماعة. فجزاه الله خيرا على ما بذل من نصح للمسلمين عامة ، وللمسؤلين خاصة ، ولقادة الأحزاب بصورة أخص ، وهكذا ليكن أهل السنة والجماعة ناصحين للأمة المسلمة.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
وكتبه أبو إبراهيم محمد بن عبد الوهاب العبدلى
11 / 8 / 1417 هجرية