أكد
رئيس حزب النهضة الإسلامي الحاكم في تونس الشيخ راشد الغنوشي دعمه
الشديد للوحدة بين تونس وليبيا، واصفاً أنها أصبحت أقرب من أي وقت مضى، كما
أكد على أهمية انفتاح بلاده على السعودية وقطر والكويت وبقية دول الخليج.
ونقلت
صحيفة "الحياة"على موقعها الإلكتروني مساء اليوم عن الغنوشي قوله: إنه
داعم بقوة للمبادرة التي أطلقها الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي حول
لوحدة بين تونس وليبيا، مضيفاً "كنا أيدنا أول مشروع لوحدة بين البلدين منذ
حوالى أربعين سنة أجهضها المخلوع الأول الحبيب بورقيبة، وكررنا هذه الدعوة
سنة 2010 لمناسبة انتفاضة مدينة بنقردان الحدودية حين أغلقت الحدود مع
ليبيا، واليوم الفرصة مواتية".
وقال
الغنوشي ـ في حديثه للصحيفة ـ: إن إمكانية وحدة تونسية ليبية هي أقرب من
أي وقت مضى كما لا يوجد مانع أصلاً. وأضاف "هذان بلدان مندمجان سياسياً
واجتماعياً وثقافياً، أقرب بلدين إلى بعضهما بعضاً، سكاناً وعقيدة ومذهباً
وتاريخاً وحضارة ومصالح".
وحول
طبيعة الرد الليبي على هذه الدعوة التي أطلقها المرزوقي أوضح الغنوشي،
أنها "لا تحتمل إلا أن تكون إيجابية، لا سيما أن حكام ليبيا اليوم عقلاء
متواضعون طالما عبروا لنا وللعموم بمختلف اتجاهاتهم عن امتنانهم الكبير
لاحتضان إخوانهم التونسيين لهم شعباً وحكومة، إذ استقبلوا منهم أكثر من
مليون ونصف المليون خلال ثورتهم، لا في المخيمات وإنما في القلوب وفي
البيوت، بما عمّق مشاعر الأخوة والوحدة وعزز دواعي التوحد والتعاون واعتبار
تونس الشريك الأول في التنمية والتعمير ووحدة المصير".
وقال
الغنوشي أن الأنظمة الديكتاتورية التي سادت المنطقة خلال حكمها أزيد من
نصف قرن حلم أجهضت حلم الوحدة المغاربية ومشاريع التنمية والحكم الرشيد،
أما بعد هذه الثورات والتحولات المباركة التي قامت وستقوم في المنطقة فقد
أصبحت تلك الأحلام في متناول اليد".
من
جهة أخرى وصف رئيس حزب النهضة الإسلامي ـ خلال اللقاء ـ الوضع في سوريا
حالياً بأنه مأساوي وإن كان الشعب قد اقترب من الانتصار على عصابة السوء
المتسلطة عليه مشيراً إلى أنّ بعثة المراقبين العرب ليست أكثر من مجرد وهم.
وأكد
أنّ دور الجامعة العربية الحالي الهادف إلى حل الأزمة السورية "لا يعدو أن
يكون دور علاقات عامة وذراً للرماد في العيون، والإيهام بأن الجامعة تفعل
شيئاً ولا تفعل شيئاً، وكان عليها بدل هذه المناورات الدعوة إلى مقاطعة هذه
العصابة وعزلها وتسليم سفاراتها إلى المجلس الوطني السوري باعتباره ممثلاً
للشعب السوري، تتعزز عملية تمثيله يوماً بعد يوم".
وعن
توقعاته حول نجاح دور المراقبين العرب في سورية؟ أجاب: "وهل تنتج الأوهام
خيراً"، مشيراً إلى "أننا لسنا إزاء نظام بل إزاء عصابة متوحشة مصرّة على
أن تواصل القمع والنهب". وأضاف "هؤلاء المراقبون المساكين ليس بيدهم شيء
ليردوها عن وحشيتها ويقفوا في وجه جرائمها الفادح".
ورفض
الغنوشي مسألة التدخل الأجنبي في سوريا قائلاً: "بدءاً لست مع التدخل
الأجنبي، لأنه سيضفي على نظام العصابة الحاكمة مسحة وطنية وقومية هي مجردة
منها في الأصل، فهي في أشد الحاجة إليها".
وحول
تقييمه للوضع الآن في دول ثورات الربيع العربي، خصوصاً تونس ومصر، رأى
أنها "تخطو عبر ركام من العوائق والسدود من فلول الأنظمة الهالكة، نحو
تحقيق أهداف ثوراتها في إقامة أنظمة ديمقراطية إسلامية عادلة تنهل من قيم
الإسلام ومقاصده، فتستوعب على أساس المواطنة كل المكونات السياسية والدينية
لمجتمعاتها، فلا قمع ولا إقصاء ولا استئثار بثورة".
http://www.islamtoday.net/albasheer/artshow-12-161102.htm