على متن حاملة الطائرات الامريكية ابراهام لينكولن 18 فبراير (رويترز) -سادت حالة من التوتر عندما اقترب زورق دورية ايراني من حاملة الطائرات الامريكية ابراهام لينكولن بسرعة كبيرة.
وحلقت طائرة هليكوبتر تتولى حراسة الحاملة فوقها في علامة تحذيرية على عدم الاقتراب اكثر الامر الذي دفع الزورق الرمادي الصغير جدا اذا ما قورن بحاملة الطائرات الضخمة الى الاستدارة ليعود ادراجه في اخر الامر.
وتبرز المواجهة التي ضمت زوارق امريكية وايرانية وتكررت في الاسابيعالاخيرة تصاعد التوتر في منطقة الخليج بين القوى المتنافسة منذ هددت طهرانباغلاق مضيق هرمز اهم ممر ملاحي لنقل النفط في العالم بسبب التحركات
الغربية لحظر صادرات الخام الايرانية.وتتعقب السفن الحربية الامريكية والايرانية بعضها بعضا بينما تجوب
الخليج في مواجهة بشأن برنامج ايران النووي الذي يخشى الغرب ان يكون الهدف منه انتاج اسلحة نووية. ويخشى كثيرون ان تؤدي الواقعة الى اندلاع حرب.
وقال الاميرال مايك فوكس قائد القوات البحرية الامريكية في منطقة الخليج في مؤتمر صحفي في البحرين قبيل رحلة الاسطول الاسبوع الماضي "اتابعه صباحا وظهرا وليلا. اخذه (تهديد اغلاق هرمز) على محمل الجد."
ويقوم الاسطول الامريكي بجولات في مضيق هرمز برغم التهديدات الايرانية.
والرحلة التي استمرت عشر ساعات في المضيق يوم 14 فبراير هي ثاني مرة يمر فيها الاسطول بمضيق هرمز في شهرين.ويقول مسؤولون امريكيون ان الاسطول الامريكي لا يدخل المضيق الا عندما تقتضي الحاجة في محاولة لتجنب "تصعيد الاعمال العدائية والحسابات الخاطئة" نتيجة لعبوره.
ودخلت الحاملة هرمز بينما كانت اربع طائرات هليكوبتر تحلق فوقها ومدمرتان تسيران امامها ويتجمع في غرفة تحكم صغيرة لكن مزدحمة ببرج المراقبة نحو سبعة من قادة البحرية واجهزة المخابرات وخبراء قانونيون.
وراقبوا مياه الخليج باهتمام. ورصد قائد الاسطول الاميرال تروي شوميكر زورقين صغيرين يعتقد انها لمهربين وقد مزقتهما الامواج العاتية.
وقال شوميكر "تسير الامور بشكل جيد جدا وهادئ نسبيا. لدينا طائرتا استطلاع وطائرة هليكوبتر وطائرة دون طيار لكن لا يوجد شيء في طريقة النشاط الظاهري" في اشارة الى النشاط الايراني.وتمثل جغرافية المضيق الذي يمر به ثلث التجارة النفطية البحرية في العالم تحديا لاسطول بهذا الحجم.
فعرض المضيق عند اضيق نقطة فيه يبلغ 34 كيلومترا وبعبورها الخليج تدخل حاملة الطائرات في مرمى نظام الدفاع الصاروخي الساحلي لايران.
وكانت ايران حذرت قبل شهر حاملة طائرات امريكية اخرى وهي جون سي. ستينيس الا تعود الى الخليج بعدما مرت عبر المضيق. لكن ذلك لم يمنع ابراهام لينكولن من المرور.
وقال شوميكر "نعمل بشكل روتيني قريبا منهم في الخليج العربي."لديهم سفن يمكن ان تخرج وتراقبنا كما يمكنكم توقع ان نفعل ذلك في مياهنا الاقليمية في الولايات المتحدة لذلك فان جميع هذه المشادات كانت
مهنية للغاية."
ويشعر الايرانيون الامريكيين بوجودهم في كل مرة تعبر فيها القوات الامريكية المضيق بمرافقة شبه تامة للاسطول اما بالطائرات او بزوارق الدورية. وفي المقابل تعيد الولايات المتحدة تقييم التهديد الايراني
بانتظام عن طريق دراسة النشاط الايراني.
ويقول خبراء عسكريون ان الاسطول الامريكي الخامس الذي يجوب الخليج ودائما ما يضم حاملة طائرات عملاقة على الاقل يرافقها عشرات الطائرات المقاتلة واسطول من الفرقاطات والمدمرات اكثر قوة بكثير من البحرية
الايرانية.
لكن الزوارق الصغيرة هي اكثر ما يقلق البحرية الامريكية. وقال الاميرال فوكس الاسبوع الماضي ان ايران بنت قواتها البحرية في الخليج وجهزت زوارق يمكن استخدامها في هجمات انتحارية.
ويعتقد ان ايران زادت عدد الزوارق الصغيرة في المضيق حول الجزر الايرانية ويمكن لبعض الزوارق حمل صواريخ كروز وصواريخ اخرى.
ويعيش خمسة الاف بحار على متن ابراهام لينكولن التي تتألف من 20 طابقا. ويجري تجهيز ما بين 15 الفا و 20 الف وجبة يوميا حيث يستهلك كل يوم 800 رطل من الخضراوات و 900 رطل من الفاكهة و 630 رطلا من الهامبورجر.
ولا يبد كثير من البحارة اهتماما دائما بالتهديدات الايرانية. فكثيرا ما يرون ان مهتهم بسيطة.
وقال الطيار التابع للبحرية مات دريسكيل (33 عاما) والذي قاد في الاونة الاخيرة طائرات مقاتلة فوق ليبيا وفوق العراق في 2004 "نريد ان يمر النفط الى وجهته المقررة في العالم. نريد ان يتمكن الناس في هذه المنطقة من
الحصول على المنتجات التي يمكنهم شراءها من اوروبا وامريكا ومناطق اخرى في العالم."وبعد يوم من المرور كان المزاج على متن ابراهام لينكولين اكثر استرخاء بدرجة كبيرة.
فقد تم تخزين الطائرة المقاتلة التي كانت على ظهر السفينة خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية ومتجهة نحو ايران على استعداد لاطلاق النيران في 15 دقيقة.
وقال الاميرال ان نفس الاستعدادات تتخذ كل مرة يمر فيها الاسطول من المضيق. لكنه اعترف ان الاسطول يمكن اعتباره استعراضا للقوة.
وقال شوميكر "من اسباب وجودنا هو ان نكون موجودين في انحاء العالم وظاهرين حتى اذا كانت حاملة الطائرات نفسها والطائرات وكل شيء اخر على متنها استعراضا للقوة."
واضاف انه اذا هاجمت ايران فان الولايات المتحدة مستعدة للدفاع.واضاف "من المحتمل بالتأكيد ان يقوموا ببعض الافعال لمحاولة اغلاق المضيق لكننا مستعدون لهذا ولدينا قدرات في هذه القوة وفي هذه المجموعة الهجومية للرد اذا حدث ذلك."