أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
الدخول
فقدت كلمة المرور
القوانين
البحث فى المنتدى


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول



 

 قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
الامير الاحمر

رقـــيب أول
رقـــيب أول
الامير الاحمر



الـبلد : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 01210
العمر : 43
المهنة : تحري
المزاج : هاديء قابل للأنفجار في أي لحظه
التسجيل : 14/06/2008
عدد المساهمات : 376
معدل النشاط : 224
التقييم : 7
الدبـــابة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 596fd510
المروحية : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 5e10ef10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد   قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Icon_m10الإثنين 7 يوليو 2008 - 19:20

مقابل شربة ماء . . !!


لمسافة ثمانين كيلو متراً أو يزيد، انطلقت في الليل السيارة الجيب التي تقل أمينة المفتي الى محبسها الجديد. كانت الأسيرة المغماة متهالكة تماماً لحرمانها من الطعام طوال يوم كامل، وما إن غادرت السيارة يتأبطها جنديان مفتولا العضلات، أحست بقشعريرة مخيفة تسري بأوصالها. فالمكان شبه خاو بلا حركات، صوت الأقدام الصاعدة وهي ترتطم بالصخور والحصى يزيدها هلعاً. قالت في وهن أنها جائعة فقيل لها أن لا طعام لديهم. كان الصعود شاقاً والأعصاب مرهقة تنبض بالتوتر، ونادراً ما تنامت الى مسامعها أصوات غريبة.

لكن هيئ لها أن هناك أياد أخرى عديدة ساعدت في صعودها الى المرتفع. حتى إذا ما وصلت الى نقطة ما. . أزالوا الكيس الأسود عن وجهها، لتصطدم بعدد جرار من الضباط والجنود واقفين في جمود وامتعاض تتدلى الرشاشات من أكتفاهم. وعندما اقتادوها الى الداخل أدركت رغم الإضاءة الباهتة أنها بداخل إحدى المغارات. لكنها فشلت في تخمين موقعها . . أفي الشمال هي أم بالوسط أو بالجنوب؟ كانت تحس بدوار عنيف كمن فقد اتجاهه واتزانه، واستسلمت للأيدي التي تدفعها بقسوة الى عمق الكهف الممتد بباطن الجبل تتدلى صخوره كالأشباح المعلقة، وتبدو نتوءاته في ظلال الضوء المتحرك كجنيات الأساطير المرعبة. . وفجأة . . شق الصمت القاتل المحيد بوقع الأقدام صراخاً مريراً. . كأن هناك من يقد اللحم من جسد حي. وكلما اقترب مصدر الصراخ ابتعدت إرادة الأسيرة وذهب عقلها. فتصبب منها العرق المالح . . وارتعد الجسد الناعم المنهك السخي بالأنوثة . . ففقدت الى الأبد بصيص أمل في النجاة، وبينما يتشقق حلقومها الجاف المر الرضاب، انطلق بولها غصباً عنها ساخناً يزيد الجسد جفافاً وانطفاء، ويولد لديها أقصى مشاعر الرعب والهلع، عندما وقفت أمام مشهد مروع أطلقت المرأة صرخة سحبتها من جذور أظافر أصابعها حتى شعر رأسها. مشهد هو بحق أفظع من وصف مذبحة بشرية حية. فقد رأت أمينة المفتي فتاة علقت من ساقيها الى الحائط، تمتد خيوط الدم من كل موضع في جسدها لتتجمع في النهاية في بقعة متجلطة أسفل رأسها، وشعرها الطويل المدلى يصل حتى لقرب البقعة تفور منه صنابير الدماء المتفجرة. . وأفاقت أمينة على صوت القائد كأنه الصاعقة:

أيتها العاهرة . . ارتدي البنطلون والسترة. "هكذا ترتدي النساء المعتقلات، لكي لا تظهر عوراتهن أثناء التعذيب" وأشار الى أحد الجنود: حل قيودها حتى تبدل ملابسها.

سخرت أمينة في حسرة من نفسها . . فقد كان جسدها العاري لوقت قريب يذيب العقول. الآن تقف عارية وعشرات الأعين ترقبها، لكنها تنظر اليها باختلاف عما اعتادته هي من نظرات الجوعى. يالكم من رجال أغبياء لا تدركون لسع أنوثتي . . وجحيمها. لو أنكم مائة رجل لأسلمت لكم نفسي . . طواعية . . طواعية . . مقابل شربة ماء. . وشريحة خبز صخري أسود". هكذا قالت في داخلها . . وهي تقف مسلوبة الإرادة بالملابس العسكرية التي ارتدتها، ترمقهم في انكسار وهم يدقون الحلقات الحديدية بالجدار ليعلقوها كزميلتها. لكن القائد الصارم الوجه قال بحسم:

كبلوا يديها ورجليها على خلاف حتى يجيء أبو الهول " ضابط مخابرات فلسطيني محترف ترأس بعد ذلك مخابرات فتح".

سخرت أمينة في حسرة من نفسها . . فقد كان جسدها العاري لوقت قريب يذيب العقول. الآن تقف عارية وعشرات الأعين ترقبها، لكنها تنظر اليها باختلاف عما اعتادته هي من نظرات الجوعى. يالكم من رجال أغبياء لا تدركون لسع أنوثتي . . وجحيمها. لو أنكم مائة رجل لأسلمت لكم نفسي . . طواعية . . طواعية . . مقابل شربة ماء. . وشريحة خبز صخري أسود". هكذا قالت في داخلها . . وهي تقف مسلوبة الإرادة بالملابس العسكرية التي ارتدتها، ترمقهم في انكسار وهم يدقون الحلقات الحديدية بالجدار ليعلقوها كزميلتها. لكن القائد الصارم الوجه قال بحسم:

كبلوا يديها ورجليها على خلاف حتى يجيء أبو الهول " ضابط مخابرات فلسطيني محترف ترأس بعد ذلك مخابرات فتح".

هكذا ربطت أمينة بالجنازير الى الحائط، وحمل الجندي في تأفف ملابسها الداخلية المبتلة، في ذات الوقت الذي وصل فيه الطبيب لتضميد جروح زميلتها. وما هي إلا دقائق حتى انصرف الجميع، وخيم الصمت والظلال على المكان الموحش فازداد وحشة. وكان أنين الفتاة الأخرى هو مرآة الرعب بعينيها، وصدى الخوف في كهف السعرانة الذي تحال من حوله قصص خرافية، عن امرأة عقرها كلب مسعور فطفقت تجوب الوديان والجبال مسعورة، يطاردها الناس بالعصى والحجارة حتى التجأت الى الكهف الذي سُمي باسمها ووجدت به ميتة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الامير الاحمر

رقـــيب أول
رقـــيب أول
الامير الاحمر



الـبلد : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 01210
العمر : 43
المهنة : تحري
المزاج : هاديء قابل للأنفجار في أي لحظه
التسجيل : 14/06/2008
عدد المساهمات : 376
معدل النشاط : 224
التقييم : 7
الدبـــابة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 596fd510
المروحية : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 5e10ef10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: امينه المفتي - الحلقه السابعه   قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Icon_m10الإثنين 7 يوليو 2008 - 19:21


السقوط في الفخ


كان الوقت قرب الفجر عندما أفاقت الفتاة، وأخذت تهذي باللغة الفرنسيةالتي كانت أمينة تجيدها فانتبهت الأسيرة اليها وقد خرجت عن محيط الهلع الذي غلفها،لقد حاولت أمينة طوال ساعتين أن تتحدث مع الفتاة دون جدوى. وما إن نطقت الأخيرةببضع كلمات حتى صاحت أمينة بالفرنسية.

أو . . يا عزيزتي . . حسبتك عربية مثلي.

كان الظلام شديداً جداً بداخل الكهف. وبرغم ذلك كانت أمينة تتجهبوجهها ناحية الفتاة وتبحلق في انتباه، وجاءها صوت ضعيف واهن تمتزج به حشرجة تتأرجحعلى اللسان في صعوبة:

أأنت عربية. . ؟n

نعم . . من الأردن . . لماذا يفعلون بك ذلك . . ؟

حظي المشؤوم يا عزيزتي . . حظي هو الذي جاء بي الى هنا.n

فرنسيةأنت؟

من شيربورج على بحر المانش.n

لماذاأنت هنا. . ؟

قصة طويلة لن أستطيع سردها. كل ما أطلبه منك أن تحفظي هذا الرقمnجيداً، ولا تنسيه أبداً إن أطلقوا سراحك. إنه تليفون أمي في فرنسا.

أولنيطلقوا سراحك؟

لا أظن . . فهم أناس متوحشون لا يعرفون الرحمة.n

أرجوك . . ساعديني وقصي علي حكايتك قبلما يجيئون . . ما اسمك أولاً يا أختاه . . ؟

سيمون . . سيمون دوابرفيه . . وأنت . .؟n

أناأمينة . . أمينة المفتي. طبيبة متطوعة في لبنان. اعتقلوني بتهمة التجسس لحسابالموساد.

أوه . . يالحظك السيىء . .هل فعلوا معك مثلي؟n

من . . ؟

رجال الموساد هؤلاء الأوغاد الأغبياء. طلبوا مني أثناء سياحتي فيnإسرائيل أن أصور لهم ميناء صيدا ومخيمات اللاجئين، ومنحوني خمسمائة دولار مقدماًوكاميرا تلسكوبية. وبينما أقوم بمهمتي اعتقلني الفلسطينيون وعذبوني لأرشدهم عن بقيةأعواني في لبنان مقابل إطلاق سراحي.

أوأرشدتهم. . ؟

أقسمت لهم ألف مرة بأنني لا أعرف أحداً بلبنان لكنهم لا يصدقون.nعشرة أيام هنا في الكهف اغتصبني أثناءها ثلاثون كلباً منهم، وماذقت سوى الخبز الجافوالماء العطن. لقد ضيعت نفسي بغبائي وحماقتي وحتماً سيقتلونني هنا. "انفجرت في بكاءهستيري" – أرجوك . . أمي ستموت حزناً لأنني وحيدتها . . اتصلي بها واخبريها بما حدثلي "وذكرت رقم الهاتف".

أنا لاأضمن لك ذلك "بيأس" فمصيري أنا الأخرى مجهول. . ومظلم كهذا الكهف الكريه.

هل يشكون بك أيضاً. . ؟ إنهم أناس مرضى بالشك.n

نعم. . يشكون بي ولا دليل واحد لديهم.

بهمس . . أخدعك رجال الموساد مثلي. . ؟ لقد أقنعوني بأنnالفلسطينيين أغبياء . . وفي حالة انكشافي فلن يتركوني بين أيديهم أبداً، وسيخطفوننيكما خطفوا إيخمان النازي من الأرجنتين.

هم قالوالي أكثر من ذلك "هكذا سقطت أمينة في الفخ" ووعدوني بألا يمسني أحد مهما كانت ظروفاعتقالي .

بهمس: لا تعترفي بأي شيء لهم فكلما اعترفت طلبوا المزيد ...والمزيدnواطلقوا كلابهم تفتك بك في ضراوة .

أخشى ألايرحموني.

سيعدونك بإطلاق سراحك: لأنك أجنبية، إذ أرشدتهم عن شركائك. لكنهمnلن يفوا بوعدهم . . لن يفوا أبداً.

أوه . . يا الهي . . لقد جاءوا ليقتلوني.

فجر الحياة

قطع الحوار بينهما وقع أقدام ثقيلة تقترب، وسرعان ما ظهر ثلاثة ضباطيتبعهم عدد من الجنود يحملون الكشافات المبهرة، تجاهلوا أمينة واتجهوا الى الفتاةالفرنسية على بعد أربعة خطوات منها، وكانت المسكينة ترتجف في رعب، تلهث عيناهاالزائغتين بحثاً عن شعاع أمل لإنقاذها، لكن الضابط الكبير الذي كان يبدو متبرماًعجولاً، أمر أحد مرافقيه أن يسألها لآخر مرة عن أعوانها في لبنان، ولما أجابتبالنفي أشار بيده في حركة ذات مغزى، فاصطف أربعة جنود يحملون بنادقهم الآلية،واتخذوا وضع الاستعداد وقد جذبوا أجزاء الرشاشات. وانطلقت الرصاصات الى صدر الفتاةفافترشت الأرض كومة من حطام. وامتد صراخ أمينة يشرخ جدران الكهف الصخرية، ويتموجملتاعاً في جوف الليل الى عنان الفضاء، صراخ هيستيري متواصل يحمل أبشع مشاعرهارعباً وهي التي تعودت التوحش والسادية، وانتزعت ما بداخلها من نبضات رحمة وحنان. عندئذ قال أحد الضباط لقائده:

سيادةالعقيد أبو الهول . . ألا نعدمها هي الأخرى؟

أجاب أبو الهول على الفور:
لو لم تتكلم قبل منتصف النهار، فلن نجد حلاًآخر.

ومشيراً الى الجنود في قرف:
إرموا الجثة خلف الجبل، ودقوا رأسها بالصخور.

غمرت الكشافات جثة الفتاة الغارقة في دمها، وهنا . . هنا فقط . . عندما سحبوها من ذراعيها الى الخارج، ووقعت عينا أمينة على المشهد المروع، انهارتتماماً . . وفقدت آخر قلاع دفاعاتها، وصرخت في ذلك وضعف تستغيث:

سأتكلم . . سأقول لكم كل شيء . . أخرجوني من هنا لأنني خائفة من الدم . . أخرجونيلأتكلم.

وبصوت أجش صاح فيها أبو الهول:
أنت كاذبة . . ومخادعة . . وستضيعين وقتناهراء.

وبحسم قال آمراً:
علقوها من ساقيها واضربوها بالكرباج. وتحرم من الماء والطعام حتى أعودقبل الظهر.

وعند مدخل الكهف. . كانت الفتاة الفرنسية تقف في زهو، وقد علت وجههاابتسامة رقيقة تتخلل الدم المستعار، وعندما أدركها أبو الهول ، ربت على كتفها وقالوهو ينظر بعيداً حيث الفجر الوليد:
انظروا الى صديقتنا فرانسواز (*) . . إنها حقاًقامت بمعجزة. ونحن جميعاً نجلها لإخلاصها لنا. إنه إخلاص نقي بريء. . يشبه الفجر . . فجر الحياة . ونطقها بالفرنسية L’autre de la vie .

طريق الخلاص

وبينما يغادر العقيد أبو الهول كهف السعرانة ترافقه فرانسوازكاستيمان، كان صراخ أمينة لا يزال يتردد عالياً عبر الجنبات موشم بالهلع: أخرجوني . . سأتكلم . . سأعترف.

لكن الجنود كانوا قد شرعوا في تنفيذ أوامر قائدهم، إذ كبلوا قدميهابحزام عريض من الجلد، وعلقوها كالشاه الى سقف الكهف بواسطة سلسلة حديدية، وانهالواعلى جسدها ضرباً بالكرابيج.

هكذا رسم الضابط الذكي خطته المحبكة لانتزاع اعترافاتها بأسرع مايمكن، معتمداً أولاً على المتطوعة الفرنسية المخلصة في بث الرعب بقلب أمينةلتطويعها، واللجوء الى التعذيب الشديد ثانياً لتخور تماماً . . وفي خلال ساعاتمعدودة. فقد كان هناك وعد، أبو اياد لوزير الداخلية اللبناني الشيخ بهيج تقي الدين: بإنهاء التحقيق مع أمينة خلال ثلاثة أيام فقط، تسلم بعدها الى السلطات اللبنانية،وها هي الساعات الحرجة تمر سراعاً، ولم يتبق من المهلة سوى خمسين ساعة، بعدها لنيسمح بإبقائها رهن التحقيق لحظة واحدة، إذا لم يكن هناك اعتراف منها صريح، وواضح . . وعندئذ . . ستغادر لبنان في بجاحة المنتصر وهي تخرج لسانها للفلسطينيين.

لذلك . . عمد أبو الهول الى تجاهل رغبتها في أن تعترف، فهو يدركلسابق خبراته الطويلة، أنها ستلف وتدور وتحيك الأكاذيب إذا ما أنصت اليها فوراً. . ولكي لا يضيع الوقت هباء . . رأى أن التعذيب بتلك الوسيلة سيختصر المسافة والوقت،خاصة وأنها تنطلق بشدة الى قمة لحظات الضعف الانساني، خوفاً من الاعدام. وهيالمتمسكة والراغبة في الحياة، لقد كان الاقتتال عنيفاً مع عقارب الزمن، ومع تلكالمرأة الخائنة الذكية، التي دربت في الموساد على المراوغة والدفاع. لذا فالتعذيبالمؤلم سيصيب إرادتها بالشلل، ويقضي على تفاعلات عقلها وشحنات المقاومة به، بل إنهسيجتث فيها الكذب والخباثة، ويحيلها الى مجرد امرأة لا تفكر سوى في إنقاذ حياتها،مهما كانت التضحيات والخسائر، متجاهلة كل وعود الموساد بحمايتها، فالألم المصحوببالهلع طريق سهل أحياناً للسيطرة على نوعية معينة من الجواسيس، إذا ما اغلقت أمامهمأبواب النجاة والأمل، والعقيد أبو الهول لم يعتمد على هذين الأسلوبين فقط، بل نشطفي استغلال كافة ما لديه من معلومات ، حصل عليها رجال رصد في فيينا، لإخضاع العميلةإخضاعاً تاماً لا شك فيه ، وظهر ذلك جلياً في أسلوب الاستجواب المعقد الذي انتهجهبعد ذلك.

كانت الدقائق تمر رهيبة الوقع على العميلة الاسرائيلية، التي آمنت منقبل بأكذوبة الموساد الأسطورية، بأن الفلسطينيين لن يكشفوها أبداً، لأنهم رتبوا كلشيء لحمايتها في حالة كشفها، فرجال الكوماندوز الإسرائيليين، خاصة فريق العملياتالخاصة المعروف باسم السايريت ماتاكال سيعثرون عليها وسيخطفونها الى إسرائيلبالقوة، كما فعلوا مع النازي أدولف إيخمان الذي خطفوه من الأرجنتين عام 1960وأعدموه في تل أبيب، ومع الطفل يوسيل شوماخر الذي اختطف من إسرائيل عام 1959 وعثرتعليه الموساد في نيويورك عام 1962 لكن العميلة الواهمة وقد أفاقت على الحقيقةالمؤلمة، لفظت إيمانها العميق بالموساد، وآمنت – لحظة صراخها أمام مشهد الاعدامبأن الاعتراف بصدق هو طريق الخلاص الوحيد من النهاية المرعبة. أما وقد علقوها الىالسقف وتناوبوا ضربها بالسياط، فقد اشتد إصرارها على الاعتراف ليكف الجنود عن تمزيقجسدها، لكن الجند لم يرحموها . . واستمروا في تعذيبها دون اكتراث بصراخها، أو الىحقيقة أنهم يضربون امرأة . . كانت عربية !

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الامير الاحمر

رقـــيب أول
رقـــيب أول
الامير الاحمر



الـبلد : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 01210
العمر : 43
المهنة : تحري
المزاج : هاديء قابل للأنفجار في أي لحظه
التسجيل : 14/06/2008
عدد المساهمات : 376
معدل النشاط : 224
التقييم : 7
الدبـــابة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 596fd510
المروحية : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 5e10ef10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد   قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Icon_m10الإثنين 7 يوليو 2008 - 19:21

شهقة المصدوم
وقرب الظهر . . توقف أسفل مدخل الكهف سيارة جيب، ترجل منها ضابط برتبة مقدم وجنديان يحمل أحدهما حقيبة متوسطة الحجم، تحمل جهاز تسجيل متطور ذا سعة عالية. وضعها بعناية فوق قطعة صخرية مستوية بالقرب من أمينة، وانهمك الآخر في شد الأسلاك الكهربائية الى بطارية السيارة الجيب بينما وقف الضابط يقلب بعض الأوراق بين يديه، متجاهلاً الالتفات الى أمينة المفتي وسألها في صوت حاد أجش:
من هو رئيسك المباشر في الموساد؟ "ويطلق عليه ضابط الحالة". وبصوت كأنه همس الموت أجابت في وهن:
سأموت عطشاً . . اسقني و . . .
وقبل أن تكمل الجملة رفع الضابط إصبعه، فهوى على ظهرها سوط ثقيل، ذات صداه وسط صراخها الشديد، وأجابت على الفور:
أشيتوف . . إيرييل أشيتوف.

فقال وهو لا يزال ينظر الى الأوراق بين يديه: أين جهاز اللاسلكي ونوتة الشفرة؟
أجابته في سرعة مذهلة وهي ترمق الجندي ذي الكرباج بخوف:
أمروني أن أضعه بصندوق القمامة أعلى شقتي ببيروت وأن أحرق أوراق الشفرة التي كانت بالمصحف.

كم تقاضيت من الموساد مقابل التجسس علينا؟
لم آخذ سوى أربعة آلاف دولار، وكنت أنفق من أموالي الخاصة لأنهم صرفوا لي تعويضات زوجي المفقود.
هذه المرة التفت اليها الضابط وهو يصيح في انفعال: أتعودين الى الكذب ثانية أيتها المومس، وتدعين بأنك تنفقين من جيبك على الموساد؟
صرخت أمينة في رعب: سيدي الضابط . . إنها قصة طويلة . . "أجهشت بالبكاء" وأنت لم تسألني عن البداية . . أرجوك . . اسقني وسوف أدلي باعترافي منذ بدأت القصة.
صاح فيها الضابط محتداً وهو يلوح ناحيتها بمسدسه: عندي أوامر صارمة بأن أقتلك فوراً بالرصاص، إن تأخرت في الإجابة على أسئلتي، فكوني حذرة في اختيار ألفاظك وإياك والكذب. أنبهك ثانية: إياك والكذب أيته العاهرة، فنحن نعرف عنك كل شيء. . كل شيء بالتفصيل منذ خدعك موشيه وتزوجك . . وهاجر الى إسرائيل تنفيذاً للخطة المرسومة، أفكنت تعتقدين بأنه أحبك حقاً؟ خرقاء أنت إن كنت صدقت ذلك فيهودي مثله لن يعاف حسان قومه ليقترن بدميمة مثلك.
هكذا كانت خطة الخداع الفلسطينية التي تعتمد على زرع الشك في صدر أمينة، والتلويح بوجود قصة كذب محبوكة جيداً وراء عملية تجنيدها . . ولكي يسيطر عليها الشك تماماً وهي في حالة الضعف تلك، مسلوبة الإرادة والتفكير النقي، استمر الضابط في سرد بعض التفاصيل المأخوذة عن مذكراتها.
لقد وقعت أيتها الغبية في شبكة خداع متقنة أوقعتك بها "سارة" التي هي في الأصل عميلة للموساد، واستطاع رجالنا الإجهاز عليها في فيينا، وفي إسرائيل خدعوك مرة ثانية، عندما ادعو بأن موشيه انفجرت به الطائرة فوق سوريا!
ولأنها كانت أضعف من أن تفكر . . أو تحلل ما قاله الضابط الغليظ القلب، شهقت شهقة المصدوم، وهزت بعنف رأسه المدلاة وهي تئن في غير وعي:
مستحيل . . مستحيل أن يفعل موشيه ذلك. أنا لا أصدق . . "النفي هنا مشبع بالاستسلام والرفض معاً" كالدهر كانت تمر اللحظات القليلة، التي تذكرت أمينة أثناءها قصته منذ البداية مع سارة، وكيف شاركتها الشذوذ وجرتها الى حياة الهييبيز البوهيمية، حتى أخذتها معها الى وستندورف في زيارة لأسرتها بلا موعد.

فهناك التقت بشقيقها موشيه الضابط الطيار، فانجرفت معه بلا عقل في قصة حب مجنونة . .محرمة، تخللها الجنس الذي عشقته معه حتى أدمنته، وأسلمت اليه قياد نفسها طائعة . . بلا إكراه.
وتساءلت أمينة في نفسها، برغم رائحة الموت التي تزحف من حولها: ترى . . هل كان موشيه صادقاً في حبه . . أم أن القصة كلها مجرد خدعة لذيذة . . تقودها الى الاعدام. . ؟.
كان حديث الضابط الفلسطيني ذي الوجه الجامد يفتك بمجامع عقلها المنهك . . ويغوص بها في محيط لا آخر له من الشك. . والخيبة . . والاندحار . .ورددت في نفسها غاضبة . . "إذاً . .خدعتني سارة . . وأحكم موشيه حلقة الخداع حول رقبتي". هنا . . هنا فقط . . نجحت تماماً خطة أبي الهول في زعزعة ثقة العميلة في قصة حبها، وفقدت بذلك السيطرة على عقلها. كذلك فقدت الهدف الذي من أجله خانت وقتلت . . ودمرت، وباعت من أجله دينها ووطنها. وبضياع الهدف الرئيسي من وراء تجسسها، انقلب إيمانها بالانتقام من العرب الى هدأة رفض هي مزيج من الحسرة . . والندم. لكنها – فيما بعد – أوجدت مبررات أخرى لفعلتها، في محاولة لتسكين لسعة المرارة التي التصقت بعقلها.

رائحة العذاب والموت
كان الموقف عصيباً جداً عند أمينة المفتي. فقد أجاد العقيد أبو الهول التعامل معها بتدرج حتى أوصلها الى مرحلة الشك. . فالترنح . .وليس هناك من شيء بعد الترنح سوى السقوط. وعند السقوط يكون المرء في أقصى حالات ضعفه . . ويأسه . . وقهره . .فلا عقل لحظتئذ أو إرادة، إنما انصياع للآخرين يغلفه الخوار. وفي مذكراتها تصف أمينة بتلقائية شديدة تلك اللحظات الحاسمة من حياتها، التي عاشتها في كهف السعرانة، وجاء وصفها لتفاعلاتها الداخلية في سرد رائع صادق، يحمل كل صراعاتها من أجل الحياة. مذكرات حوتها صفحات طويلة لا يستوعبها مجلد ضخم. ضمنتها خلجات نفسها بصراحة، معتمدة على أسلوبها الشيق في الوصف والتحليل بلغة عربية بسيطة. ولنقرأ معاً ما كتبته عن مرحلة الترنح. تقول أمينة المفتي: "عشت أسوأ لحظات حياتي بعدما أطلقوا الرصاص على الفرنسية أمامي. كانت الفجيعة على عمري قاسية، والألم النازف أقصى . . وقلت في نفسي: هكذا يموت الخونة، وتصورت أنني سألقى ذات المصير، وكأنني كلب عقور لا ذكر لي . . ولا اعتبار. وتعجبت من الضابط الشرس – أبو الهول – الذي أرعبني اسمه، فهو لا يريد أن يسمع اعترافي. كان لا يثق بي بالطبع فزميله أبو داود ضج مني وفشل معي من قبل. لقد كان أبو داود طيباً ومريحاً . .أما أبو الهول فحروف كلماته طلقات رصاص. ارتعد بدني وأنا أستعيد ملامح وجهه، ووددت لو أنه جاء ثانية لاستجوابي بنفسه. فساعتئذ لن أنتظر منه سؤالاً واحداً، نعم . . قررت ألا أتركه يسألني، لأنني سأقول له كل شيء . . وبسرعة . . قبلما يثور فيأمر بإعدامي. لكن . . لم يجيء أبو الهول . . أرسل بدلاً منه ضابطاً آخر يماثله في الشراسة والقسوة. ضغط بعنف على اعصابي، أشعرني بتفاهتي . . وحقارتي ورأيت الموت يتربص بي بين أصابعه. بل كنت أراه متحفزاً في ماسورة مسدسه. كنت لا أنوي خداعه أبداً أو مراوغته، فلا حيلة أمام سهام الموت المصوبة تجاهي. لكنني . . تمنيت للحظة ألا أموت ويلقى بجسدي في العراء، وكان ذلك عندما اكتشفت أنني ضحية مؤامرة قذرة، بطلها زوجي موشيه . . وسارة والموساد. في تلك اللحظة تمنيت ألا يقتلونني . وتضرعت الى الله نعم . . الى ربي الذي عصيته وكفرت به – أن ينقذني . . لأرى موشيه – موشيه الرومانسي الرقيق الحنون الذي خدعني . . وأضاعني. كنت في حالة صراع قاسية. . صراع بين حبي لموشيه الذي بلا حدود وبين الحقيقة التي تفتك بي. واسترجعت شريط حياتي كلها في لحظة، ووقفت عند حكايتي مع موشيه. وتساءلت . . ماذا سأفعل معه لو أنه كان حياً بالفعل في إسرائيل . .؟ هل سأنتقم منه أم سأضعف أمامه وأصفح. . ؟!
سيطر الضابط المحقق على أمينة المفتي، فخضعت له في استسلام وقد خارت عزيمتها، وهوت صريعة الرعب في كهف موحش وسط الجبال . .تنبعث منه رائحة العذاب . . والموت. وفاجأها الضابط بسؤال صاعق:
مع من مارستِ الجنس في لبنان . . ؟
بصوت مرتعش أجابت بعد لحظة تفكير قصيرة . .تسعة . . !
وكأنما أرادت تأكيد صدق إجابتها أضافت . . لبنانيان يعملان معي هما مارون الحايك ومراون عساف الموظف بشركة الهاتف، وضابط فلسطيني فشلت في تجنيده اسمه أبو ناصر وخمسة أجانب.
هؤلاء ثمانية فقط، مَن التاسع؟
أجابت بنبرة خجل شديدة . . خديجة زهران . . !! وهي أول من عرفت في لبنان وتملك محلاً للملابس اسمه اللوار L OIRE .
كانت تمطر دما
في كتابه الشيق "قبل الإفاقة" يقول ضابط سوفييتي اسمه ليونيد يوكوف، وهو خبير بشؤون المخابرات ومتخصص في استجواب الجواسيس والخونة.
عندما ينهار العميل المعتقل ويعترف بأول معلومة بعد جهاد، يكون كالكهل الذي يرتقي الجبل، ويجر خلفه سلسلة طويلة متصلة الحلقات تمتد بين الحصى والصخور، كلما جلس ليستريح دق بعض حلقاتها ليسهل عليه الجر.
وقد يعتقد البعض أن اعترافات أمينة المفتي التي أدلت بها لا تفي بالغرض. فالضابط الفلسطيني لم يسألها سوى خمسة أسئلة فقط. وأقول: لقد حملت إجاباتها اعترافاً صريحاً بالتعامل مع الموساد، وكذا أسماء شركائها في شبكة الجاسوسية، وعند هذا القدر الهائل من المعلومات في الاستجواب الأول. ظهر فريق من رجال المخابرات الفلسطينية يترأسهم العقيد أبو الهول، لمهمة مباشرة التحقيق مع الجاسوسة المنهارة، دون منحها فرصة واحدة للراحة أو لاسترداد أنفاسها، إنه التوقيت الذهبي لاستجلاء خفايا الأسرار التي يحملها الجاسوس المعتقل، حيث يكون واقعاً تحت ظروف نفسية وجسدية مرهقة. ومنحه فرصة – ولو قصيرة – للراحة، معناه خسارة فادحة لا تعوض، لأنه بذلك سيرتب أفكاره ويتحصن بالأكاذيب التي درب عليها واسترجعها لحظة عمل العقل المعطل.
وكان لوصول أبو الهول وقع الصدمة عند أمينة، فهو رجل بدا بلا قلب أمامها عندما أعدم الفتاة الفرنسية، وأمر برميها خلف الجبل وتحطيم رأسها بالصخور.
صرخت الواهنة المدلاة من سقف الكهوف عندما لمحت الرجل المتجهم يقترب منها، ويأمر أحد الجند بأن يعري ظهرها.
تأوهت المرأة ألماً والجندي يرخي سترتها، ولما انكشف الظهر بدت خطوط السياط الحمراء المتقاطعة في كثافة، فصرخ في جنوده بصوت جهوري أجش:
أكنتم تدللونها يا أولاد الـ . . . ؟ أما زلتم في مرحلة الحضانة؟ .
وانهال ضرباً على الجنود الذين تناوبوا تعذيبها وهو يسبهم ويقول:
كانت الفرنسية تمطر دماً . . أين دم هذه الـ . . . يا أوغاد؟.
ثم اتجه بوجهه ناحية الضابط الذي حقق معها وسأله:
هل اعترفت بكل شيء؟

أجابه الضابط على الفور وهو يقف منتصباً في انتباه:
لم تعترف بعد سيادة العقيد إنها كاذبة.
هنا . . أدركت أمينة أن النهاية قد قربت . . فاستجمعت ما بقي لديها من قوة وقالت للقائد في هلع ووهن: اعترفتُ . . اعترفتُ . . حتى بأسماء شركائي . . اسألوني وسأجيب بصراحة. لا أريد أن أموت . . أن أموت. فصمت أبو الهول للحظات مرت بطيئة . . مرعبة، ثم نطق آمراً في حسم:
أنزلوها. .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الامير الاحمر

رقـــيب أول
رقـــيب أول
الامير الاحمر



الـبلد : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 01210
العمر : 43
المهنة : تحري
المزاج : هاديء قابل للأنفجار في أي لحظه
التسجيل : 14/06/2008
عدد المساهمات : 376
معدل النشاط : 224
التقييم : 7
الدبـــابة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 596fd510
المروحية : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 5e10ef10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: امينه المفتي -الحلقه الثامنه   قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Icon_m10الإثنين 7 يوليو 2008 - 19:24

الإستجواب المرير

وبداخل كهف السعرانة، شرع العقيد أبو الهول في استجوابها.
ورصت عدة مقاعد خشبية على شكل نصف دائرة يتصدرها القائد، بينما جلست أمينة على الأرض بلا قيود في وضع القرفصاء، حيث بدأت تعترف بقصة جسقوطها في شرك الجاسوسية منذ البداية . . البداية الأولى في فيينا. وكانت خائرة تماماً لا تملك إلا قول الصدق . . كل الصدق أملاً في النجاة.
وجاء في ملف استجوابها أنه في يوم 16 أيلول "سبتمبر" 1975، الساعة الواحدة وخمس دقائق مساء، أُخضعت أمينة المفتي للتحقيق، وكان استجوابها برئاسة العقيد أبو الهول، وبإشراف القائد محمد داود عودة " أبو داود" كما يلي:
اسمك بالكامل. . ؟
أمينة داود محمد المفتي.n
جنسيتك . . ؟
أردنية.n
تاريخ ومحل ميلادك . . ؟
بكالوريوس علم النفس الطبي بجامعة فيينا عام 1963.n
والدكتوراة . . ؟

مزورة . . فأنا لم أكمل دراساتي العليا.n
أين ومتى تم تجنيدك في الموساد . . ؟
أنا لم أجند . لكنهم هددوني في فيينا في شهر مايو 1972.
كيف . ؟ نريد كل التفاصيل.
كنت أسعى للحصول على درجة الدكتوراة في فيينا. ولما فشلت في ذلكn تزوجت بطيار نمساوي يهودي اسمه موشيه بيراد، هو في الأصل الشقيق الأكبر لصديقتي النمساوية سارة، وكنا قد ارتبطنا معاً بعلاقة حب.
تتزوجين من يهودي وأنت المسلمة . . ؟
كانت ظروفي النفسية سيئة وتزوجته بإلحاح منه، ولم أكن أعلم أن ذلكn حراماً لأنني غير متدينة.
ألم تشكين في نواياه وهو يلح في الزواج منك . . ؟
لا . . مطلقاً . . فهو كان يحبني جداً ويسعى لإسعادي .n
هل يعرف أهلك في الأردن بقصة زواجك من يهودي . . ؟
لا . . فقد عارضوني بشدة عندما أخبرتهم برغبتي في الزواج منn نمساوي. وكنت قد كذبت عليهم وادعيت بأنه مسلم من جذور تركية. لذلك . . هربت مع موشيه الى إسرائيل خوفاً من أن تطاردني أسرتي.
وما هي قصة هروبكما هذه . . ؟
جائني موشيه ذات يوم - وكنا نعيش في وستندورف قبلما ننتقل الىn فيينا – وبيده إحدى الصحف المحلية، وقال لي توجد بالصفحة التاسعة حكاية غريبة عن طبيب إيطالي، يغتصب مريضاته في حجرة العمليات بعد تخديرهن. ولما قرأت الصفحة لفت انتباهي إعلان بارز الى جوارها مباشرة، كان عن طلب طيارين عسكريين أوروبيين من اليهود للهجرة الى إسرائيل. وكانت المزايا المقدمة متعددة جداً ومثيرة، فتكلمت مع موشيه وناقشت الأمر معه لكنني فوجئت به لا يكترث. فغضبت منه لأنه يعرف مدى خوفي من مطاردات أهلي لي، وحالات التوتر التي لا تكف عن إرهاق أعصابي ليل نهار، وكلما وجدته كذلك ازدتت إلحاحاً في مناقشة الفكرة معه، فقبلها بوقت ليس طويل كان قد حدثني عن رغبته في العمل كطيار مدني بإحدى الشركات الكبرى.
وبعدها بأيام انتقلنا الى شقتنا الجديدة بفيينا، إلا أنني كنت لازلت غاضبة ومكتئبة وخائفة. وكثيراً ما صحوت من نومي هلوعة مضطربة، وأجدني لا أهدأ إلا بعدما أبكي بحرقة، فكان حالي يؤرقه ويضايقه. ولما وافق على مناقشة فكرة الهجرة لإسرائيل، سألني عن قناعتي فأجبته بأن إسرائيل هي المكان الوحيد الذي سأحس فيه بالأمان لأن أهلي لن يتوصلوا الي. فقال إنه يخشى أن يرفضوا طلب الهجرة لأنني مسلمة . . وأردنية، فقلت له وكيف نضمن الموافقة؟
فقال بأن تتهودي . . ولما وافقت اصطحبني الى معبد شيمودت حيث تم تعميدي وأصبحت يهودية.
قد استدل عليه
هل كنت تكرهين كونك عربية . ؟
كنت أكره مظاهر التخلف في بلادي.n
هل عدم اكتراث موشيه بالإعلان الذي جاء بالصحيفة يوحي لك بشيء الآن. . ؟
ربما كان يدفعني لأن ألح أكثر فأكثر . . أو أنه كان يرغب العملn كطيار مدني .
هل موشيه كان يهودياً متديناً . . ؟ وهل كان يحب إسرائيل. . ؟
لا . . لم يكن متديناً. فنادراً ما كان يذهب الى المعبد. لكنه كانn يحب إسرائيل ويفتخر بتلطف بتفوقها وتقدمها.
وسارة . . ؟
كانت مجنونة بإسرائيل، وتصطاف بها كل عام.n
هل استدعتك جهات أمنية في فيينا قبل هجرتكما لإسرائيل . . ؟
لا .n
وهل حدث نعم . اصطحبني ضابطان الى جهة أمنية لا أعرفها في تلnذلك في إسرائيل . . ؟ أبيب.
ماذا حدث معك هناك . . ؟
برروا لي حروبهم مع العرب، وأنهم يدافعون عن وطنهم ولا يبغونn عدواناً على أحد، وأنهم يسعون الى السلام.
هل اقتنعت . . ؟
كنت أقول لهم ذلك . . لكنني لم أكن مقتنعة بما يقولون. "كانت تكذبn . . فهي نسيت عروبتها وتحولت الى يهودية قلباً وقالباً . . ".
كم مرة استدعيت لمكتب الأمن . . ؟
مرة واحدة . . لكن ضابطاً اسمه أبو يعقوب كان يزورنا دائماً ويجلسn معي كثيراً ليؤكد تبريراته.
ما هو اسمك الرسمي في أوارقك الإسرائيلية . . ؟
آني . . آني موشيه بيراد.n
متى خبرت بسقوط طائرة زوجك موشيه بيراد . . ؟
في 11 أبريل 1972.n
من أخبرك . . ؟
أبو يعقوب.n
هل قال لك أنه مات . . ؟
لا . . أخبرني أن السوريين أسقطوا طائرته، ولم يعلنوا بعد عن أسره،n بما يعني أنه ربما هرب.
هل طلبوا منك التوجه الى سوريا ولبنان للبحث عنه . . ؟
ليس صراحة . . لكنهم أوحوا إلي أنه ربما التجأ الى أحد الكهوفn الجبلية بسوريا في انتظار النجدة، أو أن إحدى المنظمات الفلسطينية المنشقة عن منظمة التحرير تحتفظ به سراً للمساومة عليه. ولما أنبأوني بأنهم يبحثون عمن يتقصى أخباره، طلبت منهم أن أقوم بنفسي بالمهمة، وعلى ذلك سمحوا لي بمغادرة تل أبيب الى فيينا بجواز سفري الإسرائيلي، والسفر الى بيروت من هناك كأردنية.
هل دربت على كيفية تقصي المعلومات للبحث عن زوجك . . ؟
لا . . هم فقط طلبوا مني الاحتراس والحذر.n
وكيف جندت بعد ذلك . . ؟
أنا لم أجند . . فقد استدعوني الى فيينا وتقابلت مع ثلاثةn إسرائيليين من جهاز المخابرات، أقنعوني بأنهم جاءوا لتسهيل إجراءات إرث زوجي والتعويض الذي تقرر له.
صرف تعويض يعني أنه مات بالفعل. فعلام كان سفرك إذن لبيروت . . ؟
لم أكن أعرف ذلك بالضبط . لكنهم نصحوني بتقصي أخبار المنظماتn الفلسطينية في بيروت فقد أستدل عليه.
تستدلين عليه في بيروت أم في دمشق . . ؟
من خلال المنظمات الفلسطينية في بيروت.n

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الامير الاحمر

رقـــيب أول
رقـــيب أول
الامير الاحمر



الـبلد : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 01210
العمر : 43
المهنة : تحري
المزاج : هاديء قابل للأنفجار في أي لحظه
التسجيل : 14/06/2008
عدد المساهمات : 376
معدل النشاط : 224
التقييم : 7
الدبـــابة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 596fd510
المروحية : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 5e10ef10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد   قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Icon_m10الإثنين 7 يوليو 2008 - 19:24

ضمانات الولاء

وكيف تدربت للقيام بتلك المهمة. . ؟
لمدة شهر وأربعة أيام في فيينا علموني كيف أكتب الرسائل بالحبرn السري، وأظهر الرسائل الواردة الي منهم، وأساليب التشفير والتصوير، وتلقط الأخبار والالتزام بالحس الأمني، وتحميض الأفلام والهرب من المراقبة، والتمييز بين الأسلحة وأساليب إثارة المتحدث ليفشي أسراره. واستقدموا لي من إسرائيل أحد الضباط المتخصصين في تقوية الذاكرة وتخزين المعلومات والأرقام والأسماء والصور "الاعتراف بالتجسس واضح جداً هنا . . ".
إذن كان المطلوب منك تقصي أخبار الفلسطينيين وليس تقصي أخبار زوجك . . ؟
تقصي أخبار الفلسطينيين بغرض تسقط المعلومات منهم عن موشيه. "وهناn كانت تحاول المراوغة".
هل حددوا لك مهام بعينها . . ؟
نعم . . طلبوا مني التحري عن مقار إقامة القادة الفلسطينيين،n والتغلغل داخل رجال المقاومة لمعرفة أخبارهم.
ماذا كانوا يريدون بالضبط . . ؟
كانوا يريدون معرفة الطريق التي يسلكها الفدائيون للتسلل الىn إسرائيل، وأعدادهم، وتدريبهم، وأسلحتهم، ومواعيد هجماتهم المرتقبة، وكذلك مخازن الأسلحة والإعاشة.
قلت إنهم هددوك في فيينا في مايو 1972 . . كيف . . ؟
قال لي أحدهم إنني الآن وحيدة لا حول لي، وأن المخابرات الأردنيةn تسعى ورائي، ولأنني أصبحت يهودية ومواطنة إسرائيلية، فهم سيعملون على حمايتي مهما كلفهم الأمر. فكان المطلوب مني أن أستغل هويتي الأردنية للسفر الى بيروت حيث لن يشك الفلسطينيون بي.
فوافقت على التعامل معهم من أجل حمايتك أم لإنهاء موضوع الإرث والتعويض . . ؟
من أجل حمايتي . . فقد كنت خائفة من المخابرات الأردنية. "!!"n
لذلك تسلمت أربعة آلاف دولار فقط من الموساد وتنفقين من جيبك كل تلك المدة . .؟
. . . . . (!!).n
أين تدربت على استعمال اللاسلكي . . ؟
في تل أبيب.n
متى . . ؟
في الفترة من 20 سبتمبر الى 3 أكتوبر 1973.n
من قام على تدريبك . . ؟
ضابط مهندس اسمه يوسف بن بورات.n
هل 13 يوماً تكفي لتدريبك على استعمال اللاسلكي . . ؟
كان الجهاز تقنياً متقدماً جداً . . وبسيط في طريقة بثهn وإرساله.
ما سر صفحات المصحف الناقصة . . ؟
كانت توجد مكانها أوراق الشفرة.n
كيف تعرفت بمارون ومانويل . . ؟
عرفتني عليهما خديجة زهران.n
وكيف جندت الثلاثة لمعاونتك . . ؟
تعرفت أولاً بمانويل ثم جائني بمارون بعد ذلك . .n
هل مارسا الجنس معك . . ؟
نعم . . وكان ذلك قبل أن يعملا معي.n
هل نصحك ضباط الموساد بذلك . . ؟
لا . . فعلت ذلك لأضمن ولاءهما لي.n
هل خديجة زهران شريكة لك منذ البداية . . ؟
لا . . لم تكن تعرف بمهمتي إلا منذ فترة وجيزة. لكنها ساعدتني قبلn ذلك عن غير قصد.
كم أنفقت على شركائك الثلاثة من أموال . . ؟
لا أدري كم بالضبط. لكن مارون تسلم مني ما يزيد عن الثلاثة آلافn ليرة قبلما ينضم لي.
تقصدين قبل أن يكتشف أنه يعمل لصالح الموساد. وماذا قدم لك مارون . . ؟
عرفني بـ علي حسن سلامة، وجاءني بأرقام التليفونات السرية للزعماءn الفلسطينيين.
ومانويل كان يشاركه . وكان مارون مسؤولاً عنه.n. . ؟
وما دور خديجة معك . . ؟
كانت تمدني ببعض المعلومات التي تجلبها من زوجات الضباطn الفلسطينيين من المترددات على محلها.
امرأة بلا وطن
هل طلب منك رجال الموساد اغتياله . . ؟
لا . . مطلقاً. لم يطلبوا مني ذلك . لكنهم أمروني أن أوطد علاقتيn به وأقوم بتصويره.
وهل فعلت ذلك . . ؟
نعم . . فهم كانوا يجهلون ملامحه وكانوا يلحون في ذلك.n
كم تقاضى منك أبو ناصر . . ؟
أبو ناصر . . ؟ إنه لا يعرف أي شيء. كنا أصدقاء فقط.n
هل مارس معك الجنس . . ؟
ثلاث مرات فقط ثم اختفى وعلمت بعد ذلك أنه سافر للعمل في قبرص.n
من هم الأجانب الخمسة الذين ضاجعتهم . . ؟
إنهم رجال من جنسيات مختلفة يعملون للموساد، وكانوا يجيئون إليn ليتسلموا الأفلام والخرائط التي بحوزتي.
هل تدلينا عليهم . . ؟
أنا لا أعرف أسمائهم الحقيقية، فهم يتعاملون معي بأسماء حركية،n ويتصلون بي دون أن أعرف مكانهم.
وأين كانت تتم لقاءاتكم الجنسية . . ؟
في شقتي ببيروت.n
هل بينهم عرب . . ؟

مغربي قال لي إن اسمه عازار وكان يعيش في تطوان.n
هل زرعت أجهزة تنصت بمكتب ياسر عرفات . . ؟
كانوا يفكرون في ذلك عندما كنت بإسرائيل . . لكنني لم أفعل.n
ما الدور الذي قمت به لمحاولة اغتيال القائد أبو إياد في أكتوبر 1973؟
أبلغت الموساد عن الموقع العسكري الذي كان يتفقده، وقد كنت أحملn يومئذ جهاز اللاسلكي بحقيبتي، وأتابع عن قرب الطائرات الإسرائيلية وهي تضرب الموقع. "أجهشت بالبكاء" سيدي أبو الهول . . كنت لم أزل بعد غبية حمقاء، أجرمت في حق وطني وعروبتي . . وديني. وارتكبت أفظع الجرائم لأنني كنت مهددة . . شريرة لا وطن لي. لقد صدقتهم وآمنت بما كانوا يقولونه دون أن أحترز أو أفكر . . وأتحسس الطريق الصواب، ولم يكن أمامي سوى الانصياع لأوامرهم خوفاً على حياتي. فهم زرعوا الخوف بداخلي من المخابرات الاردنية . . لا . . بل ومن أجهزة المخابرات العربية كلها التي تطاردني لتغتالني، ولم يكن لي مأوى سوى في إسرائيل. هكذا أوهموني وأخافوني . . وكنت مغيبة الوعي لا أدري أين هي الحقيقة، أو لأي طريق أقاد.
سيدي . . لقد كنت أمدهم بالمعلومات ليس حباً في إسرائيل أو كراهية بالعرب، بل لأجل أن أضمن وطناً يأويني ويحميني، بعدما ضيعت نفسي بغبائي . . ووقعت أسيرة مؤامرة أحبكت إسرائيل حولي شباكها بمساعدة سارة وموشيه. "أمينة هنا تحاول كسب عطف المحقق ليس إلا".
. . كان هذا ملخصاً شديداً ومختاراً لملف استجواب أمينة المفتي، الذي احتوى على اعترافات تفصيلية بعملياتها في بيروت، وبأسماء رؤسائها في الموساد، ودور كل منهم في إعدادها وتوجيهها، وكذلك عن دور أعضاء شبكتها المحليين الثلاثة الذين عاونوها في مهمتها التجسسية. حيث انتهى التحقيق المبدئي معها الذي استمر ستة عشرة ساعة متواصلة، قبل انتهاء المهلة المتفق عليها بين أبو إياد ووزير الداخلية اللبناني بواحد وعشرون ساعة.
وفي صفحة منفصلة بمستهل الملف كتب العقيد أبو الهول : "الجاسوسة أمينة المفتي أُخضعت تماماً لسيطرة كاملة وقانعة بوجود زوجها موشيه حياً، وأنه أقدم على خداعها قصداً خمة للموساد".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الامير الاحمر

رقـــيب أول
رقـــيب أول
الامير الاحمر



الـبلد : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 01210
العمر : 43
المهنة : تحري
المزاج : هاديء قابل للأنفجار في أي لحظه
التسجيل : 14/06/2008
عدد المساهمات : 376
معدل النشاط : 224
التقييم : 7
الدبـــابة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 596fd510
المروحية : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 5e10ef10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد   قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Icon_m10الإثنين 7 يوليو 2008 - 19:25

لسعة الخوف


حمل العقيد أبو الهول ملف استجواب أمينة المفتي الى قائده أبو داود، الذي خطط بمهارة للإيقاع بها، وبدوره وضع الملف الساخن أمام ياسر عرفات ومساعده الأول أبو إياد لتقرير مصيرها . . امتعض أبو إياد أسفاً وقال:
يا لها من امرأة شريرة، لم تكتف بما فعلتهبنا فأرادت قتلى.
وربت على كتف رئيس مخابراته – علي حسن سلامة – وهو يقول:
نشكر الله على أنك وفقت في كشفها، فوجود حية كهذه بيننا كان سيكلفنا الكثير.
أما ياسر عرفات – أبو عمار – فقد علق قائلاً:
لن تكف إسرائيل عن زرع الخونة بين صفوفنا، فلا تأمنوا كل متطوع وافد، ولا تغرنكم حماسة الغرباء ، وقبل أن يشرق صباح الثالث عشر من سبتمبر 1975، كانت هناك ثلاث سيارات إسعاف تخترق شوارع بيروت، بداخل كل منها خمسة مسلحين أشداء من رجال المخابرات الفلسطينية – رصد – في مهمة جد خطيرة. تتجه السيارة الأولى الى شارع الخرطوم حيث يقيم مارون الحايك، وتتجه الثانية الى شارع أرواد عند سوق الطويلة حيث مانويل عساف أما الثالثة فكانت تقصد منطقة باب إدريس لاعتقال خديجة زهران. لقد استقل المسلحون الخمسة عشر سيارات الإسعاف بغية إتمام مهامهم بسلام، في وقت كانت فيه بيروت أشبه بساحة حرب شاسعة، تشتعل بنيران الفتنة الطائفية كل بقعة فيها، إذ تحولت بيروت من الحب الى الحرب، وصار وطن الجميع مذبح الجميع. وامتلأ وجه المدينة الجميلة بالندوب والتشوهات والجماعات المسلحة، التي بلغ عددها ما يزيد عن 39 تنظيماً. ففي بيروت الشرقية يتواجد الكتائب، ونمور الأحرار، وحراس الأرز، والطاشناق، والمردة. . الخ
وفي بيروت الغربية هناك المرابطون، ونسور الثورة، وحركة التحرير، وحركة صلاح الدين ، و . . طابور طويل من القبضايات المسلحة. لقد بدا أن التعايش الطائفي لم يكن سوى نزاع مستمر وتراكم خفي للأحقاد، انفجر بشكل مذهل، وجرى التسابق بين الطوائف من أجل السيطرة السياسية للعائلات الروحية. واستمر الخلط بين السياسة والدين في ذهنية الفرد والجماعة، وتحولت لبنان الى مارونية عند الموارنة، وشيعية عند الشيعة، وسنية عند السنة، ودرزية عند الدروز، وحتى آخر طائفة صغيرة في لبنان. أما الفلسطينيون . . فقد ظلوا بعيداً عن رحى الحرب الأهلية، وتشغلهم المقاومة المسلحة ضد العدو الصهيوني، وتنظيم صفوفهم من أجل استمرار الكفاح، والبحث عن خونة استباحوا أسرارهم وباعوها لليهود.
وعندما وصلت السيارة الأولى لمنزل خديجة زهران، كانت هناك مفاجأة مدهشة تنتظر الرجال الخمسة، إذ عثروا عندها على مانويل عساف عارياً في فراشها، لم ينتبه لصوت فتح الباب بخفة ووقوفهم على رأسه، بينما كانت سيدة البيت في الحمام، شغلها انسكاب الماء المنهمر على جسدها في البانيو عن معرفة ما يدور وراء الباب. لقد انهار مانويل لمرأى الرجال الخمسة، وأدرك في الحال ما جاءوا لأجله، أما خديحة فقد صرخت عندما فوجئت بأربعة منهم يسحبونها من حمامها الدافئ، ويسترون الجسد العاري بشال أحدهم. ويأمرونها بارتداء ملابسها على عجل. انتهز مانويل عساف انشغال الأربعة، وعرقل زميلهم الخامس وجرى مسرعاً الى شباك الغرفة، وقبل أن يتمكن من الإمساك به قذف بنفسه من الطابق الخامس.
ووجد بجوار المنزل منكفئاً على بطنه، يرتدي روباً أحمر بلا أزرار . . وجورباً قطنياً (!!) هكذا نأى بنفسه عن المصير الذي كان ينتظره . أما رفيقة مارون الحايك فقد استسلم خائراً وهو يرتجف رعباً وهلعاً، واقتيد مع خديجة زهران الى الجنوب بعيداً عن الحرب الأهلية، حيث الجوع والعطش . . وصراخات الخوف والندم بكهف السعرانة الموحش . . الرهيب.
عالم
غريب . . غريب


انكمشت أمينة المفتي في ذعر عندما علق رفيقاها في الخيانة – مارون وخديجة – بسقف الكهف على مقربة منها، تنهال على جسديهما الكرابيج كالمطر، فيملأ صراخهما جوف الكهف، ويتموج صداه في تداخل يصم الآذان. لقد كان تعذيبهما بشدة أمراً حتمياً لقتل إرادتيهما، وللنأي بهما عن الكذب والمراوغة عند الاستجواب. فالمطلوب منهما هو الإفصاح عما نقلاه الى أمينة من معلومات، والاعتراف على آخرين تعاونوا معهما. سواء أكان ذلك عفوياً، أم بنية القصد والتعامل بأجر. أما أمينة التي تهتك جسدها بفعل التعذيب، فقد رأى القائد أبو داود حرمانها من النوم والطعام، ومنحها قطرات قليلة من الماء تبلل بها حلقومها المتشقق، لتعترف خلال الاستجواب الثاني المفصل، بكل ما نفته من أسرار ومعلومات الى الموساد، ليتمكن الفلسطينيون من تعديل خططهم واستراتيجيتهم على ضوء ما تم نقله للإسرائيليين، وكذا . . تحليل نوايا العدو ومقاصده. فالمتعارف عليه أن أجهزة المخابرات في العالم أجمع، تعيد استجواب الخونة والمنشقين مرات ومرات، دون الاكتفاء بمرة واحدة، إذ إن القصد من ذلك عصر العملاء وتفريغ ما بعقولهم، اعتماداً على الإرهاق البدني والمعنوي. فالاستجواب المتكرر يميط اللثام عن الكثير من الأسرار والخبايا، ويظهر صدق الاعتراف من عدمه بتكرار الإجابات نفسها. فالعقل البشري مهما لقن من معلومات مكذوبة لن يستطيع ترديده مرات ومرات دون خطأ، لكن هناك حالات شاذة جداً لجواسيس استطاعوا التماسك، والإصرار على صدق ما ادعوه حتى النهاية.
أشهرهم على الإطلاق جاسوس الموساد في القاهرة "وولفجانج لوتز" الذي اعتقل عام 1965 هو وزوجته وأخضع لتعذيب مكثف بما فيه حرمانه من الإحساس وبلوغه حد الجنون، لكنه صمد وأصر على القول إنه ألماني، ولم تتكتشف حقيقته إلا بعدما عرضت إسرائيل مبادلته بأسرى مصريين عام 1967. لقد كان من المهم إعادة استجواب أمينة المفتي، خاصة بعد إخضاع اعترافات مارون الحايك وخديجة زهران للتحليل الدقيق. فهي عميلة من نوع خاص، درست علم النفس وقرأت في فروع الفلسفة، بل وعشقت السوفسطائية ومحاورات سقراط التي كتبها أفلاطون، وتحفظ مقاطع كاملة من محاوره أقريطون، وضبطت لديها كتب لسارتر، وديكارت، وفريدريك نيتشه وآخرين غيرهم . . فكانت قراءاتها التي هي مزيج من الثقافات والاتجاهات، أداة طيعة للدفاع والتماسك وانتقاء الألفاظ. لكن "أبو داود" الذي استعد لها جيداً، لم يكن ليصدق أبداً بعد ذلك، أن عميلة الموساد المدربة، والأكثر ثقافة وقدرة على الإقناع والمحاورة، استحضرت كل ما بجعبتها، وقذفت به أمامه دفعة واحدة، دون أن تدخر وسعاً لإخفاء أي شيء ولو كان تافهاً. ذلك لأنه أجاد بدراسته لشخصيتها، واختياره للأسلوب الأمثل هو ورجاله في التعامل معها، ألا وهو أسلوب الاقتناص الذي يعرف في عالم المخابرات بالمباغتة، ويعتمد على دراسة علم الأسباب اعتماداً كلياً وهذا المنحى في خطط استجواب الخونة الذي اتبعه أبو داود ورجاله في المخابرات الفلسطينية، يدل دلالة قوية على عمق وعي رجال مخابراتنا العربية، وقدرتهم الفائقة على استغلال العلوم النفسية المعقدة في عملهم الشاق، للتعامل مع شتى أنواع الخونة، والعملاء المهرة الذين تدربوا في أكاديمية الموساد. وبينما كانت خديجة زهران تدلي باعترافاتها، تفجرت مفاجأة عجيبة أدهشت ضباط رصد، عندما وقفوا على سر سقوطها في شبكة أمينة التجسسية .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الامير الاحمر

رقـــيب أول
رقـــيب أول
الامير الاحمر



الـبلد : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 01210
العمر : 43
المهنة : تحري
المزاج : هاديء قابل للأنفجار في أي لحظه
التسجيل : 14/06/2008
عدد المساهمات : 376
معدل النشاط : 224
التقييم : 7
الدبـــابة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 596fd510
المروحية : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 5e10ef10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: امينه المفتي - الحلقه التاسعه و قبل الاخيره   قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Icon_m10الإثنين 7 يوليو 2008 - 19:28

نساء أوروبا


وجاء في محضر استجواب خديجة زهران.
اسمك بالكامل . . وعمرك . . ؟
خديجة عبد الله زهران – 38 عاماً.n
جنسيتك . . ؟
أردنية الأصل وأحمل هوية لبنانية. صاحبة محل لوار للملابس فيn بيروت.
كيف تعرفت بأمينة المفتي . . ؟
تعرفت عليها عندما جاءت لتبتاع ملابس لها، ومن لهجتها عرفت أنهاn أردنية مثلي.
كيف توطدت علاقتكما . . ؟
كانت تزورني دائماً بالمحل وتحولنا الى أصدقاء.n
هل تعرفت من خلالك بالمدعو مارون الحايك . . ؟
لا . . بل بمانويل عساف وهو الذي عرفها بالحايك.n
وما سبب ذلك. . ؟
كانت بحاجة الى تليفون بشقتها، فطلبت من مانويل مساعدتها لأنه موظفn بالمصلحة.
هل كان مانويل عشيقاً لك وقتها . . ؟
لا . . كانت زوجته زبونة لمحلي . . وكان يجيء معها أحياناً فتعرفتn عليه.
وكيف تطورت بينكما العلاقة الى جنس . . ؟
طلبت مني أمينة ذلك لإسكاته عنها.n
كيف ذلك . . ؟
كان يغار من الحايك ويغتاظ لأنها فضلته واتخذته عشيقاً.n
هل كنت على علم بنشاط أمينة التجسسي منذ البداية . . ؟
لا . . لم أكن أعرف . . ومانويل هو الذي أخبرني بذلك أثناءn سكره.
لماذا لم تبلغي السلطات الأمنية بالأمر . . ؟
أردت استغلال أمينة مادياً لأنني كنت مدينة بمبلغ كبير للبنك.n
وكيف حدثت المواجهة بينكما . . ؟
كنا بشقتي عندما فاتحتها بما قاله مانويل، ولأنها تعلم جيداًn بتعثراتي المالية . . أنكرت، وأخرجت دفتر الشيكات وأعطتني شيكاً بثلاثة آلاف ليرة على سبيل القرض.
كم كانت ديونك للبنك . . ؟
حوالي ستة عشر ألفاً.n
وهل ثلاثة آلاف ليرة تكفي لإسكاتك . . ؟
وعدتني بخمسة آلاف أخرى، وعرضت علي الشراكة دون الإدارة.n
قالت أمينة أنك مارست معها الجنس مرات كثيرة.
لا . . لا . . هي التي جرتني لأفعل معها ذلك لكي تضمن سكوتي.n
كيف ولماذا. . ؟
قبلما أطلق من زوجي الثاني كنت أشكو لها عدم ارتياحي معه. وذات يومn طلبت مني أن أزورها بشقتها، ولما ذهبت اليها تكلمنا عن الجنس، وأخذت تغريني بأن نفعل معاً كما تفعل النساء في أوروبا. وبعد عدة لقاءات في شقتها فوجئت بها تهددني بأفلام صورتها لي معها ومع مارون الحايك . وطلبت مني أن أعطيها عشرين ألف ليرة، وإلا فستفضحني أمام زوجي وأهلي.
ثم ماذا . .
قبلت قدميها أرجوها ألا تفعل، ولما أصرت هددتها بأن أخبر السلطاتn الأمنية عما ذكره مانويل، فسخرت مني وقالت: سأفضحك إن لم تجيئيني بالنقود مساء اليوم. لقد كانت تعرف أسرتي، وتعلم بأن والدي وأخويّ متدينون وسيقتلونني حتماً إذا ما رأوني في تلك الأوضاع المخلة. ولما عجزت عن إقناعها طلبت مني أن أعمل معها بأجر. وأن مهمتي تتلخص في مصادقة النساء المتزوجات من ضباط فلسطينيين، واستدراجهن للخوض في السياسة والأسرار العسكرية.
وهل وافقت هكذا بسهولة . . ؟
لا . . ابتعدت عنها لعدة أيام لأفكر، وكنت على وشك إبلاغكم لكنهاn حاصرتني وهددتني بقسوة، فاضطررت الى إعلان موافقتي لإسكاتها.
جامبون


كيف بدأت العمل معها . . ؟
شرحت لي طريقة التعرف بالنساء الفلسطينيات ومصادقتهن، ومكثت معيn بالمحل عدة أيام لتراقبني.
كم زوجة فلسطينية تعرفت بها. . ؟
لست أدري . . ربما أكثر من أربع عشرة زوجة. "يوجد سرد طويل لأسماءn ومعلومات مختلفة".
كم ليرة حصلت عليها لقاء عملك . . ؟
سبعة آلاف . . أو ثمانية.n
هل التقيت بأحد من أعوانها من الأجانب . . ؟
مرة واحدة. جاء أحدهم ليتسلم مظروفاً كبيراً تركته أمينة.n
ماذا كان به. . ؟
لا أدري . . فقد كان مغلقاً بالسوليتيب، ولم تخبرني أمينة عماn به.
هل كان عربياً . . ؟
لا . . إنه أجنبي ولهجته فرنسية.n
ماذا قال لك. . ؟
قال لي كلمة السر المتفق عليها: جامبون. "وهو اسم شائع يطلق علىn لحم فخذ الخنزير المحفوظ".
وكيف تعرفت عليه . . ؟
كان يدخن البايب وله شارب دوجلاس أصفر، وقد أخبرتني أمينة عنn أوصافه مسبقاً.
هل تعرفين أبو ناصر . . ؟
أعرف زوجته سندس ولم أره أبداً.n
كيف نشأت علاقة أمينة به . . ؟
جلبت لها رقم تليفونه في صيدا من زوجته.n
ولماذا رغبت أمينة في التعرف اليه . . ؟
لأن زوجته أخبرتني الكثير عن بطولاته وعملياته الفدائية في الجنوب،n واهتمت أمينة بمصادقته.
متى أخبرتك أمينة بأن "أبو ناصر" ضالع معها في التجسس . . ؟
لم تخبرتي عن ذلك، وإنما أكدت لي بأن الضاnبط الفلسطيني "وطني أكثر من اللازم".
هل صدقتها . . ؟
نعم . . فقد كانت تكرهه، وتطلب مني دائماً استدراج زوجته في الحديثn لمعرفة أخباره.
انتهت اعترافات خديجة زهران، حيث أدلت بأدق تفاصيل علاقتها بأمينة المفتي، وبزوجات الضباط الفلسطينيين في بيروت. أما مارون الحايك المذعور فقد أوضح الكثير عن ملابسات علاقته بأمينة، وعثر ببيته على قائمة طويلة تحوي الأرقام السرية لتليفونات قادة المنظمات الفلسطينية، إضافة الى ملف كبير يتضمن خلاصة تجسسه على تليفوناتهم خلال فترة اعتقال أمينة. فقد كان يود تقديمه لزعيمته عند عودتها لتمنحه آلاف الليرات، وتغرقه في بحر النشوة عدة ليال. أما الشيء العجيب حقاً فقد وقع بين أيدي رجال المخابرات الفلسطينية، وشريط تسجيل أخفاه مارون بجيب سري بإحدى الحقائب، لمحادثة تليفونية كاملة بين علي حسن سلامة وأبو داود، وفيها تفاصيل كثيرة عن أمينة المفتي المعتقلة آنذاك ببيروت، هذا الشريط لم يقم مارون بتفريغه أو الاستماع اليه، ولو أنه كان قد فعل ذلك لأدرك الخطر وهرب بجلده ومعه شريكاه. لكنه اعترف بأن هذا الشريط هو الوحيد الذي لم يفرغ وعندما قام بتسجيله كان منهمكاً في التنصت على مكالمة أخرى بين ياسر عرفات ونايف حواتمة.
وبانتهاء التحقيق مع خديجة زهران ومارون سلما الى السلطات اللبنانية لمحاكمتهما، طبقاً لقانون العقوبات الذي عُدل في 28 يناير 1975، وجاءت مواده الجنائية مائعة وغير رادعة.
أما أمينة المفتي .. فقد امتنع الفلسطينيون عن تسليمها للبنانيين، حيث قرروا لها مصيراً آخر، ولم يستجيبوا لضغوط وزير الداخلية اللبناني لمحكامتها. وأمام الرفض التام لذلك . . اضطر الوزير لنسيان الأمر برمته. فقد كان يدرك بأن هناك نهاية مأساوية تنتظر عميلة الموساد على أيدي الفلسطينيين. وعلى ذلك . . ظلت الجاسوسة العربية مقيدة بكهف السعرانة، يفتك بها الرعب ويغلفها الهلع . . !!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الامير الاحمر

رقـــيب أول
رقـــيب أول
الامير الاحمر



الـبلد : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 01210
العمر : 43
المهنة : تحري
المزاج : هاديء قابل للأنفجار في أي لحظه
التسجيل : 14/06/2008
عدد المساهمات : 376
معدل النشاط : 224
التقييم : 7
الدبـــابة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 596fd510
المروحية : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 5e10ef10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: امينه المفتي - الحلقه التاسعه و قبل الاخيره   قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Icon_m10الإثنين 7 يوليو 2008 - 19:30

الموت البطيء


وحدها، انكمشت أمينة في محبسها بكهف السعرانة تنتظر الموت مع كللحظة، يحاصرها إحساس بالخيبة بعدما أفلت مارون وخديجة من براثن الفلسطينيين، وتولتأمر محاكمتهما السلطات اللبنانية أمام محاكمها المختصة. لقد كانت تدرك عن قناعة أنزعامتها للشبكة هو سبب بقائها بالكهف دونهما، وبالتالي فإن مصيرها المجهول بين أيديالفلسطينيين سيكون أشد قسوة وشراسة، لكنه على أية حال لا يساوي أبداً مع بشاعةجرمها. فبرغم اعترافاتها التفصيلية بالتجسس لحساب الموساد، إلا أنها أخفت عنهمالكثير من الأسرار، بالطبع هي أسرار بالغة الأهمية ستزيد ملفها تخمة، وقطعاً سينقلباعتقاد الفلسطينيين في كونها جاسوسة كانت ضحية مغامرة عاطفية، الى جاسوسة عدوانيةترى في خيانتها نوعاً من الانتقام والتشفي، ذلك لأنها لم تنس يوماً مدى كراهيتهاالشرهة للفلسطينيين، تلك الكراهية التي يحملها القوقازيون في الأردن لهم. فهيشركسية من سلالة هؤلاء الذين فروا من جبال القوقاز الى الوطن العربي، وكانت أسرتهاتعمل في خدمة الملك حسين، شأنها في ذلك كشأن القوقازيين الذين يعملون في جيشه،واشتبكوا مع الفلسطينيين في حرب ضروس عام 1970، فاعتبرهم الفلسطينيون أعداء لهم،وهاجموا الأحياء التي يقطنوها فتبادلا الشعور بالكراهية تجاه بعضهم البعض. هكذا بدتكراهية أمينة للفلسطينيين ذات جذور، وهكذا أينعت مشاعرها وهي تهدي إسرائيل معلوماتلا تقدر بثمن عن تحركاتهم ومخازنهم وعملياتهم.

وخلا ملف الاعترافات من توصلها لأسرار مخازن الهلال الأحمر التييديرها شقيق ياسر عرفات، ففي هذه المخازن كانت تخبأ الأسلحة الخفيفة، والأسلحةالمضادة للصواريخ في صناديق المهمات الطبية، مما جعلها دائماً عرضة للعمليات الجويةالإسرائيلية بناء على وشاياتها. . وأخفت أمينة أيضاً سر اختطاف إسرائيل لطائرةالخطوط الجوية اللبنانية "الشرق الأوسط" في 10 أغسطس 1973، وإجبارها على الهبوط فيتل أبيب فقد كانت هي التي أبلغت الموساد بوجود جورج حبش على متنها، لكن حبش كان قدأصيب بأزمة قلبية منعته من ركوب الطائرة. . وقتها . . تأكد للفلسطينيين أن هناكاختراقاً إسرائيلياً لمنظماتهم، وجرى مسح شامل لمئات الأشخاص دون جدوى. ولم تكنأمينة في ذلك الوقت قد وقعت في دائرة الشك، فقد كانت مشبعة بثقة الفلسطينيين، حيثتعمدت ألا تظهر عداء مبالغاً فيه للصهيونية، وفي مناسبات مختلفة كثيراً ما عبرت عنرأيها في حق إسرائيل في امتلاك الأرض أيضاً. فأبعد ذلك التصرف الشكوك من حولها، فأيعميل إسرائيلي سيبذل ما بوسعه ليبدو عدواً لدوداً للصهيونية. لذا غادرت بيروت فيحذر في جولة تفقدية، واستطاعت أن تمد الموساد بصور لمراكب وسفن الصيد واللنشاتالتابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، والراسية بمينائي صيدا ورأس شكا في الجنوبوالشمال، والتي كانت معدة للعمليات الهجومية البحرية، ومكنت إسرائيل بذلك من تدميرثلاثين قطعة منها في عملية انتقامية، وجاء ذلك بعد هجوم منظمة فتح البحري علىالمدينة الساحلية "نهاريا" عام 1974.

كل تلك الأسرار جاءت مفصلة بمذكرات أمينة المفتي التي نشرت فيإسرائيل فيما بعد، فأضفت على جاسوسة الموساد هالة من الأساطير صعدت بها الى آفاقالخوارق، ونسبت اليها عمليات وهمية مختلفة عن اكتشافها مؤامرة لاغتيال الساداتبوساطة الليبيين عام 1976، مهدت الطريق لكامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، وكانت أمينةوقتذاك مكبلة بالجنازير الى الحائط داخل كهف السعرانة في جنوب لبنان، تنتظر نهايتهاالمرتقبة كالموت البطيء.
أحلام . . ورصاص


وما أن نشرت الصحف اللبنانية نبأ القبض على أمينة المفتي وأفرادشبكتها، حتى ارتجت جنبات الموساد بشارع كيريا بتل أبيب. وبدأت في الحال تخطيطاًلاستعادة العميلة الأسطورية. فتاريخ الموساد الطويل يسرد لنا عشرات القصص التيانتهت باسترداد جواسيسها، الذين اكتشف أمرهم وكانوا على قيد الحياة. ولهذه القاعدةتبرير منطقي وهو أن إنقاذ أي عميل يرفع الروح المعنوية للعملاء الآخرين، ويشجعالرجاء والنساء على القيام بعمليات ومهام خطيرة أخرى. ولأن الفلسطينيين يدركون ذلكجيداً، رأى عرفات أن الإبقاء على أمينة بكهف السعرانة أمر ضروري حتى يحين الوقتالمناسب لتقرير مصيرها النهائي، نابذاً بذلك رغبة علي حسن سلامة في إعدامها.

فقد كانت لعرفات رؤية مستقبلية بعيدة المدى، تنحصر في التربث لبعضالوقت، ومبادلتها بشخصيات فلسطينية بسجون إسرائيل. لكن سلامة الذي بدا غير قانع كانيرى في قتلها فوزاً أكيداً، إذ سيصاب عملاء إسرائيل في لبنان بالذعر، وبالتالي يسهلكشف العديد منهم إن لم يسارعوا بمغادرة بيروت. ولما فشل في إقناع عرفات بوجهة نظره،اضطر الى السكوت وكبح اندفاعة الشباب عنده. وبذلك ظلت أمينة حبيسة الكهف الجبلي،ترسخ في قيود الذل دون محاكمة، أو بصيص من أمل في النجاة. وفي ذات الوقت الذي أدينفيه مارون الحايك بالحبس ثلاثة أعوام، وبعام واحد لرفيقته خديجة زهران – "راقب معيميوعة الحكم في قانون العقوبات اللبناني . . !!"

نسجت أمينة المفتي خيوط شبكتها حول أحد حراسها، وأوهمته بأنهابريئة مما نسب اليها، وأن الفلسطينيين فعلوا بها ذلك نكاية في عمها الذي يشغلمنصباً حساساً في البلاط الملكي الأردني، حيث تصور لهم أنه كان أحد المحرضين لمذابحأيلول الأسود. وبعد عدة أشهر – في مايو 1976 – كان غسان الغزاوي قد اقترب كثيراً منأمينة، وتعاطف مع محنتها الى الحد الذي دعاه للتفكير في تخليصها من السجن، وإناستدعى منه ذلك الهرب بها الى إسرائيل. لقد انقلبت نوبتجيته في الحراسة الى جلسةغرام تصطخب بالمشاعر والأمنيات. فكانت أمينة تمنحه جرعات متصاعدة من الأشواقواللهفة، تطيح بعقله وتعبث به الى دنيا جديدة من أوهام التمني. ولأنه نجار خائب لايجيد صنعته، عاش سني حياته الثلاثين في حالة حرب دائمة مع الحياة بحثاً عن عيشةرغدة مريحة، لكن هيهات أن يراها كسول مثله، أوقف خبرته عند حد معين لم يستطيعتجاوزه، فتقهقرت إرادته وانزوى منسياً بين جدران جحره الرطب بمخيم الرشيدية في صور،يجرع الجوع واليأس ناقماً على حظه وعلى الدنيا كلها.

إن فاشلاً مثله استعبده الفقر والجهل السهل جداً إغواؤه والسيطرةعليه مادياً أو عاطفياً، فهو في الأصل لا يمكن أن يكون مؤمناً بقضيته أو مستوعباًلرسالة الكفاح من أجلها، ذلك لأنه أرجع فشله الى كل تلك الظروف التي تحيط بهوبشعبه. ووطن نفسه على أنه مجرد ضحية لا ذنب له لكي يعيش معدماً شريداً، يفتقد أبسطمظاهر الحياة وأقلها ترفاً. هكذا قرأته أمينة وتخللت إليه في سهولة ما أيسرها علىمتخصصة في علم النفس مثلها، وأغوته بمكذوب العواطف تصبها صباً في أذنيه، فأذابتهتماماً وهو المحروم اللاهث خلف الأحلام، وترقب عن كثب انسكاب مقاومته الخائرة،واستفحال رغبته في تخليصها أملاً في حياة هنيئة بإسرائيل. فكانت هي بذلك أول عميلةللموساد على الإطلاق، تجند حارسها في السجن للفرار بها الى خارج حدود الدولة. وجاءبمذكراتها فيما بعد أنها كانت تنوي النجاة بنفسها فقط، وتركه على الحدود يواجهمصيره وحده مع الفلسطينيين، حيث ستحال الأساطير في إسرائيل عن قصة هروبها العبقرية. لكن خابت أحلامها في المجد والتكريم.

وخابت أحلامه أيضاً في الثراء والنعيم، عندما أفضى بسره الى أحدرفقاء فقره في المخيم، فأبلغ السلطات الفلسطينية عنه وتمت مراقبته، وضبط وهو يحاولإدخال بزة عسكرية الى الكهف لترتديها أمينة أثناء الهرب. وانتهت أحلام الخائنبرصاصات أخترقت صدره في أكتوبر 1976، وبتضعيف القيود الحديدية بأيدي الخائنةورجليها، وشدها الى الحائط مصلوبة وبأقل قدر من الطعام والشراب، الى أن تقيحتأطرافها المختنقة بالقيود، وعمل معول الهزال بجسدها كما يعمل معول النحات الماهربمادته الصخرية، فعاشت ذابلة كالموتى لا يميزها عنهم سوى ارتعاشة الأطراف، وزوغانحدقتين لا تبصران إلا الخوف والظلام . . !
أقصى درجات الأمن


مرت خمس سنوات منذ اعتقلت أمينة المفتي، وفي نوفمبر من عام 1979تحديداً، نشطت تحركات الصليب الأحمر الدولي، وتكثفت الاتصالات مع الفلسطينيين منأجل مبادلتها. وكان العرض الاسرائيلي هزيلاً قياساً بجواسيس آخرين، فقد أبدوارغبتهم في مبادلتها بفلسطيني واحد، شريطة ألا يكون متهماً بقتل إسرائيليين منالمدنيين أو الجنود. فرفض عرفات العرض الاسرائيلي، واشترط لمبادلتها الإفراج عناثنين من أشهر الفدائيين الفلسطينيين بمعتقل عتليت، وهما: محمد مهدي بسيسو المولودعام 1941 في غزة والمحكوم عليه بالمؤبد لقيامه بعملية فدائية بواسطة زورق عام 1971،وأسفرت عن مقتل وإصابة عدد كبير من الاسرائيليين.

ووليم نصار المولود عام 1942 في القدس، والمحكوم عليه بالمؤبد أيضاًلقتله ثلاثة إسرائيليين عام 1968 بالقدس.

لكن الرد الفلسطيني قوبل بتعنت إسرائيلي شديد، وأسر ممثل الصليبالأحمر لعرفات بأن أمينة لا تساوي شيئاً عند الاسرائيليين، فهم يصنفونها على أنهامجرد خائنة لوطنها، باعت دينها وأهلها من أجل نزوة، ومن المستحيل أن تخلص تماماًلإسرائيل أو تدين بها بالولاء. وذكره الممثل الدولي بما حدث للمهندس السويسريالفريد فرانكشت الذي أدين بالسجن ثماني سنوات عام 1971، عندما تبين أنه أمدّإسرائيل بعدة أطنان من تصميمات الطائرات الفرنسية ميراج 3، بعد تجنيده لأسبابأيديولوجية تتعلق بعقدة الذنب، وعندما أفرج عنه بعد أربع سنوات ونصف السنة، قررالسفر لإسرائيل لحضور الاحتفال بإنتاج الطائرة "كافير" – النموذج المعدل من الميراج 3 – فرفضت الموساد أن تدفع ثمن تذكرته من سويسرا، وقوبل في إسرائيل بتجاهل تام،وشعر أنه تعرض للنسيان والتخلي عنه، ذلك أن مهمته انتهت ولم يعد ذا شأن. لكن عرفاتلم يأبه لذلك. ولم يتراجع قيد أنملة عن مطلبه، وصرح لممثل الصليب الدولي أنه يتعرضلضغوط شديدة للموافقة على إعدام أمينة المفتي. وأنه طالما تفرض إسرائيل الاستجابةوالمرونة، فقد يوافق على إعدامها أمام شاشات التليفزيون لتكون عبرة لكل من يفكر فيالتعامل مع الموساد. وعندها، أصيب رئيس الموساد إسحاق حوفي (1974 – 1982) وكبارمساعديه بالذعر. فإعدام أمينة على الملأ أمام العدسات أمر خطير من شأنه إصابةجواسيس الموساد في البلاد العربية بالهلع وبالشلل، وقد يتسبب في تعطيل عمل شبكاتعملائها المذعورين التي أنفق عليها ملايين الدولارات، مما يهدد تدفق سيل المعلوماتالحيوية التي تعتمد عليها إسرائيل، سياسياً، وعسكرياً، واقتصادياً، وكان قرار إسحاقحوفي النهائي تلبية مطلب الفلسطينيين على أن يترك لمنظمة الصليب الأحمر العالميةحرية اختيار الدولة التي ستتم عملية المبادلة على أرضها وتحت حمايتها، بما يضمنالحيلولة دون وقوع كارثة قد يفكر بها الفلسطينييون.

وعلى ذلك . . نشطت المنظمة العالمية في اتصالاتها، ورفضت حكومةإيطاليا واليونان وبلغاريا وفرنسا التدخل، بينما وافقت حكومة تركيا ورومانيا وقبرصعلى تأمين الحماية التامة للطرفين فوق أراضيها وفي أجوائها، وتعهدت جميعاً بتوفيرأقصى درجات الأمن لإتمام عملية المبادلة بسلام. من جانبها أعلنت منظمة التحريرالفلسطينية ترحيبها واختيارها لدولة قبرص، وأعلنت إسرائيل موافقتها على قبرص أيضاً،شريطة تدخل ممثل عن الأمم المتحدة لضمان الأمن، فأغضب الشرط الإسرائيلي القبارصةالذين اعتبروه "عدم ثقة" في قدراتهم على تحمل المسؤولية كاملة. لكن السفيرالاسرائيلي في قبرص تقدم باعتذاره في الأول من فبراير 1980 وأبدى ثقته في السلطاتالقبرصية مشيداً بالعلاقات الحميمة بين البلدين وبالمصالح المشتركة بينهما. ولم يمضسوى يوم واحد حتى أعلن وزير الداخلية القبرصي، بأنه قد تحدد يوم 13 فبراير 1980موعداً لعملية التبادل على أرض مطار لارنكا الدولي، وإغلاق المطار أمام الملاحةالدولية ابتداء من الساعة 14.00 حتى الساعة 2.50 (!!)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الامير الاحمر

رقـــيب أول
رقـــيب أول
الامير الاحمر



الـبلد : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 01210
العمر : 43
المهنة : تحري
المزاج : هاديء قابل للأنفجار في أي لحظه
التسجيل : 14/06/2008
عدد المساهمات : 376
معدل النشاط : 224
التقييم : 7
الدبـــابة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 596fd510
المروحية : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 5e10ef10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد   قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Icon_m10الإثنين 7 يوليو 2008 - 19:30

قراءة سريعة


تخضع عمليات تبادل الجواسيس أو الأسرى بين الدول لقياسات معقدة،تحددها الملابسات السياسية وظروف العلاقات بين الدول في حالات السلم، وتكون أكثرتعقيداً في حالات الحرب والتناحر. وقد شهدت المنطقة العربية حالات تبادل عديدةوفريدة مع إسرائيل، كان أبطالها جواسيس عباقرة وعسكريون. حيث جرى التبادل أحياناًفي سرية تامة وتعتيم إعلامي، وأحياناً أخرى صابحه ضجيج الإعلام على الملأ. وأشهرعمليات التبادل كانت بعد نكسة يونيو 1967 عندما تمت مقايضة الجاسوس الصهيونيولفجانج لوتز بعدد ضخم من العسكريين المصريين الأسرى. وقد ادعت إسرائيل فيما بعد أنثمن لوتز كان خمسة آلاف أسير مصري، رغبة في الدعاية لجواسيسها وإعلاء لشأنهم. أماجاسوسة الموساد المصرية انشراح علي موسى التي أدينت بالإعدام شنقاً هي وزوجهاإبراهيم سعيد شاهين في 25/11/1974، فقد أمر السادات بمبادلتها في صفقة سرية بمصريينوعرب في إسرائيل، كان وراءها هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي وذلك قبل زيارةالسادات لتل أبيب، في مداعبة سياسية مقصودة للتمهيد لمعاهدة السلام في كامب دايفيد. أما الأشهر على الإطلاق في عمليات التبادل الفاشلة . . والعلنية، فكانت لمقايضةإيلي كوهين – كامل أمين ثابت – سيد جواسيس الموساد في سوريا، وأسطورة الموساد الذيلم يخلفه أحد عبقرية وذكاء. حيث رفضت سوريا وساطات أكثر من 84 رئيس دولة ومنظمةعالمية للإفراج عنه، مقابل ملايين الدولارات ومئات الأسرى السوريين في معتقلاتإسرائيل، ونفذ فيه حكم الإعدام شنقاً أمام عدسات التليفزيون على الهواء مباشرة في 18 مايو 1965، وأبقى جثمانه معلقاً هكذا لأربعة أيام فوق المشنقة التي أعدت لهخصيصاً بساحة المرجة في دمشق. وفي 21 فبراير 1973 وقعت حادثة لم تتكرر أبداً منقبل، عندما حاولت إسرائيل اختطاف الطائرة التي تقل عميلة الموساد هبة عبد الرحمنسليم عامر، التي استدرجت من باريس الى بني غازي بواسطة المخابرات المصرية ، وطارتبها الطائرة الى القاهرة لمحاكمتها. لقد عمدت الموساد الى التشويش على أجهزةالطائرة الملاحية ففقدت اتجاهها. وعندما اكتشف الطيار أنه يطير فوق سيناء اتجهبأقصى سرعته ناحية القناة، متجاهلاً إصرار طائرات الجو الاسرائيلية على الهبوطبطائرته في إسرائيل. فيفقد الاسرائيليون صوابهم ويفجرون الطائرة بركابها في الجو،معتقدين بأنهم قتلوا عميلتهم قبلما تعترف. لكن صدموا بشدة عندما اكتشفوا بأنهمأسقطوا الطائرة الليبية البوينج 747 بطريق الخطأ وأن طائرة هبة سليم الحقيقيةاستخدمت ممراً جوياً غير معلوم.

تلك لمحات مختصرة عن أشهر قصص عمليات المبادلات والعروض والقتل، التيوقعت أحداثها بين مصر وسوريا وإسرائيل. ولم تكن هناك سابقة واحدة لعملية تبادل بينالاسرائيليين والفلسطينيين. لذلك . . كانت الأعصاب متوترة ومجهدة، فإسرائيل تخشىغدر الفلسطينيين بهم على أرض مطار لارنكا، ويشهد تاريخهم الطويل في الكفاح وخطفالطائرات على أنهم رجال ذوو بأس . . وإصرار . . أما الفلسطينيون . . فقد وضعواتاريخ إسرائيل الدموي نصب أعينهم . . وتوقعوا مذبحة بشعة ستدور أحداثها في قبرص.
الدور الطاهر


في المكتب الفرعي لمنظمة التحرير الفلسطينية في صيدا، اجتمع المديربالضابط الفلسطيني الموفد من الرئاسة في بيروت، حيث أطلعه على تفاصيل حياة أمينةالمفتي في محبسها الانفرادي بكهف السعرانة وكان الضابط يصغي اليه باهتمام ليستكملالنقاط التي يريدها فمهمته كخبير في الشؤون المعنوية تتطلب منه ذلك خاصة . . والوقتيمضي سريعاً بعدما وافقت المنظمة على الموعد المحدد في لارناكا. وبعد الاجتماعانطلقت السيارة الجيب العسكرية تقل الضابط الى كهف السعرانة.

كان الطريق المتعرج الضيق قد نحتت أجزاء منه من الجبل، فيستقيممنحدراً أحياناً ثم يلتوي فجأة في صعود والتفاف حول الجبل. ومن بعيد . . بدا الكهفالموحش كنقطة سوداء في بطن الجبل السامق، وكلما اقتربت السيارة شوهد جنود الحراسةالمشددة بأسلحتهم الأوتوماتيكية في حالة التأهب. وكانت الأكمنة المتحركة تزيد الأمرحساسية واهتماماً، حتى يخال للبعض أن بالمنطقة مفاعلاً نووياً سرياً. وعندما دلفالضابط الى الكهف، كانت الإضاءة القوية تكشف دهليز الفوهة وتظهر ملامح الوحشة وغموضالطبيعة. وفي نهاية أحد الممرات . . تكورت كومة من عظام . . شدت أطرافها الأربعةبالجنازير. اقترب منها الضابط متفحصاً، فرمقته بنظرات تفيض رعباً . . لكن وجههالهادئ سكّن بعض الخوف لديها، وحاولت أن تستقرئ ما جاء لأجله ففشلت . . وتملكها ألفهاجس وهاجس . . وأطرقت الى الأرض ثم همدت أنفاسها قليلاً وقالت في صوت خفيض كأنهجاء من قرار:

هل حان وقت الإعدام . . ؟ اقترب منها الضابط أكثر وأكثر، لكي تصلهاكل كلماته وقال:

سنطلق سراحك بعد أيام . . وستعودين الى إسرائيل مرة أخرى.

ارتعدت أطرافها المقيدة فارتج بدنها كله، وجحظت عيناها الغائرتان فيتحفز لما يقوله الضابط الذي أردف:

بعد عشرة أيام من الآن ستكونين حرة في إسرائيل، ويجب أن تكوني علىيقين من أننا لم نعاقبك ولم نؤذك بقدر ما أذيتنا. فنحن أناس مسالمون سعدنا بوجودكذات يوم بيننا، ووثقنا بك بلا حدود على اعتبار أنك عربية . . مخلصة، وعن حب فتحنالك قلوبنا . . وكل أبوابنا الموصدة في وجه الآخرين، وما تطرق إلينا الشك فتسببتبفعلتك في مقتل عشرات الأبرياء من شبابنا. . وانخلعت على يدك قلوب أمهات ثكالى . . فقدت الابن والزوج . . والبسمة.

. . انهمرت دموع أمينة المفتي ، ولم يدر الضابط أهي دموع الحسرةوالندم، أم أنها دموع الفرح بنجاتها.

وأكمل الضابط: هذه الأرض التي أنت عليها الآن سيدتي أرض عربية، وتلكالأرض التي ولدت فوق ترابها أرض عربية، وكذلك الأرض التي بعت دينك ووطنك وأهلكلأجلها . . أيضاً . . عربية، عربية مغتصبة. . سليبة، ستعود حتماً ذات يوم لأصحابها،ربما يتحقق ذلك بعد جيل . . أو جيلين . . أو ثلاثة، أو أقل من ذلك بكثير. ونحن هناالآن لنجاهد بدماء أبنائنا، ولن نكف عن الجهاد حتى نموت دونها . . وأنت . . ما جئتالى هنا سيدتي إلا لقتلنا دونما ذنب بحقك اقترفناه. فلا تظنين أن الأرض التيستعودين إليها سترحب بك . . لكن تأكيد أن في القدس وحيفا ويافا وبيت لحم ونابلس . . في كل فلسطين ستبصق عليك الأرض مع كل خطوة، حتى وإن متّ فستلفظك قرفاً في قبرك . . وسيأبى دودها الطاهر أن يرعى بجثمانك . . وعندها . . ازداد نحيبها قسوة . . وعلانشيجها مع صعود صدرها الضامر وهبوطه ، وانعقد لسانها فلم تقو على الكلام لاصطكاكأسنانها، ورعشة شفتيها التي غزت الوجه المتقلص الشاحب. وقال الضابط آمراً جنودهقبلما ينصرف:

فكوا قيود ضيفتنا وقدموا لها الشراب وأشهى الطعام.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الامير الاحمر

رقـــيب أول
رقـــيب أول
الامير الاحمر



الـبلد : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 01210
العمر : 43
المهنة : تحري
المزاج : هاديء قابل للأنفجار في أي لحظه
التسجيل : 14/06/2008
عدد المساهمات : 376
معدل النشاط : 224
التقييم : 7
الدبـــابة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 596fd510
المروحية : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 5e10ef10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: الحلقه العاشرة و الاخيره .........   قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Icon_m10الإثنين 7 يوليو 2008 - 19:33

أشهر جاسوسة عربية للموساد ـ الحلقة العاشرة والاخيرة




الستائر الحريرية





أهزيمة ساحقة أم انتصار باهر . . ؟ تساءلت أمينة في نفسها وتعجبت للإحساس المائع المشوه الذي يخالجها في ضراوة. وظلت لأيام تترنج لصدى كلمات الضابط التي تنخر في عظامها وعقلها، فلا تجد سوى مراراً خفياً كأنه دبيب نمل يسري بأوصالها. هكذا اقتُلعت مشاعرها من الجذور، وغرقت في سهوم قاتل يفتك بأعصابها ويزلزل جوانب إدراكها الباطن والظاهر. تقول أمينة في مذكراتها بعد ذلك:

كانت كلمات الضابط كالسهام تخترق عقلي وجسدي . . فأصابت اتزاني وطوحت بآمالي وأوهامي . . وأغرقتني في محيط يموج بالغموض وينبض بالخوف . . والعدم. وأوشكت أن أصرخ فيه أن يرحمني ويصمت . . فيوقف رشق سهامه بأعضائي التي وهنت . . ونزحت عنها مسحة القوة. لكنه كان كمدفع رشاش أخرج كل رصاصاته في زخة واحدة. ترى . . لماذا جيء به إليّ . . ؟ ألكي يشعرني بحقارتي وجرمي . . ؟ أم ليوقظ بداخلي أحاسيس دفنت من زمن . . ؟ كل ما أذكره وقتها أنني فقدت رسالتي التي خلقت لأجلها . . وهي أنني لم أعد أصلح لأن أكون أماً. فكيف لامرأة مثلي حبلى بالخيانة أن ترضع طفلها وتحتويه، بينما هي تقتل الأطفال والشباب، وتموت أمهاتهم حزناً عليهم وأساً . . ؟ أكنت إذن واهمة الى حد فقدان العقل والتمييز . . ؟ أكنت أصارع طواحين الهواء كما كان يفعل دون كيشوت . . ؟ أين أنت الآن يا أمي لأفرد ذراعاي حول عنقك والتصق بصدرك الدافئ الحنون . . ؟ أين أنت يا أبي لتنتشلني من مصيبتي وتنير لي الطريق بالنصح كما كنت تفعل أيام طفولتي وشبابي . . ؟ أين هم إخوتي وكانوا لي ظلالاً وارفة تحميني من لسعة الحياة ومدب السيل الجارف . . ؟ أين شقيقاتي وخالاتي وعماتي . . ؟ أين ستائر حجرتي الحريرية ومرآتي . . ؟ ترى أتضم أمي الآن أشيائي وتلعنني أما أنها تبكي لمأساتي . . ؟ لم يبق لي من شيء سوى صمت كالموات يقتلني . . ودمعاتي . .؟"

عجيبة حقاً تلك المرأة المثيرة، فلعلكم لاحظتم مثلي مدى تمكنها وبراعتها في وصف أدق خلجات ذاتها بأسلوب مشوق رائع، حتى أنني كثيراً ما كنت أقف مندهشاً أمام سطور مذكراتها، وأمام قدرتها الفائقة على تشريح انفعالاتها بلا تصنع. متنقلاً معها في راحة من موقف الى موقف آخر. وحيرني سؤال ظل يتردد بخاطري طوالي عملي بملفها: هل أسبغت عليها البراعة في التجسس براعة أخرى في الوصف والتحليل . . ؟ ربما يكون ذلك . . فالعمل التجسسي لا يقوم إلا على اليقظة الشديدة والحرص والدقة. والكتابة أيضاً لكي تدخل الى القلب وتحرك المشاعر تلزمها اليقظة في سرد الفكرة، والحرص على خط التصعيد الدرامي المترابط دون ملل، والدقة في الوصف وتقريب التخيل الى نبض الواقع في سرد الفكرة، كما أنني لاحظت أيضاً في مذكرات أمينة أنها تضج بالحيوية وانسكاب المشاعر، وتندفع بها في أحيان كثيرة – كما في نهاية الفقرة السابقة – الى السجع الموسيقي القريب من أوزان الشعر. فلو أنها اتجهت الى الكتابة لكانت الآن أديبة قديرة . . لكن . . هكذا فعلت بنفسها.

الأنفاس اللاهثة

وفي صباح التاسع من فبراير 1980، نقلت أمينة المفتي في سرية تامة الى معسكر جنوبي صيدا، وفي المساء تحت ستر الظلام أخذت الى بيروت، تحيط بسيارتها العسكرية عدة سيارات أخرى تقل قوات مسلحة، حيث أودعت حجرة مريحة بأحد مباني منظمة التحرير بحي الفكهاني، يحرسها أفراد لا حصر لهم مدججون بالسلاح. وعن ذلك اليوم جاء بمذكراتها وصفاً دقيقاً لأحداثه إذ تقول: "دخلت كهف السعرانة لأول مرة في الظلام، وغادرته نهار ذلك اليوم في الظلام أيضاً . . فقد عصبوا عينيّ خشية إصابتي بالعمى . . عندما أواجه ضوء الشمس المبهر فجأة، بعد 1651 يوماً في الظلام . . يا لهم من أناس طيبي القلب رائعين. أرادوني صحيحة النظر لأرى الفارق الواضح بين الوجوه عندما أغادرهم. وفي بيروت أدخلتني فتاتان نظيفتان الى الحمام، واستحممت لأول مرة منذ اعتقالي استحماماً كاملاً، ونمت مغماة بينهما ومكبلة بأحزمة رقيقة من الجلد، وأكلت أطعمة شهية حرمت منها لسنوات وكنت أطلبها بنفسي فيجيئونني بها. وأمام هذا الكرم الرائع طمعت فيما هو أكثر، فصارحت الضابط المنوط بحراستي بأمنية غالية الى نفسي، وهي أن أحادث أمي تليفونياً في عمان. ولما أخبرني الضابط بأن طلبي رفض بحسم، حسوت الحزن يأساً، وأيقنت بأنني لن أسمع صوتها أبداً . . طالما كنت في إسرائيل . . !!"

لحظتئذ فقط . . أحست أمينة المفتي بندم شديد. فخروجها من لبنان الى إسرائيل هو بحق موت بطيء لا محالة. فالإسرائيليون سيرفضون بقوة سفرها لأي مكان آخر، وذلك لأن صورها نشرت بمعظم صحف العالم، إذ قد يصادفها فلسطيني فيقتلها غضباً ونأراً، ولن يستطيع الاسرائيليون على كل حال حراستها حراسة تامة خارج الدولة.

لقد فكرت أمينة في حالها وحياتها بإسرائيل فيما بعد، ورأت أن كهف السعرانة كان لها السجن المؤقت قبل الإعدام، لكن إسرائيل ستكون الى الأبد السجن المرير، الذي سيقتلها فيه الندم والعذاب والحسرة والقلق والاكتئاب. إذن فالموت السريع في لبنان لأهون ألف مرة . . بل إنه الخلاص من ثورات داخلية ستفتك بها وتقودها غصباً عنها الى حافة الجنون. لذلك صرخت قرب منتصف الليل وملأ صراخها المبنى كله وهي تقول: "لا أريد العودة الى إسرائيل . . لا أريد إسرائيل". هجمت عليها الفتاتان قبلما تتقطع الأربطة الجلدية، واندفع الى حجرتها على الفور عدد كبير من الضباط والجنود، شرعوا في الحال في تضعيف قيودها، وكان جسدها النحيل ينتفض بعنف وشراسة، كأن قوة جبارة حلت به بعد ضعف وهدأة. وقال لها أحد الضباط:

فلتهدئي من فضلك . . فكل شيء أعد لسفرك الى إسرائيل.

وبذات القوة والعصبية والصراخ قالت:

أعدموني هنا . . أو أرجعوني الى كهف السعرانة . . أنا أكره إسرائيل . . أكرهها . .
أجابها الضابط في هدوء:
إسرائيل هي وطنك الآن سيدتي.
وكأنما تشد جذور أعصابها من أشواك الخوف قالت في هلع:
الإعدام أهون . . لماذا لم تعدموني . . ؟ أتخافون من إسرائيل . . ؟
رد الضابط في ثقة:
نحن أقوى من إسرائيل . . لذلك أرسلتك للتجسس علينا.
نعم . . تجسست عليكم . . فلماذا تعيدونني الى أعدائكم . . ؟
وبينما كان الطبيب يدخل مسرعاً الى الحجرة ممسكاً بيده محقن المخدر كان الضابط يجيب:
نحن نبادل امرأة خائنة برجلين من أبطالنا البواسل.
بصقت أمينة في الهواء وانطلقت كالمدفع قائلة:
نعم أنا خائنة . . وسأخونكم ألف مرة لو أتيحت لي الفرصة . . فهيا تخلصوا مني وأعدموني "والتهديد بالخيانة هنا يعني قمة الندم".

. . وعندها . . انقض جنديان على ذراعها يحبسان حركته، وأمكن للطبيب إفراغ المخدر بوريدها، وكان صراخها الحاد المسعور ترتج منه حوائط المكان . . وما هي الى هنيهة حتى بدأ يضعف . . ثم يخفت . . حتى هدأ تماماً. . تماماً . وسكن، وانهمد الجسد الممدد في استكانة، وما عاد يسمع سوى صدى لأنفاس لاهثة.

أغنية القدس

وفي الثالثة وعشر دقائق مساء يوم 13 فبراير 1980 مغماة بكيس أسود طويل وشبه مخدرة، اقتيدت أمينة المفتي مكبلة الى الملف في سيارة مصفحة الى المطار، تحاصرها عدة سيارات عسكرية ذات أنواع مختلفة. والى جوار سلم طائرة خطوط الشرق الأوسط – بوينج 737 – أنزلت بهدوء وسط حشد من الجنود، وتأبط ذراعها ضابطان فلسطينيان سحباها الى داخل الطائرة، التي أغلقت أبوابها في الحال وأخذت عجلاتها تنهش أسفلت الممر، وبداخلها أحد عشر ضابطاً فلسطينياً وأحد ممثلي منظمة الصليب الأحمر الدولي، حيث كان وجهتها ناحية الشمال . . الى أنقرة، خشية اعتراضها بواسطة طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، ومن هناك . . تعود بركابها من جديد الى الجنوب مرة أخرى . . الى حيث توجد جزيرة قبرص في عرض البحر المتوسط، تشير بإصبعها في أسى ناحية الإسكندرية، تلك الأرض العربية الخصبة التي استلبها الأتراك منا.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الامير الاحمر

رقـــيب أول
رقـــيب أول
الامير الاحمر



الـبلد : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 01210
العمر : 43
المهنة : تحري
المزاج : هاديء قابل للأنفجار في أي لحظه
التسجيل : 14/06/2008
عدد المساهمات : 376
معدل النشاط : 224
التقييم : 7
الدبـــابة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 596fd510
المروحية : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 5e10ef10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد   قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Icon_m10الإثنين 7 يوليو 2008 - 19:34

وفي الطائرة . . انزوت أمينة على أحد المقاعد لا نملك من أمرها شيئاً . . لم تكن تبك أو تنتحب، ولم يلاحظ أحد من مرافقيها قسمات وجهها المستتر وقد كساه اصفرار الموت، أو سيل الدمع المنهمر في هدوء وصمت. لكن فجأة سمع لها نشيج بدا واهناً في البداية، ثم تحول شيئاً فشيئاً الى عويل متصل فبكاء يشبه العواء . . ولما أشعل الضابط الجالس الى جوارها سيجارته قال لها وهو ينفث دخانه الكثيف:
أأشغل لك واحدة .. ؟
صمتت للحظة ثم أجابت:
ما نوعها . . ؟
أجابها الضابط في اكتراث:
تونسية . . اسمها "سفاير الصفاء".
قالت في تردد:
ألا يدخن أحدكم المارلبورو؟
رد الضابط في حسم:
نحن نكره الأمريكان وبضائعهم . .
أتعرف ماذا تعني كلمة مارلبورو . . ؟
دهش الضابط لسؤالها وأجاب:
نعم . . إنها تتكون من الحورف الأولى لعبارة إنجليزية تقول : الرجل دائما يتذكر الحب لان ... قاطعته وهي تقول :
أشعل لي سجارة من فضلك.
فتحسس الرجل بأصبعه موضع فمها، وأخذت تسحب الدخان في نهم حتى امتلأ به الكيس من الداخل فسعلت وقالت في تأفف كفى:
وانتبهت العقول لصوت حاد يردد:
قسماً بمن (*) . .
خلق السماء بلا عمد . .
قسماً بأيام الطفولة والرجولة . .
والكهولة والتنسك والصلاة . .
صلاة يوم الأربعاء . . قسماً بكل الميتين بلا كفن . .
سيرد أبناء الزناة لنا الثمن . .
أغلى ثمن . .
قسماً بقدس صوته المجروح . .
يحفر في السحابة والأبد .
.
قسماً برب الأبرياء . .
وبكل أودية الدماء. .
سنذود عن قدس الأحبة . .
عن تراب الأنبياء . .
يا أيها القمر المسافر في حدائق مقلتي . .
يا نخلة . . طرحت نبياً . .
من نبي . . من نبي . .
سنزود عن يافا . . وغزة . .
والتراب المرمري . .
حيث يرقد في الدجى . .
عطر . . رقيق . . مريمي . .
غداً سترجع كالعروس . .
يزفها صوت الحلى .

الحشد والتربص
وداخل الطائرة اللبنانية البوينج 737 تكومت أمينة المفتي على مقعدها تنتحب في أسى، بينما أنشغل الضباط الفلسطينيون عنها بدراسة خطوات عملية التبادل التي شرحها لهم ممثل الصليب الأحمر. وفي الساعة الخامسة والنصف مساء كانت الطائرة تحلق فوق مطار لارناكا القبرصي، تنتظر الإذن بالهبوط. ولارناكا مدينة عريقة الملامح بها القلعة التركية ومتحف صغير ومدافع قديمة، ويموج الشارع الرئيسي بها بوجوه السائحين من مختلف الجنسيات، ومطارها هو المطار الرئيسي للجزيرة بعد أن فقدت نيقوسيا مطارها الدولي الذي أصبح مع خط التقسيم ضمن الحدود التركية. وقبرص منذ القدم وطوال الحروب الصليبية كانت دائماً مصدر خطر دائم على أرض فلسطين ومصر وسوريا، فقد كانت محطة دائمة لكل طوائف المرتزقة والباحثين عن المجد، وحاول مماليك مصر أكثر من مرة غزو الجزيرة فلم ينجحوا، ولكن العثمانيين، فعلوها عام 1570 واقتحموا لارناكا واستولوا على الجزيرة بأكملها. وخلال الحرب العالمية الثانية تحولت قبرص الى ساحة لكل العمليات الحربية الموجهة لمصر وفلسطين، وأصبحت فيما بعد مركزاً استراتيجياً لكل أنواع الاستخبارات العالمية – الأميركية والسوفيتية والإنجليزية والمصرية والإسرائيلية – وفي حواريها الضيقة وقراها الجبلية دارت كل أنواع المؤامرات من الاغتيالات الى الانقلابات الى الصفقات المشبوهة.
لقد كان يوم 13 فبراير 1980 هو بحق يوماً عصيباً في قبرص، فالحياة بدت شبه متوقفة، وجحيم من القلق يخيم على الوجوه ويعم على أجهزة الدولة التي تحملت عبء إتمام عملية المبادلة فوق أراضيها دون الوقوع في أدنى خطأ قد يتسبب في كارثة تشوه وجه الجزيرة الآمن وتسيئ الى حكومتها أمام المحافل الدولية. لذلك . . اتخذ وزير الداخلية كل التدابير الأمنية اللازمة، وفق خطة رسمت بإحكام، بحيث تتم العملية بهدوء وبمظهر مشرف وتحت إشرافه هو شخصياً. فحاصرت المطار من الخارج عشرات من مركبات المدرعات والدبابات، الى جانب أعداد حاشدة من قوات الأمن تقف على أهبة الاستعداد، وبدا المنظر العام كأنه حشد لحرب مرتقبة، وتربص بعدو غاشم ينوي غزو الجزيرة. أما قوات العمليات الخاصة فقد امتلأت بها النوافذ وأسطح مباني المطار تحمل بنادق تلسكوبية رشاشة. وكان الوضع في الداخل اشد تعقيداً وسخونة، فقد جرى إخلاء المطار من السواتر الرملية والأكشاك، وكل ما يمكن استخدامه كساتر من النيران لأي عملية عسكرية أو فدائية محتملة، وأخرجت جميع السيارات التي تتبع خطوط الطيران العالمية، وكذلك شاحنات الماء والوقود وسلالم الصعود، كما أبعدت أيضاً الطائرات الرابضة على أرض المطار عن المكان الذي خصص لوقوف الطائرة الاسرائيلية، وانتظر أكثر من ألف وخمسمائة جندي مسلح، هم جميعاً من جنود المظلات والصاعقة والعمليات الخاصة المدربة تدريباً عالياً على الالتحام المباشر والاقتحام في حالات كوارث خطف الطائرات والسفن. واتخذ وزير الداخلية من برج المراقبة بالمطار مركز للإشراف على الموقع ككل وإصدار أوامره لقواته.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الامير الاحمر

رقـــيب أول
رقـــيب أول
الامير الاحمر



الـبلد : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 01210
العمر : 43
المهنة : تحري
المزاج : هاديء قابل للأنفجار في أي لحظه
التسجيل : 14/06/2008
عدد المساهمات : 376
معدل النشاط : 224
التقييم : 7
الدبـــابة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 596fd510
المروحية : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 5e10ef10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد   قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Icon_m10الإثنين 7 يوليو 2008 - 20:04

سأقتله . . سأقتله



وعندما حلقت الطائرة بأمينة المفتي مرتين فوق المطار أذن بها بالهبوط، وبعد دقائق قليلة كانت تقف على الممر فاتجهت إليها مسرعة عدة سيارات عسكرية ومدرعة واحدة، وأحاطب ها رجال الكوماندوز من كل جانب. عندئذ تلقى الطيار اللبناني أمراً بفتح باب الطائرة الأيسر الأمامي، فصعد السلم في الحال ممثل الصليب الأحمر ومعه ثلاثة ضباط قبارصة بلباسهم المدني. كانت أمينة ترتدي بنطلوناً من الجينز الأزرق وبلوفر أحمر من الصوف ذي رقبة عالية، وكانت ما تزال مكبلة الى الخلف ومغماة عندما اقترب منها ممثل الصليب الأحمر، فكشف عن وجهها وأخذ يقلب بصره عدة مرات بينها وبين صورة لها كانت بيده، وبعدما تأكد من شخصيتها اوماً للضباط الثلاثة فتأكدوا من إحكام قيدها، وجذبوها بلطف مغماة الى باب الطائرة، بينما تثاقلت خطواتها وارتفع صوت نحيبها المتواصل بلا انقطاع. ولما عجزت ساقاها عن حملها، انحنى أحد الضباط في مواجهتها ورفعها رفعاً الى كتفه ونزل بها الى حيث تقف المدرعة أسفل السلم مباشرة، فدفع بها الى ا]دي التي امتدت من الداخل، وانطلقت المدرعة في سرعة قصوى الى إحدى حظائر الطائرات، التي تحرسها اثنتا عشرة مدرعة ومائة وسبعون مظلياً . أما الضباط الفلسطينيون فقد سلموا للقبارصة رشاشاتهم الكلاشينكوف، وأخذوا مع طاقم الطائرة الى إحدى القاعات الداخلية بالمطار المشددة الحراسة. وكان على الجميع حبس أنفاسه لمدة ساعة وربع الساعة، في انتظار هبوط الطائرة الإسرائيلية – العال – التي كانت ما تزال رابضة على أرض مطار اللد الإسرائيلي، وجاهزة للإقلاع فوراً بالأسيرين حال التأكد من وصول أمينة المفتي الى قبرص. لقد كان للفارق الزمني بين هبوط الطائرتين دلالات أمنية محسوبة جيداً وبعمق شديد، وهذا الأمر كان قد تم الاتفاق عليه مع الطرفين، والغرض منه طمأنتهما على توافر مساحة أمان تخدم هدفيهما، خاصة . . وتلك أول عملية تبادل تتم بينهما على الإطلاق، وكان أحد طرفيها جاسوس إسرائيلي "في 14 مارس 1979 بادلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – بقيادة جورج حبش – جندي إسرائيلي اسمه إبراهام عمراي أسرته لجبهة بعد أن ضل طريقه بالقرب من صور بستة وسبعين فلسطينياً كانوا بمعتقل عتليت.

استقرت أمينة المفتي بداخل المدرعة القبرصية لا تملك إرادتها، وبدت كالتائهة وسط بحر متلاطم، تصرخ بصوت حاد مبحوح أحياناً . . وينساب نحيبها متحشرجاً أحياناً أخرى. لقد انقضت عليها مشاعر متباينة حطمت ثباتها وأعصابها التي كانت من قبل من فولاذ، وأخذ جسدها النحيل يهتز في اضطراب وانفعال، فاسترسلت في تشجنات الأسى المرير والخوف، وطلبت كثيراً من القبارصة حل عصابتها وقيودها فرفضوا، فقذفتهم بوابل من حمم السباب وقنعت في النهاية بما هي عليه وتصف لنا أمينة المفتي في مذكراتها تلك الدقائق العصيبة من حياتها فتقول:

وبينما كنت بالمدرعة القبرصية أنتظر وصول الإسرائيليين . . عصفت بي الشكوك والأفكار . . وفكرت في موشيه. ترى . . هل حقيقة ما يزال حياً . .؟ هل ينتظرني بشوق ماداً ذراعيه بلهفة حبلى بالحب . . ؟ أم أنه مات بالفعل وقبّر بين حطام طائرته التي أسقطها السوريون. . ؟ وماذا لو أنه كان حياً. . ؟ هل سأقتله؟ هل سأنهش بطنه بأظافري وأسناني لقاء خداعه لي. . يا إلهي أيمكن لموشيه الحنون أن يتآمر ضدي أنا؟ أبعدما بعت ديني ووطني وأهلي لأجله يبيعني . . ؟ كيف سيشرح لي الأمر ويضغط على مشاعري لأصفح . . ؟ لن يستطيع التخلل الي من جديد ولو ركع أمامي . . لن أمنحه فرصة واحدة يظهر لي فيها ضعفه وندمه. . وكيف أصفح وكهف السعرانة موشم على جسدي، ومحفور بخلايا عقلي وأوردتي . . ومربوط بساعدي . .كيف . . كيف بالله أصفح وأهلي يمشون منكسي الرأس خزياً . . ؟ لن أضعف بعد اليوم أبداً أمام عواطفي . . وسأقتله . . نعم . . سأقتله بالسم. . بالرصاص . . بالحرق . . بدم الحيض . . عندي ألف حل لقتله أما فيما لو أنه كان ميتاً بالفعل . . فسأزرع عمري زهوراً على قبره . . إن كان له قبر . . !!

ابتسامة الظفر

وفي الساعة 18.55 كانت الطائرة الاسرائيلية تقف على أرض مطار لارناكا، في المكان المخصص لها تماماً على بعد كيلو متر واحد من المدرعة التي تقل أمينة المفتي وبعد عشرة دقائق أذن لقائدها بفتح أبوابها. كانت لحظات عصيبة حقاً وطويلة كالدهر، إذ تتابعت الأنفاس ودقت الصدور عندما انفتح باب الطائرة، وبدلاً من أن يقفز منها فريق الكوماندوز الإسرائيلي المعروف باسم "النخبة" أو السايريت ماتاكال – أطل مندوب الصليب الأحمر الدولي ومن خلفه ظهر ضابط مخابرات إسرائيلي بلباس مدني. وعند نقطة محددة بمنتصف المسافة بين الطائرة والمدرعة ، كان ينتظر مندوب الصليب الأحمر الآخر. تصافح المندوبان وتحدثا لعدة ثوان، ثم اتجها بالضابط الإسرائيلي الى المدرعة. هذا . . في الوقت الذي أحيطت في الطائرة بأربعة مدرعات مسلحة، وبأكثر من مائة جندي من قوات العمليات الخاصة تلمس أصابعهم زناد بنادقهم الآلية في حذر ويقظة. إضافة الى مئات البنادق الرشاشة الأخرى التي صوبت باتجاه الطائرة من النوافذ وعلى الأسطح المجاورة. وعندما دخل الضابط الاسرائيلي الى المدرعة، كشف عن وجه أمينة الشاحب وأخرج من جيبه صورة لها وقال مبتسماً في إطمئنان:

لا عليك يا سيدتي . . ستعودين الى إسرائيل أكثر رونقاً . . وبهاءً.

أجهشت أمينة بالبكاء وقالت في لهفة:
هل جاء موشيه معكم . . ؟
أجاب الضابط بدهشة:
موشيه من سيدتي . . ؟
جحظت عيناها في هلع ثم قطبت جبينها وهي تقول:
ألا تعرف زوجي موشيه بيراد . . ؟
ازداد دهشة الضابط الاسرائيلي وأجابها على الفور:
أوه . . الحديث هنا غير مناسب يا عزيزتي . . وعما قليل ستعرفين إجابات كل ما بعقلك من تساؤلات.
قالت في فزع:
أرجوك . . أخبرني فقط أين موشيه . . ؟
أجاب دون تردد:

سيكون اللقاء حاراً في إسرائيل.

هكذا قذف بكلمات لا تحمل إجابة محددة وغادر الى المدرعة مسرعاً، وترك أمينة تضرب أخماساً في أسداس لا تعرف ماذا يقصد بالضبط. أما الضابط فقد أدرك من سؤالها مدى براعة الخدعة الكبرى التي رسمها لها الفلسطينيون، وما سوف يؤدي اليه من تمزقات بعقل المسكينة البائسة. وبعدما خطا عدة خطوات بعيداً عن المدرعة . . رفع يده ملوحاً في إشارة لزملائه بالطائرة. . الذين كانوا يتابعونه بنظارات الميدان في قلق. وعند منتصف المسافة تماماً بين الطائرة والمدرعة وقف برفقة مندوب الصليب الأحمر . . بينما اتجه المندوب الآخر الى عربة عسكرية تقل ضابطاً فلسطينياً . . انطلقت بهما على عجل الى الطائرة وقبلما يترجلان أمام السلم المشدد الحراسة، كان الأسيران يقفان بالباب أعلى السلم حليقا الرأس . . يرتدي كل منهما بنطلوناً بنياً وجاكتاً بنياً أيضاً مبطناً بالفرو. . وعلى وجهيهما تبدو ابتسامة عريضة مؤججة بالفرح والظفر. فلما تعرف عليهما الضابط الفلسطيني . . لوح بيده الى مندوب الصليب الأحمر الواقف بمنتصف الطريق ينتظر إشارته. وعند ذلك . . استقل الضابط الفلسطيني العربة العسكرية الى داخل المطار . . لتبدأ عملية المبادلة بعد دقيقتين ونصف.
غييمة الأمل


وفي ذات الوقت الذي أنزل فيه الأسيران بمصاحبة المندوب الدولي، أنزلت أمينة المفتي مع زميله الآخر أيضاً، وجميعهم مشوا بهدوء يزفر بالقلق الى المنتصف، حيث يقف الضابط الاسرائيلي بمفرده. وعندما اجتمع الستة عند نقطة التقاء واحدة، اتجهت أمينة المفتي مع الضابط الاسرائيلي الى الطائرة واتجه الاسيران الى صالة المطار يلوحان بعلامة النصر في زهو، ثم وقفا فجأة ونزعا كل ملابسهما الاسرائيلية، وبقيا لدقائق بالشورت الأبيض يهتفان في حماس ونشوة قبلما يدلفا المبنى. أما أمينة المفتي . . أو آني موشيه – فكانت تمشي وقد فكت عصابتها وقيودها كمن يمشي الى غرفة الإعدام – ووصف لنا المشهد المثير ضابط قبرصي . . وهو الميجور فنداكوس كوستريدس فقال: "كانت تلك اللحظات أكثر من عصيبة، فما كنت أشاهده عن قرب أمر مثير لم أره من قبل . . ولم تر قبرص شبيهاً به على مدار تاريخها. لقد كانت المرأة التعسة – آني موشيه – ترتجف في ذعر وهي بطريقها الى الطائرة الاسرائيلية، وكانت تجر ساقيها المرتعشتين المتكاسلتين في وهن وهي تتلفت خائرة الى ما حولها . . وتسحب أنفاس سيجارتها بعصبية واضطراب وكأنها تقاد الى الموت". وفي مذكراتها كتبت أمينة المفتي تقول: "لم أكن أسكر من قبل لدرجة فقدان الاتزان عندما كنت أشرب الويسكي بشراهة . . ولم يحدث يوماً أن سقطت مترنحة بفعل الخمر . . لكن يومها . . أحسست بأننين كمن شرب برميلاً كاملاً من الخمر الاسكتلندي المعتق . . فلا عقل لدي وقتذاك يعي ما يدور حولي . . وما كنت لأستطيع بأية حالة أن أمشي بضع خطوات وحدي دون أن يتأبط المرافق الاسرائيلي ذراعي. فثمة عجز شديد يمنعني عن جر ساقيّ . . وكالمحمومة كان جسدي كله ينتفض . . ويرتعد . . يا لها من لحظات مريرة خلتها تمر كالدهر مبلدة بالخوف والألم. كل ما أذكره لحظتئذ أنني فكرت بأمي الحزينة ووالدي المصدوم . . واستحضرت صورتيهما بخيالي ويا ليتني ما فعلت . . فما رأيته كان أبشع من كل تصور . . ويفوق كل وصف وتخيل. ولما صرخت بصوت مسموع احتضنني المرافق وهو يقول: تمالكي سيدتي . . بضع خطوات ونصل الى الطائرة. فانحبس صراخي هلعاً وأنا أتذكر اللقاء المجهول الذي ينتظرني . . وتساءلت في نفسي: ترى أهو لقاء موشيه أم لقاء بوجوه جامدة خالية من المشاعر. . ؟ وقبلما نصل الى السلم انسكب بعمري ندم قاس أخذ يكبر بداخلي ويستفحل . . ندم يندفع كالطوفان يحرق أعصابي وشراييني . . وتجمعت بعقلي في لحظة كل صور الطيش التي جرفتني في النهاية الى هنا . . الى مصير مظلم ونهاية مفجهة كئيبة لفتاة عربية مسلمة . . فقدت العقل والطريق والوطن والدين والأهل . . والحنان والأمن. فالتفت ورائي لعلني ألمح وجه فدائي عربي جاء لينقذني . . ويختطفني الى أي مكان آخر غير إسرائيل. . لكن الجنود القبارصة كانوا كالجراد يححبون الرؤية ويزرعون المكان، نسيت وقتها حقدي ورغبتي في الانتقام من موشيه الخائن. . ,كيف لامرأة محطمة مثلي أن تنتقم . . ؟ نسيت حتى إيماني بكراهية الفلسطينيين والعرب. . وتضرعت الى الله أن أعود ثانية الى وطني . . الأردن . . أو أظل كما كنت مكبلة مقهورة بكهف السعرانة الرائع الجميل . . وأفقت عندما مست يدي سلم الطائرة . . فتسمرت ساقاي عن الحركة . . وصرخت بكل ما أمسك من قوة: أنقذني يا الله . . أغثني يا عرفات . . إدع لي يا أمي . . لكن صوت محركات الطائرة طغى على صوتي وصراخي . . وعندها سحبتني عدة أذرع الى الداخل . . وتملكني شعور مقيت بأنني أسحب الى قبري . . فاستسلمت غصباً عني ورحت في نوبة بكاء هستيرية تصلب لها فكي . . ولم أتوقف عن البكاء حتى وأنا أغادر الطائرة في إسرائيل.

أي عذاب هذا الذي كابدته تلك المرأة لحظة تفجر بداخلها الندم . . ؟ وأي إفاقة عبرت بضميرها الغافل بحر الظلام . . ؟ وأي تحول أشعل بصيرتها هكذا فجأة. . ؟ إن عشرات الصفحات من مذكراتها التي تبكي سطورها ندماً أعجزتني ولجمت قلمي عن وصف انفعالاتها وتفاعلاتها التي جاءت في دفقة شعورية صادقة. . تفيض بسحابات الأسى وبكائيات الشعور والندم . . وترسم صوراً ما أروعها عن الوحشة والتامة والضياع والحنين . . وانفلات أدنى غييمة أمل قد تلوح من بعيد.

المصير المظلم

في جنح الظلام . . وعند الساعة 20.15 بعد ثلاثة وأربعين دقيقة استغرقتها عملية المبادلة . . غادرت الطائرة الاسرائيلية مطار لارناكا الى تل أبيب تحمل على متنها أقذر جاسوسة عربية استقطبتها الموساد، ومع طلوع الشمس أقلعت طائرة خطوط الشرق الأوسط الى بيروت، حيث كان ياسر عرفات في شرف استقبال البطلين العائدين، وبرفقته نخبة من القيادات وكبار الضباط، تملؤهم أهازيج الفرح ونشوة الانتصار. وعلى العكس من ذلك . . كانت الوجوه بمطار اللد تحت الكشافات المبهرة . . أكثر قلقاً وتوتراً . . ودراماتيكية. وأصدر – على غير العادة – قائد سلاح الجو الاسرائيلي أوامره بخروج سرب من الميراج 3 الى عرض البحر لمرافقة الطائرة القادمة الى قبرص، حال دخولها المجال الجوي. هكذا فعلت إسرائيل أيضاً قبل سنوات مع الجاسوسة المصرية هبة عبد الرحمن سليم عامر، لإضفاء الصبغة الاحتفالية الرسمية على مراسم استقبالها كصديقة، ولإسباغ هالة من الفخر تشعر الزائرة بمدى أهميتها. لكن الأمر وإن بدا لأمينة المفتي مجرد احتفاء بها لا أكثر، كان في الحقيقة احتراز وتخوف من طائرات الميج 23 السورية: التي قد تقدم على خطفها فوق البحر المتوسط في غارة جوية فجائية غير متوقعة . . وما كان ذلك في حقيقته إلا الحرص الزائد لدى الإسرائيليين، نتيجة عامل الشك المتعاظم في نوايا السوريين.

قبلها . . قالت هبة سليم في مذكراتها: "أحسست يومها بأنني ملكة متوجة . . فعندما اقتربت الطائرة من المجال الجوي الاسرائيلي . . لاحظت أن طائرتين حربيتين رافقتا طائرتي كحرس شرف وتحية لي . . وهذه مراسم تكريمية لا تقدم أبداً إلا لرؤساء وملوك الدول . . حيث تقوم الطائرات المقاتلة بمرافقة طائرة الضيف حتى مطار الوصول . . وفوجئت باستقبال ضخم في المطار يضم إيسير هاريل رئيس الموساد ونخبة من كبار الضباط بينهم مايك هاراري الأسطورة . . فتملكني شعور بالزهو لا أستطيع وصفه. . ووجدت بمدخل مكتب جولدا مائير صفاً من عشرة جنرالات – أدوا لي التحية العسكرية . . وقدمتني اليهم رئيسة الوزراء قائلة: "إن هذه الآنسة قدمت لإسرائيل خدمات أكثر مما قدمتم لها جميعاً مجتمعين".وبعدها . . قالت أمينة المفتي في مذكراتها: "ومن خلال زجاج نافذتي لمحت الطائرات الحربية تحوم حولنا . . وللوهلة الأولى خلتها طائرات عربية جاءت لتعيدني من جديد الى لبنان . . فابتهجت . . وكدت أصرخ فرحاً . . لكنني صدمت بعنف عندما رأيت شبح نجمة داود السداسية على مقربة مني. فانطفأ الأمل الأخير بداخلي . . وانطفأت معه كل شعاعات النور في حياتي . . ولم يغزوني ذلك الشعور الجميل بالزهو . . إنه الشعور الرائع الذي سيطر ذات يوم علي مجامع هبة سليم . . عندما كانت تعيش أروع لحظات حياتها في وهم البطولة . . والثقة . . وهي تنظر في خيلاء الى الطائرات التي تنطلق في استقبالها . . لقد تفجرت لديها وقتئذ ينابيع الغرور . . وما أفاقت من حلمها إلا لحظة الإعدام . . لحظة النهاية التي أراحتها الى الأبد من العذاب والقهر والندم . .فماذا عن نهايتي أنا . . ؟ وأي مصير مظلم يتربص بي. . ؟ أعتقد بأن حظها كان أطيب مني . . ذلك لأنني حكمت على نفسي أن أموت موتاً بطيئاً . . داخل مجتمع غريب لن أذوب يوماً في نسيجه . . !!"؟

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الامير الاحمر

رقـــيب أول
رقـــيب أول
الامير الاحمر



الـبلد : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 01210
العمر : 43
المهنة : تحري
المزاج : هاديء قابل للأنفجار في أي لحظه
التسجيل : 14/06/2008
عدد المساهمات : 376
معدل النشاط : 224
التقييم : 7
الدبـــابة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 596fd510
المروحية : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 5e10ef10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد   قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Icon_m10الإثنين 7 يوليو 2008 - 20:05

الغصن الظامئ


335 كيلومتراً تقريباً قطعتها الطائرة الاسرائيلية من قبرص الى تل أبيب في نصف الساعة . . كانت أمينة المفتي أثناءها تدور في دوامة شرسة من الأفكار والمخاوف، ويتواصل بأعماقها شجن مسعور يطفو الى حلقومها كالحصرم يفيض أسفاً وندماً. وما أن حطت بها الطائرة في مطار اللد حتى رأته أمامها مبتسماً . . إنه إيربيل أشيتوف الضابط المنوط بها طوال وجودها في لبنان . . لقد صعد الى الطائرة قبلما تتحرك أمينة في مقعدها . . احتضنها في ود بالغ وهو يربت على كتفها قائلاً:
آني . . أيتها العزيزة العبقرية . . مرحباً بك في وطنك إسرائيل.
أجابته وهي ما تزال تنتحب في صوت متقطع.
كانوا سيقتلونني . .
قاطعها أشيتوف مستنكراً:
مستحيل . . لم يكن بمقدورهم فعل ذلك على الإطلاق .. ألم أؤكد لك من قبل أننا لن نتخلى عنك أبداً وسنحميك تحت أحلك الظروف . . ؟
قالت في نبرة تفيض بالعتاب:
سنوات طويلة وأنتم لا تفعلون شيئاً.
غمر صوته فيض من حنان زائف وأجابها:
كيف . . ؟ لقد كنا نتباحث معهم . . وتدخل العديد من أصدقائنا لإخراجك . . ولو أننا كنا نعلم بمكانك لاختطفك رجالنا بسهولة . . لكن فشلنا في العثور عليك . . وها أنت الآن بيننا.
اشتد نحيبها المرير وأردف أشيتوف:
نحن نثق تماماً في مدى إخلاصك . .ونقدر بكل عمق خدماتك العظيمة . . وسوف تعيشين هنا في أمان واطمئنان . . ففاجأته قائلة:
أين موشيه . . ؟
بهت ضابط الموساد وغمغم في دهشة:
سيدتي . . أنا لا أفهم . . ماذا تقصدين بالضبط . . ؟
بصوت مبحوح يموج بالأسى كررت سؤالها وعيناها معلقتان على شفتيه:
أين زوجي موشيه براد . . ؟
وبدهشة أكبر أجابها:
موشيه . . ؟ زوجك . . ؟ أيتها المسكينة . . ماذا فعل بك هؤلاء الأوغاد في لبنان . . ؟
ولما قرأت عيناها إجابته صرخت بعنف وحدة غير مصدقة:
لا تكذب يا أشيتوف . . هم أكدوا لي بأنه أسر في سوريا . . ورأيت صوره بنفسي في الصحف . . فلماذا تكذب . . ؟ هه . . ؟ أما زلتم تتآمرون علي كما تآمرتم من قبل . . ؟ إن موشيه هنا . . حي . . لم يمت . . جئني به ليشاهد آثار غدره ونذالته على جسدي ووجهي . . دعني أراه أيها الوغد القذر . . يا أقذر من الجيف لا تخدعني أكثر من ذلك.
وبينما يمسح أشيتوف بصقتها التي افترشت وجهه .. انقضت عليه بأظافرها وأسنانها في شراسة . .وتدافعت في غليان يفور بالغضب تبطش بالجميع . . لا يكاد صراخها المجنون يخفت حتى ينطلق حاداً من جديد . . وما أشبهها في تلك اللحظة بحيوان مصاب هائج أحكم الصيادون حصاره . . وبرغم إصابته وعجزه فهو يقاوم . . مقاومة المذبوح الذي فيه بقية من روح.
أخذت أمينة محطمة صاغرة الى عيادة خاصة داخل مبنى الموساد بشارع كيريا . . حيث أخضعت لرعاية طبية مكثفة بدنياً ونفسياً . . الى أن أفاقت تماماً الى واقعها المرير . . والى حقيقة كون زوجها موشيه ما يزال مفقوداً ولم يعثر له على أثر . . وأن الفلسطينيين استطاعوا بذكاء شديد خداعها في لعبة مخابراتية بارعة . . لكنها في النهاية أدركت حجم مأساتها وخسارتها . . ومدى الجرم الذي ارتكبته في حق نفسها . . وفي الاستجواب المطول الذي تعرضت له في إسرائيل . . لم تستطع أن تنكر إحساساتها بالندم . .وأعلنت أمام مستجوبينها بأنها كانت غبية حمقاء عندما أحبت موشيه وتزوجته . . وحقيرة جداً وهي تتجسس على الفلسطينيين وتقتلهم بيدها . . لكن ما جدوى ذلك بعدما حدث ما حدث . .؟ وبعدما أيقنت أن لا مكان لها فوق سطح الأرض سوى في إسرائيل . . ؟ إنها ضريبة الخيانة التي لا بد لكل خائن جبان أن يتذوقها . . فلتذق في مأمنها لسع الحسرة ينهش كبدها ليل نهار . . ولتحرقها في ضراوة براكين الندم الى أن يذبل عودها . . وتتقشب كالغصن الظامئ بفلاة قاسية . . ملحية . . جرداء . . !!
بحر بلا مرفأ
انتهت مسؤولية الموساد تجاه أمينة بوصولها الى إسرائيل واستجوابها . .ومنحها ستين ألف شيكل مكافأة (!!).
وتولت من بعدها سلطات الأمن الداخلي "الشين بيت" حمايتها وتوفير سبل العيش لها. وكانت الخطوة الأولى هي تغيير محل إقامتها في ريشون لتسيون الى مستوطنة كريات يام شمالي حيفا . . حيث منحت مسكناً مستقلاً بشارع هابحيفيم هرتسليا . . تستطيع من شرفته مشاهدة البحر . . وتمييز جنسيات السفن في حركة دخولها الى ميناه حيفا أو مغادرته . . هكذا قبعت أمينة المفتي – 41 عاماً – تجتر الذكريات وتكتب قصة حياتها وخيانتها بتفصيل دقيق . . متجاهلة رونا إيزاك ضابطة الأمن المرافقة لها. وما أن مرت أشهر قليلة . . حتى تجرأت واتصلت تليفونياً بشقيقتها الوحيدة المقيمة بروما مع زوجها . . وباختصار شديد ننقل بعض ما كتبته عن ذلك الاتصال إذ تقول:
كنت أسعى لأتنسم روائح أهلي ووطني . . وكان المذياع هو سلواي الوحيدة . . وتليفون أختي فاطمة في روما الذي سقطت مني بعض أرقامه. وبعد مئات المحاولات الخاطئة سمعت صوتها. فرقص فؤادي طرباً . . وانتعشت حياتي برواء لذيذ ما أبهاه وأجمله . . وهتفت فيها: يا أختاه . .إنه أنا. . أختك أمينة . . فصمتت طويلاً ثم قالت بصوت مختنق: أنا لا أعرف أن لي أختاً . . كانت لي يوماً ما أختاً ماتت . . وعالياً . . عالياً جداً صرخت: ماتت واختفت من ذاكرتي. احتبس لردها صوتي وشل لساني . . وعاودت مهاتفتها مرات ومرات وكنت أتضرع اليها لتسمعني بلا فائدة . . حتى استبدلت رقم هاتفها بآخر وفقدت بذلك سماع صوتها . . وخيم الأسى على عمري وانزرع بخفاتي . .".
عاشت أمينة بعد تلك الحادثة حياة مضطربة . . حاولت قدر استطاعتها أن تستكين وتهدأ لكنها كانت أضعف من أن تقاوم أو تصمد . . أو مجرد أن تشعر بطمأنينة من يمتلك مليون دولار مثلها . . إذ انسحقت سحقاً وسط معاناتها . . وخرت صريعة الحسرة والكمد بمستشفى كريات يام لشعور طويلة. وعلى فراش المرض عادت من جديد تقلب في ذاكرتها . . وتبعت ما مات من أحداث مرة أخرى بأسلوب صريح واضح . . الى أن فوجئت ذات مساء بالسيد "براد" وزوجته جاءا من فيينا لزيارتها. كان اللقاء حميماً مشحوناً باللهفة . . والشجن . . والدموع.
هما يبكيان فقد موشيه وسارة . . وهي تبكي حظها العاثر وانجرافها بسبب الحب الى بحر يتعاظم بالكآبة والضياع . . طلباً منها أن ترافقهما الى النمسا فتهللت فرحاً . . لكن السلطات الأمنية رفضت خروجها من إسرائيل حفاظاً على حياتها. ومع بداية غزو لبنان في يونيو 1982 – في محاولة شبه جادة لدحر الوحدة والملل، افتتحت أمينة عيادة خاصة بها في المستوطنة التي يقطنها 22 ألف يهودي حتى إذا ما مرب بها ستة أشهر تقريباً انفجرت حياتها ألماً وأنيناً عندما استمعت الى إذاعة لبنانية . . أذاعت مقتطفات عن سيرة حياتها . . وكيف مات أبوها بسببها وفقدت أمها النطق.
ومنذ تلك اللحظة قررت أن ترى أمها . . وتحت أخطر الظروف وأصعبها . . تقول في مذكراتها: "ندمت . . وصرخت في وجه الضباط الموساد بذلك . . فأبوا أن ينصتوا لي . . اعتقدوا بأنني أهذي لفرط توتري . . لكنني أكدتها مرات ومرات . . ونقطت بالشهادتين أمامهم فما صدقوني . . ولما علمت بموت والدي حزناً . . لم تعد لدي أدنى رغبة في أن أعيش بعد ذلك . . فذهبت لمبنى الموساد وقابلت الرئيس الجديد ناحوم أدوني . . وطلبت منه أن يحقق رغبتي في العودة الى عمان . . على أن يتدخل الملك حسين شخصياً ليشفع لي عند أهلي . . وتركت للملك رسالة قلت فيها إنني كنت وراء كشف محاولة اغتياله في الرباط.
ووعدني الرئيس بأنه سيابشر اتصالاتهبأصدقائهفي الأردن على الفور.
ظلت أمينة تنتظر الرد . . وطال الانتظار القاتل يفتك بمجامعها حتى غلبها اليأس . . واستنزفها الضجر. . وبعد ثلاثة أشهر أو يزيد . . زارها ضابط الموساد حمل اليها نبأ رفض أهلها عودتها اليهم . . فلما كذبته أخرج لها شريط كاسيت أرتجف بدنها وهي تتسلمه. وما سجل على الشريط كان يفوق احتمالها . . فأسرتها بالكامل – والدتها وأشقاؤها وأعمامها وأخوالها – تمنوا لها الموت على ألا تطأ الأرض الأردنية بقدميها . . هكذا ألقيت أمينة ببحر حالك بلا مرفأ . . فتاهت بين مده وجزره تتخبط ما بين السطح والقاع.
النهاية
وفي مطلع عام 1984 نشرت مجلة "بمحانية" العسكرية الاسرائيلية خبراً صغيراً يقول إن وزير الدفاع أصدر قراراً بصرف معاش دائم للمقدم آني موشيه بيراد التي تصدرت لوحة الشرف بمدخل بمنى الموساد، وهي لوحة تضم أسماء أمهر العملاء "ويطلق عليهم الأصدقاء" الذين أخلصوا لإسرائيل. . وقدموا إليها معلومات عن أعدائها ساعدت على إحراز انتصارات عظيمة . . أما عن نهاية أمينة المفتي - فقد قيلت روايات عديدة في ذلك:
إحدى الروايات تؤكد بأنها حصلت على وثيقة سفر أميركية باسم جديد . . وتعيش الآن بولاية تكساس حيث تمتلك مزرعة واسعة. وتزوجت من بحار إسباني ولم تنجب.
رواية ثانية تزعم بأنها أجرت تعديلات بوجهها بمعرفة الموساد . . وتعيش بجنوب أفريقيا منذ عام 1985 تحت اسم مزيف . . وتعمل في الاستيراد والتصدير، وأنجبت ولداً من ضابط روماني أسمته موشيه.
ورواية ثالثة تقول إنها انتحرت بحقنة هواء داخل حجرتها بقسم الأمراض العصبية بمستشفى تل هاشومير، وهو مستشفى يعد من أكبر مستشفيات إسرائيل، ويقع بحي راق في منطقة يطلق عليها: تل لتفنسكي، ثم عدل اسمها ليصبح تل هاشومير. وباعتقادي أنا – من خلال تشريحي لشخصية أمينة المفتي - لا أظن أنها انتحرت . . فهي وإن كان قد جبلت على العدوانية مع الآخرين لن تكون عدوانية مع نفسها مطلقاً. ذلك لأنها تحب الحياة . . وتعشق اللهو . . وتبحث عن المغامرة . وامرأة بمثل مواصفاتها وبحوزتها مليون دولار لن تقدم على الموت بسهولة لأنها اختارت طريق الخيانة منذ سافرت الى النمسا لأول مرة . . فقد عرفت وقتها كيف تخون أهلها ودينها بالشذوذ والجنس مع حبيبها اليهودي الذي منحته جسدها بلا أدنى ندم . . على كل حال . . تلك مجرد روايات غير مؤكدة . . وأقربها الى عقلي أنها لا زالت تعيش داخل إسرائيل كغيرها من عشرات الجواسيس العرب الذين خانوا بلادهم وعملوا لصالح الموساد . . ولن أقيس نهايتها كنهاية الطيار المصري الذي سبق أن هرب لإسرائيل عام 1965 بطائرته، ثم بدل ملامحه وسافر للعيش في بيونس أيرس بالأرجنتين . . فهناك تباين بين الحالتين ولا وجه للمقارنة بينهما أو لظروف كل منهما . . فأمينة المفتي أجبن من أن تغامر وتغادر إسرائيل . . بل أجبن من أن تتجول في تل أبيب أو القدس نهاراً وعلى الملأ. . ويكفي أنها اختارت لإقامتها مستوطنة يهودية محصنة خوفاً من أن تطولها يد عربية في يوم من الأيام . وسواء غادرت الخائنة إسرائيل أم لا زالت بها . فهي الآن عجوز تعدت الواحد والستين عاماً . . تاريخها في الخيانة على صفحات التاريخ لن ينسى أبداً . . وقصتها مع التجسس ستظل عبرة على مر الزمان . . ذلك لأنها أشهر جاسوسة عربية للموساد حتى اليوم . . !!

و الان و بعد هذه النهايه التراجيديه ما رأيكم أعزائي الاعضاء بقصة أمينه المفتي كبدايه و نهايه أنا رأي الشخصي أن الاسرائيليين وقع بين يديهم كنز و الخطاء الذي حصل و الذ كشف من ورائه شخصية امين أمام الامير الاحمر هو سؤالها عن أولاد و هنا ارى ان الخطاء كان من خلال تمرير مثل هذه المعلومة التي دمرت العميله و عملية سؤالها و طيقة اجابتها للأمير الاحمر عند سؤاله لها كيف تعرف عن أولاده .
خطاء صغير دمر أثمن عميله للموساد في ذلك الوقت . و لو أن جهاز المخابرات لافلسطيني ( رصد ) جهاز يعمل بشكل صحيح لما سمح لاي شخص بالدخو لو التغلغل في المنظمة إلى هذا لاحد و لكن ملذات الحياة و الشرب و النساء كانت عقبه كبيره أمام الجهاز و افراده و خصوصا أمام رئيسه على أي حال كل ما اريد قوله هو أن نتعلم من أخطاء غيرنا و عندها لن نقع بالخطاء و لو وقعنا بنفس الخطاء فلا أتوقع أن نكون عملاء يعتمد علينا بلدنا في حال أحتاجنا و أحذراوووووووووووو النساء و الخمر فهما أكثر أداتين يعتمد عليهما الموساد في إيقاع اعملاء و المخبرين في قبضته و كم من عميل وقع نتيجة ضعفة أما ملذات الحياه

الأمير الأحمر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Mr Nad

مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
Mr Nad



الـبلد : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 61010
التسجيل : 17/08/2007
عدد المساهمات : 3241
معدل النشاط : 1186
التقييم : 148
الدبـــابة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Nb9tg10
الطـــائرة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 51260b10
المروحية : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 5e10ef10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 View_p10


قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد   قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Icon_m10الثلاثاء 8 يوليو 2008 - 21:40

تم دمج الحلقات في موضوع موحد

شكرا على المجهود الكبير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الامير الاحمر

رقـــيب أول
رقـــيب أول
الامير الاحمر



الـبلد : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 01210
العمر : 43
المهنة : تحري
المزاج : هاديء قابل للأنفجار في أي لحظه
التسجيل : 14/06/2008
عدد المساهمات : 376
معدل النشاط : 224
التقييم : 7
الدبـــابة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 B3337910
الطـــائرة : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 596fd510
المروحية : قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 5e10ef10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty10

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Empty

مُساهمةموضوع: رد: قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد   قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد - صفحة 2 Icon_m10الثلاثاء 8 يوليو 2008 - 22:59

nad_am كتب:
تم دمج الحلقات في موضوع موحد

شكرا على المجهود الكبير

لا شكر على واجب و ارجوا ان يلقى هذا المجهود النتيجه المرضيه للاعضاء
64
الامير الاحمر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

قصة أمينة المفتي .. أشهر جاسوسة عربية للموساد

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية

 مواضيع مماثلة

-
» أمينة المفتى "أشهر وأقذر جاسوسه عربية للموساد "
» قصة تجنيد و نهاية الجاسوسة العربيه رقم -1- للموساد ( أمينة المفتي )
»  أشهر جاسوسة عربية خدمت الموساد - الحلقة الأخيرة -
» إيما ــــــــــــــــــــــــ اشهر جاسوسة نسائية في التاري
» ''هبة سليم''.. كرمتها ''جولدا مائير'' وأعدمها ''السادات''

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقســـام العسكريـــة :: المخابرات والجاسوسية - Intelligence-
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة الموقع ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر

Powered by Arab Army. Copyright © 2019