أدركت الولايات المتحدة منذ نشأتها بالدور الفعال والمهم للقوة البحرية
وتجلى ذلك مع مطلع القرن العشرين ونظرية القوة البحرية لمهان ،ويكمن جوهر
الإستراتيجية البحرية الأمريكية في نقل مركز تقل القوات الإستراتيجية من
اليابسة إلي البحار والمحيطات والتركيز على الأسطول البحري كقوة ضاربة
.ورغم تطور العقيدة العسكرية الأمريكية عبر المراحل المختلفة من إستراتيجية
الرد الشامل Massive Retaliation وإزالة التناقضات حول أسبقية الاستخدام
للقوى الجوية و البحرية وإنشاء الهجين البحري في شكل حاملات الطائرات .
تم
التحول إلي إستراتيجية الرد المرن Flexible Responce والتي تعتمد على عدم
استخدام السلاح النووي أو القيام بالحرب المحدودة في البلدان الأخرى ومع
بداية السبعينات طورت إلي ما يسمى بإستراتيجية الدمار المتبادل المؤكد
Destruction Mutual Assured ونقل القوة الإستراتيجية الهجومية إلي المحيطات
والبحار وانتشارها في المناطق الفسيحة وتوجيه الضربات من جميع الاتجاهات
وبالتالي الإقلال من عدد الضربات النووية بأراضي الولايات المتحدة
الأمريكية وبعد تفتت الاتحاد السوفيتي وما حدث من تغيرات بعد أحداث 11من
سبتمبر تغيرت الإستراتيجية الأمريكية من الاستعداد والقيام بالحرب المفتوحة
ضد الاتحاد السوفيتي والتحول والتركيز على التهديدات الإقليمية التي تؤثر
على المصالح الوطنية الأمريكية والقيام بالعمليات الهجومية لمصادر العدوان
من خلال السيطرة على الممرات البحرية والبحار والمناطق الساحلية لتأمين
مناطق آمنة لدخول القوات الإضافية عند انفجار الأزمات ، وذلك من خلال
انتشار الحاملات بشكل مسبق في مناطــق التوتر والنزاعات بغرض إحراز السيطرة
الجوية والبحــــرية حسب ما جاء في الوثيقة البيضاء للجنة الدفاعية
بالكونغرس ) . .(WHITE PAPER
وفي جميع مراحل تطور الإستراتيجية العسكرية
الأمريكية فأننا نلاحظ أن الحاملات تحتل الدور الرئيسي والمتميز كسلاح
رئيسي في الحرب النووية والتقليدية ، ويرجع ذلك إلي ما تتمتع به الحاملات
من كقوة ضاربه وأكثر قدرة على البقاء وكسلاح متعدد الأغراض ، لذلك تنتشر
الحاملات بشكل دوري حول العالم وتعمل كقوة مفصلية تضم البحرية والبرية
والجوية .
تقوم بالخفارة والتمارين المشتركة مع القوات المختلفة بغرض
الرفع من المهارات القتالية وتنظيم التعاون بين القوات لظروف مشابهة
للأعمال القتالية. ومن خلال عمل الحاملات في المياه الدولية تؤمن الحضور
المسبق والمتقدم وتكون مستعدة وحسب ما تمليه الظروف لتنفيذ أي مهمة في
مناطق الصراع والاستعداد للانتقال لأي منطقة أخرى.
وللتعرف على حاملات الطائرات وإمكانيتها وتعبئة استخدامها :-
حاملة الطائرات هي عبارة عن قاعدة متحركة ذات مساحة حوالي 4.5 هكتار وبطول
330 متر ، وطول مدرج 300متر يتم فيه دفع الطائرة بواسطة مكابس بخارية خاصة
والذي يقوم بتعجيل سرعة الطائرة من الصفر إلي 300كيلو متر/ ساعة في ظرف
ثانيتين (سوف يستبدل نظام الدفع البخاري في الحاملات الجديدة بنظام دفع
كهرومغناطيسي) . قامت الولايات المتحدة بإنتاج حوالي 77 حاملة طائرات في
مصانع نيو بورت نيوز لصناعة حاملات الطائرات من بداية العشرينات وحتى يومنا
هذا ، وتوجد لذا الولايات المتحدة في الوقت الحالي11 حاملة تحت الخدمة وكذلك 3 حاملات في خانة التخزين الخامل تحت
الصيانة ومع هدا العام ستدخل الحاملة بوش من فئة نميتز كبديل لكيتى هوك
والتي تم عرضها على الهند لشرائها. وتعمل الولايات المتحدة على تحديث نوع
جديد من الحاملات ويطلق عليه CVNX بعدد 10 حاملات وستدخل أول حاملة من هذا
الجيل في سنة 2013ف – كتبديل للحاملة أنتر برايز والثانية في 2018ف –
وهكذا تباعا ، وسيعتمد هذا الجيل على الاعتماد على التقنية العالية
والحواسب وخفض الطواقم البشرية لتقليل كلفة التشغيل.
مهام
مادامت الولايات المتحدة تملك حاملات طائرات فانها ستظل اقوى قوة عسكرية
ما الحل ؟؟