تستكمل الهيئة الليبية العليا للبحث عن المفقودين خلال
المواجهات المسلحة في ثورة السابع عشر من فبراير التي أطاحت بحكم الزعيم
الليبي السابق معمر القذافي امس الاحد/4 مارس الحالي/استخراج جثث "163
شهيدا من ثوار المنطقة الشرقية" الذين تم دفنهم بمقبرة جماعية بمنطقة بن
جواد الواقعة (350 كم) غرب مدينة بنغازي.
وقال رئيس الهيئة
الدكتور عمر عبدالخالق العبيدي وهو مختص في الطب الشرعي لوكالة أنباء
((شينخوا)) إن "الجثث ترجع لعدد من ثوار المنطقة الشرقية فقدوا ما بين شهري
فبراير ومارس عام 2011 عند مناطق البريقة ورأس لانوف وبن جواد حتى مشارف
مدينة سرت وتحديدا في الوادي الأحمر".
وأوضح العبيدي أن هذه الجثث
ترجع للثوار الذين كانوا قد خرجوا بأسلحة خفيفة أو مجردين منها للمشاركة في
التصدي لقوات القذافي المهاجمة، لافتا إلى أن بعضهم تعرض للموت من خلال
عمليات إعدام جماعية، والبعض الآخر قتل في الجبهات خلال المواجهة بين
الثوار وقوات القذافي بمختلف أنواع الأسلحة.
وأشار إلى أن هذه الجثث
نقلتها قوات القذافي إلى مدينة سرت في شهر أبريل من العام الماضي، ثم جرى
حفظها في برادات أسماك ومن ثم قرر النظام السابق دفن الجثث بعد توثيقها
بالصور والإجراءات القانونية بحضور النائب العام السابق الذي أمر بتسليم
ودفن الجثث.
وأكد العبيدي أن وكيل النيابة المختص بسرت في ذلك الوقت
عبدالحميد العمامي قال له إنه تم الاتفاق على دفن الجثث في أرض المعركة
نظرا لتعذر نقلهم إلى ذويهم في القطاع الشرقي من البلاد، مشيرا "إلى أن
المقبرة المكتشفة بها أرقام القبور التي تتطابق مع الصورة الفوتوغرافية
لصاحب الجثة، ما سهل التعرف على قرابة ال 80 شهيدا منهم حتى الآن".
من
جهته، أكد عضو اللجنة الإعلامية للهيئة ماهر بوراس الورفلي أن عثور فرق
استخراج الجثث على أدلة دامغة تشير إلى هويات أصحابها مثل العلامات الجسدية
الواضحة والبلاتين في أطراف عديدة من الجسم وبعض بطاقات الهوية وجوازات
السفر.
وقال الورفلي ل((شينخوا)) إن العملية تجري بالتعاون مع الأمم
المتحدة في هذا المجال، لافتا إلى أن وزارة الشهداء والجرحى المفقودين
بالحكومة الانتقالية الليبية ساهمت هي الأخرى بتقديم الدعم لإنجاز المهمة
من خلال توفير كافة وسائل التوثيق والحفر والسيارات وأكياس الموتى ومولدات
الكهرباء.
واعتبر الورفلي وهو شقيق "للشهيد مجدي" الذي كان مفقودا
وعثر على جثته بهذه المقبرة "أن اكتشاف 163 جثة من أصل 400 مفقود من مناطق
شرق ليبيا يعد إنجازا عظيما"، مشيرا إلى أن مراسم تسليم جثث الشهداء إلى
ذويهم لدفنها بمقبرة الشهداء ببنغازي وبمقابر المدن الشرقية سيتم اليوم
الاثنين، إلا أنه أكد أن العملية ستخضع لإجراءات قانونية صارمة بحيث يصبح
الجثمان تحت تصرف النيابة العامة في أي وقت.
وكانت الهيئة قد شرعت
منذ أكتوبر الماضي في ملاحقة بيانات المقبرة والمعلومات حولها وإجراء
تحاليل الحامض النووي على أقارب المفقودين، إلى أن تمكنت للوصول إلى أحد
أطباء العاصمة الليبية طرابلس والذي كانت قد استعانت به قوات القذافي في
توثيق عملية الدفن وأخذ العينات والصور اللازمة للجثث.
وتسعى
الهيئة حاليا في الحصول على كافة وثائق المقبرة وشهادات الوفاة الصادرة عن
مستشفى مدينة سرت، وتخضع عملية استخراج الجثث إلى إشراف النائب العام
الليبي المستشار عبدالعزيز الحصادي كما تخضع لمتابعة مفتي الديار الليبية
الشيخ الصادق الغرياني.
http://arabic.peopledaily.com.cn/31662/7747760.html