اللغة العربية : ( احدى اللغات السامية وهي لغة امة العرب القديمة العهد الشائعة الذكر التي كانت
تسكن الجزيرة المنسوبة اليها الطرف الغربي من آسيا)
- اول من اطلق عليها هذا الاسم :
اللغة العربية فرع من فصيلة كبيرة يطلق عليها (( اللغات السامية )) واول من اطلق مسمى اللغة
العربية هو المستشرق (( شلوتسر )) اخذ ذلك الاسم من جدول تقسيم الشعوب الموجودة في التوراة ذلك الجدول يرجع لكل الشعوب التي عمرت الارض بعد طوفان نوح الى اولاده الثلاثة : سام - حام – يافث
وتنقسم اللغات السامية الى
- اللغة العربية قبل الاسلام :
هذه اللغة كان لها شان قبل الاسلام كما كان لها بعده اخر قبل ان نعرف شانها الثاني يجدر بنا نعرف شانها الاول .
لقد نشات هذه اللغة ونمت في عهدها الاول _ أي قبل الاسلام _ وهي ما زالت في حجر امها ( اللغة السامية ) أي قبل انفصالها عن اخواتها الكلدانية والعبرانية والفنييقية واآرامية والاكدية بقسميها البابلي والآشوري ثم
الاحريتية التي هي لغة قريش نقوش راس شمرا ..
فحين حاط الساميون بالجزيرة العربية كان لهذه البيئة اثرها في تلوين لسانهم وامداد لغتهم بالكثير مما لم تضمه بيئتهم الاولى التي خلفوها وراءهم كما كان لمن جاوروهم وخالطوهم من امم وشعوب اثر اخر …
واذا كانت الرقعة الجديدة فسيحة ممتدة مختلفة صقعا عن صقع اختلفت لغة هذه القبائل النازحة اليها لغة عن لغة فكان للحجاز لغة واليمن لغة ثم لكل من الحجاز واليمن لغات للانقسام الى قبائل وعشائر وفصائل يضرب بين الكل منها وهاد وجاد ولكل هذه اللغات كلها بالرغم من اختلافها كانت تظل تحت راية واحدة ووحدة جامعة ( اللغة العربية)
- اللغة العربية في ظل الاسلام :
كما احدث الاسلام هذه الاضافة المعنوية الجديدة للتعبير عن معان جديدة او جبها التشريع الجديد واو جبتها العلوم الجديدة التي ظهرت بظهور الاسلام منبثقة منه فلقد امات ظهور الاسلام الفاظ الجاهلية التي كانت تسمى العقائد الجاهلية التي اختفت بظهور الاسلام كما كانت تسمى عبادات ماتت بظهور الاسلام ومن ذلك ( المرباع ) وهو ربع الغنيمة الذي كان ياخذه الرئيس ومن ذلك تسميتهم في الجاهلية لمن لا يحج ( صرورة ) الى غير ذلك من الالفاظ والعبارات الاخرى كثيرة ولكن نكتفي بمَ ذكر … اما عن المصطلحات الادارية التي تبعت ظهور الاسلام ك ( الخليفة والوزارة والكتابة والحجابة ) الى غير ذلك ولم يكن حظ المصطلحات العلمية بقليل ولا سيما بعد اتساع الرقعة الاسلامية واظلت الراية الاسلامية حضارات مختلفة ونقل الى العربية كتب عن لغات اخرى في العلوم والفلسفة والدارسون لهذا والمقتصون له يجدون من تلك المصطلحات جملة كبيرة وفي الحق انه لم يكن ثمة شيء له اثره في اللغة العربية اقوى من الاسلام ولا اظهر ..
فمنذ ان جاء محمد صلى الله عليه وسلم قومه بالقران الكريم منزلا عليه من ربه بلسان عربي مبين كانت تلك الصلة الوثيقة بين اللغة والدين وكتب اللغة العربية ذلك المستقبل العظيم بحصيلته الباهرة فبالاسلام ونزول القران بلسان عربي مبين كانت معجزة الرسول الكريم التي تحدى بها قومه فتبوأت اللغة العربية مكانها بين اللغات الحية واصبحت لغة دين وحضارة معا ثم كتب لتلك اللغة العربية التي محصورة في بيئة لا تعدوها ان تنتشر في بيئات مختلفة وان تجمع تحت رايتها امما كانوا على السنة غير عربية فاصبحوا يتكلمون العربية من اسبانيا الى اواسط آسيا شرقا ولقد حظيت اللغة العربية في اوائل الدولة العباسية باجمل عناية بما يتصل بقواعدها ثم كان العصر الذهبي للادب العربي ولم يزعزع ذلك الانحلال الذي منيت به به الدولة اواخر الدولة العباسية ….
- اثر الاسلام على اللغة العربية واساليبها :
لقد كان لظهور الاسلام اثرا, أي اثر في اللغة العربية واساليبها والفاظها وهذا وهذا لامتلاء نفوس المسلمين بروح القران وغرامهم باسلوبه من هنا كان ظهور الفاظ القران واساليبه في لغة المسلمين شعرا ونثرا وكتابة وخطابة ويمكن التعرف على هذا التاثير في شيئين هما الاسلوب والالفاظ ومن اليسير ملاحظته التغير في الاسلوب فما جاء على السنة الكهنة في الجاهلية وبين ما جرى على السنة خطباء الاسلام
ومجمل الكلام نقول :
- خلد الاسلام اللغة العربية حين نزل القران بلسان عربي مبين وضمن الله تعالى لها الخلود بقوله ( انا نحن نزل الذكر وانا له لحافظون )) الحجر 9 وحفظ القران يستلزم حفظ لغته التي نزل بها .
- اثر الاسلام في لغة العرب انه جعلها لغة عالمية غير مقصورة على اقليم معين يحرص كل مسلم على وجه الارض على تعلمها ليقرأبها القران في صلاته .
- ومن اثره ايضا انه دقق الفاظها وابعدها عن الجفاء والغلظة كما حول اساليبها الى العذوبة والسلاسة .
- نشاة الفصحى :
لقد نشات اللغة العربية المشتركة من مكة وام القرى وبلد الله الحرام لظروف دينية وسياسية واقتصادية
الظروف الدينية فذلك لان بيئة مكة كانت منذ عهود سحيقة قبل الاسلام بيئة مقدسة يفد اليها العرب من كل فج ليحجوا اليها ويؤدي هذا بالطبع الى اجتماع فريق كبير من العرب في هذه البقعة المباركة ويختلطون باهلها ومن هذا الاختلاط ينشا ما يسمى باللغة المشتركة وليس الامر اصطلاحا شعوريا بين القبائل على اختيار لغة معينة كلغة قريش مثلا لغة مشتركة وانما ذلك الامر لا شعوري كما يحدث للريفي الذي يحضر الى المدينة ويعيش فيها مدة مثلا فانه سرعان ما يتاثر باللهجة المدنية قهرا عنه ودون شعور منه. هذه القبائل لم تفد الى مكة للحج والعبادة فقط وانما ليشهدوا كذلك تلك الاسواق التي تقام حول مكة للبيع والشراء وكانت تعقد في تلك الاسواق ندوات ادبية
للخطباء والشعراء ويسمع فيها عيون الشعر وجيد القول كما كانت الحال في سوق عكاظ المشهورة التي كانت تدوم فيها الندوات ما يقرب من الشهرين وفي هذه الاسواق كان اهل مكة يختلطون بالوافدين فيسمعون منهم كما يسمع منهم هؤلاء هناك نبتة البذرة الاولى للغة المشتركة بين هؤلاء القبائل جميعا ونمت وازدهرت بتوالي وفود القبائل الى هذه الاسواق وقد حملت هذه الوفود تلك اللغة المشتركة الى مواطن قبائلها فانتشرت بين انحاء الجزيرة العربية ولكنها لم تنتشر على ما نرجح الا بين الخاصة فقط من ابناء القبائل المختلفة وهم اولئك الشعراء والخطباء وقد ازدهرت هذه اللغة نموا وازدهارا بنزول القران الكريم بها ولسنا نوافق القائلين بان نزول القران هو الذي وحد اللغة واوجد اللغة المشتركة
لان هذه اللغة نمت وازدهرت وكما قلنا قبل نزول القران الكريم بها ولذا تخيرها القران بنزوله ليفهمه جميع الناس في شتى القبائل العربية هذه هو العامل الديني .
وهناك عامل اخر اقتصادي له اهميته في تكوين اللغة المشتركة فان اهل مكة كانوا تجارا ينتقلون بتجارتهم في امكان مختلفة ويرتحلون بها الى اليمن في الشتاء والى الشام في الصيف ولا يستقرون في مكان الا بمقدار الزمن الذي يحدده لهم البيع والشراء والنشاط هذا النشاط التجاري الضخم قد اتاح لهم الغنى والثراء ومن ملك المال واحتضن الدين فقد حقق له سلطان سياسي قوي وكان اكثر حضارة واقوى نفوذا من غيره
ولهذا كله كانت اللهجة القرشية من اقوى اللهجات اثرا في تكوين اللغة العربية الفصحى وتتميز تلك اللغة الفصحى المشتركة بصفات معينة شانها في ذلك شان كل اللغة المشتركة ….
- سبب بقاء العربية :
هذا واذا كان قدَر للغة العربية الفصحى ان تعمر الى الآن لا يعنينا انكماشها حينا وانبساطها حينا آخر ولكن يعنينا انها بقيت الى اليوم وبقي لها ظل ممدود فهذا البقاء اذا امعنا فيه النظر لم نجد ولن نجد سببا الا القرآن الكريم محفوظا الى اليوم وسوف يظل الى يوم البعث قال تعالى : ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )) الحجر آية 9
فالقرآن الكريم هو الذي كان سببا في بقاء اللغة العربية الفصحى اذ ان كل مسلم به مطالب بان يطالعه ويحفظه او يحفظ منه قدرا ولولا القرآن لتشتت اللغة العربية وتجزأت وكانت لغات ولهجات لكل قطر لغته ولهجته كما صارت اليه اللغة اللاتينية بعد ذهاب دولة الرومان فتفرق اهلها امما وطوائف ولم يعد للدولة الرومانية ولا للامة الرومانية وجود بعد ذهاب لغتها اللاتينية ومثل ما حدث للرومان حدث للسريان والانباط في الشام انما عن اللغة العربية فقد حفظها القرآن الكريم فحفظ بها بها التفاهم بين المسلمين كافة في السعودية والكويت والمغرب ومصر والعراق والشام واليمن والشام والسودان ودول الخليج العربي وغيرها ولولا بقاء العربية ببقاء القرآن الكريم
لاصبحت هذه الامة امما ذات ألسنة مختلفة ولهجات متعددة يصعب التفاهم بينها وكان الممكن ان تذوب لغتها في لغة من تسلطوا عليها وهذا لو تم لكان من اليسير اندامجها في غيرها وانسلاخها من الكيان العربي والوحدة العربية فالقرآن الكريم هو الذي أبقى هذه الشعوب أمة واحدة ذات لسان واحد عربي ثم لا ننسى من انضووا تحت لواء الاسلام من شعوب كما هو الحال في باكستان واندونيسيا وايران وتركيا والهند والصين بل في امريكا وروسيا واوروبا واصبح فيهم من يقرأ القرآن بعد أن قرأ العربية. على حين ان النصارى واليهود يقرؤون التوراة والانجيل باللغات التي ترجمت اليها وعلى اية حال فاثر القرآن الكريم في اللغة العربية لا يعد له اثر يقرب منه اثر الى كتاب ديني آخر في لغته التي كتبت بها اذ انه ليست لهذه اللغة الاخرى قدسيتها التي هي للقرآن ثم ليس لها اعجازها كما هو الحال في اللغة العربية فهي لغة تحدى الله سبحانه المعاندين ان يحاكوها ويأتوا بآية او ببعض آية على نمط القرآن الكريم وقبول هذا التحدي لا يتأثر الا اذا كان اللسان العربي الذين تحداهم القرآن ولسان الذين قبلوا التحدي ….
..................
اللغة نظام، ولكل نظام قواعد تحكم بنية مفرداته، وتضبط العلاقات بين مفرداته الصغرى حين تؤلف وحدات (جمل وتراكيب وفقرات). والالتزام بقواعد اللغة في الكتابة ييسر التواصل، كما أن مخالفة قواعد اللغة تسبب حيرة للقارئ، وقد تغير المعنى، وتفسد الأفكار التي تعبر عنها. ولذا عليك أن تلتزم بقواعد اللغة في كتابتك. ونقدم لك هنا بعض الإرشادات الموجزة كي تفيد منها في كتابتك.
قواعد اللغة العربية تقوم على الإعراب الذي يبين مواقع الكلمات في جملها تبعًا للمعنى الذي تمثله في تركيبها. فليس من حق الكاتب أو القارئ أن يرفع المنصوب، أو يجر المرفوع. فالمثال: كَلّفَ الرجلان المهندسَيْنِ بإحضار خريطة المبنى، يوضح أن الذي قام بالتكليف هما الرجلان، وقد طلبا من المهندسيْن إحضار خريطة المبنى. وجاء هذا الفهم من كون (الرجلان) فاعل (والمهندسيْن) مفعول به، وقد جاء الفاعل مرفوعًا بالألف لأنه مثنى (الرجلان)، وجاء المفعول به منصوبًا بالياء لأنه مثنى أيضًا. فإن أخطأ الكاتب في علامات إعراب هذه العبارة، مثل: كَلَّفَ الرجلين المهندسان بإحضار خريطة المبنى، فقد انعكس المعنى، إذ أضحى الفاعل مفعولاً والمفعول فاعلاً، وهو أمر لا يمثل الحقيقة الواقعة. ولتجنب مثل هذه الأخطاء التي تصاحب الاستخدام اللغوي، على الكاتب أن يلتزم قواعد اللغة في كتابته أو تعبيره، وأساس تلك القواعد الإعراب.
الإعراب تغيير يلحق أواخر الكلمة المعربة دلالةً على موقعها الإعرابي وما تمثله في المعنى الكلي لجملتها التي تكون فيها. وللإعراب أنواع أربعة: الرفع والنصب والجر والجزم.
○ الرفع
علامته الأصلية الضمة، وتكون في الاسم المفرد، مثل: الكاتبُ بارعٌ. وفي جمع التكسير، مثل: العلماءُ ورثةُ الأنبياء. وفي جمع المؤنث السالم، مثل: الطبيباتُ يعطفن على الصغار. وفي الفعل المضارع، مثل: الصاروخ ينطلقُ بعد ساعة.
وتنوب عن الضمة علامات فرعية: الألف وتكون في المثنى مثل: جهازا الحاسب جديدان. والواو وتكون في الأسماء الخمسة، مثل: أخوك ذو خلق وعلم. وتكون في جمع المذكر السالم، مثل: المسافرون منتظرون في الميناء. وثبوت النون، ويكون في الأفعال الخمسة، مثل: الطائرتان تخترقان أجواء العدو.
○ النصب
علامته الأصلية الفتحة، وتكون في الاسم المفرد والفعل المضارع، مثل: إن السفينَة لن تبحرَ مادام البحر هائجًا، وفي جمع التكسير، مثل: إن الجنودَ مصممون على الانتصار.
وتنوب عن الفتحة علامات فرعية: الكسرة، وتكون في جمع المؤنث السالم، مثل: «إن الحسناتِ يذهبن السيئاتِ» هود:11. والألف، وتكون في الأسماء الخمسة، مثل: كافأتْ الأسرة أخاك لفوزه. والياء، وتكون في المثنى، مثل: «وهديناه النجدين» البلد: 10. وفي جمع المذكر السالم، مثل: أكرمتْ الدولة المؤتمرينَ. وحذف النون يكون في الأفعال الخمسة، مثل: الفريقان لن يتباريا قبل الموعد المحدد.
○ الجر
علامته الأصلية الكسرة، وتكون في الاسم المفرد، مثل: سررت بالسيارةِ الجديدةِ. وفي جمع التكسير، مثل: الآباء مسؤولون عن أبنائهم.
وتنوب عن الكسرة علامتان فرعيتان: الفتحة، وتكون في الاسم الممنوع من الصرف، مثل: صليت في مساجدَ متعددةٍ. والياء وتكون في المثنى، مثل: مررت عبر طريقينِ مزدحمينِ. وفي جمع المذكر السالم، مثل: بدا التجهم على وجوه المشاهدينَ. وفي الأسماء الخمسة مثل: بكمْ أصلحت سيارةَ أخيك؟.
○ الجزم
علامته الأصلية السكون، وتكون في الفعل المضارع مثل: لا تهملْ عمل يومك. وتنوب عن السكون علامتان فرعيتان، حذف حرف العلة، ويكون في كل فعل مضارع معتل الآخر، مثل: لا تنه عن خلق وتأتي مثله. وحذف النون، ويكون في الأفعال الخمسة، مثل: «إن تنصروا الله ينصركم» محمد: 7.
وليست كل كلمات اللغة تحتمل العلامات الإعرابية الظاهرة، وإنما في اللغة كلمات لا تحتمل العلامة لبنائها مثل: أنتَ مهذب. انظر: الإعراب (المبني). ومن كلمات اللغة ما لا يحتمل العلامة الإعرابية لثقل، ويكون في الاسم المنقوص، مثل: يفصل القاضي في القضية المعروضة عليه. وفي المضارع المعتل بالياء، مثل: يعي المنصت الحديث، وفي المضارع المعتل بالواو مثل: يدعو المدير لاجتماع طارئ. أو تعذر، ويكون في الاسم المقصور مثل: المستشفى تستقبل المرضى باستمرار. وفي المضارع المعتل بالألف مثل: يسعى المصطاف للراحة. أو اشتغال محلها بعلامة أخرى، ويكون في المضاف لياء المتكلم مثل: انكسر قلمي. وفي الأعلام المحكية مثل: أنشدنا تأبط شرًا قصيدة عصماء. وفي المسبوق بحرف جر زائد مثل: ليس المريض بخائف من الجراحة. انظر: الإعراب (التقدير).
وبجانب الإعراب هناك قواعد أساسية أخرى يكثر دورانها في الكتابة والحديث يحسن بالكاتب أن يلمّ بها.
○ المطابقة
اشتراك لفظين في بعض السمات. فالمطابقة تكون في كلمات لا يتمثل فيها الإعراب أصالة، وإنما تطابق كلمات أخرى ذات موقع إعرابي في الجملة.
والمطابقة قد تكون في أمر واحد كالمطابقة في الإعراب، كمطابقة المعطوف للمعطوف عليه، مثل: في الشهر القمري تسعةٌ وعشرون يومًا أو ثلاثون. ومطابقة البدل للمبدل منه مثل: أكل الطفل التفاحة َنصفَها. ومطابقة التوكيد للمؤكد مثل: أقبل الأميرُ نفسُهُ.
والمطابقة قد تكون في أكثر من أمر، كمطابقة الصفة لموصوفها في الإعراب والنوع والعدد، مثل: الخطان المتوازيان لا يلتقيان، فوقع التطابق بين (الخطان، والمتوازيان) فتطابقا في الرفع والتذكير والتثنية.
وقد تكون المطابقة في أمرين: العدد والنوع. كمطابقة الخبر للمبتدأ، مثل: النخلة مثمرة. فالخبر (مثمرة) مفرد لإفراد المبتدأ (النخلة)، ومؤنث لتأنيثه، ومثل: صار المسلمون متحِدينَ. فلا يصح أن تخبر بهذا الخبر عن مفرد أو مثنى، فليس من سلامة اللغة: المسافران متحدون، ولا العكس.
ومن المطابقة في أمرين كذلك مطابقة الحال لصاحبها في النوع والعدد، مثل: وصل الفارس راكبًا. فلا تصح العبارة إن زالت المطابقة: وصل الفارس راكبة (أو راكبين).
ومن أكثر القواعد في الاستخدام اللغوي مطابقة الضمير للاسم الذي يعود عليه، مثل: الرائدان عادا من الفضاء. فلا يجوز في هذه الجملة: الرائدان عاد من الفضاء، أو الرائدان عادوا من الفضاء.
وتبدو المطابقة أكثر وضوحًا في مطابقة الفعل لفاعله من حيث النوع مثل: الرجل سار، فلا يصح: الرجل سارت.
ومراعاة المطابقة وعدمها تكثر في استخدام العدد. فالعددان (1، 2) يطابقان معدودهما مطلقًا، أفردا أو ركبًا أو عطف عليهما، مثل: رأيت سيارة واحدة، ومثل: رأيت أحد عشر كوكبًا. وفي القاعة اثنتان وعشرون نافذة.
أما الأعداد (3-9) فتخالف معدودها، أفردت أو ركبت مع العشرات أو عطف عليها، مثل: في المعرض ثلاثةُ موظفين وثلاث ُعشرة سيارة، وخمسةُ وعشرون زائرًا. والعدد (10) يخالف معدوده ويطابقه، فإن أفرد خالفه وعومل معاملة الأعداد (3-9)، مثل غرست عشرَ نخلات، أما إن ركّب مع الآحاد، فيطابق معدوده مثل: في الكلية اثنتا عشرة قاعة. ومثل: يدير المحل التجاري أربعة عشر موظفًا.
الأعداد (20، 30، 40 - 90) و (100 و1000 ومضاعفاتهما) لا تتأثر بالمطابقة أو عدمها، فهي على صورتها مع معدودها إن كان مذكرًا أو مؤنثًا، مثل: اشتركت في المعركة خمسون دبابة يقودها خمسون جنديًا، ومثل: اشترك في المؤتمر مائة عالم يناقشون مائة مسألة.
هذه أشهر قواعد اللغة في الاستخدام، وإلمام الكاتب بها يساعده كثيرًا في كتابته ومحادثته.
☼ قواعد الإملاء ☼
احرص دائمًا على أن تكون كتابتك مطابقة لقواعد الإملاء؛ فالخطأ الإملائي يفسد المعنى، ويشوه التواصل المكتوب. ونقدم لك هنا أمثلة للرسم الإملائي الصحيح لبعض ما يكثر الخطأ فيه.
○ الهمزة
حرف يقبل الحركات: أَخ، أُخت، إِخوة، وتختلف عن الألف التي تكون دائمًا ساكنة: حاور، خالد. ويختلف رسم الهمزة على الوجه التالي.
أولاً: في أول الكلمة
فرِّق بين همزة الوصل وهمزة القطع في أول الكلمة:
أ- همزة الوصل، تنطق في أول الكلمة ولكنها لا تكتب في مثل ما يلي:
◙ اسمَع، اشكُر (فعل الأمر الثلاثي)
◙ انطَلَق، انطلِق، انطِلاق- استفْهَم، استفهِمْ، استفهام (في الفعل الماضي الخماسي والسداسي، وفعل أمرهما ومصدرهما).
◙ اسم، ابن، ابنة، اسمان، ابنان، ابنتان، اثنان، اثنتان، امرأة، امرؤ (لا تكتب الهمزة في هذه الأسماء)
ب- همزة القطع، تنطق وتكتب دائمًا في مثل الأمثلة التالية:
◙ أَسِف، أسفًا (ماضي الفعل الثلاثي ومصدره)
◙ أحسن، أَحسنْ، إحسان (ماضي الرباعي، وأمره، ومصدره)
◙ أَحمد، أُسامة. إسلام (في كل الأسماء التي ليست مبدوءة بهمزة وصل).
ثانيًا: في وسط الكلام
القاعدة أن الهمزة تكتب تبعًا لقوة حركتها وحركة الحرف الذي قبلها. وأقوى الحركات الكسرة، ويناسبها رسم الهمزة على ياء أو نبرة: بِئر، سُئِل، هُيِّئت. ثم يليها الضمة ويناسبها الواو مثل سؤال ويؤول ثم يليهما الفتحة ويناسبها الألف مثل سأل ويألم… إلخ. وهناك حالات تشذ عن هذه القاعدة وهي:
1- إذا كانت الهمزة في وسط الكلام مفتوحة وقبلها ياء ساكنة كتبت على ياء مثل: سيْئت وهيئة وشيئًا.
2- إذا كانت الهمزة مفتوحة وقبلها ألف كتبت منفردة مثل: إساءة وعباءة وقراءة وواءم وساءل … إلخ.
3- إذا كانت الهمزة مسبوقة بواو ساكنة أو مفتوحة مشددة كُتبت منفردة مثل: سموْءَل وتبوّءَ… إلخ.
4. كلمة مِائة، اصطُلِحَ على زيادة الألف فيها فرقًا بينها وبين كلمات مثل: (منه وفيه وفئة)، وذلك حين كان الخط باليد، وهي الآن جائزة بالوجهين: (مئة) على القاعدة، و (مائة) على الاصطلاح.
ثالثًا: في آخر الكلام
ترسم الهمزة تبعًا لما يناسب الحرف الذي قبلها: نبَأ، تباطؤ، بَرِئ. وثمة حالات لاتخضع لهذه القاعدة:
بَدْء، بُطْء، مِلء تكتب منفردة على السطر إذا كان ما قبلها حرفًا ساكنًا.
عِبْئًا، جرِيئًا تكتب على نبرة إذا كانت منونة بالنصب وقبلها حرف يمكن وصله بها.
بَدْءًا، جزءًا تكتب منفردة على السطر إذا كانت منونة بالنصب وقبلها حرف لا يمكن وصله بها.
ماء، هواء تكتب منفردة على السطر بدون ألف بعدها إذا كان قبلها ألف.
○ فصل الحروف ووصلها
هناك حروف تتصل بغيرها في مواضع معينة، وتنفصل عنها في مواضع أخرى: ممَّن، عمَّن في مثل ما يلي:
استفدت مِمَّن علموني. اُدغمت نون (مِنْ) في ميم (مَنْ) الموصولة.
مِمَّن تشتر أشتر. اُدغمت نون (مِنْ) في ميم (مَنْ) الشرطية.
عمَّن تدافع؟ أُدغمت نون (عَن) في ميم (مَن) الاستفهامية.
فيمَن تضع ثقتك؟ اوصل حرف الجر (في) بـ (مَنْ) الاستفهامية.
عمًَّا حدثتك عمَّا سمعت منه. أدغمت نون (عن) الجارة في (ما) الموصولة.
علام: عَلام هذه الضجة؟ اوصل حرف الجر (على) بـ (ما) الاستفهامية وحذفت ألف ما.
إلام: إلام الخلف بينكموا إلام؟ اوصل حرف الجر (إلى) بـ (ما) الاستفهامية وحذفت ألف ما.
حتّام: حتَّام انتظرك؟ اوصل حرف الجر (حتى) بـ (ما) الاستفهامية وحذفت ألف ما.
كلّما: كلّما قرأت في الموسوعة العربية العالمية زادت معرفتي. اتصلت (كل) المنصوبة على الظرفية بـ (ما)
كلُ ما: كل ما قلت يحتاج إلى مراجعة (كل) ليست ظرفًا منصوبًا فتفصل عن ما.
إلاَّ: إلا تنصروه فقد نصره الله. (إن) الشرطية دخلت على (لا) النافية واُدغمت النون في لام (لا).
ألاَّ: أود ألاَّ تتأخر. وقعت (لا) النافية بعد (أن) الناصبة للفعل فاُدغمت النون باللام.
أَنْ لا: أشهد أن لا إله إلا الله. إذا دخلت (أن) المخففة على (لا) النافية وتلاهما اسم، يكتبان منفصلتين.
لئلا: اعملوا لِئلا تندموا. دخلت اللام على (أن) الناصبة وتلتهما (لا) النافية فاتصلت الحروف في كلمة واحدة: لئلا
لَئن: لئن شكرتم لأزيدنكم. إذا سبقت اللام الموطِّئة للقَسَم (إنْ) الشرطية توصل بها وتكتب الهمزة على ياء.
حينئذ: أنجِز عملك، وحينئذٍ تكون أديِتَ واجبك. إذا دخل اسم الزمان (حين) على (إذ) المنونة كتبا متصلين ومثل (حين) ساعة، وقت، عند.
○ التاء المربوطة والمبسوطة (المفتوحة)
التاء المربوطة هي التي يصح الوقوف عليها نطقًا بالهاء: جامعة، موسوعة، فريدة، دُعاة، كَتبة. وإذا اتصلت تاء التأنيث المربوطة بالضمير تكتب مبسوطة: جامعتنا، دُعاتهم.
أما التاء المبسوطة فهي التي يصح الوقوف عليها في النطق ساكنة: بنت، لغات، موسوعات. وهي كذلك تاء التأنيث التي تلحق الفعل الماضي: كتبتْ، قامتْ. وهي أيضًا تاء الفاعل (تاء المتكلم وتاء المخاطب، وتاء المخاطبة) إذا أسند إليها الفعل الماضي: عَلِمتُ، علمتَ، علمتِ.
○ الألف المتطرفة:
في الأفعال:
أ- دعا، سعى في الأفعال الثلاثية: تكتب ألفًا إذا كان أصلها الواو: دعا (دعوت)، وياء بدون نقطتين (ألفًا مقصورة) إذا كان أصلها الياء: سعى (سعيت).
ب- أعطى، استوى (تكتب ياء في الأفعال غير الثلاثية دائمًا إلا إذا سبقتها ياء فتكتب ألفًا: استحيا.
في الأسماء:
تكتب في الأسماء الثلاثية ألفًا إن كان أصلها الواو: عصا عصوان، وياء إن كان أصلها الياء: فتى فتيان.
فإن زادت حروف الاسم عن ثلاثة تكتب الألف ياء: مصطفى، مرتجى، منتهى كما تكتب ألفًا في كل الأسماء الأجنبية: ألمانيا، هولندا، بلجيكا.
اسمه يحيى، يحيا العدل الاجتماعي (تكتب في الأسماء ياء «يحيى» للتفريق بينه وبين الفعل «يحيا»).
○ حذف الحروف وزيادتها
في بسم الله الرحمن الرحيم تحذف الألف من كلمة اسم في البسملة فقط، وتبقى فيما عداها: باسم الشعب
هذا، هذه، لكن، هؤلاء. تحذف الألف بعد الحرف الأول في كل كلمة من هذه الكلمات.
وتحذف الألف في بعض الكلمات الأخرى المتعارف عليها مثل: الرحمن، السموات.
محمد بن عبدالله، (تحذف الألف من كلمة ابن إذا وقعت بين اسمين، وتبقى الألف إن جاءت في أول السطر.
كتبوا، اكتبوا، لم يكتبوا: تزاد ألف بعد واو الجماعة في الماضي والمضارع والأمر للتفريق بينها وبين واو جمع المذكر السالم المضاف: مدرسو التعليم الثانوي، وبين الواو التي هي جزء في بنية الكلمة: يدعو، أرجو.
عمرو بن العاص زيدت واو في عمرو.
☼ علامات الترقيم ☼
التزم في كتابتك بعلامات الترقيم؛ لتساعد من يقرأ كتابتك على الفهم. ونقدم لك هنا علامات الترقيم، والمواضع الصحيحة لاستخدامها.
1- النقطة (.)
توضع بعد الجملة كاملة المعنى: لكل مقال عنوان.
2- الفاصلة (،)
توضع بين الجمل التي يتألف منها كلام مفيد: الكاتب الجيد يضع خطة لموضوعه، ويقرأ عنه في مصادر مختلفة. كما تكتب بين أقسام الشيء: عناصر الموضوع هي: المقدمة، والمتن، والخاتمة.
3- الفاصلة المنقوطة (؛)
توضع لتدل على ارتباط الجملة التي بعدها بالجملة التي قبلها: لا يهمني كم العمل الذي أنجزته؛ بل يهمني حجم العمل ونوعه معًا. وتوضع بين كل جملتين تكون إحداهما سببًا للأخرى: كتابتك جيدة؛ فقد التزمت بقواعد النحو والإملاء.
4- النقطتان (:)
توضعان بين المجمل وتفاصيله أو أقسامه: يتكون التعليم قبل الجامعي من ثلاث مراحل: الابتدائي والمتوسط (الإعدادي) والثانوي. كما توضع بعد القول. قلت له: اذهب إلى المكتبة، وراجع الفهرس.
5- علامة الاستفهام (؟)
توضع بعد الجمل الاستفهامية: كم عمر أخيك؟ متى يزورنا؟
6- علامة التعجب (!)
توضع بعد الجمل التي تعبر عن الفرح أو الحزن أو التعجب أو الدهشة: ما أجمل لقاء الأصدقاء! وما أبشع جريمة قتل الناس!
7- علامة التنصيص (« »)
توضع لتدل على كلام اقتبس بنصه: قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه «البينة على من ادعى واليمين على من أنكر».
8- القوسان ( )
يوضعان للدلالة على عبارة تفصيلية: التواصل اللفظي (الشفوي والكتابي) من أهم خصائص الإنسان.
9- الشرطة (-)
توضع بعد الأرقام: علامات الترقيم المذكورة في الموسوعة العربية العالمية اثنتا عشرة: 1- النقطة 2- الفاصلة 3- الفاصلة المنقوطة وهكذا. كما توضع بين ركني الجملة إذا طال الركن الأول: إن الكاتب الذي يؤمن بأهمية التواصل في حياة البشر- يجب أن يكون أمينًا في عرض المعلومات.
10- الشرطتان (- -)
توضعان للدلالة على أن الجملة التي بينهما معترضة: علينا- نحن العرب- أن نقوم بجهود مشتركة في كل مجالات الحياة.
11- ثلاث نقاط (…)
توضع للدلالة على أن في الكلام جزءًا محذوفًا لأنه سبقت الإشارة إليه، أو لأنه غير مهم في سياق ما يكتب عنه، أو لأن القارئ يدركه بالبداهة.
12- المعقوفان ( [ ] )
ويشيران إلى أن ما بينهما إضافة من عند الكاتب إلى نص مقتبس حرفيًا، أو للدلالة على وجود خطأ ما فيما وضع بينهما.
...............
ختلف القائمون على اللغة العربية فى عدد الكلمات فهناك من قام بها حسابيا حسب عدد الجذور و اقترح أنها تضم اكثر من 90 مليون كلمة لأن جذور اللغة العربية فى الثلاثى فقط عددها 8600 جذر لُغوى وذلك حسب الإحصائية الموجودة فى قاموس تاج العروس و هناك من قام بها افتراضا مثل الخليل بن أحمد بإعتبار أن لديك 28 حرف فإذا كل حرف تعامل مع بقية الحروف فقدر أن اللغة العربية في جذورها لا بد أن لا تقل عن 120 مليون كلمة و هناك من قال أنها 12 مليون و 300 ألف كلمة.
إنما الأمر المؤكد أن عدد جذور اللغة العربية أكثر من 12 ألف جذر حسب معجم التاج و لكن لا تقاس الكلمات فقط بالجذر فهناك المشتقات و معنى الجذر أى أصل الكلمة مثل كلمة ن ا م فبعض مشتقاتها كالتالى نوم - نام - ينام - نيام و هكذا إلى أخره
................
لا نغالي إذا قلنا أن إنطلاقة اللغة العربية كان من منابع أجواء جنوب الجزيرة العربية ومن اليمن بشكل خاص.
وهنا يداهمنا الظن ويساورنا التساؤل: كيف تسنى للغة الجنوب فيما بعد أن تستحوذ على لغة ولهجات مناطق شمال الجزيرة التي تختلف عنها كلياً، ولتصبح بالتالي لهجة إحدى القبائل الشمالية مصدراً أساسياً لعربية اليوم.
وهنا يداهمنا الظن ويساورنا التساؤل: كيف تسنى للغة الجنوب فيما بعد أن تستحوذ على لغة ولهجات مناطق شمال الجزيرة التي تختلف عنها كلياً، ولتصبح بالتالي لهجة إحدى القبائل الشمالية مصدراً أساسياً لعربية اليوم.
ولكي نوفي حق التساؤل أعلاه عادة ما تتراقص في أخيلتنا مؤثرات استحواذ لغة على لغة أخرى بحكم العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها مجتمعة أو منفردة، وأحياناً ما تتحكم في ذلك ظروف البيئة الطبيعية التي تحتمها الأحداث المفاجئة، وهذا ما حصل فعلاً قدر تعلق الأمر بتساؤلنا، حيث أن انهيار سد مأرب الشهير والمعروف بأسم عاصمة المملكة السبئية الثانية(650 ـ 115 ق م) في اليمن، وخرابه إثر السيل العَرِم بين (542 ـ570)، ألحق أضراراً لا حصر لها في المنطقة الجنوبية، غيرت من ظروف الحياة المعيشية من جراء أخطار الفيضانات العارمة وتدميرها شبكات تنظيم الري والأراضي الزراعية ودور السكن. إن هذه الكارثة حَدَت بأعداد كبيرة من سكان قبائل المنطقة للنزوح والهجرة صوب المناطق الشمالية، واستقرت في يثرب ومكة والشام والعراق، حتى قيل عن ذلك (تفرقوا أيدي سبأ). هذا بالإضافة إلى غزوات الأحباش والروم والفرس التي سببت فيما بعد توالي هجرات سكان المنطقة إلى الشمال.
إن هذه الهجرة المباغتة وما تعاقبتها من هجرات بسبب الغزوات لا تعني بأنه من السهولة على تلك القبائل من فرض سيطرتها على المنطقة برمتها بقدر ما تعني الخضوع لمتطلبات الأستقرار وضمان الحياة المعيشية. إلا أنه رغم الظروف السلبية في الحياة المعيشية فأنه حتمت مستلزمات الحاجة على مدى الزمن لتوطيد أواصر التقارب والإختلاط والجوار والمصاهرة. ومما لا شك فيه أن أزمات التنافر والمشاحنات ظلت دائرة إلى فترة ظهور الإسلام عام 622 م ونشوء فكرة أسس الدولة العربية.
ان ما تجدر الإشارة إليه هو إنتشار الديانة اليهودية والمسيحية في المنطقة، وتواجد العرب بعيدين عن هاتين الديانتين وانعزافهم الى الوثنية، حيثأ أَلَّهوا بعض قوى الطبيعة ومن الهتهم الشهيرة مناة الهة الحظ في مكة، واللات وتدعى الربة في الطائف، والعُزَّى أي الزُهرة في قريش، إضافة للحجر الأسود في مكة حيث كانت ُتنصب فوقه الأصنام. ان هذا الأنعزاف الوثني في العهد الجاهلي لم يكن حاجزاً ومانعاً من إقدام جماعات من العرب على اعتناق الديانتين المذكورتين، فقد كان هناك من دان باليهودية في اليمن ويثرب وخيبر، وبالنصرانية في مناطق الجزيرة والعراق والشام، وهناك دلائل عديدة على ذلك الإعتناق.
ومما سبق ذكره يتسنى لنا القول من تواجد لغتين متفاوتتين في منطقة الجزيرة العربية هما الأرامية والعبرية الى جانب العربية التي تأثرت بهما واستعارت منهما العديد من المفردات التي سنأتي على ذكرها فيما بعد.
من هذا المنطلق يسعنا القول: ان العربية أحدث لغة من حيث المنشأ والتاريخ بين مجموعة اللغات السامية، وتُعَد أغلبها وسعاً وانتشاراً، قياساً بأختيها الآنفتي الذكر رغم انتمائهن جميعاً لذات الآرومة.
.