</A>
<p>فريق من "الموساد" و"أمان" جنّد العميد مصطفى الشيخ وحصل منه على أرشيف "مركز البحوث العلمية" رغم تنبيهنا إلى اتصالات إسرائيل معه منذ ثلاثة أشهر!؟
تل أبيب ،الحقيقة (خاص من: ليا أبراموفيتش + مكتب التحرير): كشفت مصادر إسرائيلية موثوق بها أن فريقا من ضباط "الموساد" الإسرائيلي ، مطعما باختصاصيين من ضباط المخابرات العسكرية "أمان" ، اجتمع يوم أمس مع العميد السوري الهارب مصطفى أحمد الشيخ في تركيا وحصل منه على معلومات ووثائق وصفها المصدر بأنها " كنز هائل كانت إسرائيل تبحث عنه منذ سنوات ، ويسد فجوة كبيرة في معلوماتها عن برامج أسلحة الدمار الشامل السورية وبرامج الصواريخ بعيدة المدى المرتبطة بها". وكان العميد الشيخ فر مع أفراد أسرته وعدد من أقربائه إلى تركيا أواخر الشهر الماضي قبل أن يعلن في شريط مسجل عن "انشقاقه" . وقالت هذه المصادر إن العميد الهارب "جند لصالح الاستخبارات الإسرائيلية منذ أربعة أشهر على الأقل عن طريق ضابط في الاستخبارات التركية ينحدر من الطائفة اليهودية كان زار سوريا في أيلول / سبتمبر الماضي والتقى العميد المذكور في منزل قريب مباشر له يعمل مسؤولا رفيعا في حزب البعث الحاكم". لكن المصدر رفض تسمية هذا المسؤول الحزبي الذي كان منزله مكانا للاجتماع.
وبحسب هذه المصادر، فإن "العميد الجاسوس قدم لمشغليه الإسرائيليين ملفات كبيرة مخزنة على أقراص مدمجة عن البرامج العسكرية التي جرى العمل عليها خلال الـ25 سنة الأخيرة ، لاسيما في مجال الأسلحة الكيميائية والبيولوجية ومجال تصنيع الرؤوس الحربية غير التقليدية المرتبطة بها في عدد من المصانع التابعة لمؤسسة معامل الدفاع السورية ، لاسيما في منطقة السفيرة جنوب حلب". وطبقا لهذه المصادر، فإن الأقراص المدمجة " احتوت ، من بين ما احتوته، رسوما تخطيطية وهندسية وبيانات ومعادلات رياضية وكيميائية تتعلق بكافة المراحل التي مر بها برنامج تطوير صواريخ Scud C و Scud D خلال العشرين سنة الأخيرة ، بما في ذلك الحلول التقنية التي وضعها خبراء إيرانيون و كوريون شماليون وسوريون لشحن الرأس المتفجر لصاروخ Scud D ، وقنابل جو ـ أرض خاصة بالطائرات القاذفة، بغاز السارين". كما وتضمنت ، بحسب هذه المصادر، معلومات "تتعلق بالبيانات الرياضية والفيزيائية المتعلقة بمراحل تطوير أنظمة التوجيه GPS والطيران الآلي الخاصة بهذه الصواريخ ، التي كان توصل إليها خبراء من الدول المشار إليها لتحسين دقة إصابتها أهدافها".
المصادر الإسرائيلية كشفت أيضا أن العميد الهارب كلن يعمل ضابطا لأمن " مركز الدراسات والبحوث العلمية" في وزارة الدفاع على مدى حوالي عشرين عاما انتهت في العام 2005 حين جرى نقله إلى مركز أكثر خطورة في شمال سوريا أتاح له الاطلاع على البرامج السرية الخاصة بتطوير الأسلحة الكيميائية في مصانع منطقة السفيرة وبطاريات الصواريخ الاستراتيجية المنصوبة في بطون الجبال شمال سوريا"! وجاء في التفاصيل الأخرى التي حصلت عليها"الحقيقة" أن فريقا من المخابرات الإسرائيلية توجه إلى تركيا بطائرة خاصة إلى استانبول فور تلقيه معلومات عن أن العميد الشيخ " أصبح في مكان آمن على الأراضي التركية"، وأشارت إلى أن ضباطا من المحلقية العسكرية الأميركية في أنقرة ، عرف منهم الكولونيل رالف هانسن Ralph Hansen والكولونيل دين كاتسيانيز Dean Katsiyiannis ، "شاركوا في لقاءات رجال الاستخبارات الإسرائيلية مع العميد الشيخ ، فضلا عن لقاءات أخرى انفردوا بها معه".
وكان مدير هيئة مكافحة "الإرهاب" في إسرائيل "نيتسان نورييل" هدد في محاضرة له أمام مركز " هرتزليا" للدراسات الأمنية في أيلول / سبتمبر 2010 بقصف "مركز البحوث العلمية " السوري المشار إليه. وبحسب ما نقلته صحيفة "جيروزاليم بوست" في عددها الصادر يوم الأربعاء15/9/2010 ، فإن "مركز البحوث العلمية" السوري "طور طائرات بدون طيار لصالح حزب الله وحماس وزودههما بصواريخ تفتقر لها حتى دول في القارة الأوربية"!؟
يشار إلى أن"الحقيقة" كانت كشفت منذ ثلاثة أشهر ، وتحديدا في تقرير نشرته في 5 تشرين الأول / اكتوبر الماضي ، عن محاولات إسرائيلية محمومة لتجنيد ضابط كبير كان مسؤولا عن أمن "مركز البحوث العلمية"، مشيرة في حينه ـ نقلا عن مصادر إسرائيلية خاصة ـ إلى أنه يعتبر خزان معلومات هائلا ، لاسيما لجهة ما يتعلق بـ"المركز" المذكورالذي خدم فيه حوالي عشرين عاما ، و ما يتعلق بمصانع مؤسسة معامل الدفاع في منطقة " السفيرة" بحلب ، حيث تعتقد إسرائيل أن هذا الضابط الكبير ، وبصفته متخصصا في الحرب الكيميائية وخدم في المصانع والأماكن المشار إليها ، لديه معلومات هائلة عن برامج أسلحة الدمار الشامل في سوريا ، لاسيما ما يتعلق منها بالتطبيقات المخصصة للصواريخ بعيدة المدى.
الصحفي السوري المعارض نزار نيوف ، الذي سبق به أن عمل طويلا على تحقيقات تتعلق بمحاولات إسرائيل وجهات أخرى لاختراق شبكة الاتصالات السورية ومراكز الأبحاث العلمية العسكرية في سوريا ، وكشف قصة تجنيد العميد محمود سليمان بعد إعدامه ببضعة أشهر ، وصف لـ "الحقيقة" ما جرى بأنه " أكبر كارثة أمنية معروفة لدينا تحصل منذ تجنيد العميد سليمان" ، موضحا بالقول " إن الكارثة التي تسبب يها مصطفى الشيخ ربما تكون أخطر بكثير من الكارثة التي تسبب بها محمود سليمان . فالشيخ عمل لحوالي ربع قرن في مفاصل ميدانية ، بينما مهمات سليمان كانت في معظمها ذات طابع إداري ، بما في ذلك الفترة التي قضاها عضوا في مجلس إدارة مركز البحوث العلمية" . وعن مسؤولية رأس السلطة بشار الأسد عن هذه الاختراقات ، قال نيوف "هذا ال*** الأجرب هو المسؤول عن كل هذه الجرائم. فطوال عشر سنوات كان همه الأول حشد جرائه و***ه وخنازيره في أجهزة الأمن لمطاردة الوطنيين الحقيقيين وإحصاء أنفاسهم وتعقب حتى المقالات السخيفة التي يكتبها شبان على صفحات الإنترنت، في الوقت الذي كانت كل أجهزة المخابرات في العالم ، وعلى رأسها الموساد، تصل حتى إلى مكتبه العسكري الخاص وتجند حتى مساعده العسكري الأكثر قربا منه( محمود سليمان). وها هو جهاز الموساد يصل اليوم إلى أحد أخطر ضباط الأمن والخبراء العاملين في حقل يمس جوهر الأمن الوطني في الوقت الذي كان يتمنظر فيه مثل قحبة في مربع ليلي أمام قطعان الغنم والماعز من أنصاره في ساحة الأمويين ، الذين لا يعرفون ما الذي يجري في بلادهم ، وما الذي فعله رئيسهم الساقط بأمنها ، وما الذي جره عليها من ويلات طيلة عشر سنوات". و أضاف "حتى لو وضعنا جانبا كل الجرائم التي ارتكبتها أجهزته الأمنية بحق الأبرياء ، فإن جرائم الاختراقات الأمنية الأجنبية لأمننا الوطني تكفي وحدها لدق عنقه تحت المقصلة أكثر من عشر مرات. هذا الصبي التافه يجب أن يعدم بتهمة الخيانة الوطنية ، رغم أني ضد عقوبة الإعدام من حيث المبدأ. لكني سأتسامح معها لمرة واحدة إذا كان من تنفذ به هذه العقوبة بشار الأسد تحديدا ودون أي شخص آخر في نظامه"!
المصدر
http://www.syriatruth.org/الأخبار/أحداثالسـاعة/tabid/93/Article/6438/Default.aspx