ابتداء من اليوم الخميس الأول من آذار (مارس)، دخلت اتفاقية تحرير
المبادلات بين المغرب والاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ، لتصير السيارات
الجديدة والمنتجات الصناعية الجاهزة معفاة من ضريبة الجمارك.وينتهي بذلك مسلسل التخفيض ضمن اتفاقية
التبادل الحر إلى نسبة صفر في المائة، ما يُقرب المغرب أكثر من جيرانه
الشماليين، ويجعل حجم المبادلات التجارية بين البلد والمجموعة الاقتصادية
الأكبر عالميا أكثر أهمية، وذلك في سياق الحدثين البارزين - الربيع العربي
جنوبا، والأزمة المالية شمالا.
ويعلق النقابي في المقاولات، والناشط
السياسي، عبد الله باعقيل، عن دخلت اتفاقية تحرير المبادلات بين المغرب
والاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ بقوله: "المستفيد الأول من هذا الاتفاق ليس
المغرب، بل الاتحاد الأوروبي، لأن الاتفاق يوفر للأخير فرص تسويق واسعة
بالبلد، بخلاف أن المستهلك البسيط لن يستفيد إلا بقدر ما تريد الشركات
المُسوقة، والتي هي فروع عن تلك التي في أوروبا.. الشكل الوحيد لإفادة
المغرب هو أنه سيعين شركات الاستثمار في المغرب على أن تستورد المعدات
الكبرى بدون عوائق، مما قد يشجع نسبيا على الاستثمار.. وأعتقد أنه لا
يمكننا أن نفيد الصناعة المغربية إلا في حالة دعم بعض الصناعات والزراعة من
الدولة المغربية حتى تستطيع منافسة تلك التي تُنتج في الاتحاد الأوروبي،
في أفق أن نحاول جعل المنافسة متكافئة".
وعن لماذا تم اختيار الاتحاد الأوروبي،
يجيب: "المقصود الحقيقي من كلمة الاتحاد الأوروبي في حالة المغرب ليس
الاتحاد إجمالا، بل بالضبط إسبانيا وفرنسا اللتان ما زال المغرب في حالة
تبعية لهما.. وصناع القرار بالبلد يغامرون بالمستقبل، ويضعون البيض كله في
سلة واحدة كما يُقال، وبدل أن يتوجهوا نحو بلدان تتقدم إلى الأمام، كبعض
دول أمريكا اللاتينية (البرازيل، مثلا) أو حتى دول آسيا (التي مازالت
الضريبة قائمة على سياراتها وصناعاتها بعشرين في المائة) ما زالوا متمسكين
بالاتحاد الأوروبي الذي يعرف الجميع أنه في أزمة مالية، مما يؤشر على أنه
لا يوجد بحث حقيقي عن مصلحة البلد ".
وتشير الإحصائيات إلى أن المبادلات بين
المغرب والاتحاد الأوروبي وصلت 167 مليار درهم مغربي استيرادا، في مقابل 93
مليار درهم تصديرا. التفاوت الذي يجعل ضروريا على المغرب العمل على تصحيح
الخلل الذي باعثه الأساسي حسب المراقبين خلل النظام القضائي بالبلد، وعدم
التقدم في مباحثات الاتحاد المغاربي، الذي يُفترض أن يوفر للمنطقة إمكانات
واعدة.
http://ar.rian.ru/aworld/20120301/373980245.html