لم تشهد مصر فى تاريخها المعاصر ان سلبت منها ارادتها السياسية وارتبطت سياستها الخارجية بسياسة دولة اخرى تخدم مصالحها وتحقق اهدافها كما حدث فى الثلاثة عقود الاخيرة من عمر مصر .
على مدار ثلاثين عاما من التبعية السياسية لم تقدر مصر ان تنتفض من العباءة الامريكية التى حيكت لها لكى لا تسطيع ان تتمدد خارجها مخالفا لقانون الطبيعة فحبست بداخلها وانقطعت عن عالمها الاسلامى ومحيطها العربى . ثلاثين عاما من العربدة الاسرائلية فى المنطقة دون رادع أو قوة فاعله يحسب حسابها
ويخاف من ردة فعلها . فاشتعلت المنطقة بالحرب اللبنانية ومزابح صبرا وشاتيلا واستباحة الحنوب اللبنانى وانتهت بالحرب على غزة بمباركة مباركية حتى وصل النفوذ الاسرائيلى الى منطقة الضرب تحت الحزام واللعب داخل منطقة الامن القومى لمصر ومحيطها الافريقى عن طريق تهديد منابع المياه وصولا الى تقسيم السودان كل ذلك ومصر مقيدة بعبائتها الامريكية . فمصرالتى لم تسلب ايراتها وهى تحت الانتداب البريطانى وخاضت اول حروبها ضد اسرائيل هى ليست مصر كامب ديفيد الراضية بدور الوسيط فى القضية الفلسطنية ومصر عبد الناصر التى احتوت المطامع العراقية فى الكويت وكبحت جماحه هى بالتأكيد ليست مصر مبارك التى سلمت كلا منهما للسيطرة الامريكية سواءا بالغزو العسكرى او الغزو السلمى .
والقارىء للاحداث الاخيرة يجد ان مصر بدأت فى خلع عباتها الامريكية فالتصاريح الاخيرة للحكومتين وأزمة الجمعيات الاهلية توحى بدخول مصر عهد جديد
ولعل من اهم انتائج المترتبة عن خروج مصر عن العباءة الامريكية من وجهات نظر مختلفة كاتالى
بالنسبة لمصر عودة الارادة السياسية المفقودة
بالنسبة لامريكا خسارة حليف هام فى منطقة أكثر اهمية
بالنسبة لاسرائيل ارتفاع ميزانية الجيش الاسرائيلى وعودة التهديد المصرى وايام السواد
لروسيا فتح الباب للنفوذ الروسى لاستعادة مكانته المفقودة
بالنسبة للعرب عودة الحقبة الناصرية
هذا الموضوع من وجهة نظرى الشخصية وارحب باختلاف الاراء