في إحدى المدارس وفي أثناء فترة الإستراحة وجدت طفلا صغيرا منفردا بنفسه بعيدا عن ت...جمع الطلبة، جالسا وخافضا رأسه إلى الأسف، فاستغربت لذلك، وقررت الذهاب إلى ذلك الطفل، قلت له لماذا تجلس بمفردك ولا تلعب مع باقي الطلبة، فرفع رأسه لأجده يبكي، قلت له لماذ تبكي، فقال لي يا استاذ لا استطيع أن العب مع زملائي، فقلت له لماذا قال لأنهم لا يريدونني أن ألعب معهم، قلت له لماذا، فقال يقولون أنني ابن خائن، ومن اليوم الأول أنا وحيد أجلس في الفصل بمفردي، أخرج إلى الإستراحة بمفردي، أأكل إفطاري بمفردي، وطول اليوم الدراسي لا أجد من زملائي إلا كلمة ابن خائن، لا نريدك، إرحل عنا، فنزلت دمعتي أنا أيضا، وتقطع قلبي على ذلك الطفل البريء الذي لم يبلغ من العمر الثمانية سنوات، فسألته ماسبب اتهامهم لك، قال لأن عائلتي غادرت المدينة أثناء الأحداث، فتأسفت أكثر وأكثر.
فيا أهلي يا أبناء وطني هل يرضيكم ذلك، وهل تزرو وازرة وزر أخرى، ما ذنب هذا الطفل، ما الذي فعله ليلقى هذه المعاملة.
وهل بهذه المعاملة سنجعل منه انسانا وطنيا محبا لثورة السابع عشر من فبراير، هل بهذه المعاملة سنجعله معتزا بعلمنا علم الحرية، وهل سنجعله مفتخرا بأنه ليبي.
http://www.alwatan-libya.com/more-18420-15-%D9%85%D8%A7%20%D9%82%D8%B5%D8%A9%20%D9%87%D8%B0%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84%20%D8%9F%D8%9F%D8%9F%D8%9F%D8%9F%D8%9F%D8%9F