harbic
عمـــيد
الـبلد : المزاج : رايق التسجيل : 05/09/2007 عدد المساهمات : 1882 معدل النشاط : -3 التقييم : 0 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: المساعدة على كبح جماح الهياج العاطفي لدى الرجل والمرأة الأربعاء 5 سبتمبر 2007 - 11:50 | | | بسم الله الرحمن الرحيم
الأسس المساعدة على كبح جماح الهياج العاطفي لدى الرجل والمرأة
إن من أكثر الأمور التي تؤرق الشاب وتكاد تكون داء يفتك بأعصابه هو اتقاد الشهوة بين جوانحه ...وليس هذا بأمر غريب بل هو أمر طبيعي فطري ...لكن الأمر غير الطبيعي أن نطالب هذا الشاب بأن يبقى دون زواج حتى يبلغ من العمر عتيا ....... سنة الله تعالى وطبيعة النفس تقول له : تزوج ..... لكن قلة ذات اليد وأوضاع المجتمع تقول له: إياك أن تفكر بالزواج ....فماذا هو صانع؟
إن الانطواء على النفس وعلى أوهام الغريزة وأحلام الشهوة أو اللجوء لقراءة الروايات الداعرة أو مشاهدة صور العري الفاجرة كفيل مع الوقت أن ينتهي بالإنسان إلى الاكتئاب والانهيار ..... كذلك فإن اغتراف هذه اللذة من منابع الحرام يقتل الصحة والشباب والمستقبل فالإعراض عما أحل الله إلى ما حرم، له نتائجه المؤسفة الدنيوية قبل الأخروية.
فقد جعل الله تعالى ثواب الفضيلة صحة ونشاطاً {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل97 وجعل عقاب الرذيلة انحطاطاً وفاقة يقول تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }طه124 {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً }الجن17
فما الحل إذن لفاقد القدرة على الزواج؟؟ لم يتيسر للشاب الزواج .... ولا يريد الفاحشة ....فليس له إلا الترفع والتسامي حتى ييسر الله تعالى له الزواج ...... يقول الشيخ علي الطنطاوي: (أترى إلى إبريق الشاي الذي يغلي على النار. إنك إن سددته فأحكمت سده وأوقدت عليه فجّره البخار المحبوس، وإن خرقته سال ماؤه فاحترق الإبريق، وإن وصلت به ذراعاً كبيراً كذراع القاطرة أدار لك المصنع وسيّر القطار وعمل الأعاجيب. فالأولى حالة من يحبس نفسه عن شهوته، ويفكر فيها ويعكف عليها، والثانية حال من يتبع سبل الضلال، ويؤم مواطن اللذة المحرمّة والثالثة حالة المتسامي، فماذا نقصد بالتسامي: التسامي هو أن تنفس عن نفسك بجهد روحي أو عقلي أو قلبي أو جسدي يستنفد هذه القدرة المدخرة ويخرج هذه الطاقة المحبوسة بالالتجاء إلى الله والاستغراق في العبادة أو بالانقطاع إلى العمل والانغماس في البحث لأنواع الفنون من كتابة قصة أو شعر كل حسب هوايته وميوله وبما يحقق الفائدة للفرد والمجتمع المسلم.
ونجد الكثير من الأسس النفسية المعينة على كبح جماح الشهوة في القرآن والسنة.
أولاً: القرآن الكريم:
1_ تحدث القرآن عن هذه الغريزة وحرص على التدرج في تهذيبها. فنجد أولاً قصة قوم لوط و كيف عاقبهم الله على شذوذهم بإبادتهم، فلم ينج منهم أحد، وأطال القرآن في عرض حالتهم وعقوبتهم وكررها مراراً لتكون عبرة وعظة للناس. فالمتأمل لهذه القصة وعظيم عقاب الله تعالى على فعل الشذوذ والركون للشهوة يعين النفس على كبح جماحها والترفع عن هذه الرذيلة خوفاً من شديد عقابها.
2_ ثم نجد تحريم الله الزنا ووضع الحدود الرادعة له ، وهذا من شأنه أيضاً أن يحث النفس على كبح جماحها والبعد عن مواطن الذل وليس ثمة ذلاً اكبر من إقامة الحد بهذا الشكل وعلى مرأى ومسمع من المؤمنين : يقول الله عز وجل: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ }النور2
3_ و عرض القرآن الكريم قصتين حول كبح جماح الشهوة الجنسية: قصة موسى عليه السلام وما تحلى به من عفة وحياء حين التقى المرأتين على ماء مدين: يقول الله عز وجل: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ }القصص23
{فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ }القصص24
وقصة يوسف مع امرأة العزيز ونسوة المدينة، وما تحلى به من الصبر والتقوى حتى آثر السجن على أن يأتي ما حرم الله. يقول الله عز وجل: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }يوسف23 {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ }يوسف33
ونلاحظ في قصة يوسف أهمية الالتجاء إلى الله تعالى عندما تطالع الإنسان الفتن فيتبرأ من حوله وقوته ويلتجأ إلى حول الله تعالى وقوته ....فسيدنا يوسف عليه السلام لم يقل مثلاً : أنا نبي ويستحيل أن أفعل هذا الفعل .... بل دعا الله تعالى أن يعينه على هوى نفسه وأن يصرف عنه هذا الأمر ...وفي هذا إشارة لنا أن نسارع إلى الدعاء والوقوف على أعتاب الله كلما طالعتنا الأهواء والشهوات. فهذه الأمثلة من شأنها أيضاً أن تعين النفس على الترفع ولها في أنبياء الله تعالى أسوة حسنة
4_ ثم وصف الله تعالى المؤمنين بأنهم يحفظون فروجهم إلا على ما يحل لهم وفي هذا دعوة للنفس أن ترقى لتكون مع المؤمنين حقاً: يقول الله عز وجل: { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ............. وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ }المؤمنون6
5_ كذلك أوجب الله سبحانه وتعالى على المرأة الالتزام بالحجاب درءاً للمفسدة وحفاظاً عليها وعلى الرجال من الإثارة قال تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31
فعندما تعلم المرأة أن التزامها بالحجاب يساهم مساهمة جليلة في عفاف المجتمع وعندما تدرك أن المقصود من الحجاب هو مساعدة الرجل على الترفع والتسامي وحماية لها من أن تبذل جمالها للرائح والغادي وتحفظه فقط لمن يرتضيه الله تعالى لها زوجاً .... عندما تدرك كل هذا وتلتزم به تكون قد قدمت خدمة اجتماعية من جهة وكسبت ثواب التزامها بأوامر الله من جهة أخرى وحفظت مشاعرها الشخصية من الافتتان بنفسها إذا ما نظرت إليها العيون وطالعتها أهواء الرجال فالمرأة التي تقصد أن تلفت أنظار الرجال هي في نفس الوقت تؤجج مشاعرها الشخصية وتطلق لها العنان. فالالتزام بالحجاب إذاً عامل أساسي في كبح جماح العواطف عند الرجل والمرأة معاً
ثانياً:السنة المطهرة:
قدمت لنا توصيات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أسساً عملية لكبح جماح النفس والرقي بها أولها الصيام وثانيها الصلاة. 1_ يقول عليه الصلاة والسلام: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم. والمتأمل في القرآن الكريم يجد هذا المعنى في القرآن فقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة183 فقوله تعالى ( لعلكم تتقون ) يبين لنا أهمية الصيام في التقوى والبعد عن الشهوات .... فهو قهر لعدو الله، لأن وسيلة العدو الشهوات، وإنما تقوى الشهوات بالأكل والشرب، وما دامت أرض الشهوات مخصبة، فالشياطين يترددون إلى ذلك المرعى، وبترك الشهوات تضيق عليهم المسالك فإذا ترك الإنسان شهوة بطنه ضاقت على النفس والشيطان المسالك الأخرى ومنها شهوة الفرج. وقد ثبت علمياً أن إنتاج الهرمون الجنسي يكاد يكون معدوماً أثناء الصوم، وهذا ما حدثنا عنه الحبيب الأعظم صلوات الله وسلامه عليه بقوله: (فعليه بالصوم فإنه له وِجاء). وثبت علمياً أن الوِجاء في الصيام شبيهٌ بالخصاء وفي هذه الكلمة إشارة قوية وعلمية لانخفاض شهية الصائم الجنسية بسبب انخفاض هرمون الجنس عنده حتى الحدود الدنيا. 2_ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ، أي إذا أحزنه أمر أو واجهته مشكلة لجأ مباشرة إلى الله جل وعلا وسأله في سجوده أن يفرج عنه ويلهمه الحل.
ثالثاً: أهل الاختصاص:
من الطبيعي جدا أن تكون الحاجة الجنسية والعاطفية إحدى أهم وأخطر الحاجات والميول الطبيعية في الجنس البشري . وأغلب الناس إن لم يكن جميعهم تنتابهم هذه الحاجة وتلك الرغبة لأنها وديعة السماء في الأرض من أجل المحافظة على الجنس البشري لبناء الحضارة وحمل المسؤولية . وهذه الحاجة الفطرية في الإنسان قد تكون أشد وأقوى لدى هؤلاء الذين لم يوفقوا في التعرف على شريك الحياة ولم تتوفر لهم فرصة تحقيق هذه الحاجة وإشباعها وفقا لشرائع الدين وتعاليمه . الموعظة جيدة ولكنها ليست كل شيء فالمواعظ لا يمكنها أن تتجاوز حدود الحاجات والرغبات والمشكلات التي يواجهها الإنسان . والمواعظ ليست بلسما شافيا يدفعنا خارج دوائر الهم والغم والحاجات والميول ، لذلك لا بد من وسائل عملية تُتبع وقد وضحها لنا القرآن الكريم والسنة المطهرة وذكرناها لكم سابقاً أضف إلى ذلك سؤال أهل الاختصاص وقد ورد ذلك في القرآن الكريم: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }الأنبياء7 ويمكن أن يكون أهل الذكر هم أهل الاختصاص في أي مجال من مجالات الحياة، لذلك تخيرنا مجموعة من النصائح والإرشادات لكل من الرجل والمرأة لتكون معيناً ومساعداً على تجاوز الأزمة والبداية من جديد.
أيها الشاب المسلم المقبل على الزواج: 1_ أعلم أن الشهوة والغريزة فطرة مركبة في الإنسان لا يخلو منها فرد، ولكن المؤمن المتيقظ الذي يراقب الله تعالى يكبح جماح تلك الشهوة ويلجمها بذلك الإيمان وبتلك المراقبة لله تعالى فيمنعه ذلك من تفريغ هذه الشهوة فيما حرم الله. 2_ هذا، وإن كنت قادراً على الزواج أثناء دراستك فتزوج، فلا عذر لك في التأخير، وإن لم تتمكن من الزواج ولم تكن قادراً على مؤونته ، فاجتهد في الصيام، ولا تعجز ولا تنقطع بحجة الشعور بالجوع، فإنه لا بد في الصيام من الجوع، ولكن بعد فترة تتهذب هذه النفس الأمارة بالسوء، ويكفيك الوصية النبوية في قوله صلى الله عليه وسلم :يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم 3_ واقطع عنك جميع أسباب الغواية من إطلاق للبصر إلى من لا تحل لك، أو تساهل في الكلام معها لغير حاجة، ونحو ذلك مما يهيج الشهوة عندك ويزيد من آثامك وذنوبك، وابتعد عن كل ما من شأنه تأجيج العواطف والإنسان أدرى بنفسه فقد تثيره أغنية أو صورة وليس الحل في الامتناع بل بالاستبدال فاجعل الأنشودة الهادفة مكان الأغنية وصورة منظر طبيعي تريح النفس مكان الصورة المثيرة. 4_كما ننصحك بالالتجاء إلى الله وسؤاله بذل وإلحاح أن يرزقك العفة، وأن يحفظك من الوقوع في الحرام، وتحر في دعائك آداب الدعاء والتمس أوقات إجابته الشريفة. 5_ عدم الاختلاء بالنفس وحاول دائماً التواصل مع الأقارب والأصدقاء الصالحين الذين إذا أخطأت نصحوك وإذا أفلحت هنئوك وإذا مرضت أتوا لزيارتك ومواساتك والاطمئنان على حالك ، بل اجتهد في أن تكون لك رفقة صالحة من الشباب المؤمن المتمسك بالدين، فإنهم خير معين بعد الله تعالى على الاستقامة على أمره، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، فاشترك معهم في طلب العلم النافع واستماع الأشرطة الدينية، ونحو ذلك من الأنشطة التي تشغل الفراغ وتعود بالنفع في الدين والدنيا. 6_ واعلم ان الله تعالى يحب من الأعمال أدومها وإن قل فليكن لك درس علم واحد تلتزم به أسبوعياً على الدوام خير من محاضرات ودروس تحضرها في أسبوع ثم تنقطع عنها لعل الله تعالى ببركة هذا الدرس يعينك ويذيقك لذة طلب العلم ويجعلها في نفسك تغلب على كل لذة من نظر لحرام أو معصية. 7_ عليك بالصلاة فإنها عبادة ورياضة في آن معاً، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة153 فحافظ على الصلوات في أوقاتها واحرص على الصلاة في المسجد مع الجماعة وعليك بالصف الأول وخلف الإمام ، فالصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر. {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }العنكبوت45
8_ لكل إنسان هواية أو حرفة أو طموح أو أفكار إيجابية ، اشغل نفسك بها فهي تنمي قدراتك وتنشط ذاكرتك وتزيد من خبراتك وثقافتك ، وهي بلا شك تلهيك عن التفكير بما يشغل عقلك من هموم ، وبإمكانك الانضمام إلى أحد النوادي الرياضية وتمارس العديد من الرياضات النافعة والمفيدة لبدنك وصحتك وعقلك. 9_ أحرص على الانضمام إلى العديد من الدورات النافعة وذلك لكسب الخبرات والمهارات الاجتماعية والثقافية والعلمية النافعة ، وأيضاً المشاركة بالعديد من الندوات والمحاضرات والمناسبات العامة التي تجلب لك النفع في حياتك ومستقبلك وتحجز لك مكاناً بالمجتمع وصورة إيجابية تشعرك بأهميتك ومكانتك بين الجميع . 10_ عدم الاستجابة للأفكار الداخلية وهو العقل الباطن ودائما ذكر نفسك أولا بأول بأن هذه الأفكار الجانحة ليست حقيقية وغير موجودة فما الفائدة منها.
أيتها الفتاة المسلمة المقبلة على الزواج: عاطفتك المتقدة إلى الحياة الأسرية ينم عن غريزة فطرية طبيعية في المرأة وهذا لا يشكل بحد ذاته مشكلة شخصية أو اجتماعية . فالمرأة تتطلع إلى الزواج وبناء الأسرة وإنجاب الأطفال وهذا هو حقك وتلك هي فطرتك الطبيعية كما هو حال الخلق جميعا لكن المشكلة تكون في التفكير في هذا الأمر لدرجة تضيع عليك الكثير من الوقت دون فائدة وتستنفذ قدراتك ومواهبك.
1_ فننصحك بأن لا تجعلي أمر الشهوة يملأ عليك قلبك وتفكيرك، فانصرفي إلى ما ينفعك في دينك ودنياك، وتجنبي الاختلاء بنفسك، واتخذي رفقة صالحة من الأخوات الفضليات، واعبدي الله معهن واشتركي معهن في شهود الخير ومجالس العلم وقراءة القرآن. 2_ وأكثري من الصيام، فإن له تأثيراً بالغاً واحذري كل ما يهيج الشهوة من النظر إلى المجلات ومشاهدة العورات أو سماع الأغاني الهابطة. نحن ننصحك بأن لا تحرمي نفسك بل استبدلي فسماع الأنشودة الجميلة الهادفة يغني عن الهابطة، وقراءة المقالات المفيدة لك كفتاة تريد خدمة مجتمعها ودينها يغنيك عن مشاهدة آخر صيحات الموضة والأزياء والعورات. 3_ تعلمي أموراً منزلية فهي تفيدك وتملأ وقت فراغك ولا تقولي: ( لست مضطرة ولست مسؤولة في بيت أهلي وهناك من يقوم بالمهام نيابة عني ) فأنت لا تدرين متى تتحملين المسؤولية سواء كزوجة أو كفتاة في بيت أهلها، وإن كان لديك موهبة فنميها بما يعيد النفع الحقيقي عليك وعلى المجتمع. 4_ تفاعلي اجتماعيا وحسني من مظهرك وابحثي عن زوج بالوسائل المشروعة المتاحة لك في بيئتك. فهناك اليوم مؤسسات اجتماعية تعنى بالتوفيق بين الشباب من أجل زواج طاهر صادق، وهناك الأهل والأصدقاء والأقرباء الذي يمكن أن يقدموا بعض العون في التوفيق بينك وبين صاحب النصيب المنتظر إن شاء الله . 5_ وإن لم يتهيأ ولم يتيسر لك ما ترغبين فيه من زواج ميمون وطاهر، عليك أن تحولي هذه الطاقة العاطفية إلى طاقة بناء وليس طاقة هدر، فضعي لنفسك أهدافا ثقافية وإنسانية سامية ثم نوعي في النشاطات الاجتماعية، حاولي أن تخرجي إلى الناس إلى المجتمع، حاولي أن يكون لك دور إيجابي في بناء الأمة. 6_ صلي رحمك، اطلبي العلم إن تسنى لك ذلك ، قدمي المساعدة ضمن حدود إمكانياتك والمساعدة لا تكون بالمال فقط بل يكون بكل أمر معنوي تستطيعين تقديمه. 7_ ابتعدي عن الاعتناء الزائد بالمظهر الخارجي والتبرج المبالغ فيه وإظهار العورة ولا تبرري لنفسك أن الأمر مسموح أمام النساء، وليس المقصود أن تبتعدي عن الأناقة أو تتبذلي فهذا ليس من الإسلام في شيء، لكن صرف الوقت الكبير على هذا الأمر يشغل القلب والتفكير ومع الوقت قد يهيج النفس ويجعلها ترغب بالمزيد. 8_ التزمي بحجابك الساتر أمام الرجال الأجانب واستمتعي بهذه العبادة التي خصك الله بها وفكري أنك بحجابك تقدمين خدمة جليلة للمجتمع وتعينين شباب الإسلام على العفة فيزيد بذلك احترامك لنفسك وثقتك بأنك مفيدة للمجتمع. 9_ انتبهي لكلامك مع غير محارمك فلا تخضعي بالقول ولا تكثري الكلام من غير داعٍ فهذا من شأنه أن يثيرك. وإن لاحظت تأثر الرجال بحديثك فعليك الانتباه وأخذ الحيطة وعدم الخضوع في القول. 10_ عليك بأداء الصلوات في أوقاتها وعدم تأجيلها وتأخيرها، والتسبيح و التهليل بعد كل صلاة و في كل وقت حتى يبعد الله عنك نزغات الشياطين ، وتحفك الملائكة وينزل على صدرك الطمأنينة والسكون.
الخاتمة: وأخيراً أخي الشاب وأختي الشابة المقبلين على الزواج أعلموا أن الدعاء بعد كل صلاة بالمغفرة والرحمة وأن يعوضكم الله خيراً في دنياكم والالتجاء الدائم إلى الله بأن ينقلكم من ذل المعصية إلى عز الطاعة وأن تتبرؤوا من حولكم وقوتكم إلى قوة الله تعالى. واعلم يا أخي الحبيب ويا أختي الكريمة بأن الدعاء ينفع لما نزل ولم ينزل من القضاء، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }غافر60 أيضا يقول الله عزوجل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186 وبهذا بإذن الله لن يكون لكم الوقت الكافي للتفكير بالماضي أو بالحب الواهي أو بغيرها ، بل تفكيركم سوف يكون أكثر إيجابية وأكثر طموحاً وعزماً، وأكثر نجاحاً بالدنيا والآخرة إن شاء الله.
__________________________________________ المراجع:
كتاب صور وخواطر للشيخ علي الطنطاوي موقع الشبكة الإسلامية ( الفتاوى ) موقع نداء الإيمان www.al-eman.com موقع المستشار www.almostshar.com
|
|
karem
لـــواء
الـبلد : المهنة : اركان حرب المزاج : عصبي التسجيل : 02/11/2007 عدد المساهمات : 2462 معدل النشاط : 1336 التقييم : 33 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: المساعدة على كبح جماح الهياج العاطفي لدى الرجل والمرأة الخميس 31 يناير 2008 - 14:27 | | | موضوع مهم و يا ريت كل الشباب يستفيدوا منة |
|
Abd Allah
جــندي
الـبلد : العمر : 38 المهنة : warrior التسجيل : 11/03/2008 عدد المساهمات : 9 معدل النشاط : 0 التقييم : 0 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: المساعدة على كبح جماح الهياج العاطفي لدى الرجل والمرأة الأربعاء 12 مارس 2008 - 11:38 | | | شكرا يا أخى على الموضوع الجميل جدا ده وجزاك الله عليه الخير |
|