العرب اونلاين- بينما قطعت كل من إيران واسرائيل وتركيا اشواطا في امتلاك هذه التكنولوجيا، يكتفي العرب في تسلّحهم بالاعتماد بشكل كامل على الشراء من الخارج بأثمان مرتفعة وأحيانا بمواصفات متدنية وبشروط مجحفة ترقى في بعض الأحيان الى مستوى المساومة على السياسات والمواقف.
وهنا يغدو السؤال مشروعا: ماذا لو تغيرت الخارطة السياسية الحالية مستقبلا وتحالف هذا الثلاثي في ظل نظم وظروف مختلفة عما هو قائم راهنا؟..
والجواب الواضح هو ان العرب سيجدون انفسهم عندها في كماشة ثلاثية ستطبق على خارطهم ومقدراتهم.
وبغض النظر عن شكوك جدية في سعي ايران الى امتلاك سلاح نووي، فإن المؤكد ان طهران تمكنت بالفعل ومن خلال بياناتها الرسمية ومناوراتها العسكرية من قطع شوط كبير في امتلاك تكنولوجيا صناعة الصواريخ والزوارق العربية والطائرات بدون طيار. بل انها تسعى لامتلاك تكونولوجيا الصناعات الفضائية باطلاق اقمار صناعية من صنعها.
اما اسرائيليا فان تل ابيب تجاوزت القوى العالمية التقليدية في مجال صناعة الاسلحة حتى اصبحت محل تنافس بين الدول للاستفادة من خبراتها.
وقدمت كوريا الجنوبية اقتراحا إلى إسرائيل لشراء كميات كبيرة من الأسلحة والمنظومات الدفاعية الإسرائيلية وبينها منظومة "قبة حديدية" مضادة للصواريخ القصيرة المدى في حال وافقت إسرائيل على أن تشتري منها طائرة تدريب متطورة لسلاح الجو الإسرائيلي.
وذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية أن القرار النهائي بشأن صفقة كهذه بأيدي وزارة الدفاع الإسرائيلية وأن أحد المواضيع المقررة في الصفقة ستكون شراء طائرة التدريب مقابل بيع أسلحة ومنظومات دفاعية من صنع الصناعات العسكرية الإسرائيلية.
ولفتت الصحيفة إلى أن تكلفة طائرة التدريبات المتطورة تصل إلى حوالي مليار دولار وأن هناك منافسة دائرة بين كوريا الجنوبية وايطاليا على بيع طائرات مقاتلة لغرض التدريب، بينما أشارت تقارير الأسبوع الماضي إلى أن سلاح الجو يوصي بشراء الطائرة الايطالية.
من جانبها تقترح ايطاليا بيع إسرائيل طائرة التدريبات مقابل شراء ايطاليا أسلحة ومنظومات بينها أقمار اصطناعية من إنتاج الصناعات العسكرية الإسرائيلية بمبلغ مليار دولار.
ووفقا لـ"هآرتس" فإن الاقتراح الكوري يقضي ببيع إسرائيل طائرات التدريبات مقابل شراء كوريا الجنوبية أسلحة ومنظومات دفاعية وإدخال تحسينات على طائرات عسكرية كورية من طراز "هيركوليس" وشراء رادارات وإدخال تحسينات على مروحيات كورية بتكلفة إجمالية بمبلغ 1.6 مليار دولار.
وأضافت الصحيفة أنه في الأسابيع الأخيرة تسلمت إسرائيل اقتراحا من مديرية المشتريات في وزارة الدفاع الأميركية، ورغم أن الاقتراح لم يتضمن أسعارا إلا أنه تضمن عددا كبيرا من الصفقات وبضمن ذلك شراء الولايات المتحدة منظومات "قبة حديدية" من إسرائيل.
اما الضلع الثالث في مجال صناعة الاسلحة حول المنطقة العربية فهو تركيا.
وقال مساعد وزير الدفاع التركي مراد بايار إن خمس طائرات من دون طيّار من صنع محلّي سوف تدخل في الخدمة هذا الصيف.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن بايار قوله ان الطائرات وهي من طراز "أنكا" هي الآن في مرحلة الاختبار "ستكون جاهزة للخدمة في الصيف".
وكانت تركيا رفعت حصتها في الإنتاج المحلي في القطاع الدفاعي إلى أكثر من 50 بالمئة في السنوات الخمس الماضية، وقال بايار ان هذه النسبة سوف ترتفع إلى 70 و80 بالمئة في السنوات القليلة المقبلة.
وأشار إلى أن قطاع الدفاع كان يعمل على تلبية الطلب الوطني من خلال تصنيع منتجات من تصميم أجنبي" مؤكداً أن "هذا الأمر تغيّر إذ يتم التركيز على تطوير تصميماتنا الخاصة"، مشيراً إلى أن هدف التصدير بلغ الآن حوالي مليار دولار.
وقال ان تركيا وصلت إلى 880 مليون دولار من الصادرات الدفاعية في العام الماضي وأنه يعتقد انها ستبلغ المليار في العام 2012 الذي سيكون عام الإنتاج الضخم في المشاريع الدفاعية الوطنية.
كما يشار إلى أن تركيا ستبدأ في العام الحالي استخدام سفن من صنع محلي ومصفحات وبنادق ومروحيات وطائرات من دون طيار أيضاً من صنع محلي."العرب اونلاين ووكالات".