أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
الذخيرة المتقدمة advanced munitions جعلت تقنية الهجوم العمودي Top attack الخيار المفضل للعديد من المقذوفات الحديثة الموجهه المضادة للدروع . فمن المعروف أنه مع التقدم المتحقق في أنواع الدروع armour types لدبابات المعركة الحديثه ، فإنه بات من الصعب هزيمتها من القوس الأمامي front attack الأكثر ثخناً وتدريعاً . وعليه فإن جميع مطلقي القذائف المضادة للدروع يتمنون دائماً إستهداف المناطق الأقل سماكة في الهدف المدرع (صواريخ الجيل الأول والثاني المضادة للدروع التي نُشرت على منصات الحوامات helicopter platform ، تمتعت بميزة وأفضلية الهجوم من الأعلى ، بفضل إرتفاع منصة الإطلاق) هذه المناطق حُددت ولفترة قريبة بجانبي البرج ومؤخرته ، أما الآن ومع أنظمة حديثة مثل TOW-2B و RBS56 BILL و Javelin وغيرهما ، فقد عاد بالإمكان مهاجمة الأهداف المدرعة من قمة السقف حيث أوهن التدريع أولاً والمقطع العرضي الكبير ثانياً . هذه الأنظمة مصممة للطيران فوق أهدافها ومن ثم الإنقضاض المفاجيء نحو الأسفل . وبعض هذه الأنظمة يمتلك أفضلية أكثر عند إستخدام هذه القابليات ، مثل الأمريكي Javelin الذي يوفر له هذا النمط في الهجوم القدرة على رصد إشارة الأشعة تحت الحمراء IR signature الصادرة عن محرك الدبابة (أو حتى عند كون المحرك في وضع السكون ، فإن أشعة الشمس تسخن جسم الدبابة الفولاذي ، وتجعله مرئياً لمجسات sensors الأشعة تحت الحمراء ، خصوصاً عند الغسق Dusk) .
وفي حين تبنت العديد من الأنظمة الصاروخية المضادة للدروع الغربية تقنية الهجوم هذه ، فإن الأنظمة الروسيهة المماثلة تبنت إسلوب الهجوم المباشر direct hit ، فالروس لم يعيروا أي إهتمام للتركيز الغربي على الهجوم من الأعلى ، وبدل من ذلك فهم يؤكدون أن لمنظوماتهم الصاروخية سلسلة أطول من المهمات ، فبناء على التجربة السوفييتية في أفغانستان ، وتجارب القتال في الشرق الأوسط ، وعلى التحليل العميق للظروف العملياتية في المستقبل ، توصل العسكريون والمنظرون الروس إلى إستنتاج مفاده أنه في جميع الظروف التي تستخدم أنظمة الصواريخ المضادة للدروع خلالها ، فإن نسبة الأهداف المدرعة التي يتم إستهدافها بهذه الأنظمة لا تتجاوز 30 – 35 % ، ففي معظم الحالات تستخدم هذه الأنظمة ضد تحصينات أسمنتيه ومبان وعربات خفيفة التدريع وأفراد متخندقين . وهنا تبرز الحكمة الروسية في عدم تزويد منظوماتهم الصاروخية بنمط الهجوم العمودي top attack mode ، فالطريقة الأفضل والوحيدة عملياً لمهاجمة engage وتدمير حصن أو خندق تتمثل في إدخال الصاروخ الموجهة في مركز الخندق بدقة متناهية .
أحد أمثلة الصواريخ التي تستخدم نمط الهجوم العمودي ، هو السويدي BILL 2 ، إن كلمة BILL هي إختصار لكلمة " بوفورز – مشاة – خفيف – قاتل " Bofors Infantry Light and Lethal . لقد ظهر هذا الصاروخ لأول مرة في العام 1985 وذلك بعد سلسلة من أعمال التطوير بدأتها شركة Bofors من العام 1979 . هذا الصاروخ السويدي فريد في طريقة عمله ، فمع أنه يعمل وفق تقنية التوجيه السلكي guidance-by-wire ، إلا أنه يهاجم هدفه المدرع من الأعلى top attack mode حيث أوهن التدريع . فبعد الإطلاق يطير الصاروخ على إرتفاع 1.05 سم عن خط بصر الرامي ، ليرتقي بعد ذلك نحو قمة الدبابة ويهاجم سقف البرج turret roof . فإستناداً لشروح الشركة المنتجة ، فإن هذا النوع من المسار يعطي العديد من المزايا، حيث يمكن إطلاق الصاروخ من أماكن منخفضة جداً ، فيطير الصاروخ فوق العوائق والموانع التي تشكلها التضاريس ، مما يسمح له بإصابة أهداف محمية خلف السواتر أو في وضعية البدن المخفي hull down. حيث يضمن نظام gyrostabilizer (جهاز للمحافظة على توازن وإستقرار الجسم المتأرجح) بالسيطرة على دوران جسم الصاروخ أثناء طيرانه ، مما يسمح بإبقاء توجيه الشحنة المتفجرة في الرأس الحربي نحو الأسفل .
يشتمل الرأس الحربي على نوعين من المجسات ، أحدهما بصري Optical والآخر مغناطيسي Magnetic ، المجس البصري هو في حقيقته مقياس مدى range finder يقوم بتحديد المسافة بين الصاروخ وسطح الهدف السفلي ، ويقوم تلقائياً بتحليلها . المجس المغناطيسي يقوم بإستقبال الإشارات الخاصة بالهدف المعدني ، ويستخدم هذه البيانات لتحديد موقع البرج الدوار أو مركز الهدف ، بالإضافة لأفضل موقع لإطلاق الرأس الحربي .
وأثناء إنتقال الصاروخ وطيرانه فوق البرج ، فإن الرأس الحربي الترادفي tandem warhead ، والمنحني canted بزاوية 30 درجة يتم تحفيزه عن طريق صمام تقاربي proximity fuse وإشعاله لضرب الهدف بسرعة تزيد عن 10,000 م/ث ، لتخترق بعد ذلك كتلة ذات طاقة حركية المنطقة الضعيفة vulnerable roof لسقف البرج (نحو 25 % - 50 % من طاقة الرأس الحربي يتم تحريرها delivered داخل الدبابة المصابة) . وتقوم الشحنة الإبتدائية للرأس الحربي بتدمير الدروع التفاعلية reactive armour ، في حين يتولى الرأس الحربي الرئيس إختراق الدروع الأساسية للبرج . وتستطيع مجسات الصاروخ تمييز برج الدبابة أو مركز الهدف وتحديد الموقع الأفضل لإشعال الرأس الحربي warheads ignite .
وتدعي شركة Bofors أنه في حالة إصابة الصاروخ لمقدمة البرج ، فإن خط الإختراق يكون أقصر مما عليه مع سلاح تقليدي ، وذلك بفضل زاوية الرأس الحربي ، مما يعني أن الرأس الحربي سيخترق الدروع بشكل عمودي . الصاروخ مزود أيضاً بصمام تصادمي impact fuse الذي يشعل الرأس الحربي عند إستخدام نمط الهجوم المباشر direct hit .
يبلغ طول الصاروخ BILL 2 نحو 90 سم ، وقطره 15 سم ، أما وزنه مع حاويته فيبلغ 20 كلغم فقط . ويمكن تثبيت الصاروخ على حامل ثلاثي القوائم قبل الإطلاق ، حيث تستغرق عملية الإعداد ما بين 10 – 15 ثانية (إعادة التلقيم reloading time تستغرق 5 ثوان أو أكثر بقليل) ولا يتطلب تشغيله سوى فردين إثنين فقط ، يصوب الرامي على الهدف مستخدماً الشعيرات المتصالبه cross hairs في جهاز التسديد النهاري day sight أو الليلي night sight ، ثم يطلق الصاروخ محافظاً على الهدف في مركز تقاطع الشعيرات التسديد حتى يصيبه impact . أما توجيه الصاروخ وتتبع مساره فيتم عن طريق استقبال شعاع الليزر المشفر ، والمنبعث عن منارة في مؤخره الصاروخ coded laser beacon من قبل جهاز التسديد أثناء طيرانه ، حيث تعالج هذه الإشارات بشكل ملائم signal processing ، وتبث إشارات التصحيح correction signals مره أخرى الى الصاروخ من خلال السلك الواصل بينهما لتعديل أتجاه الصاروخ وإبقاءه نحو هدفه (حسب نمط الإشتباك المحدد). وقد أظهرت الإختبارات قدرات الصاروخ على مقاومة عمليات التشويش بصورة كبيرة .
قبل الإطلاق يتعين على الرامي إنتخاب شكل الإطلاق ، والذي يتحدد بثلاثة أنماط :
# نمط ضد الدبابات : وفيه يحلق الصاروخ بإرتفاع 1.05 م فوق خط البصر ، ويضرب الهدف المدرع من الأعلى ، حيث تكون جميع المجسات البصرية والمغناطيسية مفعّلة activated لتنسيق الهجوم على الهدف ، ويستخدم هنا الصمام التقاربي proximity fuse لتحفيز الرأس الحربي .
# نمط الأهداف غير المدرعة : يحلق الصاروخ هنا على مستوى خط البصر حتى يصطدم بالهدف المنشود ، ويقوم الصمام التصادمي impact fuse بتفجير الرأس الحربي ، وفي هذا النمط من الهجوم تكون جميع المجسات معطلة disabled .
# نمط الأهداف المستترة : يحلق الصاروخ كما هو في نمط الوضع الأول المضاد للدروع ، ولكن يكون المجس البصري optical sensor وحده المفعّل ، مع الصمام التصادمي .
يصل المدى العملي للصاروخ 150- 2,200 م (يقطع مداه الأقصى خلال 13 ثانية) وفي الحقيقة فإن هذا الصاروخ يشبه سائر النظم الصاروخيه الحديثه الموجهه سلكياً ، أما ما يجعله مميزاً - بالإضافة لأنماط إطلاقه - فهو أن نظام أستقبال شعاع الليزر مشفر بصوره خاصه لكل صاروخ على حدة ، مما يجعل نظام التسديد يهمل الإشارات الدخيلة أو المعترضة ويتعقب صاروخه الخاص فقط (هذه الميزة تسمح بإطلاق عدة قذائف من مواقعِ إطلاق النار firing positions مختلفة في ذات المنطقة) .
موضوع رائع لكن يبقى تكلفة صاروخ واحد بقدرات الهجوم العمودى شديدة الضخامه مع قصر المدى بسبب الهجوم العمودى احدى اكثر المشاكل الموجوده لكن تبقى الاكثر فاعليه حتى الان
بخصوص عدم اتجاه الروس لتقنية الهجوم العمودى فلا اعتقد ان الموضوع يختص كما ذكروا فحالات الحروب المقصوده والتى بنيت عليها الاحصائيات وياللاسف صعب اعتبارها مقياس حقيقي فكم الاخطاء فى الحرب العراقيه الايرانيه والتى اشتملت اخطاء تشكيك فادحه لا اعتقد انه يمكن اعتبارها مقياس حقيقى للقياس نفس الامر فى الحرب المغربيه الصحراويه و و و
لكن يبقى للفكره الروسيه رونقها فزيادة قوة الرأس الخرقه والاستثمار فيها ارخص من استحداث تقنيات هجوم رأسى ايضا ثمن نشر الصواريخ اقل كثيرا بالضافه الى البساطه فى المقذوف نفسه