هذه دراسة نظرية – إلا أنها منطقية – تتحدث عن إحتمالات المواجهه والنجاح ، بين دبابة M1A1 Abrams
المصرية ( فى عام 1984 حصلت الحكومة المصرية على الموافقة الأمريكية
بتشييد مصنع إنتاجها ) ، والدبابة Merkava Mk-4 الإسرائيلية
؟ وهي الأحدث فى الترسانة الإسرائيلية . نحن هنا لا نتحدث عن نتائج مواجهه
وإشتباك engagement فى إطار المعركة المشتركة Combined Arms ، بل مواجهه
مجردة وموضوعية ، من ناحية خصائص الدبابة الثلاث : القوة النارية ، والحماية المدرعة ، وقابلية الحركية .
ويمكن أن نقول ، أننا لا نلزم أحداً بهذه الدراسة ، أو
النتائج التى توصلنا لها ، بل الموضوع مفتوح للجميع ، بشرط الإلتزام
بالجانب الموضوعي والمنطقي فى المحاورة .
القوة النارية Firepower :
لنأخذ أولاً القوة النارية للدبابة Abrams ، فهذه
الدبابة مسلحة بالمدفع 120 المليمتر ، نوع M 256 ، ويطلق هذا المدفع أنواع
مختلفة من الذخيرة، أكثرها شهرتاً ، هي ذخيرة الطاقة الحركية M 829A1 ، أو "الرصاصة فضّية"
Silver Bullet ، المصنوع خارقها penetrator من اليورانيوم المستنزف
depleted uranium ، مع سرعة فوهة 1,575 m /sec، ومدى أقصى فعّال يصل إلى
3,500 متر، ( أداء الإختراق المقدر ، يبلغ 610 مليمتر من مدى 2,000 متر )
لكن مدى الإشتباكات engagement يمكن أن يتحصل عند مدى 4,000 متر ، كما عُرض
ذلك بنجاح أثناء عملية عاصفة الصحراء Desert Storm ، وكانت المعادلة
الكلية لاشتباكات الدبابات Abrams مع الدبابات العراقية ، مقاربه جدا إلى
قذيفة واحدة = إصابة واحدة = حالة قتل .
كما تتضمّن الذخيرة الأخرى ، M 830 متفجر قوي مضادّة للدبابات High Explosive Anti-Tank ، التي لها مدى فعّال أقصى من 3,000 متر .
الجيل التالي لهذا النوع من الذخائر أطلق عليه M829A2
، ودخل الخدمة في العام 1994، وفى الذخيرة الجديدة تم تطوير شحنة الدفع ،
زائدا إستعمال المركّبات الجديدة للكعب، الذي وفرا سوية ، أداءً أفضل
للخارق penetrator . وقد زادت هذه الميزّات سرعة الفوهة muzzle velocity
للقذيفة M829A2 ، لتبلغ نحو 1,675 m /sec ، ( أداء الإختراق المقدر يبلغ
730 مليمتر عند 2,000 متر ) .
الجيل الثالث من قذائف APFSDS هو ما أطلق عليه M829A3
والتي تشتمل أيضاً على خارق للدروع من اليورانيوم المستنزف depleted
uranium ، وتعتبر هذه الذخيرة الأقوى من نوعها ضدّ الدروع . يبلغ وزن
الخارق الطويل 10.0 كيلوغراما، وهو بطول 924 مليمتر. سرعة الفوهة تبلغ
1,555 م/ث . أداء الإختراق المقدر 765 مليمتر عند 2,000 متر .
حسب معلوماتنا المؤكدة ، فإن الإشقاء
فى مصر يمتلكون النوعين الأولين من هذه الذخائر ( M829A3 = ؟؟ ) ،
والمشتملة على اليورانيوم المستنزف . إن لليورانيوم المستنزف كثافة تعادل
إثنان ونصف أكثر من الفولاذ ، ويزوّد هذا المُنتج خصائص إختراق عالية،
وتأثير "سريع الإشتعال". فعندما يضرب خارق DU درع الدبابة، فإنه يُذوّب
كلاً من الخارق penetrator ودرع الهدف ، تحت الضغط الكبير tremendous
pressure . ويقوم جزء من الخارق الذي لم ينصهر عند الإرتطام ، سويتاً مع
الدرع والأجزاء المائعة ، بالإنزلاق والولوج داخل العربة . مما يسبب نيران
هائلة ، وإذا ما وصلت هذه للذخيرة المخزونة داخل الدبابة، فإنها تؤدّي إلى
إنفجارات هائلة catastrophic explosions .
وفى المقابل ، فإن للدبابة Merkava Mk-4 مجهزة بذات المدفع ( تحت إسم
MG253 ، وهو صناعة إسرائيلية بترخيص ألماني ) . إلا أن الدبابة تتميز
بإشتمالها على نظام تلقيم نصف آلي semi-automatically بعشرة إطلاقات
، ويُسرع هذا النظام من عملية التلقيم والرمي . يقع النظام في مساحة
معزوله من البرج ، وهو مصمّم لحماية الطاقم في حالة إنفجار الذخيرة (
الذخيرة مخزونة في حاوية وقائية protective container ) . وهو سهل الإشتغال
، حيث يستطيع أن يختار أربعة أنواع مختلفة من الذخيرة . أما ذخيرة المدفع ،
فمشابهه لذخيرة المدفع الأمريكي ، إلا أنها من تصنيع إسرائيلي . أما
ما يميز المدفع الإسرائيلي فهو ، القذيفة المضادّة للدبابات الموجّهة
بالليزر Laser Guided anti-tank missile التي يطلق عليها LAHAT ،
التي تُطلق من المدفع الرئيسي للدبابة ( طوّرت من قبل شركة IAI ) . مسير
القذيفة والإشتباك يمكنه تحديدة ، أمّا ضد دبابة (هجوم من أعلى top attack )
أو ضد مروحية (هجوم مباشر direct attack ). أخيرا، القذيفة تستعمل رأس
حربي مزدوج ، الذي يمكن أن يهزم الدروع الحديثه والتدريع التفاعلي ( إختراق
800 ملم من التدريع ، والمدى 6 – 8 كلم ) . الدبابة أيضا مجهّزة بثلاثة
رشاشات عيار 7.62 مليمتر ، مع خزين من 10,000 من ذخيرة الطلقات 7.62 مليمتر
أما بالنسبة لنظام السيطرة على النيران ، فهو متشابه لحد
ما بين الدبابتين ، والذي يعتمد على نظام سيطرة رقمي ، ومحددة مدى ليزريه
rangefinder مرتبطة مباشرة مع حاسوب السيطرة على النيران fire control
computer . وتتميز هذه الأنظمة بقابلياتها العالية جدا على الكشف وإستملاك
الأهداف. كما تشتمل على أنظمة رؤية ليلية night vision system ، مع ميزة
التتبع الآلية automatic tracking ability . وتعمل هذه الأنظمة بشكل عام ،
بالطريقة التالية " يميز الرامي الهدف عن طريق منظاره ، ويحدد نوع الذخيرة
لمشاغلته ، ويعمل على الإطباق على الهدف ، بالمحافظة على خط النظر بين
الهدف والمرقب sight وعين الرامي ، ثم يضغط على زر تشغيل مقدرة المدي
الليزرية ، فى الوقت الذي يستمر فيه بتعقب الهدف إذا كان متحركاً . تقوم
مقدرة المدي بتغذية مدى الهدف إلى الحاسبة الألكترونية ، وتستحصل السرعة
النسبية للهدف ، من مجسات sensors خاصة ، مركبة فوق برج الدبابة ، وكذلك
مجس لحساب إنحراف المدفع ، وجميع هذه المعلومات تغذى تلقائياً للحاسبة
الآلية . ، ثم تضاف المعلومات الخاصة بدرجات حرارة الجو وسرعة وإتجاه
الرياح والرطوبة ، على ضوء ذلك تقوم الحاسبة الألكترونية بحساب مسير
القذيفة ، لتحديد الإرتفاع الأمثل للمدفع للوصول لذلك المدى ، وتحديد نوع
الذخيرة الملائمة. ومن خلال الزمن الإنتقالى للحاسبة الألكترونية ، يمكن
إيجاد زوايا التوجيه الضرورية لمتابعة حركة الهدف . وتقوم المنظومة بإظهار
إشارة فى العدسة العينية لمرقب الرامي ، دلالة على أن كل المعلومات جاهزة
ومنظمة . ثم يسدد على الهدف ويطلق النارعليه . تستغرق هذه العملية بمجملها
نحو 7 - 10 ثوان ، حسب كفاءة الرامي ومدى حنكته " . إلا أن Merkava Mk 4
تتميز بقدرات إضافية للسائق ، حيث يمكنه أن يرى الجهه الخلفية والجانبية من
الدبابة ، وكذلك المقصورة المغلقة . هذه القابلية مشتقّة من نظام تغطية
فيديوي وأربعة آلات تصوير four cameras ، تساعد السائق على المراقبة في
النهار والليل day and night .
الحماية المدرعة Armor Protection :
منذ بداية تطويرها ، إستفادت الدبابة M1A1 Abrams من
التدريع المركّب. والذي صمم لتوفير حماية عالية ضدّ تهديدات معيّنة، مثل
الضربات المتعدّدة من ذخيرة الطاقة الحركيّة Kinetic Energy (KE)، والطاقة
الكيميائية Chemical Energy (CE). لقد صمم هذا الدرع لإمتصاص طاقة التأثير،
ومنع الإختراق والضرر الداخلي بالقذيفة الثاقبة أو تأثيراتها المتبقية .
هذه الدروع لا تتألف فقط من طبقات مواد مختلفة ( سيراميك ، ألياف زجاجية ،
معادن خفيفة ممزوجة ، فولاذ ) يفصل بينها فراغات ، بل إنها أيضا تشتمل على
مقاطع سهلة التكسر والانسحاق ، وأخرى قابلة للتشوه defomatiom section ،
هذه العناصر والتي من الصعب رؤيتها ، يمكن تشبيهها بقطعة من الورق المقوى
المجعدة corrgated ، وهي تهدف إلى امتصاص الصدمات الناتجة عن خوارق قذائف
الطاقة الحركية KE ، وبالتحديد امتصاص طاقتها عن طريق تشتيتها فوق كامل سطح
لوحة الاسناد الخلفية . ومع أن دروع الدبابة تمتص تلقائياً كل الطاقة
الحركية لهذه الصدمة ( ما لم يرتد الخارق ) ، فإن معظمها يتبدد أثناء تشوه
العناصر القابلة للتكسر ، وما تبقى من الطاقة يتحول الى الجزء الداخلي من
العربة لمدة طويلة نسبياً من الزمن ، وفوق مساحة كبيرة من السطح . ولحد ما
فإن هذه العملية ليست مختلفة عن السيارات الحديثة والمتطورة ، حيث يدرك
القارئ كيف تقوم هذه بامتصاص معظم الطاقة ، في حالة اصطدام السيارة وهي
مسرعة جداً وإنقاذ حياة الركاب .
إحدى أكثر التعديلات المثيرة للدبابة M1A1 Abrams ، كانت
تزويدها بتدريع اليورانيوم (DU) عام 1988 . ضاعف هذا التدريع المقاومة
كثيرا ضدّ قذائف الطاقة الحركيّة والكيميائية (حماية مكافئه إلى 600 مليمتر
ضدّ ذخيرة الطاقة الحركيّة APFSDS ، و1,300 مليمتر ضدّ رؤوس الطاقة
الحربية الكيميائية) . وبرز ذلك جلياً أثناء حرب الخليج الأولى والثانية ،
ففي أثناء حرب الخليج الأولى ، فقط 18 دبابة أبرامز أُخرجت من الخدمة ،
تسعة دبابت كانت خسائر دائمة، وتسعة آخر عانت من أضرار قابل للإصلاح ، وفي
الغالب نتيجة الألغام mines . ولم يتم فقدان أي فرد من طاقم الدبابات
بالنيران العراقية خلال المعركة .
للأسف الدبابات المصرية غير مزودة
بهذه الدروع الفعّالة (DU) – وإن كان ذلك لا يعنى ضعف تدريعها – ودروعها
الأصلية حسب معلوماتنا هي النسخة الأقدم من تشكيلة الدروع المركبة ، والتى
توفر حماية مكافئة فى مقدمة البرج لنحو 450 مليمتر ضدّ ذخيرة الطاقة
الحركيّة APFSDS ، و 990 مليمتر ضدّ رؤوس الطاقة الحربية الكيميائية (
الحماية المكافئة لا تعنى السماكة ، بل تعنى مقدار الحماية الممكن توفيرها
ضد تهديد محدد ) .
وفى المقابل نجد أن المبادئ التي فيها تصميم وتطوير
الدبابة Merkava بشكل عام ، والنسخ الأخيرة Merkava Mk-4 بشكل خاص ، أعطت
الأولوية إلى الحماية وقابلية البقاء بالدرجة الأولى protection and
survivability ، فبالنسبة للحماية المكافئة فى منطقة البرج ، فإنها تبلغ
نحو 1000 مليمتر ضدّ ذخيرة الطاقة الحركيّة APFSDS ، و 1340 مليمتر ضدّ
رؤوس الطاقة الحربية الكيميائية ، كما تم وضع المحرك الدافع للدبابة فى
مقدمة الهيكل ، وتخزين الذخيرة فى حاويات محمية جيداً protected containers
. والدبابة كمثيلتها الأمريكية ، مزودة بنظام إطفاء آلي للحرائق automatic
fire suppression system يعمل تلقائياً عند حدوث أي شرارة حريق داخل غرفة
الطاقم . وبالإضافة للحماية السلبية للدبابة ، فإن تصميم الهيكل ووضع
الأبواب الخلفية ، سمح بحمل بضعة جنود مشاة مسلّحين بالكامل ( بالأضافة
للطاقم ) ، كما تسمح فتحة الدخول الخلفية ، بالخروج
السريع والآمن لأفراد الطاقم المصابين أو لمجموعة صغيرة من الجنود المصابين
wounded soldiers بالإخلاء .
طبقا للمصادر الإسرائيلية المختلفة والمصادر الغربية ،
أثناء فصول المعركة في لبنان فى العام 2006 ، فإنه ما بين 46 - 50 دبابة
معركة Merkava كانت قد ضربت بأسلحة مضادّة للدبابات ، ومن ضمن تلك الحوادث ،
فإن عدد 22 دبابة Merkava قد تم التأكد من إختراق . تلك الدبابات التي
ضربت بأسلحة مضادّة للدبابات ، كان منها 18 دبابة للنسخة الأحدث Merkava Mk
4، وستّة من هذه إخترقت دروعها . ثلاثة وعشرون من أفراد طاقم الدبابات
قتلوا. ويؤكد الخبراء الإسرائيليون أن عدد كبير من قذائف RPG المضادّة
للدبابات قد ضربت الدبابات ، لكن في أكثر الحالات ، لم تتسبب هذه إلا بقليل
من الضرر ( هم تحدثوا عن أحد دبابات Merkava Mk 4 التى نجت من 23 ضربة من
قذائف موجّهة مضادّة للدبابات قبل أن تتعطل disabled أخيرا ، حيث تبين بعد
الفحص إختراق دروعها ) .
قابلية الحركة Mobility :
تستخدم الدبابة Abrams المحرك التوربيني الغازي gas
turbine engine نوع AGT-1500 ، وهذا المحرك هو أكبر نقطة ضعف فى هذه
الدبابة الأمريكية . وفى الحقيقة ، فقدت أثبتت المحركات التوربينية الغازية
للدبابات M1A1 خلال حربي الخليج ، أنها تشكل عبئاً لوجستياً ثقيلاً . فقد
عانت في صحراء الخليج أكثر من محركات الديزل التي كانت تجهز الدبابات
البريطانية على سبيل المثال ، واستهلكت من الوقود أكثر مما كان يتوقع ،
وفيما كان يتم إعادة ملء مستودعات دبابات 1 challenger التابعة للفرقة
الأولى المصفحة البريطانية ، مرة واحدة في اليوم وكانت تسير 200 كلم في ذلك
اليوم ، من دون أن تحتاج إلى مستودعات وقودها الإضافي ، فقد كانت الدبابات
الامريكية تحتاج إلى ملء مستودعات وقودها مرتين وثلاث مرات كل 24 ساعة ،
ولم تكن المسافة التي تقطعها بين كل عملتي إملاء تزيد عن 60 كلم ، وإذا
كانت مثل هذه الأرقام تكشف عن نقطة ضعف كبيرة ، فإن الامريكيين تمكنوا من
تغطيتها في هذه الحرب ، بفضل تفوقهم الجوي الكبير والذي ميز عمليات قوات
التحالف ، ولكن ترجمة هذا الواقع ، تعني في ظروف أخرى ، زيادة في كلفة الوقود
والدعم ، والتي تعتبرها اليوم وتوليها القيادات العسكرية أهمية كبرى .
والآن ، ما هي مشاكل الحركية ، التي يمكن أن تواجهها دبابات أبرامز المصرية عند أي مواجهه ؟؟
- الإسراف فى إستهلاك الوقود :
مع أن محرّكات العنفة الغازية توفر تعجيلا فريداً
ومميزاً ، إلا أنها تستهلك الكثير من الوقود . التخمينات تتفاوت، لكن
المعدل العملياتي ( ليس معدل التجوال السريع بحرية على الطريق) من المصادر
المختلفة ، يساوي تقريبا ثلاثة غالونات لكلّ ميل ( ليست أميال لكلّ غالون )
. هذه حوالي ثلاث مرات أكثر من محرّكات الديزل المماثلة . بمعنى آخر ، أن
الدبابات المجهزة بمحركات ديزل diesel engines مثل Merkava تستطيع تجاوز
ثلاثة أضعاف المسافة التي يمكن أن تنجزها الدبابات المجهزة بمحركات
التوربين الغازي ، التي تتجهز بها M1A1 . ويروي أطقم الدبابات أثناء عملية
عاصفة الصحراء DESERT STORM ، العديد من القصص عن وجوب التوقف وإنتظار
تزويد الدبابات Abrams بالوقود ، لأنها كانت عطشانة thirsty في لحظة خطرة
وحاسمة ، أتاحت لمعظم قوات الحرس الجمهوري العراقي الهروب والإنسحاب .
- إشارة الأشعة تحت الحمراء المميزة :
يُصدر محرّك العنفة الغازية للدبابة Abrams ، نحو 1000 F
درجه فهرنهايتيه من الحرارة للخارج ، وهو ما يعادل أربع مرات أكثر من
محرّكات ديزل . وكنتيجة ، يمكن أن تُكتشف وترصد هذه الدبابات أربع مرات
أكثر من منافستها العاملة بمحركات الديزل ( هذه مشكلة كبيرة فى ظل إنتشار
أنظمة الرصد العاملة بالأشعة تحت الحمراء ) ، ويترتب على ذلك أيضاً حاجة
الدبابة لوقت أطول كثيراً للتبريد cool down ، فى وقت ربما تحتاج فيه
الدبابة للإختفاء hide . بالإضافة ، هذا يسمح للعدو بسهولة للتمييز بين
العمود المُشع الكبير لمحرك الدبابة أبرامز ، عن محرك شاحنة أو أيّ محرّك
آخر .
هذا الأمر يُصبح مشكلة عظيمة عند إستخدام الطرف المعادي ،
الذخيرة الحديثة الموجّهة بالأشعة تحت الحمراء infra-red guided munitions
. وتستخدم العديد من الصواريخ المضادّة للدبابات الحديثة ( مثل الإسرائيلي
Spike الذي يهاجم من الأعلى ) والمدفعية وقذائف الهاون ، محسّسات sensors
عاملة بالأشعة تحت الحمراء ، لإكتشاف ورصد المحرّكات . ومن الواضح هنا ، أن
الدبابات التى تُصدر أربع مرات أكثر من حرارة ، ستكون عنصر فعّال على
الأرجح ، لجذب إنتباه الذخيرة المهاجمة .
- تهديد إسناد المشاة فى العمليات الحضرية :
تثير حرارة المحرّك العديد من المشاكل الأخرى ، منها ما
يخص العمليات التكتيكية لإسناد الدبابات / مشاة tank/infantry tactics فى
المناطق المحصّنة وفي التضاريس الحضرية Urban . فكما ذكرنا فى الأعلى ،
الدبابة Abrams تنفث نحو 1000 F درجه فهرنهايتيه من الحرارة من مؤخّرتها،
يفرض هذا الأمر إستحالة مُؤكدة على جنود المشاة ، لإتّباع أو السير خلف أو
حتى الركوب على قمة الدبابة . ومنذ أن أدرك الجيش الأمريكي الحاجة
للإستعداد للحرب الحضرية ، فإنه أدرك فى المقابل حجم ( والإعتراف ) بهذه
المشكلة ، وبالتأكيد أن المشاة المصريين سيواجهون نفس المشكلة عند القتال
فى الصحراء المكشوفة ، والتى لا توفر تغطية جيدة ، سوى من خلال دروع وهياكل
الدبابات .
وفى المقابل ، نجد أن الدبابة الإسرائيلية Merkava 4 تتحرك بواسطة محرك ديزل أمريكي نوع GD 883 V-12 وهو بقوة 1500 حصان .
يوضع المحرك فى مقدمة الهيكل ، فى حين يوضع خزّاني
الوقود في الخلف . تصنع الشركة الألمانية MTU مكوّنات هذا المحرّك بترخيص
من قبل شركة Dynamics Land Systems الأمريكية .
اقتراحات وحلول :
- توفير دروع وصفائح من اليورانيوم المستنزف لحماية
تدريع الدبابة ورفع مستويات الحماية ، لتبلغ لمستوى حماية مكافئ إلى 800
مليمتر ضدّ ذخيرة الطاقة الحركيّة APFSDS ، و1,600 مليمتر ضدّ رؤوس الطاقة
الحربية الكيميائية ، ويمكن أيضاً توفير دروع تفاعلية حديثة reactive
armour ، للوقاية من قذائف الطاقة الكيميائية ، فى حال الإخفاق فى الحصول
على صفائح اليورانيوم المستنزف .
- توفير أنظمة الحماية النشيطة active protection للدبابة
، للوقاية من الصواريخ المضادة للدروع ، والروس والإسرائيليون وجنوب
أفريقيا ، يطورون الجيل الثاني من هذه الأنظمة ، التى توفر حماية من قذائف
الطاقة الكيميائية والحركية فى آن واحد .
- إستبدال المحرك التوربيني ، بآخر ديزل –
وإن كانت هذه العملية مكلفة جداً - مثل محركات Perkins الأمريكية ، بقوة
1500 حصان ، أو محركات Detroit Diesel بقوة 1500 حصان ، وهذا الأخير هو
الذي يدفع الدبابات Merkava Mk 4 . كما أن توفير محرك مساعد لتشغيل أنظمة
الدبابة فى حالة توقف الدبابة عن الحركة ، يساهم فى تخفيض إستهلاك الوقود .
وأخيراً يمكن القول ،إن تحليل معارك الدبابات التي جرت خلال السنوات الماضية ( وخصوصا تلك التي
جرت في الشرق الاوسط ) ، أوضحت أن النصر كان دائما حليف من يمتلك أسلحة
متفوقة ، تديرها أطقم جيدة التدريب . وهنا مكمن آخر من مكامن الخلل لدى
مصر ، فبسبب إعتمادهم على أنظمة التدريب التشبيهية ( المُحاكيات )
أهملوا الجانب العملياتي من التدريب - ربما بسبب التكلفة العالية
للتدريبات العملياتية وما يصاحب ذلك من إستنزاف للوقود والذخيرة – وفى
المقابل ، نجد الأطقم الإسرائيلية تمتلك خبرة كبيرة فى هذا المجال ، نتيجة
حروبهم المتكررة مع جيرانهم فى المنطقة ، وآخرها غزوهم للبنان فى12 يوليو
2006 .
لا تنسو التقييم