| عملية ميونيخ | |
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
TAKICHI
مـــلازم
الـبلد : العمر : 48 المهنة : مدير تجاري في شركة خاصة المزاج : حمل وديع التسجيل : 20/08/2007 عدد المساهمات : 680 معدل النشاط : 51 التقييم : 2 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: صور تاريخية عن عملية ميونيخ 1972 الإثنين 12 نوفمبر 2007 - 17:19 | | | |
|
| |
Fawzy
خبير استراتيجي
الـبلد : العمر : 45 المهنة : الادارة المزاج : Rothmans التسجيل : 19/08/2007 عدد المساهمات : 2069 معدل النشاط : 684 التقييم : 116 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: عملية ميونيخ الإثنين 12 نوفمبر 2007 - 18:04 | | | رحم الله شهداء المقاومة الابطال .......................
شكرا اخى على الموضوع ............. |
|
| |
حماده
عمـــيد
الـبلد : العمر : 56 المهنة : مراقب قديم التسجيل : 25/08/2007 عدد المساهمات : 1541 معدل النشاط : 98 التقييم : 21 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: عملية ميونيخ الثلاثاء 13 نوفمبر 2007 - 18:27 | | | رحم الله الشهداء في جنات النعيم |
|
| |
رجل المستحيل
لـــواء
الـبلد : المهنة : تاجر بسيط على قد حالي المزاج : غاوي نكد التسجيل : 11/03/2008 عدد المساهمات : 2496 معدل النشاط : 156 التقييم : 14 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: عملية ميونيخ الإثنين 5 مايو 2008 - 1:37 | | | اجمل عمليه للمقاومه الفلسطينيه وياليت تلك الايام تعود الان نتمنى فقط نسمع بعملية تفجير باص اسرائيلي منذ ان بني الجدار العازل والى يومنا هذ فقد انخفظ معدل العمليات الفدائيه الفلسطينيه بشكل ملحوظ جدا |
|
| |
جهاد2200
عريـــف أول
الـبلد : المهنة : كوماندو جديد بالجيش العربي المزاج : حسب الغزالة التسجيل : 21/04/2008 عدد المساهمات : 186 معدل النشاط : 29 التقييم : 0 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: عملية ميونيخ الإثنين 5 مايو 2008 - 12:35 | | | شكراً أخي علي الموضوع وأرجو أن يقوم أحد اخواننا بعمل موضوع عن احداث العملية اما اذا كان موجوداً فوجهوني اليه رجائاً |
|
| |
karem
لـــواء
الـبلد : المهنة : اركان حرب المزاج : عصبي التسجيل : 02/11/2007 عدد المساهمات : 2462 معدل النشاط : 1336 التقييم : 33 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| |
| |
جهاد2200
عريـــف أول
الـبلد : المهنة : كوماندو جديد بالجيش العربي المزاج : حسب الغزالة التسجيل : 21/04/2008 عدد المساهمات : 186 معدل النشاط : 29 التقييم : 0 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: عملية ميونيخ الأربعاء 7 مايو 2008 - 16:46 | | | شكراً يا كريم بس كلن نفسي في معلومات اكتر |
|
| |
حماده
عمـــيد
الـبلد : العمر : 56 المهنة : مراقب قديم التسجيل : 25/08/2007 عدد المساهمات : 1541 معدل النشاط : 98 التقييم : 21 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: عملية ميونيخ الأربعاء 7 مايو 2008 - 19:45 | | | - جهاد2200 كتب:
- شكراً أخي علي الموضوع وأرجو أن يقوم أحد اخواننا بعمل موضوع عن احداث العملية اما اذا كان موجوداً فوجهوني اليه رجائاً
[size=18] والله مش متاكد يا عم جهاد اذا كان الموضوع الذي ارفقته موجود في المنتدي ام لا ....لاني بحثت عليه ولم اجده هنا ...وان كنت غير متاكد اذا كان موجود ام لا .....لكني سارفق المقاله - اقتباس :
- التفاصيل الكاملة لعملية ميونخ يرويها منفذوها )
وكما تفرض القاعدة في هذا النوع من العمليات كان هؤلاء الشبان الذين تلقوا تدريبا مكثفا في ليبيا يجهلون كل شيء عن حقيقة المهمة التي تنتظرهم لذا كان العرض الذي قام به قائدهما لهذه المهمة أثناء الأكل طويلا جدا من جهتي تدخلت قليلا مكتفيا بالتحقق عن استيعابهم الكامل للأمور التي تناقشنا فيها أول أمس. لكنني في النهاية تكلمت موضحا بعض النقاط الأولى وقد شددت عليها قبل يومين: التعليمات تقضي ليس بقتل الأعداء بل بأخذ اسرى وبعمل كل ما يمكنهم لإبقاء الأسرى على قيد الحياة. كذلك شددت على اعلامهم بأنه على الارجح قد لا يتمكنون من الحصول على إطلاق جميع المعتقلين وقلت لهم ليس العدد هو المهم, المهم أن تقبل إسرائيل بمبدأ المبادلة كما حذرتهم من بعض الافخاخ التي قد تنصب لهم: لاتدعونهم يخدعونكم بالاعتبارات الانسانية ولا تقبلوا بأي وساطة للصليب الأحمر وتابعت قائلا على أنكم لا تستطيعون رفض طلب الألمان للتحقق من وضع أسراكم لكن بإستثناء هذه الحالة التي يجب ألا تكرر وبشرط ان يقوم بها مسؤول رفيع المستوى لن تسمحوا لاحد اطلاقا بالدخول إلى الشقة التي تسيطرون عليها. انهيت حديثي بلفت إنتباههم إلى وسائل النقل الي ستعرض عليهم لتقلهم إلى الطائرات التي ستوضع في تصرفهم كي يغادروا البلاد:إذا قدموا لكم باصات يستغرق وصولكم الى مطار ميونخ اربعين دقيقة اما اذا قدموا مروحيات فلن يلزمكم سوى مابين خمس إلى عشر دقائق فإذا كانت أوقات الإنتقال أطول مما أشرت اليكم فهذا يعني انهم يأخذوكم الى مكان آخر ان فخا ينصب لكم. كانت الساعة الثانية والنصف صباحا عندما تركنا المطعم وطلبت من الجميع إعطائي جوازات سفرهم,وألا يبقوا معهم أي شيء يدل من أين أتوا, صعدنا في تاكسيات وإتجهنا الى القرية التي نزلنا على مسافة من المدخل الغربي كنا نريد التأكد ان كل شيء يبدو طبيعيا في المكان حيث كان علي ان أقوم بدور الارتكاز كي يعبر الجميع السياج المعدني الذي يعلو مترين ويحيط بالقرية. الأسبوع المنصرم أتيت انا وقائدي الفدائيين عدة مرات لاستكشاف المكان وهو على مقربة من المدخل الغربي الذي لا يبقى مفتوحا في العادة إلا حتى منتصف الليل. وعندما حضرت نفسي لأساعد الرجال في العبور رأينا على بعد عشرات الأمتار منا مجموعة من الناس تخرج من المبنى ثم آخرون يغنون ويقهقهون , وصرخ تشي:أمريكيون. فأسالته:هل أنت متأكد؟قال :بالطبع مع هذه النبرة واللهجة المماثلة لا يمكن أن أخطي. هاهم يصلون الى مدخل القرية والأبواب مقفلة بعض منهم بدأوا يحاولون تسلق السياج المشبك,كان هؤلاء من الرياضيين العائدين الى شققهم. قلت لتشي:بسرعة لنلحق بهم ! اخبر الجميع إلا أنني شعرت انه متردد فالسياج عند المدخل أعلى مما حيث كنا. فاستدركت قائلا:إسمع هذه فرصة ذهبية مع كل الضجة التي يحدثونها من الأفضل ان نندس بين هؤلاء الرياضيين وفي حال وجود من يراقبنا لن يلاحظنا أحد. لم نختلط بمجموعة الأمريكيين فحسب بل ساعدناهم أيضا في تسلق شباك المدخل, فشكرونا ظانين أننا فريق من الرياضيين,هكذا قمت أنا واثنين من الفدائيين برفع بعض منهم إلى فوق على أيدينا وأكتافنا والجميع يتابع الضحك والغناء وعند بلوغهم أعلى السياج لم يترددوا في مد يد العون إلى رجالنا وكانوا يصرخون:يا هذا اعطني حقيبتك! وتشي الذي كان يفهم بالإشارة يجيبهم :أوكي ,أوكي …. كان المنظر خياليا ان ترى هؤلاء الأمريكيين -الذين بالطبع لا يشكون إطلاقا في انهم يساعدون مجموعة من فدائيي "أيلول اسود" الفلسطينيين في الدخول إلى القرية الأولمبية – يمدون أيديهم يأخذون حقائبنا المليئة بالأسلحة ويضعونها على الجهة الأخرى من السياج. كانت الساعة قد قاربت الرابعة صباحا, وكنت أميز رجالنا بصعوبة في ظلام الليل لكنني استدللت عليهم بصيحات الأمريكيين , ورأيت فدائيينا ينفصلون عنهم شيئا فشيئا ويتجهون بشكل مفاجئ نحو اليمين. قلت في نفسي جيد بعد بضع دقائق يبدأون أما انا فابتعدت بسرعة. عدت الى فندق متروبول في الرابعة والنصف حيث لم أتمكن من النوم كنت من وقت لآخر أدير الراديو أحاول ان استمع الى نشرات الأخبار ولكن لم يكن هناك سوى الموسيقى قضيت هكذا ساعة ثم ساعتين وفي أخبار الساعة السابعة لم يكن هناك من أخبار عن عمليتنا, هل يمكن ان يكون فدائيونا قد فشلوا ؟ كنت قد اتفقت مع تشي ومحمد مصالحة على أنني في جميع الحالات سأذهب باكرا في بين الساعة الثامنة والتاسعة الى محطة الباصات مع جوازات سفر الجميع حتى إذا فشلت العملية وتمكنوا من الخروج من القرية ينتظرونني هناك فأحاول عندها إخراجهم من البلاد. إلا انه في أخبار الساعة الثامنة ورد الخبر:خمسة رجال مسلحين – من الفلسطينيين كما حدد الخبر – اقتحموا قبل الفجر بقليل شقق البعثة الأولمبية الإسرائيلية وقد قتل إسرائيلي واحتجز ثلاثة عشر آخرون وقد هدد الفدائيون في بلاغ إلى السلطات الألمانية بقتل الرهائن إذا لم يفرج عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين في إسرائيل وعن أشخاص آخرين. قلت في نفسي:لقد قضي الأمر, عملية "أكرت وكفار برعم" قد انطلقت. بعد سماعي مقتطفات الأخبار هذه,أثارت حيرتي ثلاثة عناصر فيها أولا بدا لي أن عدد الإسرائيليين المحتجزين قليلا:ثلاثة عشر وهو اقل من نصف ما كنت أتوقعه, ثم هناك الرجل الذي قتل:لماذا ؟وفي أي ظروف. أخيرا جرى الكلام عن مجموعة من خمسة فلسطينيين وليس ثمانية هل أخطأت الشرطة الالمانية في تقديراتها؟أم وجد ثلاثة من رجالنا في حمى المعركة مفصولين عن بقية الفدائيين؟ أسرعت إلى المحطة لعل الرفاق الثلاثة ينتظرونني هناك إلا أنني لم أرى أحدا وفكرت قائلا: لابد ان الرجال معا والشرطة تجهل قوة مجموعتنا الحقيقية. كانت الساعة تجاوزت التاسعة لم أكن أشك ان الفدائيين قد اعطوا المهلة الاضافية النتفق عليهاحتى الظهر. عند أخبار الساعة العاشرة استمعت إلى أل"بي بي سي" يبدو ان الأمور كانت تحدث وفق السيناريو الذي تخيلناه فقد مددت المهلة المحددة إلى الظهر وقامت بعثة مؤلفة من وزراء بافاريين ومصري من أعضاء اللجنة الأولمبية وألتقوا أحد مسؤولي الفدائيين وكان الأخير على اتصال دائم مع السلطات الألمانية عبر شرطية مترجمة. إلا أن عدد الأسرى لم يكن سوى عشرة إذ تمكن اثنان من الفرار وليس ثلاثة عشر كما أذيع في السابق. من جهة أخرى تأكدت وفاة أحد الإسرائيليين وأعطت الإذاعات اسمه عند الساعة الحادية عشرة موشيه وابنبرغ مدرب فريق المصارعة,كنت مقتنعا بأنه لم يقتل عمدا فهو من هؤلاء الرياضيين الذين حتى مجردين من السلاح يستطيعون عرقلة الفدائيين . كنت لا أزال في شارع المحطة جالسا في أحد المقاهي حيث يوجد تلفزيون وشاهدت ما كانت تبثه المحطات الألمانية كانت تبث وتكرر صور المبنى 31 ومحيطه هكذا رأيت رياضيين مزيفين ممدين على سطوح المباني المجاورة أو متنقلين من شرفة لأخرى ببذلات التدريب يحملون بنادق بنظارات مقربة:انهم قناصة الشرطة الألمانية ,كذلك كانت تبث صورا مؤثرة تظهر محمد مصالحة عرفته من قبعة الشاطئ وبذلته السافاري وهو يتكلم مع الشرطية المترجمة أمام مدخل المبنى 31 لاحظت في هذا الشأن ان رجالنا لم يحتاجوا الى كسر باب المدخل الزجاجي لأنه لم يقفل بالمفتاح في الليلة السابقة وقد أجرى أحد الصحافيين حديث مع أحد الإسرائيليين الذين تمكنوا من الفرار من فدائيينا وكان يمني الأصل :لحظة نجاحه في الهرب من بين مجموعة من الأسرى – كلهم رافعي الأثقال أو المصارعين – أثناء قيام رجالنا بنقلهم إلى الشقة عند زاوية المبنى كان موشيه واينبرغ(14) بينهم .بحسب شهادة هذا الإسرائيلي تأكدت انه لا بد ان يكون حصل بعد ذلك حادث خطير بشكل كاف ليجبر فدائيينا لقتل ذلك الأسير. في هذا الوقت انتهت المهلة الثانية المحددة ظهرا وكانت التقارير التلفزيونية تقول أن محمد الخطيب وهو مصري مدير مكتب الجامعة العربية في بون نقل عرضا إلى الفدائيين بفدية غير محددة ومبادلة الرهائن بشخصيات ألمانية رفيعة المستوى تحل محلهم ولم أتفاجأ حين علمت ان رجالنا قد رفضوا العرض وأشير أيضا ان مجلس الوزراء الإسرائيلي عقد اجتماعا في الصباح ولكن غولدا مائير لم تأت على أي ذكر لإطلاق سراح محتمل للمعتقلين , الوضع كان متأزما ومع هذا أعطى الفدائيون مهلة أخيرة لساعة باديء الأمر ثم حتى الساعة الثالثة بعد الظهر. قررت عند هذا الذهاب الى الحديقة الأولمبية وكانت الألعاب مستمرة كأن شيئا لم يكن وفي المقابل كانت القرية الأولمبية ومحيطها تحت الحصار وفي أقرب نقطة من المدخل الغربي حيث تم إدخال الفدائيين كان الصحافيون يتسلقون أي شيء بغية تسليط عدساتهم على مؤخر المبنى 31 وتجمعن ايضا جمهرة من المتسكعين على ربوة يمكن منها رؤية المبنى فاندسست بين هؤلاء. لم تكن الطوافات تكف عن الدوران لكن الجو كان بعيدا عن التوتر وأعلنت الإذاعات أن طعاما أوصل للرهائن وأن المهلة النهائية مددت للساعة الخامسة. كان هناك انطباع بان تسوية قد تحصل بين السلطات الألمانية والفدائيين على الرغم أننا نسمع من الراديو رفض الحكومة الإسرائيلية رفضا قاطعا الموافقة على أي إطلاق للمعتقلين الا ان هذا الانطباع انعكس فجأة منتصف بعد الظهر إذ تأكد مقتل ضحية ثانية من بين الإسرائيليين المحتجزين واسمه جوزيف رومانو(15) رافع أثقال ,كنا نقترب من المهلة النهائية التي حددها رجالنا , رأيت عند الساعة الرابعة والنصف المصفحات المزودة بالرشاشات تدخل القرية وبعد نحو خمس عشرة دقيقة حصلت حركات سريعة جامحة لرجال شرطة يلبسون السترات الواقية ومن بين الكثيرين المتجمعين حول القرية راجت فكرة بأننا لم نعد سوى على بعد دقائق من خاتمة مأسوية,وإذ تخطى الوقت الساعة الخامسة لم تسمع أي طلقة وأعلنت النشرات الإذاعية ان وزير الداخلية هانس غينشر كان يتفاوض مع الفدائيين وانه تمكن من محادثة ورؤية الرهائن ,في الخامسة والنصف خفت حدة الإجراءات الأمنية واخذ بعض المروحيات يحط بالقرب من القرية وبعد نصف ساعة بدأوا للوهلة الأولى بذكر التحضيرات لرحيل الفدائيين مع رهائنهم على متن طائرة من شركة لوفتها نزا. في هذا الوقت أعلن عن تأجيل مباراة ألمانيا الاتحادية مع المجر بكرة القدم الى الغد وقد استطعت من حيث اقف مشاهدة عشرات ألوف من المتفرجين وهي تتجه بصمت إلى محطة المترو كان مشهدا مؤثرا وفي القرية انخفض التوتر فقررت عندها التوجه والعودة الى المدينة إذ كان يجب ان احجز على إحدى رحلات اليوم التالي الى تونس عبر روما قبل ان تقفل مكاتب الطيران. فور عودتي الى الفندق طلبت من البواب تحضير الحساب لأنني انوي السفر في الصباح وقرب مكتب الاستقبال كان بعض الزبائن يشاهدون التلفزيون فبقيت برفقتهم لبعض الوقت . في اخبار التاسعة مساء:لقد قدم الطعام مجددا بعد الثامنة بقليل إلى المحتجزين مع رجالنا. من الفندق تمكنت من مشاهدة التلفزيون ,بحسب ما كانت تعرضه المحطات الألمانية كانت التحضيرات من اجل رحيل رجالنا مع رهائنهم تسير على قدم وساق المخططات تظهر المروحيات التي ستنقلهم الى المطار و الباص الذي سينقلهم أولا الى المروحيات وبعض الكاميرات مسلطة على مدخل المبنى 31 وواجهته التي تنيرها اضواء الشرطة الكاشفة وفي إحدى اللحظات رأينا حتى الرهائن التسعة يظهرون على احدى النوافذ ثم يتقدمون الى إحدى الشرفات كانت أيديهم موثقة خلف ظهورهم . عندما رأيت كل تلك الصور, لم أكن تخيل أبدا ان السلطات الألمانية كانت تتظاهر بلعب ورقة الإقلاع الى مصر بغية تحضير افضل للفخ الذي كانت تنصبه لرجالنا لكن عندما يرى رجال الشرطة الأسرى يخرجون من المبنى وهم مقيدون الواحد تلو الآخر ورفاقنا الثمانية وليس الخمسة كما تعتقد الشرطة ملتصقين بهم مشكلين مجموعة متراصة لم يكن عندي شك انهم سيستنتجون انه بات مستحيل الإيقاع بهم إلا إذا أرادوا قتل الجميع, صعدت الى غرفتي وعدت الى الاستماع لمحطات الإذاعة ولم تكن الساعة قد تجاوزت العاشرة مساء عندما غالبني النعاس إلا أنني بقيت مستيقظا وسمعت نشرة العاشرة تقول أن الفدائيين وأسراهم صعدوا في الباص لكنني لم اسمع الملحق بعد نصف ساعة ينبئ بمغادرتهم القرية على متن المروحيتين ولا ملحقات الساعة الحادية عشرة وما بعدها والتي ذكرت أولى الإشتباكات في مطار فورشتنفلد العسكري حيث كان سيقلع رجالنا وأسراهم بإتجاه القاهرة.
|
|
| |
حماده
عمـــيد
الـبلد : العمر : 56 المهنة : مراقب قديم التسجيل : 25/08/2007 عدد المساهمات : 1541 معدل النشاط : 98 التقييم : 21 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: عملية ميونيخ الأربعاء 7 مايو 2008 - 19:51 | | | - اقتباس :
- النهايــة المأساويــة
كانت الساعة الخامسة أو السادسة صباحا عندما استيقظت مذعورا لا اذكر لأي إذاعة كنت استمع لكنهم كانوا يتكلمون والكلام مرعب:كل الرهائن قتلوا كذلك خمسة من رجالنا الثمانية إضافة الى شرطي وقائد مروحية ألمانيين وهذا مخالف للاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل بضع ساعات و تداولته كل الإذاعات فقد كان هناك فخ منصوب في مطار فورستنفلد بروك. وقد أذاعوا التفاصيل: ما ان هبطت المروحيتان حتى بدا إطلاق النار استمرت المعركة ثلاث ساعات ليس هناك أدنى شك حول من كان المبادر الى فتح النار قناصة الجيش الألماني كما اعترف الدكتور برونو ميرك وزير داخلية مقاطعة بافاريا دون مواربة عندما استصرحه الصحافيون في الصباح الباكر. وذكى كلامه نظيره في الحكومة الاتحادية هانز غينشر قائلا:لم يكن أمامنا خيار آخر" في النهاية ولسوء حظ الرهائن التسعة ورفاقنا الخمسة أذعنت السلطات الألمانية لأوامر غولدا مائير. لكنه لم يكن لدي وقت للاستماع الى المزيد علي مغادرة الفندق بأسرع وقت ممكن كنت اجهل هوية الناجين الثلاثة من فدائيينا الذين أصيبوا بجراح فإذا كان بينهم تشي ومحمد مصالحة ونجحت الشرطة الألمانية في إجبارهم على الكلام بعد تعذيبهم بشتى الطرق كنت أخشى أن يأتوا ويلقوا القبض علي في أي لحظة. بعد ساعة كنت في مطار ميونخ-رايم لكنني كنت خائفا إذ احمل في حقيبتي جوازات سفر الفدائيين الثمانية وان يتم تفتيشي حسب الأصول, فهناك الكثير من رجال الشرطة في المطار وتخليت كل الاحتمالات كنت أخشى لحظة تدقيق جواز سفري إذ ان عليه الإسم الذي نزلت به بالفندق في الغرفة 330 سعد الدين والي لكن لم تحدث أي عرقلة عندما وصلت اللحظة المقدرة إلا أنني عندما تخطيت هذا العائق وكنت أنتظر في غرفة المسافرين لم أحاول الاستماع للراديو حتى لا الفت أي انتباه في المطار ماهو شعوري أخيرا عندما صعدت إلى الطائرة؟. كنت حانقا لخبث الألمان كانوا قد أعطوا كلمتهم ثم نكثوا بها تلك المجزرة على مطار فورشتنفلد بروك ليست ما كنا نريد والبرهان الوافي على ذلك موقف رجالنا الذين كانوا دائما يؤجلون موعد انتهاء المهلة التحذيرية إلى وقت لاحق بهدف المحافظة على حياة رهائنهم . لكنني في الوقت نفسه كنت اشعر بالاعتزاز فحتى الآن وعلى الرغم من بسالة الفدائيين وروح التضحية عندهم-وهذا ما أظهرته معركة الكرامة ولكن من يتذكرها؟- لم يكن أحد يعترف للفلسطينيين بشجاعتهم في القتال فقد كان فدائيونا صلبين. مـا بعد ميونـخ في ذلك الصباح 6 أيلول كنت لا أزال أجهل في الحقيقة إن كان رجالنا أم الألمان هم الذين قتلوا الرهائن لكنني كنت معتزا أيضا لتحققي من ان الحكومة الألمانية لم تنجح في قتل الفدائيين دون أن تتسبب في مقتل الرياضيين الإسرائيليين لربما اعتقدوا انه يكفي أن يقتلوا بعض العرب كي يستسلم الباقون دون قتال(16) . لقد أنشأ الإسرائيليون دولة بكل الوسائل نظيفة أو غيرها وقد تعلمنا منه الدرس فلماذا يغضب العالم منا. بعد عشرين سنة من الوقائع افترضت صحيفة جيروزالم بوست في عددها 16 تموز 1992 ان من الممكن ألا يكون الرهائن قد سقطوا على أيدي رجالنا فقط على مدرج المطار وقد استغربت الصحيفة كيف أن الألمان لم ينشروا أبدا نتائج تشريح الإسرائيليين ولا الكشوف الباليستية التي تحدد مصدر الطلقات التي قتلتهم كما ان الحكومة الإسرائيلية لم تحصل ولم تطلب اطلاعها على هذه الوثائق بالرغم من طلبات الضحايا المتكررة حتى لكأن السلطات الألمانية والإسرائيلية لم ترغب في كشف الحقيقة كاملة. من جهتنا اكتفينا بترك الكثير من الغموض يكتنفها وعلي الاعتراف باننا لم نحاول على مدى عشرين عاما تقديم كل الإيضاحات ولا أن نطلع العالم على ما حدث فعلا لا بل أننا أضفنا إليها أخبارا مضللة وقد تضافرت أسباب كثيرة أولها أننا رأينا غداة العملية وفي الأشهر التي تلت أن لا شيء يجب أن يشوه في نظر مواطنينا السمعة التي حققها فريقنا بفضل عمليتنا في ميونخ في ما يتعلق بشجاعته وعدائه الشرس لإسرائيل وحلفائها.
نجاح العملية في تحقيق أهدافها بعد قليل من وصولي إلى تونس استقبلني ابو اياد الذي قال لي:برافو !صحيح أننا لم نستطع تحرير بعض رفاقنا السجناء غير أننا حققنا جميع أهدافنا الأخرى واكثر حتى ! ثم راح يعدد ما حققناه قائلا انهم كانوا يحاولون إقصاءنا عن هذا التجمع الدولي ولكننا فرضنا وجودنا وبفضل ما وفرته هذه الألعاب من صدى سمع الرأي العام العالمي بالقضية الفلسطينية ومن النتائج التي لا تقل شانا أن ضربتنا قد شوهت الصورة المكونة في العالم العربي عن مناعة الإسرائيليين لكأننا نحقق نصرا آخر شبيها بمعركة الكرامة. وزاد ابو اياد معلنا:ليس هناك سوى هتافات الفرح في كل مخيمات اللاجئين من لبنان إلى سوريا إلى غزة. عدت مع ابو اياد إلى ليبيا وروى تفاصيل ما حدث فقد كان مطلعا اكثر مني بعدما استمع إلى كل الإذاعات أطلعني أولا على الظروف التي أشعلت إطلاق النار موضحا انه ما أن حطت طارتا الهيلوكبتر في مطار فورشتنفلد بروك حتى ذهب تشي ومحمد لتفتيش طائرة اللوفتهانزا ولحظة رجوعهما باتجاه طائرتي الهليكوبتر فتح الألمان نيراهم من مباني المطار فسقط الاثنان فورا إضافة إلى واحد أو اثنين من الرفاق الذين نزلوا من الطائرتين محاولين منع الطيارين ومساعديهما من التدخل. تحسرت عندما علمت أن رفيقي كانا من أوائل الذين أصيبوا لكن هذا لم يمنعني من الاعتراف بأنهما لم يكونا على جانب كبير من الحذر عندما إبتعدا عن الآخرين ما كان الألمان ليتجرأوا على إطلاق النار لو أن رجالنا انتقلوا جميعا إلى الطائرة مصطحبين الرهائن. وتابع ابو اياد: ثلاثة من جماعتنا مرميين أرضا قتلى أو ربما جرحى أما الآخرون الذين كانوا يحتمون تحت الهليكوبتر أو في داخلها مع الرهائن كان باستطاعتهم ان يتفرقوا ويرموا أسلحتهم مستسلمين. لكن لا!فبعدما سقط رفاقهم في الهجوم تصرفوا كما يجب وردوا منتقمين وهم يعلمون انهم في هذا الظرف بالذات يقومون بعمل انتحاري وعندما تدخلت المدرعات الألمانية بدورها قرر رجالنا أن يقتلوا الرهائن, ولكي لا نبقى محتقرين ذهبوا في الأمر حتى النهاية كل هؤلاء الرجال أبطال. كنت أستعيد ما سبق أن قاله أبو اياد عن هتافات الفرح في كل المخيمات بالنسبة لمواطنينا اتخذت العملية طابع النصر الكبير وخصوصا أن إشاعات ذكرت أن مسؤولين كبار في أجهزة الأمن الإسرائيلية قد أرسلوا على جناح السرعة وساعدوا الألمان في المواجهة النهائية,ولكن سواء كان الخبر صحيحا أم كاذبا حول الكمين وبنوع خاص بسبب تصلب غولدا مائير فإن مواطنينا ما كانوا أبدا ليسامحوا رجالنا الذين نجوا من الرشقات الأولى لو انهم لم ينـتقموا من الرهائن ,انه السبب الحقيقي الذي جعلنا نغطي الروايات التي روجت أن رجالنا هم الذين قتلوا الإسرائيليين فوق مدرج المطار فورشتنفيلد بروك. وقد سلمنا نصا الى وكالة وفا يعرض تفاصيل جديدة من "مصادر خاصة" تؤكد أن "رجالنا فجروا قنابلهم داخل طائرتي الهليكوبتر مما أدى الى استشهادهم والى موت الرهائن وبعض الطيارين"وقد تمسكنا بتلك الرواية الى درجة أننا نسينا أن طائرة هليكوبتر واحدة فقط احترقت في الحقيقة. وليس هذا كل شيء فعندما أخبرنا بعد ذلك أحد الناجين الثلاثة أن الرهائن في الهيلوكبتر التي كان منبطحا تحتها قد قضوا برصاص الألمان حرصنا, جيدا على عدم إعلان ذلك. وحتى عام 1978 استمر أبو إياد عندما نشر مذكراته متمسكا بتلك الرواية التي ساهمنا جميعا في نشرها. أخذ الألمان يشيعون جملة من الأنباء حول التواطؤ الذي أفاد منه الفدائيين في المكان وعلى ذمتهم فان بعض رجالنا توصلوا إلى تدبير أعمال في القرية الأولمبية فعمل أحدهم طاهيا في المطعم وآخر كمهندس .. الخ . بعد ذلك فهمنا لماذا أصر المسؤولون الألمان على هذه الأنباء فبعدما تكاثرت عليهم الانتقادات الموجهة إليهم حول الخفة في تامين حماية ضيوفهم خلال الألعاب كان عليهم أن يوضحوا انهم وان اتخذوا إجراءات خاصة فان ذلك ما كان ليغير شيئا اذ ان مجموعة أيلول اسود كانت قد زرعت رجالها في المكان. ومن سخرية الحكاية ان ابو اياد قد سعى لتأكيد الإيحاءات الألمانية لكي لا يسعى أحد إلى التفتيش مرة أخرى.
ردة الفعـل الإسرائيلية لم يتأخر الرد الإسرائيلي الانتقامي فبعد ثمان واربعين ساعة قصف الطيران الإسرائيلي العشرات من القواعد ومخيمات اللاجئين في سوريا ولبنان وقد سقط نتيجة الغارة اكثر من مئتي قتيل غالبيتهم من المدنيين إلا أن القاذفات لم تستهدف في أي لحظة القاعدة الواقعة شمال صيدا حيث تم إعداد متطوعي مجموعتنا وهذا يؤكد أن أعدائنا كانوا يجهلون كل شيء عنا. ويروى أيضا أن غولدا مائير وانتقاما لعملية ميونخ قد أعطت الضوء الأخضر لتصفية القادة والمسؤولين الفلسطينيين الذين يمكن أن يكونوا قد ساهموا فيها من بعيد أو قريب بحسب تعليمات أجهزة الموساد. لا اعتقد أن هذا الأمر يتعلق فقط بالانتقام لميونيخ فقد كانت مجموعتنا تضرب من جديد حيث كان طموحنا توجيه الضربات إلى الأجهزة السرية الإسرائيلية العاملة في أوروبا حيث في نفس الأسبوع لعملية ميونخ في 10/9 أطلق النار على ضابط موساد إسرائيلي في بروكسل وقد تبنت مجموعتنا "أيلول الأسود" العملية.وقد برهنت هذه العملية بتوقيتها بعد عملية ميونخ أن الفلسطينيين باتوا يعرفون كيف يعملون في الخفاء وكيف ينشئون الشبكات وينظمون العمليات الهادفة.وقد برهن على ذلك سلسلة العمليات التي نفذت بعد ذلك التاريخ. بنقلنا الصراع إلى أوروبا أوجدنا ارض معركة حيث أمكننا انتزاع المبادرة من الإسرائيليين وابعد من الرغبة في الانتقام لميونيخ اعتقد أن تزامن عملياتنا هذه مع الأعمال الانتقامية التي مورست ضد شعبنا هو أساس حملة الاغتيالات التي أطلقها قادة الدولة الصهيونية ضد من استطاعوا أن يصلوا من جماعتنا . وبرهاني على ذلك الأهداف التي حددت لفريق التصفية التابع للموساد فالضحية الأولى كان وائل زعيتر ممثلنا في إيطاليا اغتيل في 16/10 أما الضحية الثانية فكان محمود همشري ممثلنا في باريس في 8/11 اثر انفجار هاتفه وفي يناير قتل مندوبنا في قبرص حسين أبو الخير وفي هذه الأثناء تسببت رسالتان مفخختان في إصابة ممثلنا في الجزائر ابو خليل وفي ليبيا مصطفى عوض بجروح بالغة متسببة لهما في إعاقات دائمة وهم ليس لهم علاقة بعملية ميونخ. وبما انه كان على الموساد ان يبرر اغتيالاته هذه فهو اتهم هؤلاء الرجال بالتورط في عملية ميونخ بشكل أو آخر.
الإفراج عن السجناء الثلاثة وللمفارقة, وفيما بدأت "حرب خفية" حقيقية بيننا وبين الإسرائيليين شرع الألمان بمحادثات سرية مع قادتنا ودافعهم في ذلك التفتيش عن وسيلة للتخلص من الفدائيين الثلاثة الناجين والمحتجزين لديهم وهم يعتمدون في ذلك علينا هذا ما سارع به كمال العدوان(17) إلى إخباري به بعدما تقرب منه الألمان. لم تكن مبادرة الألمان لتفاجئني فرفاقنا الثلاثة(18) كانوا سيخضعون للمحاكمة التي يمكن أن تبرز أخطاء الألمان إلى الواجهة, وقد صرح على لسان أيلول اسود أحد مسؤولي دائرة الإعلام في حركة فتح إلى مجلة كويك" انهم قادرون على التصرف في أي وقت والطائرات الألمانية تملا الجو" وهذا يعني بشكل واضح إذا لم تفرج ألمانيا في إطلاق الناجين الثلاثة فان أيلول اسود ستهاجم الطائرات الألمانية. لم تعجبني تلك التصريحات ولم تعجب ابو اياد ويبدو ان الألمان صدموا بالإنذار المنشور في كويك فعرضوا عن طريق كمال العدوان بعرض انهم مستعدون لان يدفعوا فورا تسعة ملايين دولار إضافة لمبلغ سنوي يمكن تحديده شرط ان تقبلوا العمل وفق سيناريو يقضي بتنفيذ عملية خطف مدبرة لإحدى طائراتهم فيسارعون لاطلاق السجناء. فقاطعت كمال العدوان قائلا:ماذا يعتبروننا؟ أنت تعرف ان خطف الطائرات هو ضد مبادئنا وحتى لو تظاهرنا بذلك فان كل أموالهم لا تكفي لتعويض الخسارة التي ستمنى بها صورتنا والقضية الفلسطينية, نحن لسنا قراصنة. وأضفت قائلا: نعرف كيف نحررهم في الوقت المناسب. أيدنى في رفضي للعرض الألماني أبو أياد حين أبلغته به, ولكن يبدو ان فلسطينيين آخرين دخلوا اللعبة التي عرضها الألمان, إذ في 29/10 علمت أن فدائيين خطفوا طائرة "بوينغ 727" تابعة لشركة لوفتهانزا وانه تمت الموافقة فورا على إطلاق السجناء الثلاثة.فمن كان هؤلاء الخاطفون؟ علمت في النهاية من نظمها وقبض بعدها المال الذي وعد به الألمان فهو لم يكن سوى وديع حداد قائد العمليات الخاصة في الجبهة الشعبية وقد روى لي أبو عصام المسؤول البارز في الجبهة انه إزاء رفضنا التعاون معهم قرر الألمان وهم على عجلة من أمرهم ان يدقوا باب وديع حداد الذي قبل العرض وقبض المال من اجل تعويم خزينة الجبهة.
ما بعـد ميونخ خلال شهر أكتوبر اضطررت للعودة إلى صوفيا كي استعيد المر سيدس التي تركتها في شهر آب مع الأسلحة الخاصة المخبأة فيها والتي قدمنا بها طلبا إلى شركة كينتكس ثم قدت السيارة وحمولتها الثمينة إلى مرفأ بورغاس على البحر الأسود وشحنت السيارة باتجاه لبنان وقام عاطف بسيسو بتسلمها من مرفأ بيروت. كانت هذه آخر زياراتي الى بلغاريا وأوروبا ذلك أننا تفاهمنا على أن أتفرغ أنا اكثر مستقبلا للنشاطات السرية لمجموعتنا في الشرق الأوسط فيما يستمر أبو أياد بالأشراف مباشرة على نشاطاتنا ضد الموساد في أوروبا وقد سجل في ذلك نجاحا فعليا عندما جرى اغتيال عميل إسرائيلي وسط مدريد في 26/1/1973 معروف باسم موشي حنان وقد نتج من قتل هذا العميل تصفية الشبكة الإسرائيلية في أسبانيا. وقد يتسائل القاريء بعد المرحلة التي بلغناها في بداية عام 1973 عن علاقة الأعمال التي ندعو اليها بعملية تحرير فلسطين,وفي هذا أسلم على غرار ما إعترف به أبو إياد أنها لا تمت لحروب التحرير التقليدية بصلة لكنها لم تصبح ضرورية الا بسبب الظروف الخاصة التي حكمت نضالنا, فقد شهد تراجعا مهما بعد طرد فدائيينا من الاردن وان جنوب لبنان لم يكن نظرا لقدراتنا العسكرية الساحة الفضلى لمحاربة الجيش الاسرائيلي, فخلال وجودي في بلغاريا شهر أكتوبر واستجابة لمطالب الحكومة اللبنانية المتكررة ألتزمت قيادة حركتنا الا تقوم وحداتنا مستقبلا بأية عملية ضد اسرائيل الا بعد موافقة مسبقة من بيروت حتى ان عرفات قرر أن يسحب بعض القوات من المناطق الحدودية لتنكفيء نحو الشمال أكثر ,ةقد نتجت من ذلك سلسلة من الصدامات في صفوف العاصفة,في هذه الأثناء تأخر وصول الاسلحة التي وعد بها السوفيات خلال الصيف. في هذه الأجواء رأينا ان لدينا دورا نؤديه كمجموعة تابعة للمقاومة فبمجرد ان نحرم حقنا البسيط او ان يحد هذا الدور في القدرة على القتال داخل وطننا لطرد الغاصبين منه ,كان من الطبيعي ان نثير العواصف حيثما استطعنا وذلك كي نذكر اعدائنا وجيراننا العرب والعالم بأننا مازلنا موجودون ولن نتخلى أبدا عن نضالنا.
الهامش -1 أسفرت أحداث أيلول وما تبعها في أحراش جرش وعجلون الى خروج قوات المنظمة نهائيا من الأردن مما اعتبر في نظر الكثيرين هزيمة قاسية. -2 آرييل شارون رئيس الوزراء الحالي اشتهر بمجازره ضد الفلسطينيين خاصة مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا سنة 1982 ومخيم جنين سنة 2002. 3- - كان يقدر عددهم ب300 ألف لاجيء موزعين على مخيمات على طول ساحل البحر وحول بيروت. -4 ابو علي اياد عضو اللجنة المركزية قائد قوات العاصفة في لبنان ودرعا وقائد القواعد الفلسطينية في أحراش جرش وعجلون استشهد في تموز 1971 أثناء المواجهة النهائية بين الفدائيين والجيش الأردني. -5 ابو اياد من مؤسسي فتح أسس جهاز الرصد استشهد عام 1991 في تونس. -6 - ابو مازن محمود عباس أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس الوزراء الحالي للسلطة الفلسطينية. -7 أيلول اسود اسم وهمي استخدمته مجموعات في فتح لتغطية عملياتها الخارجية. -8 عاطف بسيسو من مساعدي ابو اياد ترأس أجهزة الاستخبارات ومكافحة التجسس اغتالته إسرائيل سنة 1992. -9 فخري العمري ابو محمد مساعد ابو اياد استشهد معه سنة 1991 في تونس. -10 ميونخ مدينة في جنوب ألمانيا تابعة لمقاطعة بافاريا استضافت الألعاب الأولمبية وقعت فيها العملية. -11 تشي واسمه يوسف نزال أحد ضباط العاصفة الشباب والقائد العسكري لعملية ميونخ ولد وعاش فترة في الكويت وفي أواخر الستينات التحق بصفوف فتح. -12 علي ابو اللبن تاجر عضو في فتح ومن مساعدي ابو اياد وكان يسدي إليه خدمات بحكم سفره الكثير إلي أوروبا اغتالته إسرائيل بعد العملية بسنوات لضلوعه فيها. -13 محمد مصالحة كان طالبا في ألمانيا عام 1965-1967 إلا انه لم يكمل دراسته في الهندسة مفضلا الانضمام لصفوف العاصفة. -14 من مواليد حيفا عام 1939 كان أحد مديري مؤسسة اورد وينغانت وكان يكمل خدمته العسكرية في فرق المغاوير الخاصة. -15 - ولد عام 1939 في طرابلس الغرب وهو من افضل أبطال رفع الأثقال اشترك في حرب الأيام الستة على جبهتي الضفة الغربية والجولان كما اشترك عام 68 في اشتباكات عدة مع وحدات العاصفة في محيط نهر الأردن. -16 يوم الخميس 7/9 صرح الدكتور ميرك "أقر بأننا كنا ننتظر أن يسلم الذين لم يقتلوا أنفسهم تحت وقع صدمة التراشق بالرصاص لكن هذا لم يحدث" ونشرت لوموند في عدد 9 أيلول تصريحات أدلى بها مدير شرطة ميونخ "انهم الفلسطينيون لم يدعوا أنفسهم لموت أول ثلاثة منهم في حين أننا كنا نأمل أن تؤدي الصدمة إلى استسلامهم 17- كمال العدوان عضو اللجنة المركزية لفتح وعضو تنفيذية المنظمة اغتيل في شارع الفردان ببيروت هو وأبو يوسف النجار وكمال ناصر سنة 1973. -18 عبد القادر الضناوي مازال حي يرزق, جمال الجشي وإبراهيم الجشي وهما نسيبان جمال مازال حيا أما إبراهيم فقد توفي بعد سنوات بنوبة قلبية. المصدر http://salahsari.ektob.com/53397.html |
|
| |
ابن قوات ال 17
رقـــيب
الـبلد : التسجيل : 14/10/2007 عدد المساهمات : 294 معدل النشاط : 25 التقييم : 1 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: عملية ميونيخ الأربعاء 7 مايو 2008 - 21:41 | | | مشكور اخي على الموضوع الرائع وها هم ابطال الفتح ويا رب تعود مثل هدي الايام |
|
| |
جهاد2200
عريـــف أول
الـبلد : المهنة : كوماندو جديد بالجيش العربي المزاج : حسب الغزالة التسجيل : 21/04/2008 عدد المساهمات : 186 معدل النشاط : 29 التقييم : 0 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: عملية ميونيخ الخميس 8 مايو 2008 - 14:31 | | | |
|
| |
TAKICHI
مـــلازم
الـبلد : العمر : 48 المهنة : مدير تجاري في شركة خاصة المزاج : حمل وديع التسجيل : 20/08/2007 عدد المساهمات : 680 معدل النشاط : 51 التقييم : 2 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: عملية ميونيخ الأحد 1 يونيو 2008 - 10:26 | | | اكتسبت عملية ميونخ التي تبنّتها منظمة أيلول الأسود ، و التي أخذت اسمها من الأحداث الدامية في الأردن بين قوات منظمة التحرير و الجيش الأردني و التي انتهت بخروج الفدائيين الفلسطينيين من الأردن إلى لبنان ، التي كان قائدها الأبرز صلاح خلف (أبو أياد) ، أهمية كبيرة و أحدثت دوياً و صدى تردّد صداه في العمليات المخابراتية الكثيرة خلال أكثر من عقد في عواصم العالم المختلفة و التي كان من نتائجها المأساوية تلك الاغتيالات التي طالت مثقفين و سياسيين و دبلوماسيين فلسطينيين و عرب بذريعة مسئوليتهم عن تلك العملية و هو أمر غير صحيح .
و في صيف 1999م ، فجّر القائد العسكري الفلسطيني السابق محمد داود عودة (أبو داود) قنبلة غير عسكرية هذه المرة ، و هو المسؤول عن تفجيرات عسكرية كثيرة ، حين نشر كتابه (فلسطين من القدس إلى ميونخ) الذي يتحدّث فيه للصحافي الفرنسي جيل دو جونشية ، عن رحلته من مسقط رأسه في سلوان بالقرب من القدس إلى تخطيطه لعملية ميونخ ، و اعترافه بمسئوليته المباشرة عن تلك العملية ، التي أودت بحياة 11 رياضياً صهيونياً و رجل شرطة و طياراً ألمانيين ، و نافياً أي علاقة لآخرين ارتبطت أسماؤهم بمنظمة أيلول الأسود أو ميونخ بتلك المنظمة أو العملية أمثال أبو حسن سلامة الذي اغتيل في بيروت عام 1978م رغم أنه أصدر بياناً بمسؤولية المنظمة عن إحدى العمليات التي قام بها ، و كذلك أبو يوسف النجار الذي اغتيل في عملية ربيع فردان في بيروت 1972م و الذي أصدر بياناً أعلن مسؤولية منظمة أيلول الأسود عن اغتيال وصفي التل رئيس وزراء الأردن ، و حتى خليل الوزير الرجل الثاني في فتح الذي اغتالته المخابرات الصهيونية عام 1988 في تونس لم يكن له علاقة بمنظمة أيلول الأسود أو عملية ميونخ ، رغم أنه أصدر في إحدى المرات بياناً أعلن فيه مسؤولية أيلول الأسود عن عملية نفّذها رجال أبو جهاد في بانكوك ، و هذا كله على مسؤولية أبو داود ، بعد سنوات طويلة من الصمت .
و لدى الإعلان عن نشر الكتاب بالفرنسية ، و إعطاء أبو داود أحاديث عديدة للصحافة عن حقيقة ما حدث في ميونخ بالأسماء و المعلومات ، أعلنت (إسرائيل) عن عدم سماحها لأبي داود بالعودة إلى فلسطين ، و التي كان دخلها في ظروف سمحت فيها (إسرائيل) لأعضاء المجلس الوطني الفلسطيني بالدخول إلى غزة لعقد اجتماع حضر جلسته الافتتاحية الرئيس الأمريكي بيل كلينتون و قرر المجلس إلغاء بنود في الميثاق الوطني الفلسطيني كانت (إسرائيل) تشترط إلغاءها .
و لم تكن (إسرائيل) وحدها التي أثارها ما قاله أبو داود من معلومات جديدة عن عملية ميونخ ، فالأرجح أنها كانت تعرف الكثير من الحقائق عن تلك العملية و عن مسؤولية صلاح خلف (أبو أياد) و أبو داود عنها ، بل أعلنت فرنسا مثلاً بأن أبو داود شخص غير مرغوب فيه و منعته من دخول البلاد عندما دعته دار النشر (أن كاري ير) التي أصدرت كتابه (فلسطين : من القدس إلى ميونخ) للحضور إلى فرنسا احتفالاً بصدور الكتاب .
و أصدرت ألمانيا مذكرة توقيف بحق أبو داود لاعترافه بمسئوليته عن العملية التي جرت فصولها الرئيسية على أرضها . و المذكرة أصدرها المدعي العام في جمهورية بافاريا ألفريد فيك ، و لم تكن تلك المرة الأولى التي يحدث فيها هذا ، ففي عام 1977م أوقف أبو داود في باريس ، بموجب طلب تسليم من محكمة بافاريا ، و لكن السلطات الألمانية الفدرالية أبطلت ذلك الطلب في حينه و أبلغت فرنسا بذلك .
و كلا الموقفين (الإسرائيلي) و الألماني ، بعد نشر الكتاب و الزوابع التي خلقها ، لهما أسبابهما ، التي سنتوقف عندها بعد أن نعرف ما حدث في ميونخ حسب رواية أبو داود .
و استهجنت بعض الأوساط الفلسطينية ما ذكره أبو داود في مقابلاته الكثيرة ، عن رفاق السلاح السابقين و معظمهم رموز وطنية بارزة مثل أبو يوسف النجار عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الذي اغتالته (إسرائيل) في نيسان 1972م . و حدث تنابذ إعلامي ، إن صح التعبير ، من مناضلين سابقين ، بحق أبو داود ، معتبرين أن (التاريخ لا يكتبه شخص واحد) ، و متهمينه بأنه يحاول التقليل من أدوار الآخرين .
و حظي أبو داود بتكريم بعض الجهات ، فمنح جائزة (فلسطين - محمود الهمشري) و الهمشري كما أشرنا ممثل منظمة التحرير الفلسطينية الذي اغتيل في فرنسا علم 1973م ، لسنة 1999م ، تكريماً له بعد نشر كتابه ، و أنشأت الجائزة جمعية التضامن العربية - الفرنسية و مجلة فرنسا - البلاد العربية ، بعد اغتيال الهمشري .
يقول أبو داود إنه كان موجوداً في 18/8/1972م في العاصمة التونسية ، مع أبي عمار و أبو يوسف النجار و أبو إياد ، في دارة وزير الخارجية التونسي محمد المصمودي الفخمة التي أعارها لهؤلاء ، حين كان هو في إجازة .
و سبب وجود أبو داود مع قادة الصف الأول أولئك ، هو أن العادة جرت أن يرافق أي وفد من اللجنة المركزي لحركة فتح حين يكون في زيارة لبلد آخر لإجراء محادثات سياسية أن يرافق الوفد واحد أو اثنان من المجلس الثوري لحركة فتح ، و أبو داود عضو في هذا المجلس الذي ينتخب من بين أعضائه ، قيادة حركة فتح .
و ذهب مع هؤلاء القادة إلى تونس تلبية لطلب صلاح خلف (أبو أياد) الذي قال له ستمضي معنا يومين أو ثلاثة ثم تتجه إلى ميونخ .. ! ، تلك المدينة الألمانية كان سيتم فيها افتتاح الألعاب الأولمبية في 26 آب .
و كان أبو داود و أبو أياد و محمود عباس (أبو مازن) ، فكّروا بالقيام بعملية مدوية للفت انتباه العالم للقضية الفلسطينية ، و كان التفكير بدأ بعملية خطف الرياضيين (الإسرائيليين) المشاركين في تلك الألعاب .
في البداية كان هناك تفكير للعمل ضد الموساد و أذرعه ، و لكن جاءت عملية قتل غسان كنفاني في 8/7/1972م ، لتحمل رسالة فهمها المسؤولون الفلسطينيون بأن الصهاينة يقتلون من يستطيعون الوصول إليه من القيادات الفلسطينية بغض النظر عن مهامه : عسكرية أم سياسية كما كانت مهمات غسان ، لتجعلهم يفكّرون بعمل كبير يقول للصهاينة إن الفلسطينيين يستطيعون الوصول إليهم في الخارج حيث يسرح و يمرح رجال الموساد و ليرضوا شعبهم الذي كان ينتظر منهم عملية ذات طابع ثأري على عمليات الاغتيال و على القصف الصهيوني المتزايد لقواعد الفدائيين في لبنان ، و كان هناك تقدير بأنه إذا لم يكن هناك مبادرة لعمل ثأري ، فستخسر فتح ، كبرى الفصائل الفلسطينية ، كثيراً جداً من رصيدها .
و كان هناك عدة اقتراحات ، مثل استهداف سفارات و قنصليات صهيونية ، و لكنها رفضت ، لتجنب الإحراجات مع الدول المضيفة لتلك السفارات و القنصليات ، و برزت فكرة ميونخ ، عندما رفضت اللجنة الأولمبية إشراك فريق فلسطيني في الأولمبياد العشرين في ميونخ ، فاقترح فخري العمري (أبو محمد) مساعد أبو إياد و الذي اغتيل معه لاحقاً ، بالدخول إلى القرية الأولمبية بدون إذن .
و عندما سأله أبو إياد :
- ماذا نفعل هناك ؟
أجابه فخري العمري :
- نحتجز الرياضيين (الإسرائيليين) .
فرد عليه أبو إياد :
- أنت مجنون .
و تدخّل أبو داود مؤيداً لفكرة فخري العمري ، على اعتبار أن الصهاينة لا يولون أية أهمية أو اعتباراً لأي شيء ، و لأن رياضييهم أصلاً عسكريون .
و لتعزيز فكرته قال أبو داود إن (المدرّبين و المعالجين و الرياضيين يأتون عملياً من مؤسسة أورد وينغايت التي تحمل اسم ذلك الضابط البريطاني سيئ السمعة الذي نظّم بين عامي 1973 - 1939 في فلسطين و بمساعدة الهجاناة قوات المغاوير التي خاض ضمنها أمثال ديان و ألون أولى معاركهم ضد جيل آبائنا ، و تحوي المؤسسة تجهيزات هائلة قرب البحر شمال تل أبيب ، و بحسب ما يوحيه اسمها ، يقوم بالمهمات الإدارية و التنظيمية فيها قدامى ضباط الاستخبارات أو ضباط فرق المغاوير الخاصة الذين ينتمون إلى كوادر الاحتياط في الجيش الصهيوني ، و تدرّب فيها كل الرياضات ، و يجري فيها بشكلٍ خاص إعداد المصارعين و أبطال الرماية) .
و يبدو أن أبو أياد اقتنع ، فطلب من أبي داود ، خلال جولته في مهام في أوروبا ، لشراء أسلحة ، أن يمر إلى ميونخ و يستطلع الأمر .. ! ، على أن يكلم أبو أياد أبا مازن ، المسؤول المالي في ذلك الحين ، كي يتم توفير ميزانية للعمل إذا تم الاتفاق عليه .
لدى وصوله إلى ميونخ ، بدأ أبو داود مهمته ، حصل على خريطة للمدينة و كتيبات خاصة بالأولمبياد و قائمة بأسماء الفنادق و خطط سير المترو و كتيبات أخرى بهذا الشأن ، و استقل المترو و ذهب إلى القرية الأولمبية شمال المدينة و استطلع الأمر و لكن كان العمل لا زال جارياً في القرية ، و بعدها بأيام قابل أبا أياد في أثينا ، فأخبره بموافقة أبي مازن مبدئياً على العملية و طلب منه دراسة الوضع من جديد .
و في هذه الأثناء ، جرت محاولة لاغتيال بسام أبو شريف رئيس تحرير مجلة الهدف ، المجلة المركزية للجبهة الشعبية بواسطة طرد مفخخ ، و كذلك جرت محاولة لاغتيال أنيس صايغ مدير مركز الأبحاث الفلسطيني ، و أسفرت المحاولتان عن إحداث تشوهات في الرجلين اللذين لم يكونا لهما أي علاقة بالعمل العسكري .
و مضت الخطة بالتبلور أكثر فأكثر ، و التقى أبو داود مع أبو أياد و فخري العمري في صوفيا عاصمة بلغاريا و ناقشوا من جديد أموراً تتعلق بالعملية المراد تنفيذها في ميونخ ، مثل البلاغ الذي سيسلّمه الفدائيون الذين سيحتجزون الرياضيين الصهاينة ، للسلطات الألمانية ، و القائمة التي ستضم أسماء معتقلين فلسطينيين في سجون (إسرائيل) للطلب بإطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح الرياضيين ، و تذليل العقبات بشأن جوازات السفر للذين سينفذون العملية و تأشيرات الدخول و الإقامة و تأمين وصول السلاح .
و تم الاتفاق مبدئياً على أن يكون يوسف نزال الملقب بـ (تشي) ، قائداً لفرقة الفدائيين الذين سينفّذون العملية ، يقول أبو داود عنه إنه (أحد ضباط العاصفة الشبان ، كنت التقيته مرة في نهاية 1971 ، عندما كنت قائد الشعبة 48 ، كانت قاعدته قرب النبطية في جنوب لبنان ، و كان من أولئك الذين يقومون بعمليات خلف الحدود مع (إسرائيل) ، و هو أصغر مني بعشر سنوات تقريباً ، و قد تدرّب على يد صديقي الراحل وليد أحمد نمر (أبو علي أياد) و كان يتبعه في الربيع السابق في تلال جرش و عجلون في الأردن ، و قد نجا من الكارثة النهائية ، مثله مثل عدد من الآخرين ، و أخيراً كان في عداد قادة الفدائيين الذين رأيتهم في بيروت ، بعد غارات الطيران الصهيوني القاتلة في شباط 1972 على جنوب لبنان ، و هم يتوسلون أبو أياد القيام بتنظيم شيء ما ، في مكان ما ، فيردّون بذلك الصاع صاعين ، و التحق منذ ذلك الوقت بمخيمنا الصغير شمال صيدا) .
و لكن كان هناك شيء سلبي لدى (تشي) كما رأى أبو داود ، و هو قصر قامته ، لأن الفدائيين الذين سينفّذون العملية عليهم تسلق سياج بطول مترين للدخول إلى القرية الأولمبية ، و احتجاز الرياضيين الصهاينة و بدء عملية المقايضة بأسرى في سجون الاحتلال .
و تبلورت خطوط تفصيلية للعملية : يدخل الفدائيون و هم يلبسون الملابس الرياضية عن طريق السياج ، كأنهم فرقة رياضية عائدة بعد سهرة ، و يقتحمون مقر البعثة الصهيونية و الرياضيون نيام ، و تم الاتفاق مبدئياً على أنه إذا كان عدد الرياضيين الصهاينة مع طاقم التدريب و الإدارة يصل إلى ثلاثين ، فإن عشرة رجال يكفون لتنفيذ المهمة التي لن تطول إلا عدة ساعات .
و كل ذلك تم بين أبو داود و فخري العمري و يوسف نزال (تشي) الذين التقوا في ميونخ و بدأوا بدراسة الوضع ميدانياً على الأرض . و بعد ذلك حدث لقاء بين أبو داود و أبو إياد في بيروت ، تم فيها وضع أبو إياد في صورة ما حدث ، و تم تجهيز جوازات سفر أردنية مزورة لدخول الفدائيين بها إلى ألمانيا ، و تم دراسة تفاصيل عملية التبادل المفترضة و تجهيز لائحة تضم مائتي أسير كان سيتم إضافة أسماء أسيرتين مغربيتين و فرنسيتين اعتقلن أثناء تهريبهن سلاحاً لصالح الجبهة الشعبية و كذلك كوزو أوكاموتو من الجيش الأحمر الياباني و الذي نفذ مع رفاق له عملية في مطار اللد ، و ستة من الضباط السوريين و اللبنانيين أسروا من جانب الكيان الصهيوني .
و باقتراح من أبي داود ، أضيفت للقائمة اسمي (أولركه ماينهوف) و (أندرياس بادر) ، من مجموعة (بادر ماينهوف) الراديكالية الألمانية ، المتعاطفة مع قضية الشعب الفلسطيني ، المحتجزان في السجون الألمانية . باعتقاد أن ذلك قد يشكّل ضغطاً على الحكومة الألمانية .
و أخبره أبو أياد بأنه سيوافيه في ألمانيا ، لوضع اللمسات الأخيرة على العملية و توصيل السلاح ، و بعد أيام ذهب الإثنان مع وفد فتح المركزي إلى تونس حيث مكثوا في منزل وزير الخارجية المصمودي ، كما أشرنا ، و من تونس غادر أبو داود إلى ميونخ .
و بدأ عمله في رصد و جمع المعلومات عن ما يجري في القرية الأولمبية و ما يتعلق بالبعثة الصهيونية ، و تحديد المبنى الذي ستنزل فيه البعثة . و لحقه أبو أياد في 24/8 ، و التقيا في فرانكفورت ، كان أبو أياد قد أدخل معه الأسلحة في حقيبتين مع امرأة اسمها جوليت ، و رجل فلسطيني اسمه علي أبو لبن ، مرت الأمور بسلام في المطار و بدون إثارة أية شبهة .
و كانت الأسلحة عبارة عن ستة كلاشكينوف و رشاشين من نوع كارل – غوستاف ، و تم الاتفاق على أنه بعد أن يعود أبو أياد و علي في اليوم التالي إلى بيروت ، سيعود علي على أول طيارة و معه قنابل يدوية .
و عاد أبو داود إلى ميونخ ، و أودع الأسلحة في الحقيبتين في خزائن الودائع في المحطة ، و كان يحرص على تغيير مكانهما كل 24 ساعة ، و وصلت حقيبة القنابل اليدوية ، و افتتحت الألعاب الأولمبية في 26/8 ، بينما كان أبو داود مستمراً في عمله و تمكن ، بمساعدة امرأة فلسطينية تتقن الألمانية من الدخول إلى القرية الأولمبية و رصد مكان البعثة الأولمبية عن كثب ، ثم تمكّن أيضاً من الدخول مع يوسف نزال و محمد مصالحة الذين سيقودان مجموعة الفدائيين ، و الأكثر من هذا خدمته الصدفة و الجرأة فدخلوا إلى مقر البعثة الصهيونية ، و اكتملت تفاصيل خطة احتجاز الرياضيين على أرض الواقع .
كان مع أبي داود في ميونخ يوسف نزال (تشي) و محمد مصالحة ، و اتصل أبو داود بعاطف بسيسو ، أحد مساعدي أبو إياد ، في بيروت طالباً منه إبلاغ فخري العمري بأن كل شيء جاهز ، و بأن يرسل الرجال الستة الآخرين ، منفردين إلى ميونخ .
عقد أبو داود اجتماعا مع يوسف نزال و محمد مصالحة اللذان لم يكونا يعرفان سوى الخطوط العريضة للمهمة ، و شدّد عليهما بعدم القيام بأي عمل انتقامي ضد الرياضيين الذين سيتم احتجازهم مثل القتل أو الجرح ، و بأن العملية هي سياسية و ليست عسكرية ، و الظهور أمام الرأي العام كمقاتلين متمالكين لأعصابهم ، و معاملة المحتجزين بشكلٍ جيد و التخفيف عنهم إذا لزم الأمر ، و التوضيح لهم بأن الفدائيين مجبرون على توثيق أيديهم بالحبال لأسباب أمنية ، و أن الهدف هو مبادلتهما بأسماء 236 أسيراً تضمنّتهم اللائحة النهائية .
و تم مناقشة أية أمور قد تطرأ ، فمن بين المحتجزين المفترضين ، هناك مصارعين و رجال أقوياء و آخرون تدرّبوا في الجيش ، و إن ذلك قد يستدعي استخدام العنف لضبطهم . و تم الاتفاق على عدم فتح النار إلا إذا كان خياراً أخيراً و وحيداً .
و ناقشوا تفاصيل المطالب و طلب الطائرة لنقلهم و الأسرى إلى بلد آخر ، و حدود التنازل عن المطالب و تم تعيين يوسف نزال مسؤولاً عسكرياً عن المجموعة ، أما محمد مصالحة فتم تعيينه مسؤولاً سياسياً عنها ، بعد أن لمس أبو داود لديه ، ما يسميه نضجاً سياسياً .
و يوم 4/9 وصل الستة الآخرون و نزلوا في فنادق متفرقة ، كان اتصالهم مع نزال و مصالحة فقط ، و لم يكونوا يعرفون عن أبي داود شيئاً ، كما اعتقد أبو داود ، الذي أكمل الاستعدادات فاشترى ملابس رياضية و جهّز آلات حادة و حبالاً و مؤونة طعام تكفي لثلاثة أيام و غير ذلك من مستلزمات العملية .
و تم توزيع الأسلحة التي جلبت من المحطة على الحقائب و كذلك المؤونة و غير ذلك ، و التقى أبو داود مع الجميع ، و قدّمه نزال و مصالحة على أنه رجل تشيلي يدعم القضية الفلسطينية ، و تم وضعهم في صورة المهمة المنتظرة و مناقشة مزيدٍ من التفاصيل .
و استمر اللقاء يوم 5/9 حتى الثانية و النصف فجراً ، و توجّه الجميع إلى القرية الأولمبية ، و لدى وصولهم ، و أبواب القرية مغلقة ، وصل أفراد من البعثة الأمريكية و هم ثملين ، و بدءوا في محاولة تسلق السياج ، و اختلط الفدائيون بالأمريكيين و ساعدوا بعضهم بعضاً على تسلق السياج ، بينما الجميع يضحك و يغني .
و يذكر أبو داود هنا مفاجأة أخرى ، غير مفاجأة مساعدة الأمريكان لهم بدون أن يدرون ، فبعد أن تسلّق الرجال السياج لم يبقَ من المجموعة غير فدائي واحد ، كان كبير الحجم مثل أبو داود ، و كان الإثنان يساعدان الآخرين كنقطتي ارتكاز لرفعهم ، و الآن جاء دور هذا الفدائي لكي يستخدم أبو داود كنقطة ارتكاز لتسلقه السياج ، و بعد أن نجح في ذلك و أصبح فوق السياج شكر أبو داود ذاكراً اسمه ، و معنى ذلك أنه كان يعرف طوال الوقت هوية أبو داود ، الذي قدّم للفدائيين بأنه رجل تشيلي مؤمن بالقضية الفلسطينية .
و فيما بعد قال أبو داود واصفاً ذلك المشهد (كان المنظر خيالياً أن ترى هؤلاء الأمريكيين ، الذين لا يشكّون بالطبع أنهم يساعدون مجموعة من فدائيي أيلول الأسود الفلسطينيين في الدخول إلى القرية الأولمبية ، يمدّون أياديهم هكذا يأخذون حقائبنا المليئة بالأسلحة و يضعونها على الجهة الأخرى من السياج) .
و في الساعة الرابعة فجراً ، غادر أبو داود مستقلاً سيارة إلى فندقه ، و أخذ يستمع إلى الراديو و يقلب المحطات ، و في الساعة الثامنة صباحاً أعلن عن نجاح خمسة مسلحين من التسلل إلى جناح البعثة الصهيونية و قتل واحداً و احتجز 13 آخرين .
ذهب أبو داود إلى القرية الرياضية ليكون على قربٍ من الأحداث ، و كان الجميع يستمعون إلى أجهزة الراديو و الألعاب مستمرة ، و تم نقل الخاطفين مع المخطوفين إلى المطار ، حيث كان بانتظار الجميع مذبحة شاركت فيها غولدا مئير رئيسة وزراء (إسرائيل) بتعنّتها ، حيث تم مهاجمة الجميع من الكوماندوز الألماني و تم قتل كلّ الرهائن و خمسة من الفدائيين و شرطي و طيار مروحية ألمانيين .
و هكذا انتهى أحد فصول عملية ميونخ التي أسماها الفلسطينيون عملية (أقرت و كفر برعم) على اسم القريتين المهجرتين في الجليل الفلسطيني ، الذي يعتبره كثير من الفلسطينيين ، بجماله الأخاذ ، قطعة من الجنة .. ! . |
|
| |
TAKICHI
مـــلازم
الـبلد : العمر : 48 المهنة : مدير تجاري في شركة خاصة المزاج : حمل وديع التسجيل : 20/08/2007 عدد المساهمات : 680 معدل النشاط : 51 التقييم : 2 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: عملية ميونيخ الأحد 1 يونيو 2008 - 10:27 | | | بدأ العالم يردّد كيف أن الفلسطينيين ارتكبوا المذبحة التي ذهب ضحيتها الصهاينة و الألمانيين و خمسة منهم ، حتى أن صناعة السينما استغلت الحدث و تم إنتاج فيلمٍ بعنوان (21 ساعة في ميونخ) عرض الحقائق من وجهة نظر الإعلام الصهيوني و الغربي ، و كان لدى الفلسطينيين كما قال أبو داود (مصلحة) في بقاء الصورة على ما عليها ، و يذكر أنه عندما ترك ميونخ في 6/9 متوجهاً إلى تونس و التقى هناك أبو إياد ، أخبره الأخير بأنه إذا تم الفشل في إطلاق سراح الأسرى فإنه تم تحقيق الأهداف الأخرى ، و أهمها تحقيق نجاحٍ لدى الفلسطينيين الذين فرحوا في أرض الوطن و في مناطق الشتات و هم يرون رجالهم يقومون بعمل ثأري بطولي ضد الصهاينة .
و لكن ما حدث حقيقة ، هو أن السلطات الألمانية وافقت على نقل الخاطفين و المحتجزين إلى مطار فروشتفنلد ، حيث يجب أن تنتظرهم طائرة كان من المفترض أن يستقلها الخاطفون و الرهائن و التوجه بها إلى بلد آمن ، بالنسبة للفلسطينيين كان هذا البلد هو مصر ، حيث إن المتوقع من الحكومة المصرية أن لا تقوم بإطلاق سراح الصهاينة و هم من دولة معادية دون ثمن و الثمن هو إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين .
و لكن ما خطط له بالخفاء لم يكن كذلك ، فغولدا مئير رئيسة وزراء الكيان الصهيوني رفضت من حيث المبدأ الاستجابة لمطالب الخاطفين ، و أوفدت رئيس الاستخبارات العسكرية إلى ألمانيا لوضع كمين ، لإنهاء عملية الاختطاف .
و عندما حطّت المروحيتان على أرض المطار حتى ذهب يوسف نزال (تشي) و محمد مصالحة لتفقد الطائرة الجاثمة في المطار التي ستقل الجميع ، و عندما أنهيا الفحص و عادا أدراجهما ، فتحت القوات الألمانية النيران باتجاههما فاستشهدا فوراً إضافة إلى واحدٍ أو اثنين من الفدائيين الذين نزلوا من المروحيتين.
و كان الخطأ بالنسبة للإثنين أنهما ذهبا لوحدهما لتفحص الطائرة و كان يجب أن يذهب الجميع معاً ، و بعد أن سقط ثلاثة أو أربعة من الفدائيين ، كان الآخرون تحت المروحيتين أو في داخلهما و لم يستسلموا ، و ردّوا على مصادر النيران الألمانية ، و حدث ما حدث .. !
و كانت القصة التي تم ترويجها بأن الفدائيين ، و قد وجدوا أنفسهم في هذا المأزق أخذوا في قتل الرهائن الصهاينة ، و كان لدى الفلسطينيين (مصلحة) في تلك الرواية (حول الفدائيين الذين رأوا غدر الألمان فقاموا بالانتقام الفوري لرفاقهم الذين سقطوا) .
و ذهب القائمون على العملية إلى أبعد مدى لتثبيت هذه الرواية ، ففي السابع من أيلول أصدرت الحكومة المصرية بياناً قالت فيه إن الوحدات الألمانية هي التي قتلت الخاطفين و المخطوفين ، فما كان من المسؤولين الفلسطينيين إلا (تكذيب) هذا البيان.
و في مساء ذلك اليوم سلّم إلى وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) خبر يعرض تفاصيل جديدة عن ما حدث مستنداً إلى (مصادر خاصة) يقول الخبر إن (رجالنا فجّروا قنابلهم داخل طائرتي الهليكوبتر مما أدّى إلى استشهادهم ، و إلى موت الرهائن و بعض الطيارين الألمان) و نسي واضعو الخبر ، أن مروحية هليكوبتر واحدة فقط هي التي احترقت في أرض المطار .. !
و بعد ثلاثة أشهر عندما أفرج عن الفدائيين الثلاثة الذين نجوا من المجزرة من السجون الألمانية ، في عملية مثيرة ، سنشير إليها لاحقاً ، و قال أحدهم إنه كان منبطحاً تحت إحدى مروحيات الهليكوبتر و أن الرهائن الذين كانوا فيها قتلوا برصاص الألمان ، لم يعلن الفلسطينيون ذلك ، و عندما نشر أبو إياد كتابه (فلسطيني بلا هوية) بمساعدة الصحافي الفرنسي الشهير : أريك رولو ، تمسكك بالرواية التي تزعم أن الفدائيين الفلسطينيين هم الذين قتلوا الرياضيين الألمان .
و لم يكن الأمر فقط هو التمسك برواية مغلوطة ، فحسب أبو داود فإنه كان لديه و لدى القيادة اعتقاد بأن أحد الفدائيين هو الذي ألقى القنبلة اليدوية على إحدى المروحيات فاحترقت ، و لم يكن هناك ترجيح بأن تكون طلقات الرشاشات الألمانية هي التي أصابت خزان الوقود و أشعلت النيران فيها .
و بدأت فصول أخرى جديدة من عملية ميونخ و تداعياتها ، التي سيقدّر لها أن تستمر ربما حتى عام 1992م ، عندما قتل عاطف بسيسو في باريس و هو أحد الذين وردت أسمائهم في خضم العملية .
بعد 48 ساعة من المجزرة (في 8/9) ، قصفت الطائرات الصهيونية قواعد الفدائيين و المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان ، و سقط نحو 200 شهيد أغلبيتهم من المدنين الفلسطينيين و اللبنانيين .
و في تلك الأيام جرى ما تحدث عنه أهارون ياريف من قرار غولدا مائير بتصفية كل من له علاقة بحادث ميونخ ، و الذي أدّى إلى سلسلة التصفيات التي ذهب ضحيتها ، كما أسلفنا الكثيرين ممن ليس لهم علاقة بتلك العملية .
و بعد يومين من الغارات المدمية على جنوب لبنان ، نفذ الفلسطينيون عملية اغتيال لم تنجح في 10/9 ضد زادوك أوفير و هو ضابط للموساد في بروكسل ، كان أبو إياد وضع خطة لاستدراج أوفير الذي كانت مهمته تجنيد مخبرين عرب ، و أرسل أحد رجاله و اسمه محمد أحمد إلى بروكسل ليتسكع في العاصمة البلجيكية و يلفت نظر أوفير ليستخدمه ، و هو ما حصل ، و بعد يومين من بدء العمليات الانتقامية لضحايا ميونخ ، طلب محمد أحمد من أوفير أن يقابله لأمر ضروري ، و التقيا في أحد المقاهي في المدينة ، و فور جلوسهما استل محمد أحمد مسدسه و أطلق النار على أوفير ، و تمكن من الخروج مستغلاً الفوضى التي عمت المكان ، و رغم إصابته الحرجة فإن أوفير لم يمت .
و يوما 16 و 17/9 ، اجتاحت القوات الصهيونية جنوب لبنان و مسحت مخيم النبطية بالأرض و ارتكبت جرائم عدة ، و سحقت دبابة صهيونية سيارة فلسطينية فيها سبعة أفراد أوقفها جنود الاحتلال على حاجز أقاموه خلال اجتياحهم .
و بعد يومين من ذلك (19/9) تمكّن رجال خليل الوزير (أبو جهاد) من اغتيال المستشار الاقتصادي في السفارة الصهيونية في لندن بواسطة رسالة مفخّخة وصلته من أمستردام .
و في 16/ تشرين الأول ، نفّذ فريق التصفية الذي شكّلته غولدا مئير بقيادة مايك هراري ، أول عملية اغتيال ضد وائل زعيتر ، و الذي لم تكن علاقته بميونخ سوى تصريح أدلى به في روما ، حيث كان ممثلاً لمنظمة التحرير قال فيه : إن (الإسرائيليين) هم الذين خططوا لقتل الرهائن لتحقيق مكاسب سياسية .
و الهدف الثاني كان محمود الهمشري ممثل منظمة التحرير في باريس الذي اغتيل في 8/كانون الأول ، و توالت الأهداف لتطال دبلوماسيين في قبرص و الجزائر و ليبيا . و الحجة دائما هي ميونخ ..! .
و لم تكن ميونخ هي هاجساً للصهاينة فقط ، بل للألمان أيضاً ، و حسب رواية أبو داود ، فإن الألمان عرضوا ، بشكلٍ سري ، القيام بعملية مدبرة يتم فيها تحرير الفدائيين الثلاثة المحتجزين لديها و الذين ستبدأ محاكمتهم و التي من المتوقع أن تسلط أضواء جديدة على ما جرى بالفعل يكون في غير صالح ألمانيا .
و العرض الألماني كما تلقّاه كمال عدوان عضو اللجنة المركزية في حركة فتح الذي اغتيل فيما بعد ، هو استعداد الألمان دفع 9 ملايين دولار ، إضافة إلى مبلغ سنوي ، مقابل تنفيذ عملة خطف مدبرة لطائرة ألمانية يجري بعدها إطلاق سراح الفدائيين الثلاثة المحتجزين في السجون الألمانية . و رفض أبو داود العرض الألماني ، لاعتقاده أن صورة حركته ستهتز من عمليات خطف الطائرات التي لا يؤمن بها .
و لكن هناك من وافق على العرض الألماني ، كما يؤكد أبو داود ، و لم يكن ذلك الطرف سوى وديع حداد و رجاله ، ففي 29/تشرين الأول ، خطف اثنان طائرة بوينغ تابعة للخطوط الجوية الألمانية أثناء رحلة لها بين دمشق و فرانكفورت ، في أثناء توقف الطائرة في بيروت و لم يكن على متنها سوى 13 راكباً من بينهم الخاطفين ، اللذين أعلنا مطلبهما بإطلاق سراح الفدائيين الثلاثة المحتجزين في السجون الألمانية و هو ما تم فعلاً بعد ساعات .
و حمّلت وسائل الإعلام الصهيونية مسؤولية العملية لأبي حسن سلامة ، و قالت إنه المسؤول عن عملية ميونخ ، و يقول أبو داود عن ذلك إن أبا حسن يتحمّل المسؤولية زاعماً أن الأخير كان كلما التقاه في بيروت كان يقول له : (لقد صنعت التاريخ في ميونخ ، و سيتذكرون ذلك في كل أولمبياد) .
و لكن أبو داود يؤكّد بأن وديع حداد هو المسؤول عن العميلة و هو من قبض المال ، و ينقل بأن أبا عصام المسؤول في الجبهة الشعبية اخبر أبو داود فيما بعد ، بأن الألمان اتفقوا مع وديع حداد على تنفيذ العملية المدبرة .
و استمرت تداعيات ميونخ ، ففي عام 1977م تم توقيف أبو داود في باريس بموجب مذكرة توقيف بموجب طلب تسليم من محكمة بافاريا للحكومة الفرنسية ، و تدخلت السلطات الألمانية الفدرالية و أبطلت ذلك الطلب ، و أبلغت السلطات الفرنسية عدم موافقتها عليه .
و يقول أبو داود إن ضغوطاً مورست على الحكومة الفرنسية لإطلاق سراحه من قبل ملك السعودية فيصل و الرئيس الجزائري هواري بومدين و الرئيس العراقي أحمد حسن البكر ، و ساعد على إطلاق سراحه موقف الحكومة الفدرالية الألمانية التي اتضح أنها لا تريد أي فتح تحقيق جديّ في ما حدث في مجزرة ميونخ لعدم افتضاح موقفها المتواطئ مع الصهاينة المتعنتين الذي دبّروا الكمين لقتل الخاطفين و المخطوفين .
و جاءت توابع عواصف ميونخ ، أيضاً ، من مكان غير متوقع من الكيان الصهيوني نفسه ، فصحيفة جيروسلم بوست الصادرة بالإنجليزية بالقدس ، نشرت يوم 16/7/1992م ، تقريراً بقلم نيتي .س. غروس تساءلت فيه عن إمكانية أن لا يكون الرياضيين الصهاينة سقطوا على أيدي الفدائيين الفلسطينيين فقط .
و أعلنت استغرابها عن امتناع الألمان عن نشر تقارير الطب الشرعي بعد تشريح الجثث ، و تساءلت عن موقف الحكومة الصهيونية التي لم تطلب إطلاعها على نتائج التشريح ، بالرغم من مطالب عائلات الضحايا بذلك .
و في 23 /7/1992 ، نشرت جريدة يديعوت أحرنوت ، مؤكدة بأن ثمانية من الرياضيين قتلوا برصاص الألمان ، مستندة إلى نسخة من تقرير الأطباء الشرعيين الألمان الذي حرّر بتاريخ (6/9/1972) ، و يبدو أن محامي أهالي الضحايا هم الذين حصلوا عليه .
و عندما كتب أبو داود كتابه و قال روايته ، مصحّحاً ما كان شائعاً ، و الذي غذّته (إسرائيل) ، رغم معرفتها بالحقيقة ، و ساهم الفلسطينيون بذلك لأسبابهم الخاصة ، كانت المحاكم الألمانية ما زالت تنظر بدعوى رفعها أهالي الضحايا ضد السلطات الألمانية ، و سارعت السلطات الألمانية ، بناءاً على اعترافات أبو داود الجديدة ، إلى إصدار مذكرة توقيف بحقه ، و أعلنت (إسرائيل) فوراً أنها لن تسمح له بالعودة إلى الأراضي الفلسطينية .
و إذا كان موقف الحكومة الألمانية طبيعياً ، و يمكن أن يساعدها في الدعوى المقامة ضدها في إحدى المحاكم في ميونخ من قبل أهالي الضحايا الذين يطالبون بتعويضات مالية فإن موقف (إسرائيل) بدا مستغرباً لأول وهلة ، فهذا هو الرجل الذي يقرّ و يعترف بمسئوليته عن عملية ميونخ التي طاردت بسببها رجال منظمة التحرير على مدى سنوات ، تحت قبضتها لأنه مقيم في الأراضي الفلسطينية و يدخل إليها من المعابر التي تحت سيطرتها و يمكن على الأقل أن تعتقله أو تصفّيه ، و لكنها تسارع بشكلٍ علني للقول إنها لن تسمح له بالعودة .
و فسّر هذا الموقف الصهيوني ، بأنه في حالة السماح بعودة أبو داود إلى فلسطين ، فإن ألمانيا ستسارع فوراً للطلب بتسليمه بموجب مذكرة التوقيف ، و سترفض (إسرائيل) بالطبع تسليمه لها ، و بالتالي ستدافع عن نفسها في قضية التعويضات المنظورة في ميونخ ، بأن الإرهابي المسؤول عن العملية لدى (الإسرائيليين) ، و هي ترفض حتى تسليمه لها .
لقد بلغ مستوى الابتزاز الصهيوني للألمان ، بهذا الموقف مداه ، فبعد توريطهم بقتل المخطوفين و الخاطفين ، ها هي تتركهم وحدهم ليدفعوا أيضاً الأموال لأهالي الضحايا الصهاينة .
و بعد فترة من انشغال الصحافة و الإعلام في القضية ساد صمت ثقيل حول الموضوع ، و بدا كأنه زوبعة في فنجان ، فيبدو أن الجميع كانوا معنيين أن يطوي القضية النسيان ، و عاد أبو داود إلى الظلام الذي خرج منه ، و لكن يحسب له أنه قال روايته حول قضية بالغة الحساسية مثل ميونخ .
المصدر : المركز الفلسطيني للاعلام |
|
| |
walid77
جــندي
الـبلد : التسجيل : 20/04/2010 عدد المساهمات : 17 معدل النشاط : 25 التقييم : 1 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: عملية ميونيخ الأربعاء 21 أبريل 2010 - 0:23 | | | |
|
| |
nanoyasser
عريـــف أول
الـبلد : التسجيل : 22/12/2009 عدد المساهمات : 153 معدل النشاط : 161 التقييم : 1 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: عملية ميونيخ الثلاثاء 15 يونيو 2010 - 23:28 | | | شكرا على الموضوع الرائع .. تم انتاج فيلم اسمه ميونيخ سنة 2005 يحكي عن عملية ميونيخ ولكن غرضه اكثر التركيز على عمليات الانتقام الاسرائيلية من الذين يعتقد أن لهم صلة بالعملية .. شكرا مرة اخرى على الموضوع |
|
| |
|