لا شك بان الاردن عانى كثيراً ولا زال من الارهاب والتهديدات والاستهدافات الخارجية للتأثير على أمنه واستقراره بسبب مواقفه السياسية المعتدلة ونهجه المتسامح.
وقد عانى الاردن مبكراً من الارهاب لثنيه عن مواقفه السياسية التي اتسمت بالتعقل والاعتدال في منطقة مضطربة تتنازعها دواعي التطرف.
وفي هذا الاطار كانت كوكبة مؤمنة من ابناء وزارة الخارجية يدفعون ضريبة ذلك بالدم الارجوان خلال وجودهم في السفارات والبعثات الاردنية في العالم وكانوا هدفا للارهاب الذي مارسه شذاذ الافاق.
الا اننا نشعر بغصة حزن ونحن نطالع الموقع الالكتروني الرسمي لوزارة الخارجية www.mFa.gov.jo وهو لا يتضمن من قريب او بعيد اي شيء عن شهداء الخارجية الذين قضوا نحبهم في اكثر من بلد في هذا العالم الواسع.
«الدستور» بدورها تقدم نبذة عن تلك الكوكبة المؤمنة من الدبلوماسيين والاداريين في سفارتنا الذين استشهدوا جراء اعمال اجرامية ارهابية ضالة.
وفيما يلي تفاصيل كافة العمليات الارهابية التي استهدفت سفاراتنا وبعثاتنا وهي على النحو التالي:
- في 15 كانون الاول عام 1971 ، كان سفير المملكة في لندن (انذاك) زيد الرفاعي يتعرض لمحاولة اغتيال ، اصيب على اثرها بجراح بالغة جدا.
- يوم 16 كانون الاول عام 1972 كان يشهد انفجارا ضخما بالقرب من مقر البعثة الاردنية في جنيف ، اصيب خلاله اربعة اشخاص.
- عام 1972 تم اختطاف القائم بالاعمال في سفارتنا بالعاصمة السودانية (الخرطوم) عدلي الناصر وعدد اخر من الدبلوماسيين ، الذي كانوا يلبون دعوة السفير السعودي هناك ، وتم الافراج عن الناصر بعد فترة.
- عملية اختطاف نفذتها مجموعة ارهابية في العاصمة اللبنانية ـ بيروت في 6 شباط عام 1981 بحق القائم بالاعمال في سفارتنا هناك هشام المحيسن ، واستمرت عملية احتجازه لمدة شهرين ، تعرض خلالها للتعذيب الجسدي الى ان تم انقاذه فيما بعد.
- عام 1983 نجا السكرتير الاول في سفارتنا بالعاصمة اليونانية (اثينا) عاصم قطيشات من عملية اغتيال ذلك عندما توقف الكلاشينكوف عن العمل في يد الجاني ، وتعطل عن العمل.
- تعرض سفيرنا في روما تيسير طوقان يوم 26 تشرين الاول عام 1983 لمحاولة اغتيال اعلنت خلالها منظمة الوية الثورة العربية مسؤوليتها عن الحادث ، واصيب طوقان بجراح بالغة ، فارق الحياة بعدها متأثراً بمضاعفاتها.
- كان يوم 4 كانون الاول عام 1984 يشهد اغتيال السكرتير الاول في سفارتنا بالعاصمة الرومانية (بخارست) عزمي المفتي ، عندما كان بانتظار خروج ابنه من المدرسة لايصاله الى البيت ، واعلنت منظمة ايلول الاسود مسؤوليتها عن الحادث الارهابي.
- في 19 كانون الاول عام 1983 اقتحمت مجموعة ارهابية مقر سفارتنا في العاصمة الاسبانية (مدريد) وتمكن الجناة من اغتيال جمال بلقز واصابة ابراهيم سامي محمد ، فيما نجا الدبلوماسي محمد خالد البخاري ، واعلنت منظمة الوية الثورة العربية مسؤوليتها عن الحادث الاجرامي.
- كان يوم 29 تشرين الاول عام 1983 يشهد محاولة اغتيال سفيرنا في نيودلهي محمد خورما ، عندما كان يهم الدخول الى منزله ، عندما داهمه ارهابي من تنظيم الوية الثورة العربية ، يقود دراجة نارية اطلق النار بكثافة على السفير خورما ، ولم يغادر الجاني المكان ، الا بعد ان اعتقد ان خورما قد فارق الحياة ، لكن العناية الالهية كانت اقوى من ارادة الارهاب ، ليتشافى سفيرنا ، الا انه ما لبث ان فارق الحياة بعد فترة بسبب مضاعفات الحادث الاجرامي.
- في 24 تموز عام 1985 اعلنت منظمة ايلول الاسود مسؤوليتها عن اغتيال السكرتير الاول في سفارتنا بالعاصمة التركية (انقرة) زياد الساطي ، عندما كان يتوقف بسيارته على الاشارة الضوئية الحمراء ، بانتظار اللون الاخضر للمرور.
- برقية تحمل صفة الاستعجال في الساعة التاسعة والنصف صباح يوم 29 كانون الثاني عام 1994 من سفارتنا في بيروت الى وزارة الخارجية في عمان ، تفيد بان مجموعة ارهابية اقدمت على اغتيال المستشار الدبلوماسي في سفارتنا هناك نائب عمران المعايطة قبل 15 دقيقة.
وتعود تفاصيل عملية الاغتيال الآثمة ، التي كشف تفاصيلها واماط الغموض عنها فريق امني من ضباط دائرة المخابرات العامة الاردنية بمهنية كبيرة واحتراف امني مشهود انه يوم 28 كانون الثاني عام 1994 وبتكليف من كل المدعوين احسان صادق صالح الرضوان وصبري خليل عبدالحميد البنا توجه في الثانية عشرة ظهراً كل من ياسر محمد احمد سلامة ابو شنار وعقاب نمر سليمان الفقهاء وجمال درويش مصطفى فطاير ، الى مكان وقوف سيارة المستشار المعايطة في منطقة الروشة في بيروت قاصدين اغتياله بعد ان وزعوا الادوار فيما بينهم ، الا ان المعايطة لم يحضر الى سيارته فغادروا المكان خوفاً من انكشاف امرهم ، وفي صباح اليوم التالي عاد الارهابيون الثلاثة المذكورون اعلاه الى المكان نفسه الى المبنى الذي يقيم فيه المعايطة وكانت تقلهم سيارة مرسيدس واصطحبوا معهم المدعو يوسف محمود شعبان الذي كان بحوزته مسدس عيار (9) ملم وعندما نزل المعايطة من منزله وصعد الى سيارته اقترب منه المدعو ياسر ابو شنار واطلق عيارات نارية من مسدسه 9ملم محدثا فجوة في الزجاج الامامي للباب الايسر للسيارة فيما تقدم يوسف شعبان بدوره واطلق عيارات عدة باتجاه رأس الشهيد المعايطة وعلى جسمه ولم يتوقف حتى تأكد من مقتله وكان عقاب الفقهاء وجمال فطاير يقومان بتأمين الحماية للجناة بعد ارتكاب جريمتهم البشعة واعلن المجلس الثوري ـ جماعة ابو نضال مسؤوليته عن الحادث الاجرامي.
- في الساعة التاسعة من مساء يوم 11 تشرين الثاني عام 1996 اقدمت مجموعة ارهابية على اغتيال سائق السفارة الاردنية في بغداد الشهيد عمر صبح وهو وكيل متقاعد من القوات المسلحة ، حيث كان صبح يدخل الحدود العراقية متوجهاً الى عمله في بغداد بسيارة السفارة وكان يصطحب الحقيبة الدبلوماسية من الخارجية الى السفارة حيث اقدم الجناة على اغتياله.
- في يوم 7 آب عام 2003 انفجار ارهابي ضخم بواسطة ثلاث سيارات ملغومة امام مبنى السفارة الاردنية في بغداد والواقع في حي المنصور السكني حيث لقي 17 شخصاً مصرعهم واصيب ما يزيد عن 40 آخرين وكانت هذه المرة على يد جماعة انصار الاسلام التي يتزعمها المدعو نجم الدين فرج احمد المعروف بـ «الملاكريكار».
- كما لا يفوتنا ان نذكر انه وفي يوم 28 تشرين الثاني عام 1971 تمكنت مجموعة ارهابية من اغتيال رئيس الوزراء والسفير الاسبق الشهيد وصفي التل امام باحة الشيراتون في القاهرة.
الامير الاحمر