محلل اسرائيلي : لا مكان لقلق إسرائيل حول صفقة الطيران الضخمة بين الولايات المتحدة والسعودية

أرسل "إلكيس فيشمان" المحلل العسكري في صحيفة
"يديعوت أحرنوت" رسالة طمأنة للقيادة الإسرائيلية رداً على تخوفاتها من
إبرام الولايات المتحدة الأمريكية لصفقة عسكرية ستزود بموجبها المملكة
العربية السعودية بطائرات F15 ودفاعات جوية متقدمة، قائلاً: "انه لا مكان
للقلق العميق الذي تبديه إسرائيل على ضوء صفقة الطيران الضخمة بين الولايات
المتحدة والسعودية فالقلق وعدم الاطمئنان أصبحوا من خلفنا".
وأضاف المحلل: إن "الولايات المتحدة تدارست هذا
الأمر بعناية فائقة منذ حوالي عامين مع إسرائيل، كما قدمت ضمانات وتعهدات
سياسية وعسكرية في قضايا تعتبر حساسة وسرية جداً، تحفظ التفوق العسكري
الاسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى الموافقة على تزويد إسرائيل
بوسائل قتالية متطورة إضافية".

وأفاد المحلل، "أن كل النقاشات والاجتماعات التي
دارت بين الولايات المتحدة وإسرائيل قبل قرار تمرير هذه الصفقة كانت تحت
عنوان استمرارية الحفاظ على المزايا النوعية والفعلية لإسرائيل أمام
جاراتها في المنطقة، وعليه فإن موظفي وزارة الحرب الإسرائيلية ناقشوا مع
الأمريكان كل ما يتعلق بهذه الصفقة حرفاً حرفاً وطالبوا بتعويضات تتناسب مع
درجة الخطورة المترتبة على أبرم مثل هذه الصفقات".

ويقول المحلل: "أن التعويضات العلنية حول هذه
الموضوع تمثلت في الدعم الأمريكي لمشروع تزويد إسرائيل بطائرات F35
والمشاركة في تطوير مشروع صاروخ "حيتس3"، ولكن ما اتفق عليها من خلف
الكواليس تتضمن مشاريع تعتبر أكثر نوعية، وطلبات إسرائيلية كانت قد قوبلت
بالفيتو الأمريكي التام في الماضي".

وتطرق المحلل إلى الأسباب التي منعت "إسرائيل"
من تعطيل هذه الصفقة، قائلاً، "يجب أن لا يدهش أحد فعلى الرغم من مكانة
إسرائيل لدى الإدارة الأمريكية، إلا أنها لم تستطيع وقف الصفقة والتي
وصفتها الإدارة الأمريكية بأنها ضرورة اقتصادية ملحة للصناعات الأمريكية،
وكون إسرائيل تستند على مائدة دافعي الضرائب الأمريكان لم تتمكن من إفشال
هذه الصفقة التي تعتبر بمثابة الأكسجين لصناعات الأمريكية في هذه الفترة
التي تشهد ركوداً اقتصادياً في مجال التصدير الأمني".

ومن الناحية الإستراتيجية فإن الصفقة السعودية
تعتبر إيجابية حتى وان لم تعترف "إسرائيل" بذلك صراحة، لان العدو الحقيقي
"لإسرائيل" اليوم ليس بالضروري أن يكون العالم العربي السني وإنما إيران
وعليه فإن كل دعم عسكرية مناهض لإيران هو بمثابة دعم مباشر لأمن "إسرائيل"
_على حد ذكر المحلل-.

فقبل حوالي 15 عام، والحديث للمحلل، "واجهت
إسرائيل نفس هذه المعضلة عندما جرى انجاز صفقة عسكرية لطائرات F15 مع
السعودية ارتعدت لها فرائس إسرائيل واعتبرت ذلك تهديداً مباشراً لأمنها
وحينها طالبت من الأمريكان عدم إرفاق وسائل هجومية مثل جو أرض مع الصفقة
ليكون من السهل إسقاطها عبر طائرات F15 الإسرائيلية، وقد انتاب إسرائيل
تخوفات شديدة من وضع هذه الطائرات في قاعدة تابوك السعودية والتي تبعد
مسافة خمسة دقائق جواً عن إسرائيل وقامت بدورها بنصب بطاريات صاروخية مضادة
للطيران في مدينة إيلات".

وحسب المحلل "حتى أن هذه الصفقة عززت الشعور
بالحصار الدقيق والقوي وكسر الاحتكار الاسرائيلي في مجال التكنولوجيات
المتطورة، وعليه فإن صفقة اليوم تشبه تماماً تلك الصفقة ولكن التدخل
الاسرائيلي فيها أصبح مختلفاً لان الصورة الإستراتيجية السياسية في المنطقة
أصبحت مختلفة تماماً وتوازن القوة في الشرق الأوسط تغيير أيضاً، وعلى ذلك
فإن عملية وضع طائرات F15 متقدمة في السعودية وأجهزة دفاع لاعتراض الصواريخ
في دول الخليج الفارسي أصبح جزء من الاستعدادات القريبة ضد التهديد
الإيراني وإسرائيل نفسها هي جزء منها".

والسبب الأخير هو الحاجة الأمريكية إلى تقوية
المجال الجوي السعودي بعد إخلاء الجيش الأمريكي لخمسة مطارات في العراق،
ليكون أرضية خصبة وصلبة لاستيعاب القوة الجوية الأمريكية في حالات الطوارئ
الأمر الذي يعتبر حتماً يصب في مصلحة إسرائيل الأمنية لردع إيران كون مطار
تابوك العسكري السعودي يشكل اليوم مشكلة ثانية أمام ما يحدث في مضيف هرمز
–على حد قول المحلل-.

وختم المحلل بقوله، على كل حال فإن الصفقة
العسكرية الضخمة بين الولايات المتحدة ودول الخليج لم توقع بعد وحتى هذه
الصفقة والتي لها علاقة مباشرة في الدفاع عن المصالح الاقتصادية والعسكرية
الأمريكية في الخليج، يوجد أيضا لإسرائيل ما تقوله بهذا الصدد فهي مازالت
تدير مفاوضات مع الأمريكان لمناقشة العديد من التحفظات ونيل المزيد من
التعويضات لصالحها مقابل إبرام هذه الصفقة.

وفي ذات الشأن، أكد مساعد وزيرة الخارجية
الأميركية للشؤون السياسية والعسكرية "أندرو شابيرو" أن صفقة الأسلحة
الضخمة التي أبرمتها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لن تؤثر
على التفوق العسكري النوعي الاسرائيلي في المنطقة.

وأوضح "شابيرو" ان الصفقة ترمي لتعزيز القدرات
الدفاعية السعودية في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة حالة ملتبسة، مشيراً مع
ذلك إلى أن الصفقة ليست موجهة ضد إيران مباشرة.

وسيتم بموجب الصفقة بيع أربع وثمانين مقاتلة من
طراز "F15" لسلاح الجو السعودي وتحسين 70 طائرة أخرى على أن تتسلم السعودية
الدفعة الأولى من هذه الطائرات في عام 2015.

يشار إلى أن حدة التوتر بين الولايات المتحدة
وإيران تتزايد، حيث أعلن الأسطول الأمريكي الخامس أن حاملة طائرات وسفينة
صواريخ تابعتيْن له اجتازتا مضيق هرمز الأسبوع الماضي بدون حوادث تذكر رغم
إجراء تمرين بحري إيراني في المنطقة ذاتها.

وكانت إيران قد هددت بإغلاق مضيق هرمز حال تشديد
العقوبات الدولية عليها مما حدا بالأسطول الأميركي إلى إعلان عزمه على
إبقاء هذا الممر البحري الهام مفتوحاً، ثم عقب ناطق بلسان الحرس الثوري
الإيراني على ذلك بالقول إن بلاده عاقدة العزم على حماية مصالحها الحيوية.
src