الوحدة المختصة للحرس الوطني وقع بعثها سنة 1980 من طرف القيادة التونسية في عهد الزعيم الحبيب بورقيبة تحت إشراف خبراء أمريكيين في نطاق التعاون التونسي الأمريكي وخصوصا البرنامج العالمي الأمريكي لمقاومة الإرهاب في العالم. واثر اجتماع الطرف الأمريكي والتونسي الذي يضم قادة الأجهزة الأمنية من الأمن الوطني والحرس الوطني وبعد عدة نقاشات ومسائل قرر الفريق الأمريكي إسناد الإدارة العامة للحرس الوطني لهذه الوحدة التي دخلت في تدريبات متقدمة وصعبة تحتاج إلى لياقة بدنية عالية وحضور ذهني متفوق للقيام بمهام خاصة وتعتبر صعبة وعالية الخطورة.
وبعد تصفيات عامة بين المتطوعين دامت أكثر من سنة من جملة 3000 متطوع من الحرس الوطني المتطوعين حسم الأمر ببقاء 150 عون فقط ، وبعد حصول المترشحين على شهادة القوات الخاصة درجة ثالثة التي لم يتبقي منها إلا 80 عون مختص فقط ، وبعد الدخول في عدة تخصصات ميدانية قتالية عسكرية شديدة القسوة في الأسلحة ، والمتفجرات ، تفكيك القنابل والقفز بالمضلات ، القنص ، البقاء والاختراق والتسلل ، والاستعلامات ، والمرافقة وحماية الشخصيات ، التسلق والنزول بالحبال والإسعافات القتالية والعديد من الاختصاصات الاخري المتعلقة بمقاومة الإرهاب بجميع أشكاله.
وظهرت هذه الوحدة لأول مرة على الصحافة التونسية تحت اسم طلائع الحرس الوطني نهاية سنة 1983 التي قامت بعرض عسكري قرب مهبط الطائرات المحاذي لمقر القيادة العامة للحرس الوطني بالعوينة تحت إشراف الزعيم الحبيب بورقيبة وقد احدث هذا العرض المذهل الكثير من الحديث في الأوساط التونسية على اثر ظهور هذه النخبة من طلائع الحرس الوطني لأول مرة في تاريخ تونس الحديث.
وفي نفس السنة قام الوزير الأول محمد مزالي بزيارة خاطفة إلي مقر هذه النخبة من الطلائع صحبة السيد وزير الداخلية و المدير العام آمر الحرس الوطني وعدد كبير من إطارات وزارة الداخلية والحكومة التونسية أين قامت هذه الوحدة بتقديم عدة عروض في مجال التدخل السريع والإنقاذ وعمليات تحرير الرهائن والشخصيات الرسمية و الهامة باستعمال الطائرات العمودية والقفز بالمظلات وكان المشهد ومذهل للغاية بالنسبة لجميع الزائرين من نجاعة التدخل وقوة النار الكثيفة بالذخيرة الحية والمتفجرات وحذق مختلف الفنون العسكرية للقوات الخاصة وإحباط جميع أنواع العمليات الإرهابية. كان العرض مذهل جدا بالنسبة للحاضرين الذين كانوا يفتخرون بهذا المكسب الوطني وقد عبر اغلب الزائرين عن مفاجئتهم لامتلاك الحكومة من قوة ضاربة بهذا الحجم في مقاومة الإرهاب في ضل الدولة التونسية وبهذا التطور والنجاعة في التدخل وحذق جميع فنون القتال وأساليب إحباط العمليات الإرهابية والمستوي الرفيع الذي تتمتع به هذه الوحدة من كفاءة وقدرتها المتفوقة على استعمال احدث الأسلحة الأجهزة العسكرية المتطورة.
وفي سنة 1986 اثر اجتماع بين قادة وزارة الداخلية التونسية المتمثلة في وزير الداخلية وقيادة الإدارة العامة للحرس الوطني وأمر هذه الفرقة المختصة 'الطلائع' في تلك الفترة ومن جانب والقائد العسكري الأمريكي برتبة أمير لواء المشرف العام والمدير المراقب عن تطبيق المعاهدة بين الجانب التونسي والأمريكي عن حسن سير برنامج الاتفاق بين الجانبين من جانب ثاني وتقيميها من طرف الجانب الأمريكي والذي قرر بعد مرور خمسة سنوات إدراجها ضمن القوات الخاصة المعترف بها عالميا ، وفي سنة 1983 تم إرسال فريق من هذه الوحدة إلى مدينة عين دراهم بالشمال الغربي التونسي للإشراف على تكوين أول دورة طلائع درجة أولي مشتركة بين الشرطة والحرس الوطني والسجون والإصلاح واثر تخرج هذه الدورة وقع تكوين أول نوات وبعث فرقة مقاومة الإرهاب التابعة لإدارة الشرطة التي تدعي الان BAT وعين على رأسها محافظا يدعي بلقاسم صنطح والذي أصبح مهوسا بقدرات الوحدة المختصة ومحاولا جاهدا التألق الى مستوي هذه الوحدة المذكورة مع احترامه الشديد لها والذي لا ينفي أمام العام والخاص عن نجاعتها وقدرتها وان فرقته لا تزال حديثة الولادة ولا تضاهي قدرات الوحدة المختصة فنيا وتكتيكيا وعمليا. وفي سنة 1986 تخلت هذه النخبة من طلائع الحرس الوطني وتدرجت هذه الوحدة إلى مستوى أعلى وأصبحت تسمي 'الوحدة المختصة للحرس الوطني' وتنازلت عن اسم الطلائع لفرق أخري تعمل بمراجع نفوذ الإدارة العامة للحرس الوطني كامل تراب الجمهورية والتي تسمي الطلائع والذين نشاهدهم اليوم في كامل مراجع الأقاليم غالبا إنهم الطلائع درجة 1 و 2 والتي تختصر مهامهم إلا في مقاومة الأعمال الإجرامية عامة فقط. وتم الاتفاق في وزارة الداخلية تحت إشراف وزيرها على ان توكل جميع الأعمال الإرهابية والأشكال المسلحة بعهدة الوحدة المختصة للحرس الوطني والتي أصبحت القوة الضاربة بوزارة الداخلية طبعا لحماية مصالح الدولة الحيوية من كل الأشكال الإرهابية.
من مؤسسي وقدامي هذه الوحدة سمير الحناشي