وكانت شركة بوينغ (Boeing) قد حصلت على عقد تطوير نظام P-8A في العام 2004. وتعتبر هذه الطائرة إصداراً معدلاً من طائرة الخطوط الجوية Boeing 737-800ERX.

وتجمع طائرة P-8A بين منصة جوية تتمتع باعتمادية عالية ومحركات مروحية توربينية عالية الأداء، بالإضافة إلى آخر ما تم ابتكاره من أنظمة المهام ذات الهندسة المفتوحة والكاملة التوصيل، وكذلك المستشعرات من الجيل الجديد، مما سوف يعزز من القدرات الحربية لسلاح البحرية الأميركي بشكل كبير.

تخطط البحرية الأميركية لشراء 117 طائرة طراز P-8A، وتلتزم بوينغ بتسليم 13 طائرة منها بموجب عقدين منفصلين للإنتاج الأولي بوتيرة منخفضة.

شارلز رامي، الناطق باسم برنامج P-8A لشركة بوينغ يقول بأن أول طائرة من هذا النوع يتم إنتاجها سوف تسلم إلى سلاح البحرية الأميركي خلال أيام من تاريخ نشر هذا المقال، أما الطائرة الثانية فسوف يتم تسليمها خلال الصيف المقبل.

وسوف تمنح طائرة P-8A مستخدميها في البحرية الأميركية قفزة نوعية في القدرات، مقارنة بأسطول طائرات P-3C القديمة. فبالإضافة إلى قدرتها على توفير قدرة الحرب المضادة للغواصات من الجيل القادم، نجد أن الطائرة الجديدة مبرمجة لكي تقوم بدعم العديد من المهام الأخرى ومنها:

- اكتشاف، وتحديد المواقع، والتعرف على الأهداف وتتبعها فوق سطح الماء أو تحت السطح وفي ميادين القتال الساحلية.

- القيام بعمليات الاستخبار والمراقبة والاستطلاع المسلحة في مناطق العمليات البحرية والساحلية.

- توفير خدمات القيادة والتحكم والاتصالات (C3) والعمل في هذا المجال كمنصة توافق عملاني
- توفير قدرات التهديف والضرب الدقيقة البعيدة المدى دعماً للقوات البحرية أو القوات المشتركة أو في العمليات الحربية المتعددة الجنسيات.

وكمقاول أول فقد قامت بوينغ بجمع طاقم متكامل من المقاولين الثانويين لدعم إنتاج P-8A.

فيقوم قطاع الأنظمة الإلكترونية لشركة نورثروب غرومان (Northrop Grumman) بتوفير نظام الإجراءات المضادة بالأشعة تحت الحمراء الموجهة، بالإضافة إلى نظام إجراءات الدعم الإلكتروني. أما قطاع أنظمة المهام في نورثروب غرومان فيقوم بتطوير مرابط البيانات الخاصة بالطائرة، ويقوم قطاع الأنظمة المدمجة في الشركة بدعم جهود التخطيط للمهام.

وتضطلع شركة رايثيون (Raytheon) بتوفير نظام رادار محدث من طراز APS-137 للمراقبة البحرية وحلول الاستخبار على الإشارات. وتوفر رايثيون أيضاً نظام جي بي أس لتحديد المواقع المضاد للتشويش، ونظام تعريف الصديق والعدو المدمج، بالإضافة إلى مجموعة من الأنظمة الخادعة المقطورة للحماية الذاتية. كما توفر نظام بث المعلومات وقدرة الاتصال عبر الأقمار الاصطناعية على النطاق الترددي UHF.

أما جنرال إلكتريك أفييشن GE Aviation فتزود الطائرة بنظام إدارة الرحلة ونظام إدارة التخزين. ويتميز نظام إدارة الرحلة بهندسة مفتوحة تتوافق مع أعمال الاتصالات والملاحة والمراقبة وإدارة الحركة الجوية مع تصميم معد للنمو. أما نظام إدارة التخزين فيمثل نظاماً شمولياً للتحكم إلكترونياً بإدارة الأسلحة المدمجة.

هذا وتقوم شركة سبيريت أيروسيستمز Spirit AeroSystems ببناء هيكل طائرة 737 والذيل والدعامات الخاصة بها في مصانعها في ويتشيتا / كانساس. مع العلم أن الشركة توفر أجزاء ومكونات كبيرة للطائرات للعديد من الطائرات التجارية في شركة بوينغ.

وتقوم شركة بي إيه سيستمز BAE Systems بتزويد الطائرة بالنظام الكمبيوتري للمهام وأنظمة العرض، بالإضافة الى شاشات عرض قمرة القيادة والصمامات الثنائية الخاصة بالبيانات.

توفر شركة CFM المحركات من طراز CFM56-7 التي تدفع الطائرة. فيقوم كل من المحركين بتوفير 27300 باوند من الدفع المطلوب لإقلاع الطائرة.

وحتى اليوم لا تزال المراحل الأساسية لبرنامج المشتريات تلك تسير بحسب الوقت والميزانية المحددين.

وقد اشار شارلز رامي أيضاً إلى أن طراز طائرة P-8A التجاري الجديد والمحسن بشكل كبير يساهم بتوفير العديد من هذه المميزات الفاعلة.

ويعتمد فريق بوسايدون طريقة إنتاج على خطوط التصنيع تستعمل للمرة الأولى في هذه الصناعة عبر اعتماد نظام إنتاج الجيل المقبل من طائرة بوينغ 737 لتصميم وبناء طائرة P-8A بطريقة أكثر فاعلية. فيتم بناء بدن طائرة P-8A المقتبس عن طائرة 737-800 في ويتشيتا ثم يرسل إلى خط التجميع النهائي لشركة بوينغ في رينتون/ ولاية واشنطن حيث يتم دمج كافة مكونات التدعيم والبناء الخاصة بطائرة P-8A بشكل تسلسلي أثناء عمليات التصنيع والتجميع.

وبينما يتم تكريس P-8A Poseidon كبرنامج رئيسي بالنسبة لوزارة الدفاع الأميركية، تواصل شركة بوينغ تطلعها إلى بلدان ما وراء البحار لتحقيق مبيعات محتملة لهذه الطائرة.

ففي كانون الثاني/ يناير من العام 2009، قامت بوينغ بتوقيع عقد مع حكومة الهند تزودها بموجبه بثمان طائرات من طراز P-8I الخاصة بعمليات الاستطلاع البحري البعيدة المدى والحرب ضد الغواصات، للبحرية الهندية. وتنحدر طائرة P-8I من طائرة P-8A ، إلا أنها مصممة خصيصاً للبحرية الهندية. ويتضمن العقد خيار شراء 4 طائرات إضافية أخرى. وهنا يقول رامي:" لسنا مرتبطين بعقد على الطائرات الإضافية بعد، لكننا سوف نقوم بتسليم أول طائرة P-8I للهند في بداية العام 2013."

هذا، وقد قامت أستراليا بتوقيع مذكرة تفاهم مع سلاح البحرية الأميركي في العام 2009 لتصبح شريكاً في هذا البرنامج حيث سوف تتعاون في مرحلة التحديث الثانية الخاصة به.

وقد قام رامي بتلخيص إستراتيجية بوينغ الخاصة بأسواق P-8 العالمية وتوقعات مبيعاتها المستقبلية فقال:" كما كان الحال بالنسبة لطائرات P-8I الخاصة بالهند، فنحن نأخذ بعين الاعتبار المتطلبات الفريدة الخاصة بكل زبون. فهنالك العديد من الدول التي لا تزال تعتمد طائرات P-3 أو طائرات أخرى شبيهة بها، لذا نرى إمكانية تسويق عالمية كبرى قد تصل إلى 100 طائرة P-8، وقد حصلنا حتى تاريخه على الكثير من ردود الفعل الإيجابية في هذا الصدد.

تتواصل المراحل الرئيسية لهذا البرنامج خلال العام الحالي 2012. فطائرة P-8A الثانية الخاصة بالبحرية الأميركية وطائرة P-8I الأولى العائدة للهند تخضعان حالياً لعملية تركيب أنظمة المهام والاختبارات النهائية قبل خروجهما من مصنع بوينغ. أما الطائرات الثالثة والرابعة والخامسة من طراز P-8A، فهي لا تزال في المنشآت التجارية لشركة بوينغ حيث تخضع لعمليات التجميع النهائية.

المصدر : http://www.sdarabia.com/preview_news.php?id=25477&cat=4