القوات الأمريكية التي بدأت في الوصول إلى إسرائيل في الأيام الأخيرة ستبقى على الأقل حتى نهاية 2012، ولو اقتضت الحاجة ستظل فترة أطول، وهو ما أكدته مصادر عسكرية أمريكية رفيعة المستوى.
كما صدقت المصادر على أنه في إطار الإستعدادات الخاصة بالجيش الأمريكي تحسبا لمواجهة عسكرية مع إيران، الأمر الذي يمكنه أن يؤدي إلى حرب إقليمية، سوف تقبع أمام السواحل الإسرائيلية حاملة طائرات أمريكية، وسوف تعمل طائراتها بالتعاون مع طائرات سلاح الجو الإسرائيلي. وبصفة عامة، سوف يقبع داخل وقرب إسرائيل في الأسابيع القادمة قرابة 9000 جندي أمريكي أغلبهم (طيارون، مشغلو منظومة إعتراض الصواريخ، مارينز، عناصر سلاح البحرية، فنيون، وضباط إستخبارات).
وبشكل رسمي، جميع هذه القوات الأمريكية تصل للمشاركة في المناورة العسكرية Austere Challenge ولكن حقيقة تغيير إسم المناورة من Juniper Stallion 2012، وحقيقة أن قائد القوات الأمريكية في المناورة، قائد القوة الجوية رقم 3 جنرال فرانك جورينك، أكد خلال زيارته لإسرائيل قبل أسبوعين أن الأمر يتعلق فقط بمناورة، غير أن الإستعدادات التنفيذية تدل على أن واشنطن تستخدم المناورة كغطاء للاستعدادات الجديدة لقواتها في الشرق الأوسط، تحسبا لإحتمال إتخاذ قرار بمهاجمة البرنامج النووي الإيراني.
كما تقول المصادر العسكرية أن نشر البيان الإسرائيلي حول المناورة العسكرية، الخميس 5/1 في ساعات الليل المتأخرة جاء قبل موعده بأيام بعد مشاورات مكثفة أجريت بين المستوى السياسي والعسكري الأعلى في واشنطن والقدس، وبعد أن إتضح أن إيران توشك أن تعلن عن مناورة عسكرية بحرية جديدة في الخليج الفارسي ومضيق هرمز في الأسبوع الأول من شهر فبراير، على الرغم من أن مناورة مماثلة إنتهت يوم الإثنين الماضي.
هذه الإتصالات أجريت بمشاركة وزيري الدفاع الأمريكي والإسرائيلي، ليون بانيتا وإيهود باراك، ورئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال مارتين ديمبسي، ورئيس هيئة الأركان العامة الفريق بني غانتس، وبمشاركة وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند، والذي كان في العاصمة الأمريكية.
وفي وثيقة مكتوبة تظهر ما قاله وزير الدفاع البريطاني وتم توزيعها على الصحفيين الأمريكيين، قال وزير الدفاع البريطاني أن "بريطانيا تستعد لضرب إيران في حال أغلق الإيرانيون مضيق هرمز. ولكن خلال ظهوره أمام الصحفيين، استبعد الوزير هذه الجملة بناء على طلب شخصي في اللحظة الأخيرة من وزير الدفاع الأمريكي. وقد كان هذا نموذج آخر حول كيفية تفضيل الولايات المتحدة الأمريكية الحفاظ على استعداداتها لمهاجمة إيران بعيدا عن الضجة.
إيران تتبع الأسلوب ذاته. فالمناورات العسكرية التي يقومون بها جاءت من أجل خلق حالة من الثقة لدى الرأي العام الإيراني بأن القيادة في طهران لديها رد عسكرية على هجوم أمريكي أو إسرائيلي محتمل على منشآتها النووية، ولكن هذه المناورات تأتي في الأساس لتعزيز خلايا البر والبحر والجو الإيرانية في الإستعدادات الحربية، وفي اللحظة التي ستتعرض فيها إيران للهجوم المفاجئ، ستكون قواتها مستعدة لصده.
وقد قالت المصادر العسكرية الأمريكية يوم الجمعة أن القوات الأمريكية والإسرائيلية ستتدرب خلال المناورة على صد هجمات صاروخية سورية أو هجمات مماثلة من حزب الله أو حماس. وتشير مصادرنا العسكرية إلى أن تلك ليست المرة الأولى التي تضع فيها الولايات المتحدة مقابل إسرائيل حاملة طائرات تعمل بالتنسيق مع سلاح الجو الإسرائيلي.
فقبل عامين، وفي إطار الإستعدادات الأمريكية – الإسرائيلية مقابل إيران وحلفائها، قبعت حاملة الطائرات الأمريكية (ترومان) سرا قبالة سواحل إسرائيل، حيث قامت هي وقواتها الهجومية البحرية والجوية بالتدريب على مهاجمة أهداف بالتعاون مع سلاح الجو الإسرائيلي.
مصادر عسكرية تشير إلى أنه على الرغم من أن واشنطن والقدس تحاولان الظهور أمام الخارج وكأن جميع الأنشطة العسكرية ضد إيران تتم بالتنسيق بينهما، خاصة عبر ضباط أميركيين سيتواجدون في قيادة جيش الدفاع الإسرائيلي وضباط إسرائيليين في القيادات التنفيذية الأمريكية في أوروبا، فإنه لم يتحقق حتى الآن توافق أمريكي – إسرائيلي حول جميع التفاصيل المتعلقة بالمهام التنفيذية – الهجومية المشتركة ضد إيران. وهذا التوافق حتى الآن جاء فيما يتعلق فقط بالمنظومة الدفاعية".ashehab.blogspot.com/