يعتبر الراحل عبد الحميد مهري، واحدا من الشخصيات الجزائرية القليلة التي آمنت بمبادئ الديمقراطية وعملت من أجل تجسيدها على الأرض، بعد الانفتاح السياسي الذي عاشته البلاد عقب أحداث أكتوبر 1988، رغم التحديات التي واجهته.
لقد استطاع مهري الذي يلقّب بـ"الحكيم"، أن ينقل حزب جبهة التحرير الوطني، وهو الذي فجّر الثورة التحريرية وترعرع في أحضان السلطة طيلة ثلاثة عقود، إلى صف المعارضة، عندما قال الشعب كلمته وحسم في قرار التغيير الهادئ.
لا شك أن الجميع لازال يتذكر كيف قاد الراحل عملية فصل الحزب الواحد سابقا عن الدولة، ومن الإنصاف أن يحيّي الجزائريون مهري، على تشبّعه بروح الديمقراطية، وهو يغادرهم إلى الأبد. لقد قدم الراحل دروسا لا تنسى في احترام الإرادة الشعبية، قبل غيره من قادة الأحزاب الماسكة بزمام السلطة في البلدان العربية.
لقد هُزم حزب جبهة التحرير الوطني شر هزيمة في أول انتخابات محلية وتشريعية عاشتهما البلاد منذ الاستقلال، وكان مهري على رأس الأفلان يومها، ولكن لما قررت المؤسسة العسكرية وقف المسار الانتخابي في 1992، وقف ضد القرار، ولم يكن بحوزة حزبه سوى 15 مقعدا فقط.
إيمان الرجل بإمكانية إقامة ديمقراطية حقيقية في البلاد لم يتزعزع، رغم وقف المسار الانتخابي والانقلاب على الشاذلي وإزاحته من الرئاسة، بل إن قرارا من هذا القبيل، زاد الرجل اقتناعا بضرورة تصعيد موقفه الرافض للوصاية على الجزائريين من أية جهة كانت، بالرغم من الحملة الشرسة والشنيعة التي تعرض لها من قبل الإعلام الرسمي وأبواق التيار الإستئصالي المتنفذ، الذي لم يرحم ولم يتذكر حتى، نضالات الرجل وتضحياته من أجل استقلال الجزائر.
اجتهاد مهري في البحث عن كل ما من شأنه أن يقود إلى حقن دماء الجزائريين، التي كانت تسيل بغزارة في التسعينيات، بسبب بعض المغامرات غير المحسوبة العواقب، دفعته حتى إلى طرق أبواب الكنيسة الكاثوليكية، غير أن موقفا كهذا لم يشفع له، بقدر ما جلب له الكثير من الأعداء، فتقرر إزاحته من رأس الحزب العتيد.
في العام 1996 كان الأفلان على موعد مع انعقاد المؤتمر السادس للحزب. كان مهري ساعتها سيدا بلا منازع إلى غاية افتتاح المؤتمر، لكن يد العبث قررت فعل فعلتها. وعلى الرغم من أن "الجهاز" كما يسمى في الأدبيات السياسية، لم يكن قراره بيد إطاراته، إلا أن مهري وبفضل حنكته تمكن من ضبط الوضع، لكن خصومه خرجوا عن قواعد اللعبة، واحتكموا إلى المنطق المكيافيلي القائل: "الغاية تبرر الوسيلة".
لقد تخلى ثلاثة من رفاقه وهم عبد القادر حجار ومصطفى بودينة وعبد الرحمان بلعياط، عن قواعد النضال النظيف، وانخرطوا في ما وصفت يومها "المؤامرة العلمية"، وهم مقتنعون بأن ما قاموا به لم يكن عن قناعة، بل كان تحت الطلب ولأهداف غير بريئة. كنت يومها أحد الصحفيين الذين غطوا الحدث، فماذا كانت مبررات أحد الثلاثة الذين قادوا عملية الإطاحة بمهري، ألا وهو عبد القادر حجار الذي قال بعد المؤامرة: "كان منا السفير ومنا الوزير.. ولما جاء مهري أمينا عاما للحزب حرمنا من السفارة والوزارة".
لهذه الأسباب وغيرها، أطيح بمهري، الذي رد بعد تنحيته، بحنكته قائلا: "نحن في زمن الرداءة وللرداءة أهلها"، وقد فهم الجميع الرسالة.
عبد الحميد مهري .. جزائري برتبة زعيم
عبد الحميد مهري من مواليد 3 أفريل 1926 - بالخروب بقسنطينة عاصمة الشرق الجزائري، عرف سياسيا بميولاته القومية العربية التي تعود إلى طبيعة تكوينه، حيث حفظ القرآن وتلقى دروسه الأولى في وادي الزناتي أين نشأ.
وتتلمذ على يد الشيخ عيسى بن مهيدي وهو أحد أعمام العربي بن مهيدي الذي كان قاضيا بقرية وادي الزناتي آنذاك ثم انتقل إلى تونس حيث انتسب إلى جامعة الزيتونة.
انخرط مبكرا في الحركة الوطنية وعمره 16 سنة من تونس، إذ التحق بصفوف حزب الشعب الجزائري ثم حركة انتصار الحريات الديمقراطية التي تولي مسؤولية تمثيلها في تونس. كان عضوا ناشطا في الحركة الوطنية قبل اندلاع ثورة أول نوفمبر 1954، حيث نشط سياسيا ودعائيا في صحافة حزب الشعب، حيث كان مساهما في تحرير صحيفة "المنار" و"صوت الجزائر".
اعتقل في نوفمبر 1954 في إطار حملة قادها الاحتلال ضد رجال الحركة الوطنية وبقي في السجن حتى أفريل 1955 .
كانت له اتصالات مع كبار قادة الثورة أمثال محمد خيذر وكريم بقاسم وعبان رمضان. وبعد أشهر عيّن ضمن وفد جبهة التحرير الوطني بالخارج، في القاهرة حيث شغل منصب عضو في المجلس الوطني للثورة الجزائرية، ثم في لجنة التنسيق والتنفيذ، ومثل جبهة التحرير في سوريا ولبنان والأردن والعراق، كما عين غداة تشكيل الحكومة المؤقتة في منصب وزير شؤون شمال إفريقيا والمغرب العربي في الأولى، ومنصب وزير الشؤون الاجتماعية والثقافية في التشكيلة الحكومية الثانية. عرف بمشروع يسمّى باسمه "مشروع مهري"؛ الذي رد من خلاله على مشروع ديغول. بعد الاستقلال عُين أمينا عاما لوزارة التعليم الثانوي 1965 - 1976، ثم وزير الإعلام والثقافة في مارس 1979، حيث نجح في إعادة الاعتبار للثقافة كعنصر فاعل في حركة المجتمع، ويشهد له كل من عرفه في تلك الفترة، حيث كان دائما إلى جانب المثقفين حتى وإن اختلف معهم. كما شغل مهري أيضا منصب سفير الجزائر في فرنسا 1984 - 1988 ومنصب سفير الجزائر في المغرب قبل أن يتم استدعاؤه إلى الجزائر وتسند له مهنة تولي الأمانة الدائمة للجنة المركزية ثم منصب الأمين العام للحزب، قبل أن تتم الإطاحة به بعد المؤامرة العلمية التي قادها ضده عبد القادر حجار. لأن مهري كما قال لاحقا في "زيارة خاصة على قناة الجزيرة" أن "ما دمنا اتجهنا إلى نظام ديمقراطي متعدد فإن جبهة التحرير الوطني يجب أن تستقل برأيها عن المؤسسة العسكرية"، إذ كان مهري يفرق دائما بين جبهة التحرير الوطني كمشروع وبين الجبهة كجهاز خاضع لإرادة السلطة القائمة.
تشاء الصدف أن يرحل عبد الحميد مهري عشية احتفال الجزائر بالذكرى الخمسين لاستقلالها، وهي تعبر مرحلة مفصلية في تاريخها الجزائر التي طالما تمناها مهري أن تكون مفتوحة لكل أبنائها وكافة قواها الفعالة، ويختم مهري مساره برسالة تستحق أن تكون بداية الطريق الذي يجب أن نسلكه نحن في دراسة تاريخنا وتناوله، خاصة وأن الجزائر تحتفل بمرور خمسين سنة على استقلالها وهو الذي طالما دعا إلى وجوب تناول تاريخ الثورة بعيدا عن الأهواء السياسية والمواقف الحزبية والشخصية.
بن فليس يكتب عن رفيق دربه:
رحل المناضل، المجاهد ولكل أجل كتاب
برحيل الأستاذ عبد الحميد مهري، تكون الجزائر قد فقدت واحدا من أبنائها البررة، لقد كان مناضلا لا يكل دفاعا عن القضية الوطنية، ثم كان من حظه وحظ الجزائر أن شارك في كل المواعيد الحاسمة في تاريخنا المعاصر.
لا شك عندي أن الأجيال السابقة واللاحقة ستذكر في الأستاذ عبد الحميد ولعه بقيم الحرية والعدالة ودهاءه في التوفيق بين رغبات الذات ووجوب الالتزام بمبادئ النضال الحزبي والسياسي.
كما ستحتفظ الأجيال السابقة واللاحقة مثالا يحتذى وطريقا تسلك، فمن هذا المثال ومن هذه الطريق نفهم خلقه الطبيعي الذي يروم الوسطية والإبداع.
وهو لعمري، رجل ثقافة بحق، فقد فهم باكرا أن الإلزام بمبادئ الأمة والدفاع عن أدق خصوصيات أفكارها لا يعني أبدا، الانطواء على الذات ونفي ما لدى الآخر من إبداع.
وكذا كانت شخصية الأستاذ عبد الحميد، مزيجا بديعا من حسنات شخصيتنا ومبادئنا، وما خالط هذا المزيج البديع من حسنات ثقافات أخرى، طعمت بتجارب سنين طوال اقتحمت الزمن وكتبت جزءا من تاريخ بلدنا.
أما من الرجل، فلنا أن نذكر التواضع والسخاء، وأما من المناضل، فلنا أن نذكر الوفاء والثبات على المبادئ والمواقف.
يتركنا الأستاذ عبد الحميد، والجزائر في مفترق طرق، وجيل نوفمبر الذي عرفه وناضل معه حيران، فبعد النضال والتضحيات والاستقلال، يأمل ذلك الجيل في أن تتحقق تلك الطموحات التي من أجلها ضحى وناضل.
ولا يسعني إلا أن أتقدم لكل عائلة مهري ولحرمه وأبنائه وكل أبناء عائلته الكبيرة أصدق العزاء وأبلغ المديح لفقيدهم وفقيدنا، رزقكم العلي القدير الصبر والشجاعة والسلوان.
"إنا لله وإنا إليه راجعون"
علي بن فليس
رئيس حكومة سابق
قالوا في المرحوم
حجار: أرجو من المرحوم مهري العفو والصفح
التمس سفير الجزائر بالقاهرة وأحد مهندسي المؤامرة العلمية في الأفلان عبد القادر حجار، في رسالة تعزية وجهها لـ "الشروق" العفو والصفح، من روح الفقيد الأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني عبد الحميد مهري.
وقال حجار »'ولعلي، وأنا أمام هذا المصاب الجلل، إلا أن أتوجه لروحه الطاهرة، أرجو منه العفو والصفح«، قبل أن يضيف »وقد فعلت ذلك في حياته«، وذلك في إشارة منه إلى المؤامرة العلمية الذي قاده آنذاك رفقة بوعلام بن حمودة وعبد الرحمان بلعياط.
وأعرب سفير الجزائر بالقاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية، عن أمله في أن يكون المرحوم مهري قد صفح عنه وسامحه، وقال »أكيد وهو ينتقل إلى جوار ربه أن لا يحمل أي شائبة في النفس عنا وعن الغير، كما فعل وهو بين ظهراني حياتنا هذه الفانية«.
وعرج عبد القادر حجار على التاريخ النضالي للمرحوم قبل الاستقلال وبعده، معتبرا وفاته خسارة ليس فقط لعائلته وذويه فحسب، وإنما خسارة للجزائر جمعاء، موضحا أنه رغم اختلافه معه في مرحلة من أصعب المراحل التي مرت بها الجزائر، »فإنه بقي دائما كبيرا في أعيننا، وظل محترما لدينا عزيزا، بل بقي طردا شامخا، صاحب رأي ومواقف وبعد نظر في معالجة قضايا وطنه، بل وقضايا أمته العربية«.
الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي
صدمة، فقدت صديقا ورفيقا وأخا، معرفة 60 عاما، ولما نتكلم عن مهري، فيعني الحديث عن الأصالة، الثورة، الوفاء والنزاهة، والكفاءة، وأقول وفاة الأستاذ عبد الحميد خسارة كبيرة للجزائر وأسرته وأولاده وأحبابه.
عز الدين ميهوبي: علمني أخلاق الكتابة ومهنية الصحافة
مثقفٌ، محنّكٌ، داهيةٌ، يفكك الأشياء بعقل المتمرّس، ويقرأ الأحداثَ بعين الخبير، هو من طينة الذين يمشون مع الجميع، إنّما هو من يحدّد المسافة والتوقيت والإيقاع. تعرّفت عليه أيّام جريدة "الشعب" وتعلّمت منه كيف تنبت الأخلاق في الكتابة، وكيف تتجلّى المهنيّة في النقد، وكيف يكون التخلص من ثقافة التجريح بتجنّب التشخيص. قال لي مرّة، "التشخيص المفرط للأشياء، يبعد عنها المهنيّة، ويجعلها على تماس مع القذف والتجريح". وحين دخلت "الشعب" في أتُون الأزمة في العام 1992، كتبَ آنذاك رسالة لسيد أحمد غزالي، رئيس الحكومة، قال له فيها "إذا كان خطأ الصحفيين يحال على المحاكم، فخطأ السياسيين يحال على الشعب في الأنظمة الديمقراطية".
المجاهدة لوزات إغيل أحريز: الله أكبر
الله أكبر لهذا المصاب الجلل عبد الحميد مهري، كان أخا كبيرا لنا جميعا. لفقده فقدت الجزائر رجلا مناضلا ومثقفا نظيفا متواضعا من الصعب أن تعوضه الجزائر، أتمنى أن تأخذ الأجيال الصاعدة المثال من سيرة هذا الرجل الذي يعد رحيله اليوم خسارة ليس فقط لعائلته لكن للبلد أجمع.
المؤرخ محمد القرصو: إنه سياسي مثقف ومناضل
لا يسعنا أمام هذا المصاب الجلل إلا أن نعزي عائلته والجزائر قاطبة، فقد كان المرحوم من الوجوه النضالية البارزة التي كان لها حضور في الثورة وما بعد الاستقلال، حيث واصل نضاله بمواقفه، حيث كان مهموما بالوضع الجزائري، إذ يعد أحد الرموز الكبيرة وأعمدة الفكر الذين جمعوا بين صفات السياسي والمثقف والمناضل.
الكاتب أمين الزاوي: إنه لا يخشى المواجهة
كان مهري اقرب إلى المثقفين منه إلى السياسيين لم يكن يخاف المواجهة الفكرية ولا التاريخية، حيث كان قريبا جدا من الجيل الجديد من الشباب، كان صريحا وواضحا في رسم مواقفه في قراءة أزمات الجزائر التي كان يراها بعين المثقف أكثر مما رآها بعين السياسي، كما كان شخصية معروفة ومحترمة حتى خارج الجزائر، فأينما تنقلت من بيروت إلى دمشق إلا ويسألونك عن مهري الذي كان أيضا حتى لأيامه الأخيرة مهموما بالمغرب الكبير، حيث رحل وفي نفسه غصة تحقيق هذا الحلم. مهري كان شجاعا في إبداء أرائه وتحمل مواقفه.
عمر أزراج: مهري أنقذني من ظلم ذوي القربى
أثنى الكاتب عمر أزراج على تواضع وخصاله الحميدة التي عرف بها عند الخاص والعام.. وعاد أزراج بذاكرته إلى المساعدة التاريخية التي لم ولن ينساها والتي أنجته وقتها من النظام السياسي المتسلط الذي أراد التخلص منه، عندما اقترح عليه مهري مغادرة الجزائر رغم تواجده حينها في قمة السلطة. "وقف مهري معي وقفة صديق لا وقفة رجل نظام ونصحني بأن أغادر الوطن لإنقاذ نفسي. وعندما خرجت من الجزائر جاء إلى لندن رفقة زوجته، التقيته وتحدثنا يوما كاملا عن الأزمة التي ألمت بالجزائر بعد توقيف المسار الانتخابي. ثم التقيته مرة أخرى في لندن مباشرة بعد تنحيته من على رأس الأمانة العامة لجبهة التحرير وكان في غاية الحزن. إلا أنه كان متماسكا وأذكر أنه قال لي حان وقت الشباب.. لن أنسى أبدا زيارته لي في فندق الأوراسي بعد عودتي إلى أرض الوطن. إنسان متواضع جدا لم يجر وراء السلطة وإنما كان وجوده في قمتها شرف للسلطة، وحتى وهو على فراش المرض عندما اتصلت به ولم يستطع الرد، طلب من ابنه الاتصال بي والاعتذار على عدم قدرته على الحديث إلي.. رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه".
المجاهد لخضر بورقعة: إنها مكتبة احترقت
الثورة الجزائرية فقدت جزءا كبيرا من مكتبتها التاريخية وتاريخ نضالها، أقول إن مهري عبارة عن "مكتبة احترقت"، وللأسف الشديد جيل الاستقلال لم يستغل ولم تساعده الظروف للاحتكاك برمز من رموز الجزائر الأستاذ عبد الحميد مهري، وأضيف أن الأستاذ مهري رمزا للتواضع، حيث لم تغره المناصب التي تبوأها، وفي كل الأزمات التي عرفتها الجزائر لم يكن لعبد الحميد عدو أو خصوم شخصيون.
وزير الإعلام الأسبق عبد الرشيد بوكرزازة: عالم بحاجة إلى تأليف
إن الأستاذ عبد الحميد مهري عالم بحاجة إلى تأليف، ويمثل مدرسة متميزة في النضال، كما أنه قلم حتى وإن لم يكتب كثيرا، ولكن عندما يكتب يضع اليد على الجرح، فهو مدرسة متميزة بالقيم النبيلة والسمحة، ولا مجال عنده للنفاق السياسي، كما أنه ظل على مواقفه ثابتا حتى آخر أيام حياته، أين كان ينادي باستكمال المشروع النوفمبري احتفالا بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، ولكن رحل قبل الذكرى.
عمر غول: رحم الله أستاذ الجيل
المرحوم مهري هو أحد قامات الجزائر الذي ألهم الشباب والشيوخ، كان أستاذا للجميع رجالا ونساء وأستاذ الاجيال المتعاقبة وملهمهم في الازمات. أفنى عمره في خدمة الجزائر، جاهد لتحرير البلاد وناضل بعدها لتعميرها وتشييدها ، كان يتميز ببراعته في تحليل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الوطنية و الدولية، يعترف له الجميع العدو قبل الصديق بحنكته السياسية الكبيرة جدا. الاستاذ عبد حميد مهري رحمه الله أكن له الاحترام والتقدير الكبيرين، كانت له معي عدة مواقف طيبة وأحتفظ بذكريات جميلة جدا معه، كان نموذجا خالصا للوطنيّ الخلوق، المنافح عن هوية الوطن وقيم المجتمع. رحم الله الفقيد.
"إنا لله وإنا إليه راجعون".
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/121328.html