كانت الدبابة ( النمر ) اثقل دبابة المانية فى الحرب العالمية الثانية وأكثرها رعبا و أصعبها قهرا .
وقد بلغ وزن الدبابة من السلسلة الاولى 58طنا والسلسلة الثانية 70 وكان تسليحها هو المدفع الاسطورى
عيار 88 مم .
عندما نزلت قوات الحلفاء على النورماندى وبدأت تقاتل . استطاعت التقدم بصعوبة بالغة خصوصا
بأتجاه مدن ( تلى ) و ( كومونت ) و ( فيليرز بوكاج ) .
وكانت نقطة التحول فى معركة رأس الجسر .تقدم لواء مدرع حتى وصل قرب كومونت
وفى الصباح التالى عند الفجر تحرك رتل من الدبابات والمشاة وقطعت الدروع مسافة خمسة
اميال الى ( فيليرز بوكاج ) دون مقاومة ودخلت المدينة وسط هتافات الفرنسيين وذهول
المواليين للألمان .
وفى غمرة الابتهاج بالنصر غير المتوقع تقدمت فصيلة الدبابات نحو الهدف التالى وهو التل
رقم 213 بعد المدينة بنصف ميل فقط وأوقفت دباباتها على جانبى طريق مزروع بالاشجار
ونزل الجند لتحريك ارجلهم والتمتع بهواء الصباح العليل .
وفجأة صدع قصف مدف هدوء الصباح ومزق هواءه المنعش عندما انفجرت الدبابة الاولى وطوتها
شعلة هائلة من اللهيب وفجأة تخرج دبابة من طراز ( النمر ) من بين الاشجار ...دبابة واحدة
تقدمت الى الطريق واقتربت الى خط الاشجار على جانبيه وبدأت تدمر دبابة بعد الاخرى
وكان وراء هذة الدبابات كان يوجد اثنا عشر من الدروع التابعة لقيادة الفوج وراصدى المدفعية
دمر ( النمر ) الجميع بتتابع سريع مستهزأ بنيران احدى الدبابات من طراز ( كرومويل )
الذى صعق قائدها وهو يرى قذيفته من عيار 75 وهى ترتد من جانب ( النمر ) حتى وهى
تقصفها من على بعد عدة ياردات . وفى بضع دقائق حولت النمر هذا الطريق الى
طريق مزين بخمسة وعشرين كرة لهب او دبابة تأكلها النيران .
كان اللواء ( هايند ) قائد فوج المدرعات الذى احترق يتسم بالجراءة الشديدة للدرجة التى
جعلت جنوده يطلقون عليه لقب ( المجنون ) ومع ذلك لوى عنان عربته وهرب بها
لقد ظن انه يواجه فرقة كبيرة من المدرعات . ولكنها كانت دبابة واحدة
وسقطت كل هذة الدبابات والعربات ضحايا مخالب وانياب هذا النمر الجريح الوحيد
ترى ايهما النمر ؟!
هذة الدبابة الجبارة بتسليحها الرهيب
ام طاقمها المنعزل الذى قاتل بأرادة اصلد من فولاذها
وبثبات ارسخ من اطنانها ... ومهارة ادق من مهارة صانعها
سؤال يستحق التدبر !!
المصدر / كتاب ( الصراع على اوروبا ) بقلم ( تشستر ولموت )