ولادة الوحدة المختصة للحرس الوطني
الوحدة المختصة للحرس الوطني وقع بعثها سنة 1980 من طرف القيادة التونسية في عهد الزعيم الحبيب بورقيبة تحت إشراف خبراء أمريكيين في نطاق التعاون التونسي الأمريكي وخصوصا البرنامج العالمي الأمريكي لمقاومة الإرهاب في العالم.
واثر اجتماع الطرف الأمريكي والتونسي الذي يضم قادة الأجهزة الأمنية من الأمن الوطني والحرس الوطني وبعد عدة نقاشات ومسائل قرر الفريق الأمريكي إسناد الإدارة العامة للحرس الوطني لهذه الوحدة التي دخلت سنة 1981 في تدريبات متقدمة وصعبة تحتاج إلى لياقة بدنية عالية وحضور ذهني متفوق للقيام بمهام خاصة وتعتبر صعبة وعالية الخطورة.
وبعد تصفيات عامة بين المتطوعين دامت أكثر من سنة من جملة 300 متطوع من الحرس الوطني المتطوعين حسم الأمر ببقاء 150 عون فقط ، وبعد حصول المترشحين على شهادة القوات الخاصة درجة ثالثة التي لم يتبقي منها إلا 80 عون مختص ، وبعد اجتياز مرحلة التكوين الأساسي التي دامت سنة تقريبا دخلت في مرحلة متقدمة من التكوين والتخصص في عدة اختصاصات ميدانية قتالية عسكرية شديدة القسوة في الأسلحة ، والمتفجرات ، تفكيك القنابل والقفز بالمضلات ، القنص ، البقاء والاختراق والتسلل ، الغوص القتالي والتسلل تحت الماء والاستخبارات ، والمرافقة وحماية الشخصيات ، التسلق والنزول بالحبال والإسعافات القتالية والعديد من الاختصاصات الاخري المتعلقة بمقاومة الإرهاب بجميع أشكاله.
وظهرت هذه الوحدة لأول مرة على الصحافة التونسية تحت اسم طلائع الحرس الوطني نهاية سنة 1983 التي قامت بعرض عسكري قرب مهبط الطائرات المحاذي لمقر القيادة العامة للحرس الوطني بالعوينة تحت إشراف الزعيم الحبيب بورقيبة وقد احدث هذا العرض المذهل الكثير من الحديث في الأوساط التونسية على اثر ظهور هذه النخبة من طلائع الحرس الوطني لأول مرة في تاريخ تونس الحديث.
وهذا هو الرابط:
https://www.facebook.com/photo.php?v=216678615084553
http://force-speciale-tunisienne.blogspot.com/2012/01/blog-post_24.html
وفي نفس السنة قام الوزير الأول محمد مزالي بزيارة خاطفة إلي مقر هذه النخبة من الطلائع للحرس الوطني صحبة السيد وزير الداخلية و المدير العام آمر الحرس الوطني وعدد كبير من إطارات وزارة الداخلية والحكومة التونسية أين قامت هذه الوحدة بتقديم عدة عروض في مجال التدخل السريع والإنقاذ وعمليات تحرير الرهائن والشخصيات الرسمية و الهامة باستعمال الطائرات العمودية والقفز بالمظلات وكان المشهد ومذهل للغاية بالنسبة لجميع الزائرين من نجاعة التدخل وقوة النار الكثيفة بالذخيرة الحية والمتفجرات وحذق مختلف الفنون العسكرية للقوات الخاصة وإحباط جميع أنواع العمليات الإرهابية.
كان العرض مذهل جدا بالنسبة للحاضرين الذين كانوا يفتخرون بهذا المكسب الوطني وقد عبر اغلب الزائرين عن مفاجئتهم لامتلاك الحكومة من قوة ضاربة بهذا الحجم في مقاومة الإرهاب في ضل الدولة التونسية الحديثة بهذا التطور والنجاعة في التدخل وحذق جميع فنون القتال وأساليب إحباط العمليات الإرهابية بشكل عام والمستوي الرفيع الذي تتمتع به هذه الوحدة من كفاءة وقدرتها المتفوقة على استعمال احدث الأسلحة الأجهزة العسكرية المتطورة.
وفي سنة 1986 اثر اجتماع بين قادة وزارة الداخلية التونسية المتمثلة في وزير الداخلية وقيادة الإدارة العامة للحرس الوطني وأمر هذه الفرقة المختصة 'الطلائع' في تلك الفترة ومن جانب والقائد العسكري الأمريكي برتبة أمير لواء المشرف العام والمدير المراقب عن تطبيق المعاهدة بين الجانب التونسي والأمريكي عن حسن سير برنامج الاتفاق بين الجانبين من جانب ثاني وتقيميها من طرف الجانب الأمريكي والذي قرر بعد مرور خمسة سنوات مدة تقييمها إدراجها ضمن القوات الخاصة المعترف بها عالميا ، وفي سنة 1983 تم إرسال فريق من نخبة هذه الوحدة إلى مدينة عين دراهم بالشمال الغربي التونسي للإشراف على تكوين أول دورة طلائع درجة أولي مشتركة بين الشرطة والحرس الوطني والسجون والإصلاح واثر تخرج هذه الدورة وقع تكوين أول نوات وبعث فرقة مقاومة الإرهاب التابعة لإدارة الشرطة التي تدعي الان فرقة مجابهة وقمع الارهاب وعين مشرفا عليها محافظا يدعي بلقاسم صنطح والذي لا يخفي امام الجميع عن تفوق قدرات هذه الفرقة التابعة للحرس الوطني ... الطلائع ...... تكتيكيا وعمليا وتجهيزا وذلك لوقوف الادارة الامريكية ورائها من خلال البرنامج المتفق عليه مع الحكومة التونسية في مقاومة الارهاب في العالم ولا ينفي أمام العام والخاص عن نجاعة وقدرة هذه النخبة من الطلائع وان فرقته لا تزال حديثة الولادة ولا تضاهي قدرات الوحدة المختصة فنيا وتكتيكيا وعمليا.
وفي سنة 1986 قامت الإدارة العامة للحرس الوطني تحت قيادة مديرها العام الحبيب عمار بتعيين عدد من نخبة الطلائع للقيام بمهمة حساسة وشديدة الخطورة وهي حماية أسطول الطائرات التونسية توقيا من عمليات إرهابية تقوم بها جهات معينة بعد تحويل وجهتها وفي نفس الوقت وقع تعيين فريق آخر من نخبة الطلائع للقيام بدوريات أمنية حساسة داخل حزام تونس الكبرى تحت قيادة كاتب الدولة للأمن الوطني زين العابدين بن على وعند ظهور هذه النخبة من طلائع الحرس الوطني علنا في العاصمة التونسية وفي واضح النهار سال الكثير من الحبر في الصحف المحلية عن هذه النخبة أين تركت طابعا وبصمات على طريقة الأفلام الأمريكية المعروفة في مقاومة الجريمة .
في نفس السنة حل وفد من المشرفين الأمريكيين على برنامج مقاومة الإرهاب الخاص بهذه النخبة ...وكانت المفاجئة الكبرى أين تساءل الوفد الأجنبي عن عدم وجود هذه النخبة وخاصة عدم التزام الحكومة التونسية بالاتفاق المبرم بينهما وخاصة أن الاتفاق ينص وان هذه النخبة مختصة في مقاومة الإرهاب ولا تتدخل إلا في الحالات القصوى ولا يمكن استعمالها للأمن عام وهذا يخل بالاتفاق عندها وجدت الإدارة العامة للحرس الوطني مجبرة على استدعاء جميع أفراد الطلائع من مهام حماية الطائرات التونسية والبقية الأخرى التي تعمل باحواز تونس وعلنا وتحت قيادة كاتب الدولة للداخلية وتم الاتفاق على تكوين نخبة أخرى ضمن برنامج تدريب سريع اين تقوم هذه النخبة من الطلائع بالإشراف عليه لتكوين أفراد من الطلائع لكن بدرجة اقل من الأصلية والذين سوف يأخذون مكان الطلائع الأصليين القائمين بمهمة حماية الطائرات والفريق الأخر الذي يقوم حماية تونس الكبرى وبعد فترة ظهر على الساحة الأمنية وخاصة في مراجع نفوذ الحر س الوطني هذه النوعية من الطلائع درجة 1 و 2 للتصدي لكل الأعمال الإجرامية والقيام ببعض خدمات أخرى .
تخلت هذه الوحدة عن تسمية الطلائع لهذه الفرق العاملة بمناطق الحرس الوطني كامل تراب الجمهورية التونسية وتدرجت لتصبح تصبح تحمل الاسم الإداري ...الوحدة المختصة لمقاومة الارهاب.....
وفي الاثناء تتالت بروز الفرق الخاصة على نطاق واسع في عهد الرئيس بن على وخاصة بعد 7 نوفمبر عندما قام بن على بالاطاحة بالزعيم الحبيب بورقيبة باستغلاله الوحدة المختصة للحرس الوطني التي دخلت قصر قرطاج لعزل الزعيم عن العالم الخارجي ومنعه من طلب المساعدة من الدول العظمي للتصدي للانقلابيين ولم يخفي الرئيس السابق زين العابدين بن على تخوفه الشديد من القوات الخاصة وخاصة الوحدة المختصة للحرس الوطني التي استعملها في انجاح الانقلاب للاطاحة بالزعيم وكان مهوسا بتكرار السيناريو الذي قام لينقلب السحر عليه وضده عندها قام بعزل موظفي الحرس الرئاسي عن وزارة الداخلية ليكونوا مستقلين عن أي مسوؤل حكومي لتفادي ما حصل في 7 نوفمبر وبعث ادارة عامة التي سميت بالادارة العامة لامن الرئيس والشخصيات الرسمية وفي صلب هذه الادارة تم بعث فرقة خاصة تشبه الوحدة المختصة لحمايته والتي تكونت على ايادي نخبة الوحدة المختصة للحرس الوطني.
وفي سنة 1990 تم الاتفاق في وزارة الداخلية تحت إشراف وزيرها المرحوم عيد الحميد بالشيخ على أن توكل جميع الأعمال الإرهابية والأشكال المسلحة بعهدة الوحدة المختصة للحرس الوطني والتدخل كامل تراب الجمهورية لحماية مصالح الدولة والوطن وأصبحت القوة الضاربة بوزارة الداخلية لحماية مصالح الدولة الحيوية من كل الأشكال الإرهابية.
سمير الحناشي من مؤسسي وقدامي هذه الوحدة (الدورة الاولى)..