صمم الصاروخ الأمريكي المضاد للغواصات (
RUR-5 ) منذ خمسينيات القرن الماضي ، و دخل الخدمة الفعلية لدى قواتها البحرية في الستينيات . و مع مطلع الثمانينيات قررت البحرية الأمريكية إحلال هذا الصاروخ (
RUR-5 ) و معه الطراز (
UUM-44 ) ، بطرازين أحدث يحملان الاسم (
RUM/UUM-125 Sea Lance ) غير أن هذا البرنامج واجه صعوبات فنية و مالية عديدة ، فتقرر في عام
1983 دمج البرنامج و ضغطه في مشروع واحد لانتاج صاروخ رأسي الاطلاق تحت اسم (
RUM-139 ) . وأجريت اختبارات طرازاته البحثية منذ عام
1986 ، علي أن يدخل مرحلة الانتاج اعتبارا من عام
1989 ، غير أن المشروع تم تجميده فجأه قبل ذلك الموعد بعام و لمدة (3) سنوات ، حيث تقرر المضي في انتاجه تمهيدا لانضمامه الي الخدمة في عام
1993 . و بالفعل انضمت باكورة طرازاته تحت الاسم (
RUM-139 A ) في الموعد المحدد ، تبعه بعد ذلك طرازان هما (
RUM-139 B ) و (
RUM-139 C ) في عامي
1996 و
2005 علي التدريب ، يتمثل الفارق الجوهري بين الطرازات الثلاثة في نوع الطوربيد ، فالطراز الأول مسلح بالطوربيد الخفيف (
MK46-MOD-5A ) بينما سلح الطراز الثاني (
RUM-139 B ) بالطوربيد البحري (
MK46-MOD-5A-SW ) ، و يتميز عن الطوربيد السابق له بقدرته علي العمل في المياه الضحلة . لذلك عدلت البحرية الأمريكية كافة صواريخها من الطراز الاول (
RUM-139 A ) الي الطراز الثاني (
RUM-139 B ) بتسليحه بهذا الطوربيد المطور و ذلك قبل نهاية
2001 . أما الطراز الثالث الخفيف الفائق السرعة من الطراز (
MK54-MOD-0 ) .
و تعتبر عائلة الصاروخ ( RUM-139 ) تطويرا للصاروخ القديم (RUR-5) ، الذي شهد العام 2002 نهاية خدمته لدي البحرية الأمريكية بعد اتمام احلاله بأفراد عائلة هذا الصاروخ الحديث . و يقال أن تكلفة الصاروخ الواحد من الطراز ( RUM-139 ) تصل الي ( 840 ) ألف دولار ، و يعمل بثلاث مراحل من الدفع الصاروخي تعتمد في أدائها علي الوقود الصلب . تشتهر عائلة الصاروخ بالاسم ( VLA ) المستمد من البدايات الجملة الانجليزية :Vertical Launched ASROC ، و ترجع كلمة ASROC الي بدايات الكلمة الانجليزية : Anti-Submarine ROCket و هو ما يعني أنه صاروخ مضاد الغواصات يتم اطلاقه رأسيا . تطلقه سفن السطح كالطرادات و المدمرات و الفراقات ، بحيث يأخذ مسارا باليستيا غير موجه حتي يصل الي منطقة الهدف لينطلق منه طوربيد يهبط فوق سطح الماء بواسطة مظلة . تعمل تلك المظلة علة خفض سرعة الطوربيد عند التقاته بالماء ، و أيضا و أيضا خفض بصمته الصوتية الي الحد الأدني بحيث لا تشعر به مستشعرات الغواصة الهدف . و بمجرد غوص الطوربيد في الماء يبدأ محركه وأجهزته في العمل ، ليأخذ مساره نحو الهدف اعتمادا على وحدات سونار ايجابية أو سلبية هو مزود بها .
يتراوح المدى العملياتي للصاروخ (
RUM-139 ) بين (
9 -
28 ) كم ، و سرعته واحد ماخ و باع جناحيه (
68,3 ) سم و قطره (
42,2 ) سم . و انتج منه لأغراض التدريب (
3 ) طرازات تناظر كل منها الطراز المخصص للعمليات حملت الاسم (
RTM-139 A/B/C ) ، و يختلف طول و وزن صاروخ العمليات عنه في صاروخ التدريب . فعلى حين يبلغ طول صاروخ العمليات (
4,89 ) امتار و وزنه (
638 ) كيلوجرام ، بينما يبلغ طول صاروخ التدريب (
5,08 ) متر و يزن (
615 ) كيلوجرام . و تؤكد المصادر العسكرية ان الصاروخ (
RUM-139 ) تم تصديره الى دول عديدة ، يأتي من بينها اليابان و كندا و استراليا و ايطاليا و المانيا و اليونان . تبقى الاشارة الى ان افراد هذه العائلة جميعها تعتمد على طيار آلي رقمي ، للتحكم في خط مرور الصاروخ أثناء طيرانه عبر فتحة النفث . و هو ما يتيح له قدرة عالية علي المناورة و مسارا غير عميق ، و بالتالي تحاشي الأخطاء التي قد تنجم عن الرياح العاتية ، مما يجعله مناسبا للعمل في كافي الظروف الجوية القاسية . و يتم تحديد المدي مسبقا من خلال برنامج ، يتوقف عنده المحرك الصاروخي فتنفصل مجموعة الطوربيد عن هيكل الصاروخ .