|
استراتيجية أوباما العسكرية: مزيد من القاذفات الخفية والمقاتلات غير المأهولة |
ثورة في مفهوم القوة الجوية |
<table> <tr> <td class="ImageFrame"> </td> </tr> </table> |
|
علي محمد الهاشم
من
غير المنصف أن يتم الحكم على الاستراتيجية العسكرية للعقد المقبل للولايات
المتحدة الأميركية التي تمخضت من التقشف الكبير في الميزانية لإدارة
الرئيس أوباما أنها أضرت بالقوة الجوية للولايات المتحدة. البنتاغون أو
وزارة الدفاع الأميركية كما تعرف، ركزت على مشاريع دفاعية ضخمة وحيوية من
شأنها أن تزيد من فعالية الهيمنة الجوية الأميركية والاستراتيجية على حد
سواء. فقد اشتملت على الإعداد لبناء قاذفة قنابل استراتيجية خفية تخلف
القاذفة B-2 الحالية. والتركيز على الأنظمة الصاروخية المضادة للصواريخ، في
حين هناك توجه أكبر نحو تكنولوجيا المركبات الجوية المتعددة المهام من دون
طيارين، فما تأثير ذلك على أعداء الولايات المتحدة في العالم؟ وكيف ستكون
ملامح تلك الأنظمة؟
مع تسلم سلاح الجو الأميركي لآخر طائراته القتالية
المتفوقة جويا وهي F-22 الملقبة « رابتور» وتعثر مشروع F-35 المتعددة
المهام بسبب التأخير الذي يطرأ عليه بين الحين والآخر، تدخل القوة الجوية
الأميركية عهدا جديدا بعد إقرار آخر ميزانية دفاعية للعام الماضي وتركيز
البنتاغون على عدة نواح حيوية يبدو للجميع أن هناك بوادر ثورة جديدة في
ميزان القوى الجوية العالمية، حيث بدأت منذ عاصفة الصحراء واستمرت حتى هذه
اللحظة. لقد برزت تقنية الخفاء واستمرت منذ تلك العاصفة (عاصفة الصحراء حرب
تحرير الكويت عام 1991)، صواريخ كروز ولا تزال رائجة بشكل جنوني، ومن ثم
جاءت حرب يوغوسلافيا لتبرز دور أسلحة الدفاع الجوي بعد أن تم إسقاط الشبح
F-117 عام 1998، لكن عام 2001 كان نقطة التحول بالنسبة لاستخدام الطائرات
غير المأهولة في القتال، لتبرز بعدها وتزدهر صناعتها، في حين أبرزت عملية
إسقاط النظام البعثي في العراق عام 2003 دور الأنظمة الفضائية حينما ظهرت
باكورة أجهزة التشويش على أنظمة تحديد المواقع الملاحية GPS وبينت حرب
لبنان عام 2006 خطر الصواريخ البالستية وضرورة التصدي لها، تلتها الغارة
الإسرائيلية على ما اشتبه بأنه مفاعل ذري تحت الإنشاء في سوريا على الحرب
المعلوماتية، واختتم عام 2011 بغموض استحواذ النظام الإيراني على طائرة
تجسس أميركية متطورة من دون طيار؛ إذاً يبدو أن ملامح ما بعد العقد الأول
من الألفية الثانية لن يكتفي بالوقوف عند هذا الحد.
قاذفة قنابل خفية جديدة
يصادف
هذا العام 2012 مرور 50 عاماً على قيام قاذفة قنابل من نوع B-52 برحلة حول
العالم تكللت بالنجاح لتعلن مدى قدرة الولايات المتحدة على الوصول لأي
بقعة في العالم في أي وقت وكان ذلك في عام 1962. واليوم لم يتغير شيء، فها
هي القوة الاستراتيجية التكتيكية لقاذفاتها تصول وتجول كما تشاء. وتتكون
قوة القاذفات البعيدة المدى للولايات المتحدة من 3 قاذفات رئيسية، هي B-52
وB-1B والخفية B-2 وقد دخلت الأخيرة الخدمة في عام 1989 أي أن أحدث قاذفة
لدى الولايات المتحدة في الوقت الحالي دخلت الخدمة قبل 23 عاما، وهذا ما
دفع بحكومة الولايات المتحدة بتبني مشروع القاذفة البعيدة المدى الحديثة أو
ما تعرف اصطلاحا في بعض الأحيان بالـ B-3.
قهر الدفاعات
السبب
الرئيسي في استعادة الطائرات القاذفة الاستراتيجية لبريقها، يكمن في التغير
الجيوسياسي العالمي والحرب على الارهاب وتغير الخصوم بالنسبة للدول، وظهور
لاعبين جدد ووجود عوائق دولية متعددة قد تشكل عقبات في وجه الدول في تحييد
مصادر تهديد أمنها. وتعد الطائرة الاستراتيجية أو قاذفة القنابل
الاستراتيجية واحدة من الوسائل الثلاث التي خصصت لحمل الأسلحة النووية
وإيصالها إلى أهدافها، إلى جانب الصواريخ البالستية البعيدة المدى أو
العابرة للقارات، والغواصة التي تعمل بالطاقة النووية. ولكونها تتميز
بالسرعة والمرونة التي تفتقر إليها الصواريخ والغواصات، ولقدرتها في الوقت
نفسه على تنفيذ مهام الاستطلاع والتجسس التي لا يمكن تنفيذها بالوسائل
الأخرى، فإن القاذفة الاستراتيجية تعد عنصر تفوق لا يضاهيه شيء آخر.
الدرع الصاروخية
كما
يمكنك من اختراق دفاعات الخصم، يجب أن يكون لديك دفاع لا يمكنه من
اختراقه، وهذا ما دفع بالقيادة الاميركية، خصوصا مع استمرار كوريا الشمالية
في برنامجيها لتطوير وصناعة الصواريخ البالستية، وفي الوقت نفسه تطوير
الأبحاث النووية لاستخدامها في التطبيق العسكري، بالتركيز على توفير دفاع
صاروخي مضاد للصواريخ، يكون بمنزلة الإجراء الأخير للتصدي لأي تهديد قد
يترجم لاعتداء مدمر على الولايات المتحدة. وبالطبع لا بد من أن يقترن هذا
النظام الدفاعي بمنظومة متكاملة من الإنذار المبكر، والتي ستدعم تفعيل
دورها في التصدي لأي تهديد صاروخي بالستي قد يأتي من الخارج، وبالتالي لا
بد من أن يكون النظام الدفاعي قادرا على البحث عن الأهداف الخطرة، وتحليلها
وتتبعها وتفريقها عن الأهداف غير الخطرة.
بطاقم أم من دونه
المرحلة
الأخيرة من المبادرة الدفاعية تتمحور حول تطوير مزيد من المركبات القتالية
غير المأهولة، وهي تنقسم إلى قسمين: الأول يختص بالمركبات القتالية
والاستطلاعية من دون طيار في الغلاف الجوي، في حين الثانية ستكون عبارة عن
مركبات متعددة المهام، تعمل من خارج الغلاف الجوي أي في مدار حول الأرض.
وإذا ما انتقلنا إلى النوع الاول، فإن سلاح الجو الاميركي قد قام أخيرا
بعقد صفقة لتطوير نموذج أكبر من طائرة القتال والاستطلاع والتجسس من دون
طيار من طراز «بريديتور سي» المعروفة بـ «آفنجر» أي المنتقم، وهذا الطراز
مزود بمحرك نفاث وبتصميم يجعل من الطائرة خفية نوعا ما عن الرادار، لكن
سلاح الجو قد طلب من الشركة الصانعة، وهي جنرال أتوميكس نموذجا أكبر لحمل
قنابل أكبر بأربعة أضعاف، والطيران بسرعة قصوى تصل إلى 760 كلم/ساعة،
والتحليق لمدة 20 ساعة متواصلة والوصول إلى ارتفاع 50 ألف قدم، وهو ما تركز
عليه القيادة الأميركية في حروبها المقبلة.
من الفضاء إلى ما لا نهاية
القسم
الثاني من المركبات الجوية غير المأهولة يضطلع بمهام أكثر تعقيدا وحساسية،
بحيث يندرج تحت بند المركبات الفضائية. تريد الولايات المتحدة الهيمنة من
الفضاء وعلى الفضاء، وبالتالي لم تغفل القيادة الأميركية هذا المجال
بالذات، وخصصت له نصيبا في ميزانيتها الأخيرة. لذلك كان الغرض من إطلاق
المركبة الفضائية X-37B هو القدرة على الوصول إلى أي بقعة في العالم في أقل
من ساعتين وهو ما أطلق عليه اسم الضربة العالمية الفورية، وقد صمم
للاضطلاع بمهام من قبيل اقتناص الإرهابيين، ولو كانوا في كهف فور تحديد
أمكنتهم، أو تدمير صاروخ كوري شمالي أثناء نصبه على منصة الإطلاق، أو
الإجهاز على موقع نووي إيراني. وتشبه المركبة الفضائية X-37 التي أطلقها
سلاح الجو الأميركي بنجاح في نهاية العام الماضي، مكوك فضاء مصغر إذ يبلغ
طولها 8 أمتار. وقد أثيرت أخيرا حولها تساؤلات من أنها قد قامت بأول عملية
تجسس على هدف فضائي، هو المحطة الفضائية الاختبارية الصينية، وهي في مدار
حول الأرض، وهي تعد سابقة، ولعل عدم اشتمالها على الطاقم العامل الذي
أكسبها قدرة بقاء في الفضاء لا مثيل لها.
الكشف عن مقاتلة المستقبل
قامت
شركة لوكهيد مارتن الشهيرة بصناعة طائرات الخفاء والمقاتلات الجوية
الفائقة القدرات والقوة، بالكشف عن ملامح مقاتلة المستقبل للهيمنة الجوية
والتي ستخلف المقاتلة المتطورة من فئة F-22 من الجيل الخامس. والمقاتلة
الجديدة والتي يتوقع لها أن تدخل الخدمة في عام 2030، ستكون من الجيل
السادس، وستشتمل على قدرة فائقة على التسارع والمناورة، كما ستشتمل على
تكنولوجيا النانو التي ستعمل على إصلاح الأجزاء المعطوبة أثناء التحليق أو
عند الإصابة. ناهيك عن المحركات المتطورة والقدرة المتعددة على التخفي عن
الرادارات والأنظمة الراصدة، كما ستشتمل على أسلحة الطاقة كالليزر وغيرها
من الأجهزة الكهرومغناطيسية.
تغير كبير في القوة الجوية الأميركية
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=764464&date=19012012