ما زالت الدولة العبريّة تلتزم الصمت إزاء ما كشفت
صحيفة 'لوموند ديبلوماتيك' الشهرية الفرنسية عن وجود محطة تجسس إسرائيلية
في صحراء النقب للتنصت على المنطقة، وهي الأكبر والأضخم في العالم.
وأثار
الصمت الإسرائيلي تساؤلات حول ما إذا كان ذلك يعد تأكيدًا لما كشفته
المجلة، أم أنّه صمت ناتج عن حالة من الصدمة تسود الأوساط الإسرائيلية
السياسية والأمنية واندهاشها من توصل كاتب التقرير لمعلومات تفصيلية عن
القاعدة، في المقابل، قالت مصادر أمنيّة إسرائيلية، وصفت بأنها رفيعة
المستوى، إن حماس تسلّمت شبكة اتصالات صينية متقدمة جدا من إيران تشبه
بدقتها وتكنولوجيتها المتطورة شبكة اتصالات حزب الله اللبناني.
وذكر
موقع (سكوب) الإسرائيلي على الانترنت، إن مصادر غربية وأمريكية قالت إنّ
الحديث يدور عن شبكة قيادة وسيطرة يطلق عليها اسم سيلغ وهي من طراز شبكة
الاتصالات سي 2 مغلقة جدا من الناحية التكنولوجية، وتُمكّن المقاتلين من
إجراء اتصالات من دون أي مشاكل، كما أنه لا يمكن اختراق المحادثات التي
تجري من خلالها.
وقال الموقع إنّه تمت صناعة هذه الشبكة في الصين، ووفق
التقديرات فإن تعديلات وتطويرات أدخلت عليها في إيران، كما أن شبكات مماثلة
تستعمل من قبل الجيش الأمريكي.
وتابعت المصادر قائلة إن عناصر حركة
حماس في غزة غير الملمين بالتكنولوجيا الحديثة، يواجهون مشكلة في استخدام
هذه الشبكة حتى الآن، لأن الحركة لم تهتم في السابق بالتكنولوجيا المتقدمة
وهي تنظيم مغلق ومتخلف على عكس حزب الله. لكن يبدو أن نجاحات حزب الله في
الحرب الأخيرة ضد إسرائيل دفعت حماس إلى محاولة مواكبة التطورات
التكنولوجية واقتناء الشبكة التي يتم التدرب على استعمالها على أيدي خبراء
حزب الله في البقاع اللبناني.
وكانت الصحيفة الفرنسية ذكرت أن مهمة محطة
التجسس تتمثل في اعتراض المكالمات الهاتفية والرسائل والبيانات
الإلكترونية التي يتم إرسالها عبر الأقمار الصناعية وكابلات الاتصالات
البحرية الموجودة في البحر الأبيض المتوسط.
واستند معد التقرير إلى
مجندة بالاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في الكشف عن أكبر قاعدة أكبر
وأضخم قاعدة من نوعها في العالم، والتي تتمثل مهمتها في اعتراض المكالمات
التليفونية والرسائل والبيانات الإلكترونية، التي يتم إرسالها عبر الأقمار
الصناعية وكابلات الاتصالات البحرية الموجودة في البحر الأبيض المتوسط، كما
أن لديها القدرة على جمع المعلومات الإلكترونية، ورصد اتصالات الحكومات
والمنظمات والشركات والأفراد على حد سواء.
ونقل عن المجندة السابقة
بوحدة 8200 التابعة للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، دون أن يكشف عن اسمها،
إن القاعدة تتجسس على عدد من الدول من بينها دول معادية لإسرائيل وأخرى
تعتبر صديقة لها، وذكرت أن القاعدة التي تقع بمنطقة (أوريم) بجنوب إسرائيل
على بعد 30 كيلومترا من سجن مدينة بئر السبع، تعترض الاتصالات الصادرة من
الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا وآسيا، وتشرف على تشغيلها وحدة 8200.
وقالت
إن المعلومات التي تجمعها القاعدة ترسل للوحدة 8200، وإن القاعدة تخضع
لحماية أمنية مشددة، فتبدو أسوارها عالية، وبواباتها كبيرة ومحمية بالعديد
من *** الحراسة، معتبرةً أن أهم الإنجازات التي قامت بها الوحدة المسئولة
عن تلك القاعدة هو اعتراض الاتصال الهاتفي بين الرئيس المصري جمال عبد
الناصر والعاهل الأردني الراحل الملك حسين خلال اليوم الأول من حرب يونيو
1967، واعتراض الاتصال الهاتفي بين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات و
بين المجموعة التي اختطفت السفينة (اكيلي لاورو) في العام 1995.
وفي
السياق ذاته، قالت وثيقة جديدة للشاباك إن مهربي الأسلحة في سيناء يعملون
عقب الثورة المصرية من دون حسيب أو رقيب، وأصبحت الوسائل القتالية التي جرى
تهريبها في الآونة الأخيرة إلى قطاع غزة تشمل مئات الصواريخ التي يتراوح
مداها بين 20- 30 كيلومتراً، وألف قذيفة هاون، وعشرات الصواريخ المضادة
للدبابات، وأطناناً من المواد المتفجرة والمواد الخام التي تُستعمل في
تصنعها.
وأكد مسؤولون في جهاز الشاباك لصحيفة (يديعوت أحرونوت) أن
إيران تقوم بدور مركزي في عمليات تهريب الأسلحة هذه من أجل تحسين القدرات
القتالية لدى حركتي حماس والجهاد الإسلامي. ويبدأ المسار الأساسي لهذه
العمليات من إيران ويمر في السودان ومصر وصولاً إلى شبه جزيرة سيناء، ومن
هناك إلى قطاع غزة، ومعظم الذين يعملون في عمليات التهريب في سيناء هم من
البدو، إذ تشكل هذه العمليات بالنسبة إليهم مصدر دخلهم الرئيسي.
ووفق
التقرير الإسرائيلي فإنّ إيران تقوم بتهريب المبالغ الطائلة من الأموال إلى
القطاع، وبهدف تمويل الجيش الذي تعكف حماس على إقامته، والذي يتحول يوما
بعد يوم إلى جيش نظامي بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان، وأن عدد أفراده وصل
إلى عشرات آلاف المقاتلين المدربين، وكشف التقرير عن أنه خلافًا للماضي،
فإن حماس تقوم بالتحضير لصناعة عسكرية متطورة للغاية، التي تعتمد على آلاف
المهندسين الفلسطينيين وأصحاب ألقاب الدكتوراه في الفيزياء والكيمياء،
الذين يزورون إيران بشكل منظم، ويتلقون تدريبات في سبل تطوير الأسلحة من
الناحية التكنولوجية وإقامة بنية تحتية للصناعات العسكرية الفلسطينية.
ويقول
التقرير أيضا أن حركة حماس تقترب كثيرا من المقدرة على إنتاج صواريخ مضادة
للدبابات، ومنظومات متطورة ستسبب لإسرائيل آلاف الخسائر في الأرواح، وهي
أكثر خطورة من الصواريخ الموجودة اليوم ومن قذائف الهاون التي تملكها
الحركة.
منقول