جنوب إفريقيا تستجيب وأمريكا وفرنسا رفضتا تسليم نسخ من "العلب السوداء" نظرا لخطورتها
كشفت مصادر موثوقة لـ "الشروق"، أن
السلطات الجزائرية، شرعت في استرجاع ما يربو عن 320 وثيقة سرية تخص أسرار
زعماء وقادة الثورة التحريرية والفترة المتعلقة بها، من جنوب إفريقيا، تحوز
أمريكا وفرنسا على نسخ منها ورفضت تسليمها للجزائر نظرا لخطورتها.
وأضافت المصادر ذاتها أن هذه الخطوة تدخل ضمن الاتفاقية التي
عقدتها السلطات الجزائرية مع نظيرتها بجنوب إفريقيا، حيث تحمل هذه الوثائق
التي يبلغ عدد التقارير فيها 320 تقرير حول معلومات وتفاصيل دقيقة عن كل
تحركات قادة وزعماء ثورة التحرير إبان الفترة الممتدة ما بين 1954 و1962،
تكفل بنقلها "عملاء" من جنوب إفريقيا على شكل تقارير لصالح وكالة
الاستخبارات الأمريكية أنذاك، والتي تقوم بدورها بتحويلها إلى نظيرتها
الفرنسة لاستغلالها في إضعاف ثورة التحرير وإفشال عزيمة وقوة ثوارها
وزعمائها.
الوثائق السرية التي تسعى السلطات الجزائرية لاسترجاعها إلى
المركز الوطني للأرشيف، حسب ذات المصادر تضم تقارير مفصلة عن ظروف اندلاع
الثورة التحريرية والجهات التي تعمل من أجل إنجاح الثورة، وحتى الدول
المساندة لمبادئ ثورة 1 نوفمبر، مركزة بذلك على قادة وزعماء الثورة
الجزائرية من خلال ترصد لجميع حركاتهم والتصنت على اتصالاتهم ومخططاتهم،
ونقلها من طرف عملاء من جنوب إفريقيا لصالح الاستخبارات الأمريكية،
بالتنسيق مع المخابرات الفرنسية التي قامت بتجنيدهم مقابل مبالغ مالية
باهظة.
ونظرا لخطورة الوثائق التي شرعت جنوب إفريقيا في منحها للجزائر،
رفضت السلطات الأمريكية تسليمها باعتبارها شريكا آنذاك مع فرنسا لتحطيم
الثورة والثوار الجزائريين وإفشال مخطط تحرير البلاد، من المستعمر الغاشم.
وتدخل
اتفاقية استرجاع الوثائق السرية الخاصة بالثورة الجزائرية وزعمائها من
دولة جنوب إفريقيا في إطار مساعي الجزائر لاسترجاع أرشيف الثورة ورفض
السلطات الفرنسية منح نسخ منها، بعد أن نجح مركز الأرشيف الوطني في افتكاك
نسخ عديدة من الأرشيف الخاص بالحقبة الاستعمارية في كل من إسبانيا
وبعض الدول الشقيقة.
بالإضافة إلى ذلك، نجحت السلطات
الجزائرية في استرجاع جزء كبير من نسخ الأرشيف المتعلق بالفترة العثمانية،
وكذا الفترة الممتدة ما بين 1825 وما بعد 1830 الذي تحتفظ به فرنسا ورفضت
منحه إياه للجزائر، حيث منحته السلطات التركية لها وتتواجد حاليا في المركز
الوطني للأرشيف بالعاصمة