سلاح الجو الروسي هو صنف من صنوف القوات المسلحة يستخدم لاستطلاع القوات المعادية وردع العدو في الجو وحماية المناطق والاهداف الاقتصادية والعسكرية من الضربات الجوية والانذار من وقوع الهجوم الجوي وانزال ضربات جوية الى اهداف تشكل اساس القدرة العسكرية والاقتصادية للعدو والدعم الجوي للقوات البرية والبحرية والقيام بالانزال الجوي ونقل القوات الاحتياطية والامدادات جوا.
الاسطول الجوي الامبراطوريتم استحداث الاسطول الجوي في الابمبراطورية الروسية عام 1910. ولعب الاسطول الجوي رغم تاريخه القصير دورا هاما في تطوير الطيران الروسي والعالمي. وتم تقسيم الاسطول الجوي الامبراطوري الى مجموعات جوية تضم كل منها 6 – 10 طائرات. وبلغ عدد تلك المجموعات بحلول عام 1917 بضع مجموعات. واستخدم الاسطول الجوي الامبراطوري لدعم القوات البرية والبحرية.
وقام مصمم الطائرات الروسي سيكورسكي عام 1913 بتصنيع اول طائرة رباعية المحركات "الفارس الروسي" واول قاذفة للقنابل" إيليا موروميتس". وامتلكت روسيا في المرحلة الاولية للحرب العالمية الاولى اكبر عدد من الطئرات الحربية وهو 263 طائرة استخدمت للاستطلاع وتصحيح نيران المدفعية، ثم انخرطت في المعارك الجوية. لكن بحلول عام 1917 كانت في حوزة الجيش الروسي 700 طائرة فقط ما يقل بكثير عما هو عليه في الجيوش المحاربة الاخرى. ولقي غالبية الطيارين الروس حتفهم في الحرب الاهلية او هاجروا الى خارج روسيا.
سلاح الجو السوفيتيتم استحداث سلاح الجو التابع للجيش الاحمر عام 1918. وقد سمحت عملية التصنيع في البلاد بتطوير الطائرات الحربية التي ورثتها البلاد السوفيتية من الجيش الامبراطوري الروسي. وفي اواخر الثلاثينات كانت في حوزة الجيش الاحمر مقاتلات "إي – 15" ,"إي – 16" التي قام بتصنيعها مكتب "بوليكاربوف" للتصاميم وقاذفات القنابل "تي بي – 1" و"تي بي – 3" من تصميم مكتب "توبوليف" للتصاميم.
وفي الفترة ما قبل الحرب العالمية الثانية حصل سلاح الجو السوفيتي من الصناعة السوفيتية على 17745 طائرة بما فيها طائرات حربية من اصناف جديدة مثل مقاتلات "ميغ – 3" و"ياك -1" ولاغ – 3" و"بي – 2" و"إل – 2". وتم في فترة الحرب تدريب 44093 طيارا. واستشهد منهم في المعارك الجوية 27600 طيار.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية شهد سلاح الجو السوفيتي تطورا سريعا وتم تزويده بمقاتلات نفاثة أسرع من الصوت مثل "ميغ – 15 " وميغ -17". وكانت في حوزته بحلول الثمانينات ما يربو على 10 آلاف طائرة حديثة مما جعل سلاح الجو السوفيتي من اقوى الاسلحة الجوية في العالم تعدادا. وتألف السلاح الجوي آنذاك من صنوف الطائرات مثل القاذفات والقاذفات المقاتلة والمقاتلات وطائرات الاستطلاع والاشارة والاسعاف. وانقسمت كلها الى انواع مثل:
- الطيران البعيد المدى او القاذفات الاستراتيجية،
- والطيران العملياتي اي المقاتلات وطائرات الاعتراض والطائرات القاصفة التي كانت تؤمن التفوق الجوي في المناطق الحدودية واعتراض طائرات الناتو،
- طيران النقل العسكري اي طائرات النقل المستخدمة لنقل القوات والمعدات الحربية والامدادات.
وكانت في حوزة سلاح الجو السوفيتي في ثمانينات القرن الماضي طائرات استراتيجية مثل "تو- 160" وتو -95" و"تو- 22" ومقاتلات مثل " ميغ – 25" و"ميغ – 29" و"سو- 27" وطائرات قاصفة مثل "سو- 25" وطائرات اعتراض مثل "سو – 31" وقاذفات عملياتية مثل "سو-24" و"سو -32" وطائرات نقل مثل "إل – 78" و"أن – 124" (روسلان) ومروحيات مثل "مي – 8" و"مي - 24" وكا – 50".
وبدأ في الثمانينات العمل على تصميم مقاتلات الجيل الخامس مثل "ميغ 1.44" و"سو-37". لكن تفكك الاتحاد السوفيتي حال دون تطور هذين البرنامجين الواعدين.
سلاح الجو الروسيبعد انهيار الاتحاد السوفيتي تم تقسيم سلاح الجو السوفيتي بين الجمهوريات السوفيتية السابقة، وحصلت روسيا على نسبة 44% من ممتلكات الاتحاد السوفيتي من الطائرات ونسبة 65% من تعداد الطيارين. وسلمت اوكرانيا روسيا 8 طائرات استراتيجية "تو – 160" كتعويض عن سداد ديونها في مجال الغاز الطبيعي.
شهدت تسعينات القرن الماضي تقلصا سريعا في عدد الطيارين الحربيين المحترفين ومستوى كفاءتهم. كما تقلص عدد المطارات الحربية. ولم يجر الاصلاح العام على مقاتلات "ميغ – 29" التي صنعت في الثمانينات وكانت تشكل ثلث اجمالي مقاتلات سلاح الجو الروسي. لذلك يتوقع ان يتم شطبها قريبا. وشاركت طائرات ومروحيات سلاح الجو بنشاط في الحربين الشيشانيتين في اعوام 1994 – 1996 و 1999 – 2002 والحرب مع جورجيا عام 2008 .
واقتربت مشتريات الطائرات والمروحيات الحديثة من مؤشرات مطلع التسعينات في عام 2009 فقط حيث بدأ تزويد سلاح الجو الروسي بمقاتلات "سو- 34" وميغ "35 " من جيل 4++ وطائرة "ياك – 130 " الحديثة للتدريب والقتال ومروحيات "مي -35 أم" المتعددة الاغراض و"كا – 52 التمساح". ويجري العمل على تطوير القاذفات الاستراتيجية "تو – 160" لجعلها تتماشى مع متطلبات القرن الحادي والعشرين وبدأت تجربة مقاتلة الجيل الخامس. وقامت تلك المقاتلة باول تحليق لها في 29 يناير/كانون الثاني عام 2010. ويخطط لان يبدأ تزويد سلاح الجو بها بحلول عام 2013. كما بدأ العمل على تصنيع الطئرات الحديثة بلا طيار وخاصة بعد الحرب مع جورجيا عام 2008.
المصدر:http://arabic.rt.com/news_all_news/info/604773/