رأت دراسة جديدة لما يسمى بـ “معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي”، أن
تهديدات رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني بإمطار الدولة العبرية
بالصواريخ في حال تم الاعتداء على سورية، بأنها خطوة تصعيدية أخرى من
المحاولات الإيرانية أخرى لردع الغرب ودولة الاحتلال من القيام بتوجيه ضربة
عسكرية للجمهورية الإسلامية في إيران، لافتةً إلى أن طهران تُلمح إلى أنها
ستُمطر تل أبيب بالصواريخ عبر حلفائها في المنطقة، سورية، حزب الله
اللبناني وحركة حماس الفلسطينية .
وشككت الدراسة في أن تنضم إيران إلى المجهود الحربي لمساعدة سورية، وفي
المقابل، قال معدا الدراسة يورام شفايتسر وعوز غيرتنر، إن حزب الله، الذي
يقيم علاقات إستراتيجية واسعة مع الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يعاني من
هجمة تنديد عربية وإقليمية ودولية، قد أعلن على الملأ أنه يؤيد خطوات
النظام السوري في إخماد الاحتجاجات التي تعم سورية، وبالتالي اذا إتخذت
إيران، قرارا بمساعدة سورية عسكريًا سينضم الحزب أوتوماتيكيا إليها،
وللتدليل على ذلك، قالت الدراسة إن أقوال نصرالهن الأخيرة ضد من قام بخطف
المواطنين اللبنانيين وتهديدهم بالحرب، تؤكد صحة التوجه لحزب الله، كما أن
الأمين العام للحزب كان قد هدد “إسرائيل” خلال الاحتفال بإعادة إعمار
الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت، في شهر أيار الماضي، وأيضا في الذكرى
الـ12 لانسحاب إسرائيل من لبنان، كما أنه افتخر وتباهى بالترسانة العسكرية
التي يملكها الحزب، وبقدرته على ضرب كل مكان في إسرائيل، بما في ذلك تل
أبيب .
ولفتت الدراسة إلى أنه وفق تقديرات المخابرات الصهيونية فإن ترسانة حزب
الله العسكرية تشمل 60 ألف صاروخ، القادرة على إحداث أضرار واسعة النطاق في
الكيان، لأنها متطورة جدا ودقيقة للغاية، بالإضافة إلى ذلك، قالت الدراسة
إن حزب الله قام بنشر الصواريخ والمقذوفات في أكثر من 160 قرية لبنانية في
الجنوب، وخبأها تحت الأرض، الأمر الذي يجعل من الصعب استهدافها، على حد
تعبير الدراسة .
ولكن، أضافت الدراسة، على الرغم من تصريحات نصر الله بأنه ماض في
الاستعداد للمواجهة القادمة مع الكيان، فإن السواد الأعظم من المواطنين
اللبنانيين يتحفظون من جولة حرب أخرى، وذلك إثر انسحاب الكيان الكامل من
لبنان والإعتراف الدولي بذلك، علاوة على أن المواطنين يخشون الثمن
الاقتصادي الذي سيدفعونه، كما حدث عقب حرب لبنان الثانية، والتي انجر إليها
اللبنانيون بسبب حزب الله .
وأكدت الدراسة أيضًا على أنه بات واضحا الآن، أنه في المواجهة القادمة
ستتعرض الدولة العبرية إلى خسائر كبيرة، خصوصا في العمق بسبب الصواريخ،
ولكن بالمقابل فإن رد الفعل الصهيوني سيكون قاسيًا جدًا، ويقضي على البنية
التحتية للدولة اللبنانية، وليس فقط بالأهداف الحيوية التابعة لحزب الله،
كما أن اللبنانيين يعرفون جيدًا، بحسب الدراسة، بأن الثمن الاقتصادي الذي
سيدفعونه في الحرب القادمة سيكون كبيرا جدا، مقارنة بالثمن الذي دفعوه في
حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006، بالإضافة إلى أن الحرب ستؤدي إلى
زعزعة الحلية السياسية في لبنان، والتي تُعاني من الآن من توتر شديد .
وزعمت الدراسة أن الأزمة في سورية تثير الفتن بين السنة، الذين يؤيدون
ما يُطلق عليها بالثورة السورية وبين الشيعة في لبنان، الذين يؤيدون خطوات
نظام الرئيس الأسد، على حد قول الدراسة الإسرائيلية .
علاوة على ذلك، وعلى الرغم من أن ترسانة حزب الله العسكرية تضاعفت ست
مرات عما كانت عليه في حرب 2006، فإنه يُعاني من صورة سلبية جدًا لدى الرأي
العام اللبناني، فبالإضافة إلى دعمه لبشار الأسد الدموي، على حد قول معدي
الدراسة، فإن قرار المحكمة الدولية التي أدانت عددًا من كبار مسؤوليه
بالتورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، ومحاولاته
لاغتيال شخصيات أخرى معارضة له تُعتبر وصمة عار في جبينه، كما أن حزب الله،
نوهت الدراسة، دعم ما يُسمى بالربيع العربي، ولكنه اتخذ موقفًا مغايرًا
بالنسبة لسورية، الأمر الذي يقطع الشك باليقين بأنه يتخذ المواقف بناءً على
مصالحة فقط، كما أن موقفه من الأحداث في سورية، كشفت النقاب عن أن حزب
الله هو مقاول ثانوي لدول أجنبية، وهذا الأمر يُسبب الأضرار للمصالح
اللبنانية، ولفتت الدراسة أيضًا إلى تهديدات قائد اللواء الشمالي في جيش
العدو الإسرائيلي، الجنرال يائير غولان، الذي هدد مؤخرًا باستهداف كل لبنان
في حال نشوب حرب مع حزب الله .
وخلصت الدراسة إلى القول إنه على الرغم من تحفظات اللبنانيين وعلى الرغم
من التقديرات الإسرائيلية بأن حزب الله لن يُقدم على مواجهة أخرى وجديدة
مع الدولة العبرية بسبب الثمن الباهظ الذي سيدفعه لبنان، فإن اعتماده الكلي
على إيران، وتدخل ضباط الحرس الثوري الإيراني في الجناح العسكري للحزب، لن
يتركا للأمين العام للحزب مفرا، وعندما سيتقلى الأمر من طهران، بمهاجمة
دولة الاحتلال، من أجل المصالح الإيرانية والسورية، فإنه سيفعل ذلك،
وبالتالي فإنه من غير المستبعد بالمرة أن يقود نصر الله المنطقة برمتها إلى
حرب شاملة، ستكون نتائجها مدمرة وغير متوقعة للبنان وللبنانيين، كما صرح
في مرات عديدة الكثير من المسؤولين الأمنيين والسياسيين الإسرائيليين، كما
زعمت الدراسة أن الشعب اللبناني ربات رهينة لحزب الله، الذي يُمثل الأهداف
الإيرانية والسورية ويعمل على تحقيقها، على حد تعبيرها .
المصدر