الأقســـام العسكريـــة

كيف ابتلع الإسرائيليون التهدئة بغير شروطهم؟!

كتب ياسر الزعاترة : بتاريخ 22 - 6 - 2008

ربما كان من الصعب وَضْع اتفاق التهدئة الذي سرى صباح الخميس بين حماس والكيان الصهيوني على قدم المساواة مع اتفاق نيسان 1996 بين حزب الهس وإسرائيل، والذي مهّد عمليًا لانتصار أيار عام 2000، لكن الأكيد أن ثمة شبهًا بين الاتفاقين، أقلُّه في وعْي بعض الإسرائيليين كما عكست ذلك الصحف العبرية.
جاء تمرير تل أبيب للاتفاق الجديد ليعكس الوضع البائس الذي يعيشه المجتمع الإسرائيلي؛ أولاً بسبب أزمته السياسية المتفاقمة في ظلّ ملف فساد أولمرت وغياب القيادة البديلة المقنعة، وثانيًا في ظلّ تراجع الثقة بالمؤسسة العسكرية بعد هزيمة تموز أمام حزب الله، فضلاً عن العجز عن تركيع قطاع غزة رغم الحصار الخانق، ورغم الضربات العسكرية المتوالية. ولا شكّ أن التقييم الذي وضعته قيادة الجيش أمام المؤسسة السياسية الأسبوع الماضي، والذي تضمن تفصيلات لا تخلو من مبالغة حول تنامي القدرات العسكرية لحماس، إنما يعكس قرارها التهرُّب من المواجهة العسكرية.
على هذه الخلفية وقع تراجع الإسرائيليين؛ فما بين العرض الذي قدّموه قبل ستة أشهر وبين الاتفاق الذي وُقِّع أخيرًا مسافة كبيرة اضطروا إلى قطعها بسبب الصمود الفلسطيني وبسالة المقاومة من جهة، وبسبب أزمتهم الداخلية من جهة أخرى، ومن ضمنها العَجْز عن وقف الصواريخ التي نغّصت حياة مئات الآلاف من المستوطنين فيما يُعرَف بغلاف غزة.
كان العرض الأول أشبه بصَكّ استسلام، بينما جاء الاتفاق الأخير مختلفًا إلى حدّ كبير، ولعلّها المرة الأولى في تاريخ المقاومة الفلسطينية في الداخل التي يتم الاتفاق فيها على وقف متبادل ومتزامن لإطلاق النار يتضمن ساعة صفر، معطوفًا على رفع للحصار وفتح للمعابر. صحيح أنه لا يشمل معبر رفح بسبب الموقف المصري، لكنه يمهّد لذلك بالتوافق مع السلطة والأوروبيين.
ليس وقف المقاومة أمرًا يُحْتَفَى به في واقع الحال، لكننا نتحدث عن اتفاق جاء في ظلّ وضع خاص يعيشه قطاع غزة، وفي ظل حاجة الفلسطينيين عمومًا إلى فرصة لالتقاط الأنفاس ولَمّ الشمل وترتيب الأوراق، كما أن ما جرى ليس إعلانًا بانتهاء المقاومة، بدليل رفض حماس الشرط الإسرائيلي المتعلق بجعل التهدئة مفتوحة، وإصرارها على تحديدها بستة أشهر، فضلاً عن رفضها ضمان التهدئة، وإصرارها على كونها تتمّ عبر التوافق الوطني وبرعاية مصرية، الأمر الذي انصاع له الإسرائيليون أيضًا ووافقت عليه مصر.
وعندما طالبوا بشمول الجندي شاليط بالصفقة رفضت حماس ذلك مُصِرّة على دفع استحقاقات الصفقة من الأسرى الفلسطينيين، فكان أن مضى الاتفاق من دون هذا الشرط. أما شمول الضفة بالتهدئة فثمّة نص على أن تعمل مصر على نقله إليها لاحقًا.
لا خلاف على أن حماس وجدت نفسها في مأزق بسبب الانتخابات وبعدها الحسم العسكري في قطاع غزة، لكن ذلك لم يدفعها إلى التخلي عن ثوابتها في رفض الاعتراف بالكيان الصهيوني أو التنكُّر للمقاومة، أما التهدئة الحالية فهي هُدْنة عابرة جاءت تَبَعًا لحاجة فلسطينية، وما يردده خصومها من كلام مُمِلّ حول موقفها من التهدئة الحالية قياسًا بالعروض السابقة ليس صحيحًا، إذ لم تقف حماس يومًا خارج الإجماع الوطني، بدليل موافقتها على تهدئة 2005، وقبل ذلك تركها المجال أمام جماعة أوسلو كي يجربوا خياراتهم رغم تناقضها الواضح معها، خصوصًا بعد عام 97.
أيًّا يكن الأمر فهي جولة يبدو التراجع الإسرائيلي فيها أكثر وضوحًا تعكسه الصحافة الإسرائيلية، وإن كانت بدورها تعبيرًا عن حاجة ماسّة لمختلف الأطراف المعنية بالوضع الفلسطيني، ومن ضمنها مصر والولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية، فضلاً عن حماس المحاصرة في القطاع. والأمل بالطبع أن يجري استغلال هذه المرحلة في إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، ليس على قاعدة رفض المقاومة والمضي في برنامج تفاوض عبثي بصَرْف النظر عن الموقف الإسرائيلي، ولكن على قاعدة المقاومة والصمود التي أثبتت أنها الوحيدة القادرة على فرض التراجع على العدو.
لا خلاف على إمكانية أن يتنصل الإسرائيليون من التهدئة بعد قليل من الوقت، ربما بعد إنهاء قضية الجندي، وأن يبادروا إلى اجتياح القطاع بعد ترتيب أوراقهم، الأمر الذي تأخذه حماس وقوى المقاومة في الاعتبار، مدركةً أن صراعها مع العدو لم ولن يتوقف، خلافًا لآخرين يريدون وقف المقاومة المسلحة بالكامل وانتهاج سبيل التفاوض بصرف النظر عن نتائجه على الأرض.

المصدر: الاسلام اليوم

كان العرض الأول أشبه بصَكّ استسلام، بينما جاء الاتفاق الأخير مختلفًا إلى حدّ كبير، ولعلّها المرة الأولى في تاريخ المقاومة الفلسطينية في الداخل التي يتم الاتفاق فيها على وقف متبادل ومتزامن لإطلاق النار يتضمن ساعة صفر، معطوفًا على رفع للحصار وفتح للمعابر. صحيح أنه لا يشمل معبر رفح بسبب الموقف المصري، لكنه يمهّد لذلك بالتوافق مع السلطة والأوروبيين.

مشكور اخي ميج 21 على هذه المعلومات ويبدو انك لديك معلومات سياسية
اريد ان اعرف التهدئة اتي تتكلم عنها مقابل ماذا هل اصبحت قضيتنا فتح معابر وغاز وسولار ونسينا القضايا الاساسية واصبحت اتهدئة مطلب وواجب وطني اليوم والمقابل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وقديما كانت التهدئة على حد زعمهم خيانة فما الذي حصل اليوم هل نزلت بها ايات قرانية
ارجو التوضيح
واخيرا ارجو من الله ان يفك ازمة هذا الشعب الذي تاه ما بين الامس واليوم وم يعد يدري ما الذي يحصل

ربما كان من الصعب وَضْع اتفاق التهدئة الذي سرى صباح الخميس بين حماس والكيان الصهيوني على قدم المساواة مع اتفاق نيسان 1996 بين حزب الهس وإسرائيل،

حزب الهس وإسرائيل ارجو التوضيح

السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
إنها مجرد هدنه يحتاجها الجانبان بشده لإلتقاط الأنفس فالجانب الإسرائيلى مشغول بمشاكله الداخليه وعدم وقف الصواريخ وضع الكيان أمام خيار واحد هوالإجتياح البرى لغزه وإجتياح غزه قد يكلفه خسائر بشريه قد تعجل بإنهيار الحكومه ومن ناحيه أخرى فحماس ترغب فى إعادة تنظيم صفوفها إثر الخسائر المتواليه وتريد أيضا تقوية موقفها السياسى بإظهار قدرتها على تجميع القوى المقاومه فى كلمه وموقف واحد والتخفيف من الظروف الخانقه وشح المواد الأساسيه بالقطاع من الممكن أن يؤدى لتذمر واسع يهدد السيطره الحمساويه على القطاع
ونسأل الله أن يثبت إخواننا فى فلسطين والقطاع

المهم هو صمود المقاومة وذكاء الإدارة المصرية في اختيار الوقت والضغط على الكيان في مكان الألم وهذا يعتبر نجاح جديد سياسيا وعسكريا كسر حواجز كثيرة لم تكسر منذ مدة بعيدة

استفادت اسرائيل اكثر من الفلسطينين بهذة الهدنة فاسرائيل قضت على القضية الفلسطينيه واصبح الفلسطنيين يلهثون امام شحنات غذاء ودواء ووقود واستغلت اسرائيل الهدنة فى غزة وبدات فى التهام اجزاء اكبر من الضفة فعندمها تنتهى الهدنة تكون اسرائيل ابتلعت اجزاء اضافية من فلسطين فى الضفة وتكون فى نفس الوقت استفادت من المجتمع الدولى بانصياعها للتهدئة وتظهر امامه انها مسالمه وعند اى محاولة فلسطينيه لخرق الهدنة تستطيع اسرائيل قتل عدة مئات او الالاف من الفلسطنيين والاعلام العالمى سيظهر الفلسطنيين هم من خرق الهدنة وهنيئانن للجميع بالوقود والغذاء فلم يضيع فلسطين سوى اهلها خلال مائة عام واصبحوا فى حجر الزاوية وتحت التصفية المستمرة وهذا درس مجانى لكل من فرط فى ارضه او امتنع عن الدفاع عنها فهذا مائلة فى النهاية

التهدئه بالنسبه لاسرائيل منذ نشأتها وحتي وقتنا الحالي هي برهه من الوقت تأخذه اسرائيل لاستئناف نشاطها العدواني مره اخري

الآن تم خرق التهدئة على يد حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق 3 صواريخ امس على سديروت وأظن أن هذا مبرر كافي لإسرائيل لمتابعة العنف ولكن أظن ان الرد الآسرائيلي جاء باهت وهو التنديد بالعملية وهذا يشير إلى حاجة إسرائيل إلى التهدئة في الوقت الراهن

ميج 21 كتب:: الآن تم خرق التهدئة على يد حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق 3 صواريخ امس على سديروت وأظن أن هذا مبرر كافي لإسرائيل لمتابعة العنف ولكن أظن ان الرد الآسرائيلي جاء باهت وهو التنديد بالعملية وهذا يشير إلى حاجة إسرائيل إلى التهدئة في الوقت الراهن

خرق التهدئة جاء من الكيان الصهيونى حيث اغتال أفراد من الجهاد الاسلامى أولا وهذه ال 3 صواريخ هى رد.

الأقســـام العسكريـــة

الدراسات العسكرية الاستراتيجية - Military Strategies

كيف ابتلع الإسرائيليون التهدئة بغير شروطهم؟

كيف ابتلع الإسرائيليون التهدئة بغير شروطهم؟